3
الفصل 003
سُحبتُ إلى غرفة الإسعاف في حالة من الذهول.
تبِعني الأشخاص الثلاثة الذين كانوا يراقبونني، خلف الطبيب الذي تقدّمنا في السير. بدت لنا غرفةٌ فسيحة، بيضاء ومضيئة، وُضِع فيها مكتبٌ وعدّة كراسي مُعدّة لجلوس الزوّار.
كان الهواء مشبعًا برائحةٍ باردة من المعقّمات.
الرجل الذي اندفع خارج الغرفة قبل لحظات تقدّم سريعًا وجلس خلف المكتب.
وأشار إلى الداخلين بالجلوس.
“صامويل؟ هل ثمّة خطبٌ ما؟”
جلس الجميع متفرقين على الكراسي، فيما لم تجلس آمي، بل تقدّمت ووقفت بجواري، وطرحت سؤالًا على الرجل الذي يرتدي معطف المختبر.
الرجل، الذي دُعِي بـ صامويل، لوّح بيده بإهمال.
“من الصعب شرح الأمر. ليست هناك مشكلة صحية، سوى أن معدته فارغة تمامًا.”
“إن لم تكن مشكلة صحية، فماذا تكون إذن؟”
عادت آمي لتسأل، متسعة العينين بدهشة.
“لقد خضع لفحص طبي، أليس كذلك؟ إن ظهر شيء في الفحص، فهذا يعني أن ثمّة مشكلة صحية.”
نقطةٌ منطقية تمامًا.
لكن المدهش أن الطبيب هزّ رأسه نافيًا.
“أولًا، أعطوه شيئًا يأكله.”
قال الطبيب بصوتٍ خشن، ولم يرفع عينيه عن الشاشة.
“سأشرح الأمر أثناء عرض الصور. استعدّوا للتواصل مع ييهيون.”
“تعني القائد~؟”
“ستفزعون جميعًا عندما ترون هذا.”
ما الذي يحدث الآن؟
أيّ مصيبةٍ هذه المرّة؟ انتابني القلق وأنا أُصغي إلى الحوار بين صامويل والبقية. كان استيقاظي في مكانٍ غريب لا أذكره أصلًا أمرًا محيّرًا بما يكفي، وها هي مصيبةٌ أخرى تلوح في الأفق؟
الجميع، عدا رو، بدا عليهم التوتر جليًا.
غاصت أحشائي في دوّامةٍ من الذعر.
وصوت عجلة الماوس أثناء تمريرها بدا عاليًا على نحوٍ غير مألوف. طلب منّا الطبيب الانتظار بينما يبحث عن شيء في الحاسوب.
شدّ التوتر جسدي بأكمله وأنا أعضّ على شفتي.
لم أكن أعلم ما المشكلة، لكن إن كانت خطيرة…فماذا سيحدث لي؟
قبضتُ يدي المتعرّقة بقوة أشدّ.
عندها تكلّمت آمي.
“السيد هيلدي.”
انتفضتُ، واستدرتُ نحوها.
“نعم؟”
“ما الذي تحبّ أن تأكله؟”
هل تتذكّر شيئًا؟ شيئًا اعتدتَ أن تستمتع به؟ نظرت إليّ آمي بعينيها المستديرتين. كانت تمسك هاتفًا يعرض صورًا لمأكولاتٍ متنوّعة.
حدّقتُ ببلاهة بين الشاشة ووجه آمي.
“آه…لا أظنني أتذكّر شيئًا. أنا آسف….”
“لا بأس.”
أجابت بهدوء، وهي تميل برأسها متفحّصة وجهي.
“لا تبدو بخير.”
“وهل يُتوقَّع منه أن يبدو بخير بعد أن قيل له إن ثمّة خطبًا في صحّته؟”
“كلا، الأمر ليس كذلك؛ أقول لك إنها ليست مشكلة صحية.”
تنهد الطبيب تنهيدةً عميقة إثر تعليق رو العفوي.
وبالنظر إلى وجهي آمي وريكاردو غير المباليين، يبدو أن رو كثيرًا ما يتفوه بتعليقاتٍ خارجة عن السياق. ابتسمتُ ابتسامة متوترة حرِجة وأنا أنظر إلى رو الذي رفع حاجبه كأنه يقول، ‘ما قصدك بهذا؟ نحن في مستشفى، وأنتَ طبيب.’
