أعزائي المتابعين، لضمان تقديم جودة أفضل وفصول أطول وأكثر حماساً، الاعتماد على نظام فصول أكثر طولاً وعمقاً. كما سأقوم بتوحيد مواعيد النشر لتصبح فصلاً واحداً في أيام (الخميس، الجمعة، و الثلاثاء) من كل أسبوع.
هذا التغيير سيسمح لي بالتركيز على تفاصيل القصة التي تحبونها وزيادة أحداث كل فصل بشكل يرضي تطلعاتكم. شكراً لدعمكم المستمر🌟🙏🏼🌹!”
استغرقت رحلة العودة إلى القاعدة العسكرية يوماً ونصف اليوم من المسير المرهق عبر الجليد القاسي. كان التعب بادياً على الجميع، خاصة على كاي الذي لم يتعافَ تماماً من استنزاف طاقته في المعركة الأخيرة. كانت عيونهم متيقظة باستمرار، خوفاً من وحوش الجليد التي قد تكون قد تحركت بسبب الاضطرابات التي أحدثها الوحش الأسطوري.
سار رالف إلى جانب كاي، وكان صوته يخرج مثقلاً بالإرهاق: “القائد كاي، لقد قطعنا مسافة كبيرة جداً. يجب أن نصل إلى القاعدة قبل الظهيرة،”و يرتجف رالف” يا الهى أجسادنا بالكاد تحملنا”.
سحب كاي غطاء رأسه أكثر على وجهه ليتقي الرياح العاصفة ورد بنبرة خفيضة: ” حسنا فل نتحمل ذلك. لكن تذكروا جيداً ما سنقوله؛ التقرير يجب أن يكون متماسكاً ولا تشوبه شائبة. لا يوجد أي أثر للأردية السوداء، والمهمة انتهت بانهيار طبيعي غمر كل شيء”.
أجابه أليكس بإصرار وهو يشد قبضته على سلاحه: “لن نتزحزح عن خطتك سيدي، حياتنا تعتمد على هذا التقرير الآن”.
مواجهة مفاجئة:
وبينما هم غارقون في صمت المسير، اهتزت الأرض تحت أقدامهم فجأة. ومن خلف التلال الجليدية، اندفعت مجموعة من “دببة الثلج” ذات المستوى الأخضر. كانت وحوشاً ضخمة، يغطيها فرو أبيض سميك، وعيونها الزرقاء تلمع بشراسة .
”استعدوا!” صرخ كاي، محاولاً استجماع ما تبقى من قوته السحرية. بدأوا بصد الهجمات ببراعة رغم الإرهاق الشديد، حيث كان رالف وأليكس يشكلان خط دفاع صلب لمنع الوحوش من محاصرتهم.
وفي لحظة غفلة، التف أحد الدببة الضخمة من خلف صخرة، منقضاً نحو كاي من زاوية ميتة. صرخ إيدن في وعي كاي محذراً: “كاي! احذر من خلفك!”.
في أجزاء من الثانية، استجمع إيدن طاقته لينشئ جداراً من سحر الرياح العنيف الذي عرقل اندفاع الوحش، وفي الوقت نفسه تدخل رالف وأليكس بضربات منسقة لصد مخالب الدب. استغل كاي هذه الفجوة، وقفز بحركة رشيقة مستخدماً سحر الرياح ليعزز سرعته، قبل أن يهوي بسيفه ليقطع رأس الدب بضربة واحدة حاسمة.
سقط الوحش هامداً، ووقف كاي يلهث بتعب شديد، والعرق يتصبب على جبينه رغم البرد القارس. نظر إلى رفاقه بامتنان حقيقي وقال: “شكراً لكم يا رفاق.. لولا تكاتفنا لما انتهى هذا الأمر هكذا”. أومأ الجميع بصمت، وأكملوا طريقهم بجروح طفيفة لكن بعزيمة أقوى.
الوصول إلى القاعدة:
وصلوا إلى القاعدة العسكرية الحدودية، وهي حصن ثلجي ضخم، تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً. كانت عودتهم هادئة ومريبة في آن واحد؛ إذ أثار مظهرهم المتعب والمتسخ القليل من الفضول بين الجنود، لكنهم تجنبوا أي احتكاك مباشر، متوجهين فوراً إلى مكتب صاحب السلطة هناك.
