– القزم الأسود. 

الفصل 132

 ‘ما هذا؟’

كان هناك المزيد من متعلقات المالك السابق في المكتب أكثر مما كنت أعتقد.

لن يكون من المبالغة القول إن الصور الفوتوغرافية والرسائل الباهتة في الدرج المغلق كانت كلها من متعلقات المالك السابق.

وفجأة وجدت آنا التي كانت تخرجها واحدة تلو الأخرى وترتبها، صورة فوتوغرافية وتاهت في التفكير. بدت الفتاتان اللتان كانتا تلعبان في الصورة مألوفتين بشكل غريب.

وسرعان ما أدركت آنا التي تفحصتها بعناية أن إحدى الفتاتين هي سيدة ويستنرا وفتحت فمها قليلاً.

وبالنظر إلى ظهر الصورة، كانت الكلمات “إلى إميلي” مكتوبة بخط يد السيدة ويستنرا، وهو خط تعرفه آنا جيداً.

في ظل هذه الظروف، بدا أن اسم الفتاة التي ظهرت في الصورة مع السيدة ويستنرا الشابة هو “إميلي”.

إميلي … … . 

آنا، التي كانت تنظر إلى الفتاتين في الصورة بعينين غريبتين لفترة من الوقت، وضعتها في جيبها وأخذتها معها.

***

“نورا، نورا! علينا العودة إلى المنزل. وجبة أدريان الخفيفة … … آه، ها هي. إنها جاهزة الآن.”

ذهبت آنا ونورا وأدريان إلى الكنيسة مرة أخرى هذا الأسبوع وأحدثوا الكثير من الضوضاء. كانت نورا قد اعتادت على تصرفات آنا الغريبة المعتادة عندما تأتي إلى الكنيسة لدرجة أنها لم تعد تتفاعل معها.

“لماذا الجو بارد جداً في الخارج؟ ريان! حتى لو كان الجو خانقًا، تحمّل. لم يمر وقت طويل منذ أن تعافيت من الحمى.”

لاحظت آنا التي كانت تفتح المعطف للطفل، وهي قلقة من أن يصاب بالبرد مرة أخرى، وتعطيه وجبة خفيفة أحضرتها معها، فجأة أن الهواء حولها قد تغير وأدارت رأسها.

منذ لحظة فقط، كان الجو فوضويًا مع سكان البلدة، لكنه الآن هادئ كالفأر بسبب ظهور شخص ما. لمحت آنا سيباستيان، كبير خدم القصر، يدخل الكنيسة على استحياء ولوحت له.

يبدو أن سيباستيان، الذي كان يحمل نسخة من الكتاب المقدس على استحياء، كان يعرف أن سكان البلدة لا ينظرون إليه بلطف، وعندما لاحظها ارتسمت على وجهه تعابير الارتياح قليلاً.

وعندما جلس سيباستيان على عجل إلى جانب آنا، وقفت السيدة ويستنرا التي كانت تجلس في الجهة المقابلة له بشكل مائل، وانتقلت بسرعة إلى جانب سيباستيان.

كان المعنى واضحًا.

لقد كان تعبيراً ضمنياً أن سيدة ويستنرا ستتدخل وتبذل قصارى جهدها لمساعدته على التأقلم بأمان في القرية.

“كبير الخدم، هل ذهبت إلى الكنيسة كثيراً من قبل؟”

أدرك سيباستيان أن سؤال سيدة ويستنرا لم يكن بدافع الفضول فحسب، بل كان فرصة لتوضيح ما حدث، فأجاب بصوت عالٍ بما يكفي ليسمعه كل من في الكنيسة.

“أوه، نعم، لم أتمكن من زيارتها كثيرًا لأنني كنت مشغولاً، لكنني ما زلت أحاول تقديم احترامي للأم ملبومين كلما كان لدي وقت. هذه هي المرة الأولى لي هنا.”

“نعم، قد يكون هذا هو الحال عندما تكون مشغولًا. من الآن فصاعدًا، عليك فقط أن تكون مجتهدًا وتأتي بانتظام”.

من حين لآخر، كانوا يشعرون بأعين من هنا وهناك تلمحهم من هنا وهناك، لكن الأشخاص الأربعة الجالسين جنبًا إلى جنب على المقعد، باستثناء الطفل أدريان، لم يعيروا أي اهتمام.

