44 - الفصل الرابع والأربعون: العودة إلى الميدان وموعد العاصمة
الفصل الرابع والأربعون: العودة إلى الميدان وموعد العاصمة
فطور القائد المساعد:
كان الصمت يلف أرجاء الغرفة قبل أن يقطعه صدى صوت إيدن المرح في وعي كاي، محاولاً اختراق طبقات النوم العميق لي كاي كاي، كاي استيقظ! إنه وقت الطعام!”.
تململ كاي تحت أغطية الثكنة الثقيلة وهو يهمس بصوت ناعس: “آه… لا أريد… دعني قليلاً…”.
لكن إيدن لم يستسلم، بل هدد بمكره المعتاد: “إذاً، سوف أعود إلى هيئتي الأصلية هنا!”. في تلك اللحظة، انتفض “فزّ كاي من فراشه وكأن تياراً كهربائياً أصابه، واتسعت عيناه على آخرهما: “ماذا! إياك أن تفعل!”
ضحك إيدن بهدوء وهو يراه في هذه الحالة، .”
. إيدن: “هيهي. الآن لنذهب للأكل”.
تنهد كاي بعمق وهو يحك شعره الفوضوي، متمتماً: “هااه، حسناً حسناً”. نظر كاي إلى المرآة؛ لقد أصبح الآن في منتصف الخامسة عشرة من عمره، ملامحه أصبحت أكثر حِدّة وجسده الذي قد زاد طوله و اصبح أكثر صلابة.
دخل جندي إلى الثكنة وابتسم حين رأى كاي، و أدى التحية باحترام: “أوه، هل استيقظت يا مساعد القائدة ؟
“. رد كاي بابتسامة خفيفة وهو يرتدي درعه الخفيف: “أجل، أجل”.
بينما كان يستعد، حدث نفسه: “لقد مر عام وشهران منذ وصولي لهذه الأرض القاسية، وها أنا ذا اليوم أصغر مساعد قائد في تاريخ الحدود الحديدية”.
ذكريات الطموح:
استرجع كاي اللحظة التي طلب فيها من القائدة سيرا الانضمام لفرقة الاستطلاع. كانت معارضة في البداية خوفاً عليه، لكنه أصرّ: “البقاء خلف الأسوار لن يزيد قوتي ولن يساعدني في مواجهة مستقبلي”. وافقت سيرا في النهاية وجعلته مساعدها الشخصي.و لم يكن وصول كاي لهذا المنصب ضربة حظ فكان هناك اعتراض بعض الجنود القدامى في البداية، إلا أن موافقة القائد مايكل وإثبات كاي لنفسه جعلت الجميع يحترمونه أثبت كاي كفاءته في الميدان حتى صمتت كل الأصوات المعارضة في المهمات السابقة. واليوم، المهمة مختلفة؛ إنها استطلاع للمنطقة التي ظهر فيها “أصحاب الأردية السوداء” لأول مرة.
أنهى كاي تجهيزاته وقال بحماس: “هيا لنذهب يا إيدن”. قفز إيدن بفرح: “لنذهب لأكل السمك!”.
اجتماع فرقة الاستطلاع:
في خيمة الاجتماع، كان القائد مايكل وسيرا يدرسان الخرائط. التفت
مايكل عند دخول كاي: “أوه، هل وصلت؟”.
رد كاي باحترام: “نعم، آسف للتأخر”.
ثم التفت القائد إلى سيرا وسألها بجدية: “هل انتهيتِ من التجهيزات يا سيرا؟… اجابت سيرا بي هدوء : اجل.
مايكل: “أوه، فهمت.” نظر إلى ذراع سيرا وسألها ماذا عن ذراعك هل تعافت بالكامل؟”.
أومأت سيرا برأسها: “أجل، أنا بخير
مايكل: “لا ترهقي نفسك كثيراً”.
وجه القائد نظره نحو كاي: “وماذا عنك يا مساعد كاي؟”.
كاي: “أنا في أفضل حال”.
ابتسم القائد بفخر: “بالتأكيد ستكون كذلك، بفضل سرعتك المذهلة في اختراق المراحل” كاي: ، شكراً لإطرائك “. ابتسمت سيرا بي فخر هيا الاخره.
ثم استعاد مايكل نبرته الجادة : “فلتنطلقو. إنها رحلة استطلاع سريعة للتأكد من نظافة المنطقة، وتأكدوا من حمل بلورة التواصل”.
أجاب كاي وسيرا معاً: “أمرك!”.
خطر السحرة والكهف الملعون:
تحركت فرقة الاستطلاع في الصباح الباكر بعد شروق الشمس بي ساعات
وصلت الفرقة إلى مشارف الكهف قبل الظهيرة بقليل، حيث كانت الشمس في كبد السماء
و أثناء المسير، كان كاي غارقاً في أفكاره: “ كانت عينا كاي تمسحان المكان بدقة. الصمت في هذه المنطقة لم يكن مريحاً أولئك السحرة الملوثون اختفوا فجأة وكأنهم حققوا مرادهم، وهذا الصمت مقلق”.