بالضبط. لا شيء من هذا يبدو معقولًا.
قالت آمي بعدها بأنها ستطلب برغر فقط، لأنه الخيار الأكثر أمانًا. أومأتُ برأسي ببطء وهي تنقر على شاشة هاتفها.
“انظروا إلى هذا.”
أجبرني صوت الطبيب على الالتفات مجددًا.
“يمكنكم قراءة هذا المخطط البياني، أليس كذلك؟”
وأشار إلى نافذة هولوغرامية.
ما هذا؟ رمشت بعيني نحو العرض الجديد. أرقام ومصطلحات مجهولة لا أفهمها ظهرت بوضوح على الشاشة.
لم أفهم شيئًا منها.
لكن الآخرين بدوا وكأنهم فهموا.
وارتفعت أصواتهم من حولي.
“هاه؟ هل هذه بيانات السيد هيلدي حقًا؟”
“آه؟”
“ما هذا؟ ماذا تعني كل هذه الأمور؟”
تنوّعت ردود الأفعال.
كان الهولوغرام يعرض مجسّمًا لجسد بشري بالغ، إلى جانب عدّة مخططات بيانية. تلك الرسوم عكست بيانات ومصطلحات تقنية لا معنى لها بالنسبة إليّ. حتى عندما رمشتُ وأعدت التركيز، لم أتمكّن من فهم ما ترمز إليه تلك القيم.
لحسن الحظ، بدا رو حائرًا مثلي تمامًا.
لكن ريكاردو وآمي…لم يتمكّنا من إخفاء الذهول الذي ارتسم على وجهيهما. صمتا وحدّقا بالمخطط لوهلةٍ طويلة.
سادت غرفة الإسعاف سكينة كثيفة وفوضوية.
وكان الطبيب أوّل من مزّقها.
“إنه من صنف الأجسام المعزّزة، تمامًا مثلكم جميعًا.”
“سأرفع تقريرًا بهذا إلى القائد في الحال~.”
“ماذا؟! مهلاً، قُل كلامًا يُفهَم!”
قفز ريكاردو من مقعده وتوجّه إلى الخارج، بينما ارتفع صوت رو بانفعال.
“لم أرَ غريرًا كهذا من قبل أبدًا! وقد مرّت سنوات على انتهاء الحرب، لا يُعقل أن يكون هناك غريرٌ أسود غير مسجّل! مفهوم؟ قد لا أكون عبقريًا، لكن حتى أنا أعرف هذا!”
“ولهذا بالذات الأمر بالغ الخطورة. واخفض صوتك اللـ*ـين! نحن في مستشفى!”
“لا يُصدَّق.”
اتسعت عينا آمي وتمتمت لنفسها.
ما زلتُ مشوّشًا، فاستدرتُ نحوهم دون أن أفهم شيئًا مما قاله الطبيب. كانت آمي واقفة بجواري، تحدّق صامتةً في عرض الهولوغرام.
متجاهلةً الجدال بين رو والطبيب، قالت بنبرة مشرقة.
“يبدو أن مدير الموارد البشرية سيُضطر هو الآخر للعودة للعمل الإضافي.”
ما هو الغرير الأسود؟
ماذا عن كوني من صنف الأجسام المعزّزة؟ لم تمرّ سوى بضع ساعات منذ استيقاظي، وها أنا أتلقّى مصطلحًا آخر أعجز عن فهمه.
وليس كما في المرّة السابقة، فهذه المرة لا يبدو أن الأمور ستُحلّ بسهولة.
اكتفيتُ بالصمت وجلستُ بين هؤلاء الغرباء الذين يزداد اضطرابهم شيئًا فشيئًا.
في غرفة إسعافٍ بيضاء. محاطةٍ بأشخاصٍ لا أعرفهم، مصدومين على نحوٍ غريب. بروائح غريبة، وبيئة غريبة، وأسماء ومصطلحات غريبة.
وفجأة، اجتاحتني رغبةٌ شديدة في النوم والجوع.
كنتُ أرغب بنسيان كل شيء…فقط أريد أن أنام.
