لم يكن هذا المحتوى مذكورًا حتى في الرواية الأصلية.
“ماذا قال سمو الدوق الأكبر عندما قدّم لكِ الجوهرة كهدية؟ لا بد أنه اعترف لكِ بحبه أيضًا، أليس كذلك؟.”
‘ عليّ أن أغادر هذا المكان أولًا. ‘
لو استمعتُ أكثر، لشعرت أن رأسي سيصاب بالجنون.
أومأت برأسي بلا روح، ثم ترنحت قليلًا.
لقد أخفى الدوق حقيقة أن إنريكا ساحرة بإحكام شديد.
لذلك كان الناس يعتقدون أنه بسبب ضعفي الجسدي، أبقى في القصر معظم الوقت.
“يا إلهي، آنستي! هل أنتِ بخير؟”
“آه، أعتذر… لقد شعرت بالدوار بعد رحلة طويلة في العربة…”
لم تكن الكونتيسة شخصًا سيئًا، لكنها كانت فضولية أكثر من اللازم.
نظرت إليّ معتذرة بصدق وقالت بأسف:
“أنا آسفة، لقد بالغتُ في أسئلتي مع أنكِ ضعيفة جسديًا.”
تظاهرتُ بأن وجهي شاحب قدر الإمكان وقلتُ لها:
“لا بأس، سيدتي. لكنني أحتاج إلى قليل من الراحة.”
“اذهبي بسرعة للراحة… آه، بالمناسبة…!”
شعرت أنها كانت تود تقول شيئًا آخر من خلفي، لكنني لم أكترث، وسارعت بخطواتي نحو التراس.
“… يا للأسف، كنتُ سأخبرها أن سمو الدوق الأكبر حضر إلى الحفل أيضًا.”
تمتمت الكونتيسة وهي تنظر إلى ظهري البعيد.
“حسنًا، بما أنكما على وشك الزواج، فمن الطبيعي أن تعرفي ذلك. لقد كان فضولًا لا داعي له.”
❈❈❈
إذا كان الخبر قد انتشر بهذا الشكل، فمن المستحيل فسخ الخطوبة!.
خطتي لإقناع الدوق باءت بالفشل حتى قبل أن تبدأ.
ارتسمت على وجهي ملامح الإحباط بينما كنت التجول أمام الشرفة المحجوبة بالستائر.
“لماذا لا أجد الشرفة فارغةً اليوم؟.”
الناس في كل مكان، هنا وهناك.
وبينما كنت أبحث بصعوبة عن مكان يخلو من أي شخص، وجدت أخيرًا بابًا لا يبدو أن أحدًا خلفه.
فتحت الستارة بحذر…
لكنني تفاجأت عندما رأيت رجلاً غريبًا يقف وحده في الداخل.
كان طويل القامة بشكل واضح، ومع ذلك، لم أشعر بأي وجود له من الخارج، مما جعلني أرتبك وأعتذر بسرعة:
“آه، آسفة…”
“يمكنكِ الدخول، لا بأس.”
صوته العميق والمنخفض جعل قدمي تتحرك لا إراديًا كما لو أنني كنت منجذبة إليه بطريقة غامضة.
هل كان صوتُه ساحرًا إلى هذه الدرجة، أم أنني أتوهم؟.
رمشتُ بارتباك، ثم رفعت رأسي لأنظر إليه جيدًا.
لو كان الشتاء إنسانًا، لكان له هذا الوجه تمامًا.
كانت ليلة صيفية عليلة، لكن في هذه الشرفة، شعرت وكأن عاصفة ثلجية قد مرّت للتو.
عيناه العميقتان تخفيان قصة غامضة، أنفه الحاد وشفاهه المتناسقة أعطته مظهرًا حادًا وجذابًا في آنٍ واحد.
كانت وسامته ساحرة إلى حد غير واقعي، وبلغت ذروتها في عينين زرقاوين تتلألآن كأنهما نُحتتا من الجليد.
كنت منشغلة بمراقبة خصلات شعره السوداء تتطاير مع الريح إلى أن…
ابتسم الشتاء في وجهي.
‘ همم… لا يمكن أن يكون شخص بمثل هذه الملامح مجرد شخصية ثانوية. ‘
حالما استعدتُ تركيزي، بدأت في الحذر.
حسنًا، ليس هو البطل ذو الشعر الأشقر والعينين الحمراوين، ولا حتى البطل الثانوي ذو الشعر الفضي.
“أعتذر، لكن ما اسمك؟”
“آه…”
بدت عليه الدهشة للحظة قبل أن يسألني:
“ألا تعرفين من أنا؟”
أومأت برأسي بحذر.
يبدو أنه كان واثقًا تمامًا من أنني أعرفه.
همم… صحيح أنه يتمتع بمظهر مذهل، لكن أليس هذا ثقة زائدة بالنفس؟.
تحولت تعابير وجهه إلى شيء لا يمكنني قراءته، ثم مال برأسه جانبًا.
