“كح! ، كح! “
“هل أنتِ بخير ، إنري؟.”
ابتسم كايل بلطف ، و حاجباه مائلان للأسفل، وناولني منديلًا.
منديل؟ لقد كنتُ في حالة ارتباك، محاولةً فهم معنى السؤال الذي طرحه.
إلى أي مدى تم اكتشاف أمري؟.
هل اكتشف زيارتي لنقابة المعلومات؟ ، أم السوق الليلي الذي زرته مع تريستان؟.
“أنتِ تسعلين كثيرًا أثناء الطعام. قد يكون من الجيد أن نطلب من الطاهي أن ينتبه أكثر.”
“لا، الأمر ليس بسبب الطعام.”
بل لأنك تستمر في طرح أسئلة صعبة وأنا آكل!.
أخيرًا أخذت المنديل، مسحت فمي وعضضت شفتي.
لنحاول التظاهر بعدم الفهم الآن.
“لا أفهم ما تعنيه بالخروج. لم أتحرك من السرير طوال الليل.”
“بالطبع، لأنكِ كنتِ مشغولة بالتجول هنا.”
هاه؟.
رفعت رأسي، حيث اتخذت المحادثة منعطفًا غير متوقع.
“ألم تأتِ إلى أحلامي قبيل الفجر، إنري؟”
<نقر، نقر.>
أصابعه الطويلة المستقيمة كانت تطرق على جبهتي المكشوفة بوضوح.
نظر إليّ بمرح كما لو أن روحي قد تلاشت، ثم انفجر بالضحك.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لأفهم أنني قد وقعت في الفخ.
مرّت بي مشاعر الراحة لعدم اكتشاف الأمر، ثم الإحراج على التوالي.
“يا لك من… ثعلب…”
“ماذا قلتِ للتو؟”
“في المرة القادمة التي أظهر فيها في حلمك، أود أن أهديك كستناء بالعسل.”
هذا الرجل الغامض، حقًا لا أعرف ما الذي يفكر فيه.
ضيّقت عيناي وأنا أنظر إليه، ثم حولت بصري وسألته:
“دعنا نستمع للقصة. كيف ظهرت في حلمك؟.”
“حسنًا، هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين سماعها؟ الجو لا يزال مشرقًا….”
“ماذا تعني؟ لم أرَ أشخاصًا مثلك من قبل!”
“اوه، أنا أمزح فقط.”
بعينين تشيران إلى أنني شخص غير معقول، رفع كايل يديه وكأنه يستسلم.
كنت أعلم أنها مزحة على أي حال.
لم أرغب في فقدان أعصابي، حتى لو كان ذلك لأن قلبي كاد أن يسقط في الصباح.
وبينما كنت أقضم قطعة خبز بحدة، سمعت صوتًا عاليًا. بدا وكأنه يأتي من خارج النافذة.
سألت، متفاجئة من الضجيج في منزل الكونت الذي كان دائمًا هادئًا بشكل غريب.
“ما الأمر؟ إنه صاخب بالخارج.”
“لقد كان هناك ضجيج أزعجكِ منذ الصباح. إنها غلطتي.”
“لا، لا بأس.”
وضع فنجان الشاي وتحدث بهدوء:
“تجري الآن أعمال إصلاح للجدار الخارجي. أمرت بأن تكون تعبئة الشقوق أولوية قصوى.”
“بف… كحح!”
تفاجأت تمامًا وتوقفت مرة أخرى.
“فجأة…؟”
“اكتشفت ذلك أثناء التدريب الصباحي وأمرت بمعالجته فورًا. إنه أمر مهم يتعلق بالأمان.”
رمشت بعينيّ ونظرت إلى وجهه. لم يكن هناك شيء يُقرأ من تعابيره الهادئة المعتادة.
“لا، صحيح؟”
“هم؟”
أمال رأسه ردًا على سؤالي الغامض. نعم، لو كان قد كشف أمري فعلًا، لكان صرّح بذلك بصوت عالٍ.
‘ إنها صدفة، مجرد صدفة. ‘
بعد أن هدّأت قلبي المذعور، ثبتُّ صوتي وقلت ما كنت أرغب في قوله منذ البداية.
“كايل، هل ستشارك أيضًا في مأدبة الصيد؟”
لسببٍ ما، التزم الصمت قبل أن يُجيب.