***
عاد ريكاردو وهو يحمل برغرًا.
انعكست في عينيه الخضراوين ابتسامة لطيفة، لكن التوتّر المنبعث من جسده لم يكن خافيًا. دخل غرفة الإسعاف حاملًا كيسًا ورقيًّا بيده.
“هيلدي~.”
ناداني بنبرة عفوية، مستخدمًا اسمي.
التفتُّ أنظر إليه.
كان قد خلع بذلة القتال السوداء المشؤومة التي كان يرتديها سابقًا، على ما يبدو كانت بذلة قتال، واستبدلها بقميصٍ أنيق وبنطال.
والأدهى، أن النظارات التي اعتلت أنفه بدت ملائمة له على نحوٍ مدهش.
بابتسامة ودودة، تقدّم داخل غرفة الإسعاف.
“البرغر وصل…لا بدّ أنك انتظرت طويلًا~؟”
“لا، أشكرك كثيرًا.”
“هيه، إن جسده معزّز فعلًا.”
أخيرًا، أمسكتُ كيس البرغر بيدي المفكوكتيْن من القيد، بينما كان رو يلوّح بإحدى ساقيه من فوق الكرسي بلا مبالاة.
نظر ريكاردو إلى رو من خلف نظّارته.
“حقًّا~؟”
“نعم. تنافسنا في مصارعة اليد، وخسرتُ شرّ هزيمة.”
قبل دقائق قليلة، كانت آمي قد فكّت قيودي واقترحت أن نصارع بالأذرع أنا ورو. لم أكن أتوقّع الفوز بالطبع، فجسد رو رياضي واضح الصقل، وقد خضع لتدريب بدني جاد.
وطبعًا، خسرتُ دون أن أُبدي مقاومة تُذكَر.
لكن آمي والطبيب لم يبدوا مهتمّين بنتيجة المباراة أصلًا. كان جلّ اهتمامهم أن عضلاتي لم تُصَب بأيّ ضرر، رغم مجابهتها لـ رو.
ويبدو أن ريكاردو يفكّر بالطريقة نفسها.
إذ حدّق بذراعي بعينيه الخضراوين المتفحّصتين.
“يا للعجب. الأمور تزداد غرابة أكثر فأكثر….”
“قالت تلك القصيرة إنها ذهبت لتبلّغ بالأمر في مكانٍ ما، لكن من يدري ما نوع التقرير الذي ستقدّمه هذه المرّة.”
“بالطبع~. لم يحدث شيء كهذا من قبل، لذا علينا أن نكون حذرين جدًا.”
قال ريكاردو ذلك بنبرةٍ شابها شيءٌ من التسلية الغريبة.
بينما كنتُ أفكّ غلاف البرغر، ملأ صوت الورق المتجعّد الغرفة، ونظرتُ إليه خلسة لأرى إن كان من المناسب أن آكل هنا. كنتُ جائعًا إلى حدٍّ مفاجئ؛ لم أدرك مدى جوعي إلّا الآن.
وكأنه قرأ أفكاري، قال ريكاردو بنبرة هادئة.
“يمكنك أن تأكل هنا براحة…لهذا السبب أحضرتُه إلى الداخل.”
“آه، شكرًا لك.”
“لا تبدو بخير.”
قالها وهو يراقبني وأنا أفكّ الغلاف.
“هل السبب هو توتّر الجميع واتصالاتهم بسبب قضية الجسم المعزّز؟ لا تقلق كثيرًا~. حتى لو صارت مشكلة، فلن تكون مشكلتك أنتَ، بل مشكلة القيادات العُليا….”
“أُه…أفضّل ألّا أتسبّب بإزعاجٍ لأحد، إن استطعتُ.”
“هذا عادل. طالما أن رؤساءنا يقومون بواجبهم كما يجب، فلا داعي لأن تقلق. بالإضافة إلى ذلك، لا أحد من الخارج يعلم بوجودك على الإطلاق، أليس كذلك؟”
ابتسم ريكاردو بخفّة، ثم مدّ ساقيه الطويلتين وجذب كرسيًّا دوّارًا.
جلس عليه ولوّح بيده، كأنه يقول، ‘هيا، كُل.’
“لا بدّ أنك جائع….”
“شكرًا لك.”