بينما كانت آنا تعتني بأدريان، لم تنس مساعدة سيباستيان من وقت لآخر. مستحيل، لكن يبدو أن سيباستيان كان يبدو ملحدًا حقًا لأنه ظل ينظر إلى نسخة الكتاب المقدس ولا يعرف ماذا يفعل.

كانت طريقة جلوسه على المقعد محرجة، وطريقة فتحه لكتابه محرجة، وحتى الهواء من حوله كان محرجًا.

كان مرتبكًا ومتوترًا للغاية، وكأنه شخص لم تطأ قدمه كنيسة من قبل، حتى أن نورا، التي كانت هادئة ومتزنة، لم تستطع إلا أن تقدم له بعض النصائح القلقة.

“سيد سيباستيان، أنت متوتر للغاية. ليس عليك أن تكون كذلك”.

“بما أنها المرة الأولى لك هنا، سيتفهم الجميع إذا ارتكبت أخطاء صغيرة. فقط استرخي.”

أخذت آنا أيضاً نسختها الخاصة من الكتاب المقدس وقرأته على القس، وفتحته على الجزء الذي كان سيعظ به اليوم.

“أوه، نعم. شكراً لك.”

لكن توتره لم يتبدد، وازدادت همسات أهل البلدة من حوله حدة أكثر فأكثر.

فبرد ظهر آنا وهي تفكر في أنه إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإن الشائعات ستنتشر بأن سيباستيان كان ملحداً بسبب سلوكه عندما يأتي إلى الكنيسة.

حتى لو لم أكن أنا، كانت فكرة اندلاع صراع في القرية مرعبة. متى سيأتي القس البديل؟. حدَّقت آنا في المنصة الفارغة، وعبست قليلاً.

لم يكن القس، الذي كان من المفترض أن يقف أمام المنبر يتصفح نسخة قديمة ومهترئة من الكتاب المقدس ويتفقد محتوى قداس اليوم، قد ظهر بعد.

يبدو أنها لم تكن الوحيدة التي وجدت شيئًا غريبًا. أخرجت السيدة ويستنرا أيضاً ساعة جيبها من حضنها وتفحصت الوقت وتمتمت لنفسها.

“يبدو أن القس قد تأخر قليلاً”.

عضت آنا، التي كانت تحني رقبتها لتبحث حول الكنيسة عن القس، على شفتها السفلى في عصبية.

كان ينبغي للقس أن يظهر في أقرب وقت ممكن لتحويل انتباه سكان البلدة عن الغريب، سيباستيان، ولكن يبدو أنه قد أطال النوم اليوم.

ونتيجة لذلك، بدا أن اهتمام سكان البلدة بسيباستيان لم يتضاءل أبدًا.

“القس، هل يتأخر عادةً إلى هذا الحد؟”.

وصل الأمر بسيباستيان، الذي لم يعد يطيق ثرثرة الناس الأحرار، إلى حد أنه سأل بصوت حذر.

“لا، إنه لا يفعل ذلك كثيرًا … … إنه عادة ما يصل قبل 10 دقائق من موعد الخدمة ويستعد مسبقًا”.

السيدة ويستنرا، التي كانت قد نظرت حول إجابته، قدمت اقتراحًا أيضًا مع تعبير جاد على وجهها.

“أعتقد أنني يجب أن أذهب إلى منزل القس. على الرغم من أنه رجل، إلا أنه يعيش بمفرده دون عائلة. إذا حدث شيء ما…”.

“هل أطلب خدمة من السيد جون ميلر؟”.

تركت آنا على الفور أنين أدريان مع نورا ورفعت رقبتها لتنظر حول الكنيسة مرة أخرى بحثًا عن “جون ميلر”.

ولكن ما الذي كان يحدث بحق السماء؟. لم يكن جون ميلر في أي مكان يمكن رؤيته في الكنيسة، التي كانت مكتظة بسكان المدينة.

لم يكن جون وحده، بل حتى والداه اللذان كانا يعيشان معه ويعولانه لم يكونا موجودين في أي مكان.

لم تستطع آنا أن تخفي دهشتها، لأن جون ميلر كان أول من وصل إلى الكنيسة، حيث استيقظ في الفجر الباكر لمرافقة والديه اللذين كانا يواجهان صعوبة في الحركة إلى القداس.

لا يمكن رؤية القس وعائلة ميلر في أي مكان. هل يمكن أن يكون قد حدث شيء ما في القرية؟. قبل أن تنطق آنا بهذا السؤال، كان المدخل الضيق للكنيسة، الذي بدا وكأنه لن يُفتح أبداً، قد فُتح فجأة وبقوة.

