الفصل الثالث والعشرون: الومضة الأولى والتدخل الغامض
التأمل اليائس:
فتح كاي عينيه بعد ساعات من التركيز، وقد خيّم الليل تماماً على معسكر الحدود. لقد مرت ما يقارب العشر ساعات وهو على وضعية التأمل.
قال كاي بتعب وهو يتنهد: “لقد حل الليل بالفعل، ولقد مرت ما يقارب العشر ساعات وأنا على هذه الوضعية، ولم أشعر بشيء.”
تذكر كلام القائد قبل أن يغادر، حيث أخبره أن اليوم لن تكون هناك استراحة حتى يتقن “الصدى” وأنه سيعود بعد اجتماعه. تنهد كاي مرة أخرى وقال: “ماذا علي أن أفعل؟ هو حتى لم يخبرني شيئاً آخر، فقط قال لي أن أتأمل حتى أرا وميض بقايا السحر.”
قال كاي بعزيمة: “على كل حال، دعنا نحاول مرة أخرى.”
وبدأ كاي يتذكر الأساسيات التي شرحها مايكل، ودخل في وعي التأمل من جديد .
وميض المقدار:
قال كاي في وعيه الداخلي، وهو يركز وسط الظلام المطلق: “دعنا نبحث في هذا الظلام عن وميض بقايا السحر… ركّز… ركّز و بينما كان يركز…؟!…”
(وميض)
”آه! ما هذا؟”
(وميض)
قال كاي في نفسه بفرح: “أوه، أوه، إنه الوميض! لا اصدق اني فعلتها حسناً، حسناً، دعنا نركز أكثر!”
بدأ بسمع صوتاً غريباً: (شْشِشْ). “هناك صوت! صوت شرارة، وكأن شيئاً يتداخل في بعضه ويفترق، وكأنه صوت اصطدام سيفين بحدة وشراسة.”
فجأة، جفل كاي: “آه! ما هذا؟”
جسده كله بدأ يرتعش بعنف، وشعر بألم حاد يتمركز في صدره وقلبه، كأن مئات الإبر تخترق أنسجته الداخلية. كان الألم يشتد مع كل نبضة، وكأن قلبه يحاول أن ينفجر لرفضه هذه الكمية المفاجئة من الطاقة الخام التي يحاول جسده امتصاصها.
انفجار القوة الداخلية:
زاد الألم، وتحول الارتعاش إلى تشنج عنيف. وإذا به يجد أذنيه تنزفان، وكحّ دماً غزيراً، وبدأ يلهث بجنون.
”لهث… لهث… هل… هل سوف أموت؟”
(نبض)
فجأة، سمع صوتاً مهيباً، عميقاً وهادئاً، يصدح داخل وعيه المتألم: “هممم… ما هذه التقنية الشاذة؟”
قال كاي وهو يلهث: “هاه… من هناك؟”
قال الصوت: “التفت.”
التفت كاي ببطء في وعيه الداخلي، وإذا به يرى ظل كيان ضخم وغريب. قال وهو يلهث: “م… ما هذا؟”
”إنه نفس الظل الذي رأيته في المرة الماضية!” أدرك كاي. “وهذا الصوت هو صوت الصندوق الذي وجدت فيه القلادة من الأساس! لماذا هذا داخل وعيي؟”
قال الكيان: “هل أساعدك؟”
قال كاي وهو يلهث: “فـ… في ماذا؟”
قال الكيان: “في هذا.”
وإذا بي شعور بارد يُهب داخل قلبه وجسده، ويتوقف عن الارتعاش.
قال كاي: “هاه! لقد توقفت عن الشعور بأي ألم، وأني أشعر بشيء غريب وخارق في جسدي!” سأل كاي: “ماذا فعلت؟”
الكيان: “لقد حميت قلبك من الانفجار.”
كاي: “ماااذا؟ انفجار؟”
وإذا بظل الكيان يتذبذب ويتوشوش. قال كاي: “هاه؟”
الكيان: “يبدو أنك حتى الآن لا نستطيع التحدث كثيراً. أراك في المرة القادمة يا كاي.”
قال كاي: “انتظر! انتظر!”
الاستيقاظ في الفوضى:
اختفى الظل.
وفي اللحظة التالية، أفاق كاي على صراخ القائد: “الأمير كاااي!”
فتح كاي عينيه. “هااه؟”
كان مايكل يقف أمامه، ووجهه مصدوم. التفت كاي حوله ورأى القادة والجنود ينظرون إليه بتفاجؤ مطلق. لماذا المكان مدمر؟ ولماذا أنا في الخارج ولست في خيمتي؟
نظر كاي إلى وجوههم، وقد شعر بأن نظراتهم تحمل مفاجأة توتراً عميقاً. ثم فجأة، شعر بثقل هائل يجتاح جسده.
التعليقات لهذا الفصل " 23"