“هل أنتِ متأكدة أنه لا بأس إن لم أذهب معكِ؟”
مرّ الوقت بسرعة، وقبل أن أدرك ذلك، حان وقت حضور الحفل التنكري.
“لا تقلق.”
طمأنتُ كايل بثقة.
“علاوة على ذلك، إنه حفل تنكري. إن أمكن، لا داعي للكشف عن هويتي.”
تابعتُ كلامي بينما أراجع خطتي في رأسي.
“حسنًا، هل تعتقد أنني سأكون معروفة للعامة كشخص وقح تخلّى عن الدوق الأكبر، وانخرط في علاقة غرامية مع شخص غريب، بل وعاش معه في مدينة نائية؟”
مجرد التفكير في الشائعات التي سمعتها في آخر مأدبة حضرتها جعلني أرتجف.
شائعة أن الدوق الأكبر مغرم بي!.
“لذلك، أشعر بالعبء لحضور الحفل حاليًا باسم عائلتي.”
“هممم…”
“أوه، بالمناسبة، كايل رجل أعمال، لذا لا بد أنك معتاد على الشائعات بين الناس، أليس كذلك؟ حتى أنك قلت إنك عدت للتو من المأدبة، والآن تعمل هنا.”
“نعم، يمكنكِ قول ذلك.”
“أرني بعض الصحف لاحقًا. خاصةً بين السيدات النبيلات، هذا النوع من الفضائح يحظى بشعبية كبيرة، لذا من المؤكد أنه سيكون مذكورًا في إحدى مجلاتهن.”
“إذا كنتِ مهتمة، فسأصنعها لكِ.”
شعرتُ بشيء غريب، فأغلقتُ فمي وساد الصمت.
“لحظة، هل تقصد أنك تُنتجها؟.”
“قد لا يكون التعبير دقيقًا، لكن يمكنني القول إنني أمتلكها، هاها.”
تأملتُ وجه كايل وهو يجيب بصوت بدا غير طبيعي قليلًا.
في الآونة الأخيرة، كانت الأنوار في مكتبه مضاءة كل صباح. وبما أنه يرتكب أخطاء بسبب التعب، فأعتقد أنه بشر أيضًا في النهاية.
كايل قام بتصفية حلقه وقال:
“أشعر بأنني أضيع وقتكِ للتحضير. سأغادر الآن.”
“أوه، لا بأس لو بقيت أكثر….”
“سآتي لأخذكِ بعد الحفل. لا ترفضي ذلك أيضًا.”
“ههه، حسنًا. أراكَ عندما تنهي كل ما عليك فعله.”
أمال الرجل رأسه قليلًا.
“لقد كنتُ فضوليًا منذ فترة، لذا ما هو هذا الأمر الذي عليكِ فعله بالضبط؟”
تساءلت لماذا لم يطرح هذا السؤال من قبل.
ابتسمتُ بغموض وأغلقتُ فمي. حان الوقت لاستخدام امتيازات الشخص الذي امتلك هذا الجسد.
❈❈❈
“واو، حقًا…”
أنا مرهقة. لدرجة أنني شعرت أنني قد أموت قبل حتى أن أحضر الحفل.
في النهاية، ليس بإمكان الجميع، حتى السيدات النبيلات، تحمل هذا العناء.
لحضور حفل يبدأ في وقت متأخر من المساء، كان يجب أن تبدأ التحضيرات منذ الصباح الباكر.
جربتُ وخلعتُ عشرات الأقنعة، ومسحتُ وأعدتُ تلوين شفتي مرارًا وتكرارًا. لكن بفضل ذلك، كانت النتيجة رائعة.
داخل العربة، التي وصلت بالفعل إلى وجهتها، رفعتُ المرآة وتفحصتُ مظهري للمرة الأخيرة.
الشفاه التي ظهرت تحت القناع المزخرف بالريش الأبيض بدت ممتلئة، والفستان الأحمر الذي أبرز خصري كان جريئًا للغاية.
وبما أنه لم يكن حفلًا رسميًا، فقد كان من المطلوب ارتداء ملابس غير رسمية.
تنفستُ بعمق وبدأتُ في التقدم نحو باب العربة المفتوح.
في كل مرة تلامس قدماي الأرض، كانت خصلات شعري اللامعة كربيع متوهج تتطاير برفق.
‘من الضجة التي حدثت، يبدو أن الأجواء قد نضجت إلى حد ما.’
دخلت القاعة بابتسامة تخفي توتري.
بغض النظر عن كونه حفلًا تنكريًا، هناك دائمًا عدد معين من الأشخاص الذين يجذبون الانتباه.
شعر مشابه، عيون مشابهة، ملابس مشابهة.
لكن وسط هذا، امرأة تحمل هالة غير مألوفة لم يروها من قبل كانت كافية لجذب الأنظار.
الصمت الذي عمّ فجأة.
حافة الفستان الحريري الناعم انزلقت على الأرض، كسرت هذا الصمت.