داخل مكتب العقيد ديميتري، كان الجو مشحوناً بالرسمية الباردة. جلس ديميتري، الرجل الضخم ذو الشارب الكثيف، خلف مكتبه الخشبي ورمقهم بنظرة تخلو من الترحيب.
تحدث ديميتري بصوت جهوري: “فرقة الاستطلاع الخاصة! لم أكن أتوقع عودتكم بهذه السرعة. هل أكملتم المهمة؟ هل وجدتم أي أثر لتلك الجماعة المشبوهة؟”
قدم كاي التحية العسكرية بانضباط تام، وقال بصوت ثابت: “سيدي، القائد كاي يقدم تقريره. يؤسفني إبلاغكم أن مهمة الاستطلاع لم تنجح في العثور على أهداف حية”.
رفع ديميتري حاجبه باستنكار: “لم تنجح؟ اشرح لي كيف حدث ذلك!”.
أجاب كاي بنبرة واثقة تخفي خلفها توتراً هائلاً: “سيدي، اتبعنا الآثار إلى أقصى نقطة في ممر الثلج، ووجدنا ما بدا وكأنه مذبح حجري قديم. لكن قبل فصحه، حدث انهيار جليدي عنيف دمر الممر بالكامل وغمر المنطقة بالصخور والجليد. لم يعد هناك أثر سوى لحيوانات برية ضالة”.
تنهد ديميتري بخيبة أمل واضحة، وضرب المكتب بيده: “انهيار جليدي؟ هراء! كانت هذه فرصتنا !”.
رد كاي بحزم: “تمكنا من الانسحاب دون خسائر في الأرواح سيدي، كان الوضع خارجاً عن سيطرتنا تماماً. نحن الآن بصدد العودة لتقديم تقرير مفصل في ‘الحدود الحديدية’ كما تقتضي الأوامر”.
بمجرد خروجهم من المكتب، رفع رأسه و تنفس كاي الصعداء وشعر بجبل من الهم ينزاح عن كاهله.«و يقول في نفسه ،انني انني حقا فعلتها هااه و لكن ليس وقت الاحتفال بعد » ينزل كاي رأسه و التفت إلى رفاقه وهمس لهما: “الآن، الجزء الثاني من الخطة. رالف، اهتم بتجهيز التقرير، وادمج فيه ملاحظاتك عن ضعف سحر الأرض في المنطقة لتبرير الانهيار. سنغادر فوراً إلى الحدود الحديدية”.
سأل أليكس بحيرة: “إلى الحدود الحديدية بهذه السرعة؟ لماذا لا نستريح هنا؟”.
رد كاي بجدية: “لقد انتهت مهمتنا هنا، ويجب أن نعود إلى نقطة البداية، إلى قائدنا ، أريد أن أقدم التقرير الحقيقي هناك حيث الأمان، لا هنا تحت أنظار ديميتري.و بقاؤنا هنا سيكثر التساؤلات، وأنا أحتاج لإنهاء فترة خدمتي بهدوء قبل العودة للعاصمة. تجهزوا، سنغادر خلال ساعة”.
أدرك رالف الحكمة من وراء القرار وقال: “مفهوم أيها القائد. العودة هي الخطوة الأكثر أماناً الآن”.
بينما كان كاي يمشي نحو الثكنات لجمع أغراضه، صدح صوت إيدن المرح في وعيه: “كاي، كاي! لقد فعلتها ببراعة حقاً. الآن طريق العاصمة أصبح مفتوحاً أمامك!”.
ضحك كاي بتعب، ولمس رأس إيدن الذي قفز إلى كتفه وقال له: “لا يا إيدن.. لسنا متجهين للعاصمة بعد، نحن متجهون نحو القائد.. نحو”.