فجأة، رفعت سيرا يدها كإشارة للتوقف: “توقفوا! هناك وحوش سحرية قريبة، لكنها ليست أولويتنا”.
أشار كاي إلى جهة معينة: “السحرة خرجوا من ذلك الاتجاه في المرة الماضية”.
التفتت سيرا إليه: “أيها المساعد، استخدم تلك التقنية وتحقق من الأمر، وكن حذراً”.
أومأ كاي بحزم، وبينما تساءل أحد الجنود بذهول : “تلك التقنية.. هل تقصد..؟”. ابتسم كاي للجندي وفي لمح البصر، تلاعب كاي بسحر الرياح حول جسده، و تلاشت ملامحه خلف تيار هوائي رقيق و هوا يلوح بيده لهم ، واندفع بهدوء إلى المكان المنشود .
قال الجندي منبهراً: “وااه إنه تصبح أكثر روعة في كل مره أراها.”
اتجه كاي مباشرة للمدخل ودخل الكهف، ثم أبطل القدرة وبدأ بتفحص المكان.
كان الكهف ضخماً بشكل مرعب، جدرانه مكسوة بمادة لزجة بنية اللون تفوح منها رائحة العفن والموت. وفي وسط الأرضية، حُفرت دائرة سحرية معقدة بدماء جافة، وفي زواياها نقوش سوداء تشبه تماماً ذلك النقش القديم الذي رآه على الشجرة. كان المكان يبدو كمختبر بشع للتجارب الممنوعة.
كاي : “إنه نفس الدائرة السحرية التي رأيتها في الممر الشمالي! هل كانوا يجرون تلك الطقوس هنا؟”
خرج إيدن من رداء كاي (غير مرئي): “أعتقد أنه لا يوجد أحد هنا يا كاي.!
كاي: “أعتقد ذلك، فلنخرج من هنا إذاً.!؟
استدار كاي ليخرج، لكن فجأة..” غررر “ إذا بي زمجرة مرعبة من أحدًا الممرات الجانبية. ” برز ذئب مبقع من المستوى الأخضر.”.
كاي (بذهول): “أوه يبدو أنك أخطأت يا إيدن.”
إيدن (يتثاءب): “حقاً؟”
كاي في نفسه: «إنه من نفس صنف أول وحش قاتلته..»
فجأة توهجت عين الوحش بالسواد قليلاً بينما هو يزمجر. جفل كاي وإيدن وقالا معاً: “هذا.. إنه ملوث!!
الاشتباك:
فجأة اندفع الذئب بسرعة جنونية بلا سابق انذار بسرع لا تليق بي وحشاً من المستوى الأخضر أبداً. كاي في لحظة يسل سيفه و يصد الهجوم بخفة مستخدماً “جدار الرياح العكسي” الذي تعلمه من سيرا، حيث امتص قوة صدمة الذئب وحولها إلى تيار دفع الخصم بعيداً.
كاي (متفاجئاً): “هذا يفوق الذي قاتلته قوة..!!؟،
إيدن بنبرة جادة : هل اتدخل.؟« لا بأس » كاي بنبرة هادئة و حازمة ..
“ غررر” زمجر الوحش مرة أخرى بي غضب، وفي فمه مادة بنية لزجة تخرج منه.
قفز كاي للوراء قليلاً، و قال لي إيدن بهدوء « سوف اهتم به »
ثم أنطلق كالبرق مستخدماً مهارة [نصل الرياح القاطع]، حيث غلف سيفه بتيار هواء حاد يدور بسرعة هائلة، وبحركة خاطفة قطع رجليه الأماميتين فسقط الوحش عاجزاً و في حركة خاطفة، وقبل أن يلمس الوحش الأرض، كان نصل كاي قد فصل رأسه عن جسده بهدوء محكم و قاتل.
يتنهد كاي بتعب: “انتهينا.
. إيدن: هل انت بخير
“كاي:يبتسم بهدوء اجل لا بأس، ينظر كاي لي المادة البنية التي تخرج من فمه و يقول ما هذا الشيء حقا.
يلتفت كاي و يتجه للمكان الذي خرج منه الذئب لي يتفحص الغرفة الداخلية ليجد ما هو أبشع؛ زنازين ملطخة بالدماء
الجاف والمادة البنية وجلود الوحوش الممزقة.
كاي (مغطياً فمه بردائه): يقول بي غضب مكبوت «إنهم يجرون تجارب و طقوس بشعة تلك الأردية السوداء ما هوا مرادهم بحق الارض .»
لاحظ كاي جداراً خلفياً مرسوماً عليه شبه خريطة لي مناطق المملكة، ومرسوم على بعضها علامات” إكس” بدماء سوداء: “ما هذا”..”
فجأة، اهتزت بلورة التواصل و قطع حبل أفكاره و صوت سيرا عبر
البلورة: “أيها المساعد، هل أنت بخير؟”.
أجاب كاي وهو يمسح العرق: “أجل، أجل أيتها القائدة، سأخبرك بكل شيء عند عودتي”.
قبل أن يخرج كاي، استخدم مهارة التخفي والتفت للمرة الأخيرة للكهف بشك عميق و من ثم خرج من ذلك الكهف الملوث بي شكهِ ذاك. .