“هل أخبرك أحدهم عن المأدبة؟”
“لست غبية فقط لأنني كنت محبوسة في قصر الدوق طوال حياتي. في هذا الوقت، عندما يوشك الصيف على الانتهاء، كان الجميع مشغولين بالتحضير للمأدبة.”
طرحت الموضوع الذي كنت أفكر فيها منذ أن ركبت حصان تريستان بالأمس.
“مارثا التي حضرت المأدبة، جلبت الكثير من الصيد. ومنه كانت تحيك الملابس والأوشحة لترتديها طوال الشتاء.”
“…”
“بالطبع، لم يكن لدي نصيب منها.”
هذه عملية لكسب التعاطف!.
“على الأقل مرة واحدة… أردت أن أرى بعينيّ أرض الصيد الخريفية بأوراقها المتساقطة المتطايرة. حتى لو لم أحلم بأن يُهديني أحدهم الصيد.”
تمتمت بصوتٍ يبدو حزينًا.
“أوه، بالطبع، لا أقصد أنني أريد المشاركة. كما قال والدي، كيف يمكنني الذهاب إلى مكان كهذا وأنا قبيحة؟.”
هذه هي الاستراتيجية التي إستخدمتها مرة عندما حضرت حفلة تنكرية.
لا أعلم إن كانت ستنجح مرة أخرى.
وبينما كان يفكر، سمعت صوت طقطقة قادم من الزجاج في يد كايل.
“…”
توجهت نظراتي مباشرة نحو مصدر الصوت.
إذا قلت المزيد، هل سأصبح مثله؟ كان هناك صوت واضح للكسر، لكن الزجاج بدا سليمًا دون أي شقوق.
“هل سمعت شيئًا للتو؟.”
“ماذا تعنين؟.”
سألني الرجل وكأنه لا يفهم.
“على أي حال، آه. إلى أين وصلنا… هل يمكنني فقط المشاركة في مأدبة الصيد والفوز؟.”
لا، لم أقصد التحدث عن الفوز.
أصبحت خائفة للغاية، ونظرت إلى عيني كايل وسألته.
“م–مارأيك بذالك؟.”
“إذا كان هذا ما تريدينه، فلا تحتاجين إلى طلب إذني أو النظر إليّ، لكن…”
قال كايل وهو يرتسم على وجهه تعبير و كأنه يتخيل شيئًا سيئًا.
“لكن في هذه المأدبة… يجب أن يشارك الدوق الأكبر.”
“يجب أن يشارك؟”
“سيشارك.”
عندما أشرت إلى الجملة الغريبة، رمش كايل مرتين وصحح النهاية.
مهما كان قلقه عليّ، ذلك الرجل السهل يرتكب كل أنواع الأخطاء في كلماته.
“هناك احتمال كبير أنني لن أتمكن من حضور المأدبة بسبب الظروف في ذلك الوقت، إينري.”
“إذًا…”
“إذا واجهتِ مشكلة، لن أكون موجودًا. خاصةً في حفلات الشاي التي تحضرها النساء فقط.”
عدم حضور كايل ومشاركة الدوق الأكبر.
حتى الخطة التي تخطط لها مارثا أصبحت مؤكدة.
لماذا يبدو مستوى الصعوبة هكذا؟ كنت مترددة قليلاً وأعيد النظر في فكرة المشاركة.
“إذا لم تغيري رأيكِ ، فسأجد لكِ مرافقة مناسبة.”
فكرت للحظة ثم سألت.
“سموه الدوقالأكبر… لن يحاول قتلي هذه المرة، أليس كذلك؟”
“نعم؟”
سألني كايل بتعبير بدا عليه بعض الاستغراب.
“شعرت بالخوف عندما التقينا في مأدبة بها الكثير من الناس، لكن هذه المرة ستكون في غابة. غابة لن يعرف أحدٌ حتى إن اختفيت فيها.”
أوه، قلت وأنا أعبس عندما تذكرت حفلة الأقنعة.
“هل الدوق الأكبر هو أكبر مخاوفكِ؟”
هززت رأسي وكأنه سأل أمرًا بديهيًا.
“الدوق الأكبر لن يُشكّل تهديدًا لكِ.”
“كيف تعرف ذلك؟”
تجنب كايل الإجابة ونظر من النافذة. لسبب ما، بدا وكأنه شخص متألم قليلاً. أعتقد أنه يحاول طمأنتي، صحيح؟.