أطرقتُ رأسي قليلًا، ثم أخذتُ قضمة من البرغر.
انسكبت النكهات في فمي بتناغمٍ شهيّ من العصارة، وصلصة البرغر، والخسّ المقرمش. اتّسعت عيناي دهشةً من الطعم الذي فاق توقّعاتي. كان لذيذًا بحق. والمثير للغرابة، أن قطع الذاكرة المتناثرة في رأسي لم تحمل أيّ ذكرى لبرغرٍ بمثل هذا الطعم من قبل.
تأملتُ الغلاف، فلم يكن من علامة تجارية أعرفها.
لكن لا بأس…سآكله بامتنان. حتى إن كان ظهوري المفاجئ قد تسبّب في فوضى ما، فالذين من حولي عاملوني بلطفٍ إنسانيّ لا يمكن تجاهله. وكنتُ ممتنًّا لذلك بحق.
تعمّقت ابتسامة ريكاردو الهادئة.
“كم أخبرك صامويل هان~؟”
إذن، اسم الطبيب الكامل هو صامويل هان.
بلعتُ ما في فمي وأجبت.
“ليس بالكثير…قيل لي فقط إن زراعة الجسد المعزّز تمّت بنجاح، وأن وضعي الجسدي لا يعاني من أية مشاكل.”
“تمامًا كما هو متوقّع منه~. لا يُخبر إلا بالنتائج الطبية…على الأرجح لم يكن متيقّنًا مما يُسمح له بقوله، لذا آثر ألّا يتجاوز مجال تخصّصه~.”
“وما المشكلة إن أخبره بالمزيد؟”
القاطع هذه المرّة كان رو، الذي لا يزال يلهو بهاتفه. نظر نحونا رافعًا حاجبيه.
“يمكننا على الأقل أن نشرح ما هو الغرير الأسود وما هو الجسد المعزّز، أليس كذلك؟”
“ممم…هذا صحيح…شرح الأمر إلى حدٍّ ما سيُطمئن هيلدي، ويُطمئننا كذلك.”
“إن لم يكن في الأمر إزعاج، فسأكون ممتنًّا لذلك.”
طلبتُ بأدب، وأنا أتناول قطعة من البطاطس. كنتُ قد التقطتُ بعض العبارات هنا وهناك، لكن كل تطوّرٍ جديد كان يثير أسئلةً أكثر. أردت أن أفهم، ما معنى الجسم المعزّز؟ وما هو الغرير الأسود بالضبط؟
نظر إليّ ريكاردو بعينين يصعب سبر غورهما، ثم أطلق ضحكةً خافتة.
“لا يمكنني تجاهل نظراتك هذه~….”
شكرًا لك.
“لتبسيط الأمر، أنتَ أشبه بمسدسٍ غير مرخّص، بلا رقمٍ تسلسلي.”
كان ذلك…تشبيهًا واضحًا للغاية.
“الأشخاص الذين يحملون أجسادًا معزّزة يُعامَلون كأسلحة حيّة. لذا حين يتلقّى أحدهم زراعة من هذا النوع، تُسجَّل معلوماته الشخصية في قاعدة بيانات مركزية، ويخضع لرقابة المقرّ الرئيسي على الدوام. أمّا أنتَ؟ فلا وجود لك في سجلات المقرّ. ولم نكن نعلم بوجودك أصلًا. وهذا هو جوهر المشكلة. لقد ظهرت فجأة في منطقة البوّابة. وكأن صاروخًا مجهولًا ظهر دون سابق إنذار في منطقة عالية الخطورة.”
“آه.”
أدركتُ جوهر المسألة.
لم أشعر بأيّ اختلاف جسدي؛ لكن يمكنني تفهّم سبب هلعهم عندما رأوا نتائجي الطبية، فالشخص ذو الجسد المعزّز أقرب إلى صاروخٍ منه إلى مسدس؛ فلا أحد سيفزَع إلى القائد بسبب مسدسٍ غامض.
لكن على كل حال….
“لماذا أملك جسدًا معزّزًا أصلًا؟”
ذاك الفراغ في ذاكرتي كان ينهشني ببطء.
ضحك ريكاردو ضحكة خفيفة إثر سؤالي المربك.