فجأة.. بدأت الدائرة السحرية على الأرض بامتصاص دم الذئب المقتول ، وبدأت تتوهج بشكل غريب، وللحظة.. توهجت.. توهجت.. توهجت!.
كاي يبتسم: “أنا بخير، إنه من المستوى الأخضر ويبدو أنه كان
محجوزاً في الداخل.”
سيرا : ” بجدية أنت تعلم تلك القوة تخالف قوانين المستويات.. تتنهد على كلٍ، من حسن الحظ أنك بخير، سوف نرجع أدراجنا.”
في القاعدة، حيث كان القائد مايكل ينتظرهم.
بعد ساعات عاد كاي والفرقة أدراجهم، ليصلوا إلى أسوار القاعدة الحصينة في نهاية منتصف الظهيرة، حيث كانت الشمس قد بدأت تميل نحو الغروب، ملقيةً بظلال طويلة كئيبة على السهول، وكأنها تعكس ثقل ما رآه كاي في الداخل
قدم كاي التقرير للقائد مايكل، مايكل(بجدية): “تلك الجماعة..
(يمسك لحيته بي ملامح الشك في وجهه): “تلك الجماعة على ماذا كانت تنوي حقاً؟ إلى ماذا يهدفون؟ وأين اختفوا؟”
ثم نظر لكاي: “لم تصب، صحيح؟”.
رفع كاي كفه التي تحمل ندوباً طفيفة بينما هوا متكئ على الطاولة: “على يد من تدربت يا قائد؟.
ضحك مايكل: “حسناً ايه الشقي ، اذهب لترتاح، ثم وافني في ساحة التدريب”.
كاي (بصوت متعب): “هاااه، حسناً.”
بعد ساعات من عودتهم، وتحديداً بعد غروب الشمس، كان الهدوء يلف القاعدة إلا من صوت الرياح. في ثكنته الخاصة، كان كاي يجهز نفسه للتوجه إلى القائد، لكنه توقف فجأة وأمسك صدره بقبضة قوية.
كاي (بنبرة منخفضة وقلقة): “هذا الشعور… إنه لم يفارقني منذ تلك اللحظة في الكهف. انقباض غريب في قلبي، تماماً كما شعرتُ هناك أمام تلك الدائرة السحرية في الممر الشمالي “.
هز رأسه بقوة محاولاً طرد الأفكار، ثم زفر بحدة: “هوووه.. على كلٍ، لنؤجل التفكير في هذا الآن، يجب أن أتجه للقائد”.
التفت كاي ووجد إيدن غارقاً في نوم عميق، فخطرت له فكرة خبيثة. اقترب منه وبصوت مفاجئ وصرخة مليئة بالخبث: “هااااي إيدن! هجووووم!”.
فزّ إيدن من مكانه كالمذعور، يتلفت يميناً وشمالاً وهو يصرخ: “أين؟! من أين الهجوم؟!”.
انفجر كاي ضاحكاً وهو يشير إليه: “هذا جزاؤك! ذُق ما أذقتني إياه في الصباح تماماً!”.
إيدن (بصوت ناعس ومنزعج وهو يلتف حول نفسه): “حقاً يا كاي.. أحياناً تتصرف كطفل في الخامسة!”.
ضحك كاي وهو يتوجه نحو الباب: “فليكن! دعنا نذهب الآن، المعلم ينتظرنا”.
وصل كاي للساحة:
عندما وصل كاي للساحة، وجد القائد بملامح غريبة.
كاي: “أنا هنا يا معلمي.. هل أنت منزعج؟ القائد:
“أيها الأمير السادس، وصلت رسالة من القصر الملكي.”
كاي: “القصر؟ لماذا؟”
ثم تذكر فجأة.. خطته لضخ السحر، الأكاديمية، والوعد الذي قطعه الملك
القائد: “أجل، لقد أكملت سنة من الوعد.”
كاي: “سنة وشهران! إنهم ليسوا دقيقين في وعودهم!”
القائد يضحك: “أجل، إنهم ليسوا أوفياء بوعدهم.
كاي (في نفسه): “تباً! هل أصابتني عدوى النسيان من المعلم؟ لقد مر عام وشهران!”
القائد: “ستتحرك نحو العاصمة بعد أسبوع. لقد انتهى وقتك هنا
شعر كاي بمسحة حزن لفراق هذا المكان !”. كاي (بحزن طفيف): “أوه، إنه مبكر جداً
نظر كاي للقائد، ورأى الحزن في عينيه هوا الاخر . سحب كاي سيفه وقال بتحدٍ: “لا تقلق يا معلمي، سأكون بخير. ولكن… أريد أن أخترق مستوى ‘المتقن’ هنا،قبل رحيلي!”.
!لمعت عينا القائد: “إنه حقاً حفيد معلمي!”. صرخ عالياً: “لك ذلك سحب القائد سيفه بقوة أدت لانفجار هوائي، بينما قال كاي لإيدن في وعيه: “تنحى جانباً يا إيدن، قفز إيدن بعيداً: و قال بي مرح “استمتع
التعليقات لهذا الفصل " 44"