رفعت رأسي قليلًا في فضول، وعندها فقط، تحركت شفتاه بابتسامة خفيفة وقال:
“أنا…حسنًا،، أنا الكونت بيلبرينغتون.”
اسم لم أسمع به من قبل، بل يبدو كشخصية هامشية تمامًا.
حاولت أن أنبش في ذاكرتي بقلق، بينما كنت ألوم الرسومات التوضيحية التي لم تتضمن سوى الشخصيات الرئيسية.
لو كنت قد رأيت هذا الوجه مسبقًا، لما كنت لأنساه أبدًا!.
“أنا إنريكا من عائلة دوق وينترسور. سررت بلقائك.”
حسنًا، قد لا يكون شخصية من الرواية أصلًا.
تمتمتُ بلا صوت، ثم بدأت أنظر حولي، ليقع بصري على زجاجة خمر وكأسين وُضعا خلف الرجل.
“هل كنتَ تنتظر أحدًا؟”
“من يدري… والآن بعد أن فكرتُ في الأمر، يبدو أنني كنتُ دون أن أدري أنتظرُكِ أنتِ.”
خرجت منه هذه الكلمات المصقولة بسهولة تامة.
ورغم أنني كنتُ أحافظ على حذري، لم أستطع منع نفسي من الضحك.
رجل وسيم، لطيف، وحفل ممتع بالمقدار المناسب… هكذا يجب أن تكون الروايات الرومانسية، أليس كذلك؟.
تحوّل رشفُة واحدة من الشامبانيا إلى زجاجة كاملة في غمضة عين.
عينيه اللطيفتان وكلماته الهادئة بدت وكأنها تمتلك سحرًا قادرًا على تلطيف الأجواء.
كنتُ قد التزمت تمامًا بقواعدي الخاصة للحفاظ على أماني منذ أن أصبحت جزءًا من هذا العالم… لكن في النهاية…
“أنا حقًا لا أريد الزواج!”
“يا للأسف.”
لقد سكرت.
أصبحت أرى أصابعي اثنتين، والقمر اثنين، وحتى هذا الوجه الوسيم رأيته مرتين.
آه… في الواقع، هذا الجزء ليس سيئًا على الإطلاق.
“حتى لو قدّم لي جواهر، فلن أشعر سوى بالعبء! لو كان بإمكاني تجنب الزواج بأي طريقة… لماذا أنا بالتحديد؟!”
بفعل تأثير الخمر، بدأتُ أخيرًا أبوح بما كتمته داخلي ، تلك الاشياء التي لم أستطع أن أخبر بها أحدًا من قبل.
“ما السبب الذي يجعلكِ تكرهين هذا الرجل إلى هذا الحد؟”
سألني بصوت بدا وكأنه يحمل شيئًا من الحرج.
هل كنتُ أعاني من نوبة سكر حادة؟.
بينما كنتُ أراجع حديثنا في ذهني، أدركتُ فجأة أن هناك شيئًا غريبًا في هذه المحادثة.
على عكس جميع النبلاء في القاعة، لم يكن هذا الرجل فضوليًا، لم يشعر بالضجر من حديثي، بل كان لطيفًا معي… لا، لقد كان شديد اللطف معي.
لكن الأمر الأكثر غرابة… أنه لم يُظهر أي اهتمام بالسؤال عن الدوق الأكبر حتى بعدما سمع كلمة “زواج”.
لقد فعلها مجددًا.
لو كان يعرف الدوق الأكبر ، لما قال “ذلك الرجل” بهذه البساطة.
“سيدي الكونت، هل من الممكن أنك لا تعرف هوية خطيبي؟”
“وهل يجدر بي أن أعرف؟”
قال الكونت وهو يغطي فمه بصمت مرتبك، وكأنه يشعر بالخجل من جهله بآخر الأخبار.
لم أستطع تصديق ذلك، لكنني سرعان ما أجبتُ بصوت مفعم بالحيوية:
“لا، لا داعي لذلك! في الواقع، هذا رائع! لقد كنتُ أعاني من كثرة الأسئلة حول هذا الموضوع طوال الحفل.”
لكن… كيف لشخص بمكانة الكونت ألا يكون على علم بالشائعات التي تدور في القاعة؟.
لاحظ نظراتي المتسائلة، لكنه لم يُجب فورًا، بل حرك شفتيه بتعبير غامض قبل أن يقول:
“عدتُ إلى الإمبراطورية مؤخرًا لأسباب تجارية، لذا لم أسمع بالكثير من الأخبار… على أي حال، لنعد إلى الموضوع الذي كنا نتحدث عنه قبل قليل.”
آه… أي موضوع كنا فيه؟.
“إنري، أنا فضولي جدًا لمعرفة السبب الذي يجعلكِ تكرهين خطيبكِ.”
ترددتُ قليلًا، ثم هززت رأسي برفق.
“أنا آسفة، لكن من الصعب حقًا التحدث عن ذلك.”
كيف لي أن أشرح له أنني أعلم مسبقًا أن ذالك الرجل سيقتلني؟.