“وبما أننا نتحدث عن هذا، ماذا عن الخروج الآن ولقاء الفرسان؟.”
“فرسان؟”
“إذا وجدتِ شخصًا يُعجبكِ، سأعينه كمرافق لكِ.”
نهض الرجل وقال.
“حتى لو لم تشاركي في مأدبة الصيد، أعتقد أنكِ بحاجة إلى مرافق. لقد كنتُ غير مبالٍ طوال هذا الوقت.”
هذا لا يعني أنك ستعيّن عليّ مراقبة بدلاً من المرافقة.
وقفت وأنا أشعر بعدم الارتياح.
❈❈❈
خرجنا من غرفة الطعام وتوجهنا إلى المنطقة التدريب المشمسة بالخارج. كان الطقس حارًا جدًا للمشي، فعضت شفتي وقلت:
“كيف يمكنهم التدريب في الخارج في مثل هذا اليوم شديد الحرارة.”
“إذا لم يستطيعوا تحمل هذا القدر، فلا يستحقون البقاء هنا.”
فجأة شعرت برغبة في ممازحة ذلك الوجه البارد للرجل الذي نادرًا ما أراه.
“هل كنت تقصدني؟.”
كان على وجه كايل تعبيرٌ حائر وكأنه لم يفهم ما أعنيه.
“أمم، إلى أين يجب أن أذهب إذا لم أستطع تحمل هذا الطقس…”
“إينري؟..ماذا؟ ، لم أقصدكِ أبدًا.”
عندها فقط فهم الرجل ما أعنيه وتحدث بنبرة مستعجلة.
“لقد جرحني ذالك لدرجة أنني شعرت وكأنني لم أعد أستحق البقاء هنا.”
تظاهرت بالبكاء.
استدرت غير مبالية وتظاهرت بمسح دموعي.
في تلك اللحظة، بدا وجه كايل مرتبكًا لدرجة أنه كاد أن يشحب.
“لا. أنا أقصد….”
“إنها مزحة.”
عندها فقط، أتممت انتقامي الصباحي بسخاء.
“تفاجأت؟.”
ابتسم كايل بابتسامة متوترة وغير طبيعية.
“قلبي كاد أن يسقط، لكن لا بأس.”
انفجرت ضاحكةً، مستمتعة بردة فعله النادرة
“الأمر ليس كبيرًا، لماذا تفاجأت هكذا؟ ، أنا لا أفعل ذلك عادةً.”
كنا على وشك الوصول إلى ساحة التدريب. توقف كايل فجأة واتخذ خطوة أقرب. كان طويلًا جدًا لدرجة أن ظله غطى رأسي.
عندما ارتجفت لا إراديًا ونظرت للأعلى، رأيت شفتيه تتحركان ببطء.
“لأنني أحتاجك.”
كان صوتًا خاليًا تمامًا من الضحك.
“…”
كنت فقط أرمش بعينيّ أمام صوته الجاد الذي جعلني أتساءل إن كان اعترافًا.
“القائد، هل أنت هنا؟”
“آه!”
صرخت فجأة عند سماعي الصوت القادم من خلفي.
لف كايل فوراً يده حول كتفي وكأنه يحميني.
“هل أنتِ بخير؟”
“آه نعم….”
كان هناك رجل ضخم يقف في الاتجاه الذي صدر منه الصوت.
كانت عيناه مشوشة وكأنه رأى شيئًا لا يُصدق.
“هل تتجول دون أن تُظهر وجودك؟ خطيبتي شعرت بالخوف.”
“لا، في المرة الماضية، طلبت مني تحديدًا تدريبًا لإخفاء وجودي….”
الرجل الذي كان على وشك قول شيء، أغلق فمه عندما رأى نظرة كايل الحادة. و فورًا انحنى وقال مرحبًا.
“تشرفت بلقائكم. أنا باكوس، نائب قائد فرسان الفجر.”
“تشرفت بلقائك، باكوس.”
بعد إلقاء التحية، نظرت بين الرجل الضخم وكايل.
رفع كايل حاجبيه وانحنى برأسه وكأنه يريد قول شيء.
همست بهدوء في أذنه.
“كايل، هل أنت قائد الفرسان؟.”
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐••
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 25"