أمسك كاي بقلادته، ونظر نحو الأفق البعيد متمتماً في نفسه: “سأبقى هناك حتى تنتهي المدة المقررة.. وبعدها، سيكون لكل حدث حديث
في عرين الملك: مكتب الصمت والجليد
كان الجو داخل مكتب الملك يغلي بصمت خانق. جلس الملك “زيوس” خلف مكتبه الضخم، ملامحه كانت جامدة كأنها نُحتت من حجر الصوان، وعيناه الباردتان تخترقان الحاضرين دون أن تستقرا على أحد. أمامه، وقف الأشقاء في صف واحد كجنود ينتظرون حكماً : الأمير الأول “إل”، التوأمان “راي” و”ريد”، والأميرة “فيونا”.
بدأ الملك بسؤالهم عن إنجازاتهم الأخيرة بنبرة صوت خالية من أي اهتمام، وكأنه يقرأ قائمة مشتريات لي تحديد قيمتها. لم تكن انتصاراتهم تعني له شيئا إن لم تكن ترفع مكانت العائلة ، فكل ما يفعله هؤلاء “الأمراء” في نظر الناس، كان في نظره مجرد واجبات بديهية لا تستحق الثناء.
نقل بصره نحو فيونا، التي شعرت بوخزة برد تسري في عمودها الفقري. “فيونا.. ماذا عن تدريبك السحري؟” سأل الملك بصوت رخيم وهادئ، وهدوؤه كان أرعب من صراخه.
حاولت فيونا الحفاظ على ثباتها، وقالت بصوت مهذب ولطيف: ” أجل أنا أجتهد بكل طاقتي يا أبي، مستواي في تطور مستمر،و تبتسم بي لطف”.
لم يرمش للملك جفن، بل قال ببرود قاتل: “أنا لا أرى ذلك. الاجتهاد كلمة تقال لتبرير التأخر.. وماذا عن الأكاديمية؟ هل تقبضين على زمام الأمور هناك كما يليق ؟”
ردت فيونا بسرعة: “نعم، كل شيء تحت سيطرتي التامة”.
اكتفى الملك بإيماءة بسيطة ومستخفة، ثم انتقل بنظره إلى التوأمين.
”راي.. ريد.. ماذا عن الجبهات غير المستكشفة؟ والغارات على حدود؟”
تقدم راي خطوة، وقال بصوت حازم: “نحن نتوجه إلى كل تلك النقاط دورياً يا مولاي، لا نترك شبراً دون تمشيط”.
وأضاف ريد مكملاً: “أجل جلالتك، نحن نكتشفها بأنفسنا، لكن الحقيقة أنها خاوية.. ليس هناك ما يستحق “.
أطلق الملك زفرة طويلة، كانت أقرب إلى التنهيدة الساخرة. “هااه.. حقاً، أنتم لا ترتقون لأدنى توقعاتي. تبحثون عن معارك سهلة وتسمونها إنجازات”.
ساد صمت مطبق، قبل أن يلتفت الملك نحو “إل”، الأمير الأول الذي كان يقف بهدوء كظل والده. “على كلٍ يا إل.. اريد ان اكلفك بي شيء، ابحث عن أختك تلك”.
عند سماع تلك الجملة، جفلت فيونا فجأة، وتغيرت نبرة صوتها لتصبح غريبة، ممزوجة بابتسامة بريئة ومصطنعة حاولت بها إخفاء توترها: “أ.. أبي؟ هل تقصد أختي الكبرى؟”.
رد “إل” دون أن يلتفت إليها، وصوته كان كشفرة الحلاق: “وهل تعتقدين أن هناك أحداً غيرها ؟”.
أشار الملك بيده بحركة آمرة: “الآن.. انصرفوا. وجودكم هنا لم يعد له داعٍ”.
خرج الأشقاء من المكتب، وما إن ابتعدوا عن الباب العظيم حتى انحنى ريد نحو راي وفيونا، وهمس بصوت يقطر غضباً مكتوماً: “كان عليه أن يعطينا تلك المهمة.. نحن الأجدر بي البحث والمطاردة”.
رد راي، ووجهه الذي كان بارداً قبل قليل قد اشتعل بملامح الغضب الحقيقي: “أجل.. نحن دائماً من ينظف الفوضى، بينما يظن هو أننا مجرد هواة..
و أما فيونا فكانت صامته بملامح لا يمكن تفسيرها “….
“.
ما رأيكم بطول الفصل الجديد و ما رأيكم بي الجدول؟”،…..
التعليقات لهذا الفصل " 41"