بالتأكيد سيظن أنني مجنونة أو أعاني من جنون الارتياب.
بدت على الكونت ملامح عدم الاقتناع، فسأل مجددًا:
“هل سمعتِ شائعات سيئة عنه؟ أم أنه كان فظًا معكِ؟”
“أمم…”
اكتفيت بابتسامة مترددة دون إجابة واضحة، مما جعله ينسحب أخيرًا، وكأنه أدرك أنه لن يحصل على إجابة مباشرة.
“لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أنني لا أريد هذا الزواج. هذا الأمر…،حقًا…إنه سر.”
تنفستُ بعمق قبل أن أتابع قائلة:
“إذا لم أجد طريقة للهروب من هذا الزواج، أفكر في الفرار خارج الإمبراطورية…”
“سيدي الكونت؟”
“نعم؟”
“لقد أسقطتَ كأسك.”
رمشتُ بعينيّ في دهشة.
< تحطّم! >
حتى عندما سقط الكأس وتهشّم إلى قطع متناثرة، لم يبدُ أنه أولاه أي اهتمام. بل ظل محدقًا بي.
يا إلهي، يبدو أنه أكثر سُكرًا مني!.
“أنا آسفة، لقد تفوهتُ بكلام غريب.”
“هل لديكِ شخص تحبينه بالفعل؟”
سألني فجأة، مقاطعًا حديثي وكأنه لم يستطع كبح فضوله.
كان صوته هادئًا طوال الوقت، لكن الآن، تسربت إليه نبرة من التوتر.
لماذا يهتم بهذا الأمر إلى هذه الدرجة؟.
نظرتُ إليه باستغراب قبل أن أجيب:
“لا.”
“إذًا، هل الأمر يتعلق بالزواج بحد ذاته؟ ربما لأنكِ لا تؤمنين به؟”
“لا، لا مشكلة لديّ مع الزواج… طالما أنه ليس من ذلك الرجل تحديدًا.”
“لكن، هل حقًا أنتِ مستعدة لفعل أي شيء من أجل تجنب هذا الزواج؟”
رغم أن جسدي كان مثقلًا ، أومأتُ برأسي بقوة عدة مرات.
ثبت نظره عليّ للحظة، ثم ضحك بسخرية غير مفهومة.
“الأمر معقد… مشاعركِ، وهذه الحالة بأكملها. لم أتوقع هذا أبدًا.”
صمت الرجل ذو الشعر الأسود وكأنه غرق في تفكير عميق.
أما أنا، ففي وسط هذا الحفل الصاخب، شعرتُ وكأنني ألقيتُ بعضًا من حملي على شخص آخر لأول مرة…
لم أشعر بالراحة.
لم أكن أنوي البوح بكل شيء، لكن بما أنني قلت ذلك بالفعل، فلا سبيل لاسترجاع كلماتي.
خفضتُ نظري بقليل من الندم.
كنتُ على وشك أن أهمس باعتذار متأخر، ولاكن…
“لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد حل.”
بدا صوته وكأنه جرس إنقاذ يُقرَع في أذني.
شعرتُ بدقات قلبي تتسارع بشدة بينما رفعتُ رأسي ببطء.
كان صوته العميق يتردد بنغمة ثابتة وهو ينطق بكلماته عبر شفتيه المتناسقتين.
“يمكنكِ الزواج.”
“سيدي الكونت، ألم تسمع حديثي للتو…–
“من رجل آخر.”
“ماذا؟”
في تلك اللحظة، هبّت نسمة لطيفة، وحملت معها خصلات شعري الوردية، بينما انعكست عليها عيناه الزرقاوان الصافيتان، اللتان لمعتا برقّة غامضة.
بدا مترددًا للحظة، فعضّ على شفته السفلى قبل أن يتابع بجدية:
“إذا تزوجتِ من رجل آخر قبل حلول ذلك الموعد، فستنتهي المشكلة. لا يوجد قانون في هذه الإمبراطورية يسمح لأحد بأن يطالب بيد امرأة متزوجة.”
زواج عقدي.
كان هذا أحد أكثر المفاهيم شيوعًا في الروايات الرومانسية، لكنني لم أفكر يومًا في خوضه بنفسي.
إذا تزوجتُ بالفعل من شخص آخر…
لم أرسل بعد ردًا رسميًا على طلب الزواج الذي أرسله الدوق.
بالنظر إلى الشائعات المنتشرة الآن، فإن رفض هذا الزواج سيجلب العار على اسم عائلتي، لكن هذا لا يهمني.
ومع ذلك، لم يكن الزواج بلا حب أمرًا يروق لي كثيرًا.
ولكن عندما يكون الموت هو خياري الوحيد المتبقي، فإن أي بديل آخر سيبدو وكأنه نعمة مغرية.
حدّقتُ إليه بفمٍ نصف مفتوح.
‘ واو، هذا الرجل عبقري!. ‘
___________________________________________
•• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐••
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل "2"