كان من الطبيعي أن أهل القرية الذين كانوا يقضون أوقات فراغهم في الكنيسة، نظروا جميعاً في الحال.

لم يكن القس الذي ظهر بينهم غرابًا واحدًا بسبب رداءه الأسود الفريد من نوعه.

مثل الغراب برز القس مع ضوء الشمس القادم من الخارج، بسبب رداء الفريد من نوعه كان مثل غراب يدق جرس إنذار الشؤم، جلب الموت الدموي وصاح دون سابق إنذار.

“ساحرة!”.

لا، لقد كانت تفوح منه رائحة الدم حقًا.

ليس فقط وجهه الشاحب، بل حتى طرف ردائه الأسود كان مبللًا بدماء مجهولة الهوية، تسيل وتترك بقعًا حمراء زاهية على الأرض.

“لقد ظهرت ساحرة في القرية، سحرت الرجال، واشتهت دماءهم، ومزقت قلوبهم!”.

صرخ وهو يرمي شيئًا ما على أهل القرية الذين صُدموا بمظهره المروع.

“هذا هو الدليل!”.

ثم، وبصوت ارتطام، سقط رجل ملطخ بالدماء في وسط الكنيسة، مما أثار صراخ الحشد. لا، لقد كانت جثة رجل.

لا يبدوا على قيد الحياة مع وجود ثقب في منتصف قلبه.

عند هذا المنظر المرعب، فقد معظم الناس صوابهم وتجمعوا على جدران الكنيسة وهم يرتجفون مثل فئران التجارب المحاصرة.

في هذه الأثناء، كان صوت القس مثل البرق.

“هل سنترك الساحرة الشريرة تعيث في قريتنا وتفترس ضحية أخرى؟”.

حدقت آنا في وجه الجثة المشوه لفترة طويلة قبل أن تدرك أنه لم يكن سوى جون ميلر. أصبح الجو مشؤومًا.

ولكن بحلول الوقت الذي لاحظت فيه ذلك، كان الوضع قد خرج عن السيطرة بالفعل لدرجة أنها لم تستطع فعل أي شيء حيال ذلك.

“تلك الساحرة الشريرة!”.

وفي لحظة، بلغ خوف الناس ذروته، ورفع القس الذي كان يحكمهم يده وأشار إلى أحدهم.

أدار الناس المذعورون رؤوسهم في الاتجاه الذي أشار إليه، مثل التلاميذ النجباء. كانت هناك، ممسكة بأدريان، نورا، شاحبة كالثلج.

كانت الساحرة ذات شعر أحمر كالدم، تحدق في القس وعيناها مفتوحتان على اتساعهما، كما لو أنها صعقتها صاعقة وهي واقفة، كانت جميلة وخطيرة لدرجة أنها كانت مخيفة في نفس الوقت.

“كييااااه!”

بينما كانت المرأة المذعورة تصرخ وتهرب من نورا في ذعر، ركض العديد من القرويين الشجعان نحوها وأمسكوا بها.

“أمسكوا به!”.

“ساحرة، ساحرة!”.

لم يكن هناك وقت لمعرفة ما وراء كل هذا.

اندفعت آنا بشكل محموم في طريقها وسط حشد سكان البلدة الغاضبين، محاولة إنقاذ نورا وأدريان. لكن عيون أولئك الذين استهلكهم الجنون لم تستطع رؤية المرأة الصغيرة التي تحاول شق طريقها وسطهم.

حاولت آنا التقدم إلى الأمام، وتعثرت وتعثرت عدة مرات بينما كان الناس يدفعونها هنا وهناك ويؤذون يديها وساقيها، لكن تيار الناس المندفعين نحو نورا كان أشبه بموجة قوية، وتم دفعها إلى الوراء مرة بعد أخرى.

“توقفوا! ماذا تفعلون بحق الجحيم؟”.

أمكن سماع صرخات السيدة ويستنرا المدوية من بعيد، ولكن حتى هذا لم يوقف القرويين المذعورين والغاضبين. حتى أن جسد المرأة العجوز، التي كانت تحاول أن تستقيم على قدميها، دُفعت إلى الوراء بلا حول ولا قوة.

لو لم يمسكها سيباستيان لكانت السيدة العجوز ويستنرا قد سقطت أو داسها الناس، مما تسبب في خسارة كبيرة.

~~~

القش الحيوان ينتقم منها، نورا اجلديهم كلهم

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_