تسللت نظرات الناس من قمة رأسي حتى أخمص قدمي.
هذه هي المرة الثانية فقط التي أتلقى فيها هذا القدر من الاهتمام في حفلة.
يبدو أنه لا يوجد طريقة للتأقلم مع هذا الموقف حتى أموت. أوه، إنه أمر مرهق.
دخلت بخطى مستقيمة ونظرت حولي دون أن أجعل الأمر واضحًا.
ثم تذكرت مشهدًا من الرواية التي كنتُ أعيش داخلها.
سبب إقامة الحفل الليلة هو تقديم الهدايا الملكية اعترافًا بإنجازات الماركيز.
كان الناس مبهورين بالصيغة الخاصة للحفل التنكري، ويتطلعون للكشف عن الجوائز.
تمامًا عندما كان الجميع بانتظار الجائزة المشهورة، وقع الحادث.
“هاه، لقد اختفت الهدية! لقد سُرقت الهدية!”
بالرغم من أن الإمبراطور قد نقل ملكية الأشياء مع الهدايا، إلا أن الإهمال في حمايتها يُعتبر جريمة جسيمة.
في النهاية، انهارت أجواء الحفل تمامًا.
“ماركيزة ، ما الذي يحدث هنا بحق السماء؟”
“حسنًا، إن مسؤولية الاعتناء بالمقتنيات تقع على عاتق المضيفة…”
بينما تتجه الأنظار نحو الماركيز، يضع زوجته بوقاحة في المقدمة ويهرب من الموقف.
وفي تلك اللحظة…
“إنه صاخب للغاية ، الأجواء تحطمت تمامًا.”
“واو، جلالتك؟”
كان البطل والبطلة يحضران الحفل التنكري سرًا للاستمتاع بلقاء خاص. ولكن عندما اندلعت الفوضى أثناء موعدهما، غضب البطل وخلع قناعه في نوبة غضب كاشفًا عن هويته.
“مع شروق الشمس، سيتم التحقيق مع المتورطين ومعاقبتهم بشدة.”
وحاول استخدام سلطته لإصلاح الموقف، ولكن…
“لا، جلالتك! إذا حدث ذلك، فسأشعر بالأسف على الماركيزة، لذا أرجوك اصفح عنها.”
البطلة الطيبة توقفه بعذر سخيف.
“هاها، أعتقد ذلك؟”
ثم يقبل الأمير ضعيف الإرادة الطلب، مما يرسخ في أذهان الجميع مدى حبه للبطلة.
وفي النهاية، تتأثر الماركيزة باللطف الذي أبدته البطلة وتنذر بولائها لها.
هذا هو السبب الذي جعل قرّاء هذه الرواية يعشقون الشرير بدلاً من البطل والبطلة.
‘يا له من حب مخجل، ولو كنتُ مكانها، لَصُدمتُ بحقيقة أن مثل هذا الأحمق مرشح ليكون الإمبراطور القادم، وبدأتُ فورًا في تجهيز أوراق الطلاق.’
وما الذي يجعل الماركيزة مخلصة لهذه الدرجة لمجرد أن الفتاة بجانبها حاولت إيقاف العقوبة قليلًا؟.
للمعلومية، كان هذا انطباعي عند قراءتها لأول مرة.
على أي حال، كان عليّ منع هذه الكارثة بسرعة.
أمسكتُ بكأس صغير من النبيذ وتوجهتُ نحو الجدار.
اقترب مني بعض الشبان محاولين التحدث معي، لكنني لوّحتُ لهم بيدي مبتعدة.
لم يكن الوقت مناسبًا، بالإضافة إلى أنني خرجتُ للتو ورأيتُ رجلًا وسيمًا جعل عينيّ تلمعان!.
لا يوجد سبب للتحدث مع هؤلاء الحمقى.
مرّت 20 دقيقة بسرعة بينما كنتُ أرتشف الكحول الخفيفة.
وبينما كنتُ أراقب أجواء القاعة وأُلوّح بمروحتي، بدأ يظهر في عينيّ يقينٌ واضح.
‘تلك السيدة هي الماركيزة دايك.’
بالرغم من ارتدائها قناعًا مثل الجميع، إلا أنها كانت مشغولة بالتجول وحدها وإعطاء الأوامر للخادمات.
الشخص الوحيد هنا الذي يمكنه فعل ذلك هو المضيفة، الماركيزة.
ألقيتُ نظرة خاطفة عليها واستغليتُ المساحة الفارغة بجانبها لأقترب.
“مرحبًا، سيدتي. إنه لشرف لي أن أحضر حفلاً ممتعًا كهذا.”
“… شكرًا على الإطراء.”
بدت منزعجة قليلًا، كما لو أنها أدركت أنني كنت أراقبها.
كانت الماركيزة تقترب من الأربعين. نادرًا ما تتحدث شابة مثلي إليها أولًا في قاعة رقص كهذه.