“حقًّا، كيف انتهى بك الأمر بجسدٍ معزّز؟ موقفٌ غير متوقّع لدرجة أنني لا أملك حتى تخمينًا….”
“هل خضعت لجراحة غير قانونية أو شيءٍ من هذا القبيل؟ ربّما تسبّبت الآثار الجانبية في محو ذاكرتك بالكامل.”
“رو…لا يحصل أحد على زراعة مثالية كهذه من خلال عملية غير قانونية~. لو كانت كذلك، لما كانت حالته تسمح له حتى بمحادثة طبيعية.”
“ووه!”
قُطع حديثنا فجأة.
بانغ!
دوّى صوتٌ عالٍ حين فُتحت باب غرفة الإسعاف بعنف، فانتفضتُ في مكاني. التفتُّ بسرعةٍ وعيناي متسعتان نحو الشخص الذي اقتحم الغرفة.
كانت آمي، ذات العينين المستديرتين الداكنتين. نفسها آمي التي خرجت قبل قليل لتُجري مكالمة مع شخص يُدعى يون.
ما الذي يحدث الآن؟
رفع كلٌّ من ريكاردو ورو حاجبَيْه من وقع دخولها المفاجئ.
سكن المكان، ذلك السكون الذي يسبق الانفجار. تبادلنا النظرات في لحظةٍ متجمّدة، كأن أحدهم ضغط زرّ الإيقاف المؤقّت.
ثم تكلّمت آمي.
“جو عائدٌ للمناوبة الليليّة!”
طعخ!
سقط هاتف رو من يده إلى الأرض.
“لقد وصل منزله بالفعل، وها هو يستدير عائدًا!”
“يا إلهي!”
كراش!
قفز رو من مكانه، فاندفع الكرسي للخلف وسقط أرضًا.
تبدّل الجو تمامًا. حتى ريكاردو، الذي نادرًا ما يفقد اتّزانه، تمتم بدهشة.
“مدير قسم الموارد البشرية~؟”
“مستحيل، هل أنتِ جادّة؟!”
أومأت آمي بحماسة على سؤاليْ ريكاردو ودهشة رو المنفعلة.
ثم بدأت تجري بحماسٍ في أرجاء غرفة الإسعاف.
وبعد لحظاتٍ من الجري العشوائي كمن أصابه مسّ من الفرح، استدارت آمي نحوي وهي ما تزال منتشية، وقالت بصوتٍ عالٍ.
“الفضل كله لك، هيلدي!”
هتفت بفرحٍ صادق.
أطلق رو صفير إعجاب.
“المرء إن طال به العمر، يرى العجائب فعلًا.”
تقدّم الرجل ذو الشعر المُجعّد نحوي، وربت على ظهري بضع ضربات قوية.
“هذا رائع بحق. لا ييهيون، ولا حتى سلفه، استطاعا فعل ذلك. أنتَ وحدك من جعل جو يعود إلى العمل بعد انتهاء نوبته.”
ورغم أن كلماته جاءت مازحة، فإن صوته كان يفيض بالدهشة والمتعة الحقيقية.
حتى ريكاردو ضحك ضحكة صغيرة.
كنتُ أراقب ردود أفعالهم جميعًا بعينين فارغتين. لم أكن أفهم تمامًا ما الذي حصل…لكن يبدو أن شخصًا مهمًّا إلى درجةٍ يُحدث ضجّة، قرّر أن يعود إلى عمله بسببي. أكان من الطبيعي أن يكونوا مبتهجين بهذا الشكل؟
لم أعبّر عن ذلك علنًا.
اكتفيتُ بالجلوس بصمت، وما زلتُ أمسك ببرغرِي، وعلى وجهي ابتسامة مترددة، منتظرًا رو وآمي حتى يهدآ من فرط حماسهما.
وما زالت فكرةٌ واحدة تدور في رأسي.
من يكون هذا المدير جو؟
كنتُ أرغب برؤية ذلك الشخص…في أقرب وقت.
يتبع في الفصل القادم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 3 - الغرير الأسود (3) 2025-08-04
- 2 - الغرير الأسود (2) 2025-08-04
- 1 - الغرير الأسود (1) 2025-08-04
التعليقات لهذا الفصل " 3"