لم يكن هناك داعٍ لإضاعة الوقت، لذا دخلتُ في صلب الموضوع مباشرة.
“سيكون من المؤسف أن تنكسر هذه الأجواء الجيدة بهذه السرعة.”
“…”
ما إن أنهيتُ كلامي حتى نظرت إليّ الماركيزة بنظرة باردة وحذرة.
“من فضلك، لا تسيئي فهمي واستمعي لي. هل قمتِ بفحص حالة الإمدادات التي سيتم تسليمها قريبًا؟”
ومض الغضب في عينيها للحظة، لكنها سرعان ما تظاهرت بالهدوء وتحدثت بصوت منخفض.
“أتساءل ما الغاية من هذا السؤال. هل تشككين في طريقة الماركيز في إدارة الأمور الآن؟”
“لن أعتذر. بل ستشكرينني قريبًا.”
كانت شخصية الماركيزة أقوى مما توقعت. حرصتُ على ألا أُظهر أي علامة تدل على تراجعي.
“لستِ مضطرة لتصديقي. ولكن لو كنتُ مكانك، على الأقل كنتُ سأتصرف وكأنني أتحقق من الهدية بناءً على نصيحة شخص ما في مثل هذا اليوم.”
حدّقت الماركيزة بي بضع ثوانٍ بعد ذلك.
وعندما التقت نظراتنا بثبات، استدارت فجأة وسارت باتجاه الموظفين.
تنفستُ الصعداء عندما رأيتُها تختفي خلف الحفل. الآن وقد تم إلقاء الطُعم، حان وقت الانتظار.
بعد حوالي عشر دقائق، عادت الماركيزة إلى القاعة.
تقدمت نحوي، حيث كنتُ مستندة إلى الجدار.
بدت مرهقة، وكأنها اكتشفت للتو أن الهدية قد اختفت.
حتى خلف القناع، كان من الواضح أن العرق البارد يتسلل على بشرتها.
“أحتاج أن تتبعيني للحظة.”
كما توقعت، قادتني الماركيزة خارج قاعة الحفل، إلى المخزن القريب.
وبعد أن تأكدت من عدم وجود أحد، سارعت بطرح سؤالها.
“من أنتِ؟ هل لك علاقة باختفاء الهدية؟”
“ليس على الإطلاق، سيدتي. أنا فقط شخص لديه أذن جيدة للاستماع.”
“كيف يمكن لهذا أن يحدث…”
“على أي حال، لن تصدقي شيئًا حتى أكشف عن هويتي، أليس كذلك؟”
خلعتُ قناعي، كاشفة عن ملامح معروفة في الأوساط الاجتماعية. رأيتُ عينيها ترتجفان قليلًا عند رؤية شخص لم تكن تتوقعه إطلاقًا.
“… الابنة الدوقية لعائلة وينترسور؟”
“هذا صحيح. ومن الآن فصاعدًا، سأضمن كلامي باسم عائلتي.”
وضع اسم عائلة وينترسور لم يكن ذا تأثير كبير، لكنه كان أفضل من لا شيء. كنتُ وقحة بما يكفي لاستغلاله!
“ثقي بي. سأجد هديتكِ خلال ساعة واحدة.”
“ألا تعتقدين أنني قد أشك بكِ؟”
“ألا تعلمين لماذا خلعتُ قناعي؟ أنا أقف هنا مستعدة للتخلي عن شرف عائلتي.”
عندما تحدثتُ وكأنني قد راهنتُ بكل شيء، ارتبكت الماركيزة قليلًا.
“حسنًا، سأثق بعائلة الدوق. ولكن لو أن الأمور سارت كما تقولين….”
“ما الذي يمكنكِ فعله لي بالمقابل؟”
قاطعتها، لكنها لم تبدُ منزعجة بعد الآن. بل أجابت بلا تردد.
“أي شيء باسم عائلة دايك.”
أخفيتُ اضطرابي الطفيف وأجبتُ بهدوء.
“رائع. لقد وعدتِني بشيكٍ على بياض.”
ما قالته عن عائلتها كان مختلفًا تمامًا عن استخدامي لاسم عائلة وينترسور المتفككة.
في القصة الأصلية، ألقى الماركيز باللوم على زوجته في سرقة الهدية أمام الجميع. لم يكن سلوكه موثوقًا به أبدًا، خاصة كونه قد عُيّن كزوج لابنة عائلة دايك.
في الأصل، كانت عائلة دايك عائلة نبيلة ذات تقاليد عسكرية عظيمة، حيث أنجبت فرسانًا بارعين على مرّ الأجيال، بما في ذلك الماركيزة نفسها.
بالنسبة لهؤلاء الذين يقدّرون الفروسية، كان الوعد الذي قطعتهُ باسم عائلتي ثقيلًا لدرجة أنه لم يكن مجرد كلمات عابرة.
“إذن، سأراكِ بعد ساعة.”
وبذات العزم، غادرتُ المكان وبدأتُ بالمضي قدمًا.
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 15"