بمجرد أن طرح كاي هذا التساؤل الداخلي، تدفقت ذكريات الأمير كاي الخاصة بصورة مفاجئة وقوية. لم تكن مجرد معلومات، بل ومضات حسية دافئة.
صورة رجل ضخم، ذو شعر رمادي كالثلج وعينين حادتين لكنهما تفيضان بالدفء، يبتسم وهو يحمل كاي الصغير:
”إذا هاذا هوا حفيدي!”
ثم مشهد لتدريب قاسٍ تحول إلى ضحك:
”ههه تعال هنا يا كاي!”
وأخيراً، صورة رجل يبتعد، وجهه مغطى بظلال عميقة من الحزن:
”أنا آسف يا كاي، يبدو أنك لن تستطيع رؤية هاذا الجد مرة أخرى.”
هاه! هاه! ما هذه الذكريات التي لم أقرأ عنها من قبل؟ جد أمي…! كاي تراجع خطوة إلى الخلف، يلهث.
تساؤلات متعبة:
”الأ… الأمي… الأمير السادس هل أنت بخير؟” كان صوت أحد الجنود، صوت شاب بدا متوتراً للغاية، هو الذي أعاد كاي إلى الواقع.
اه… أجل، أجل أنا بخير. “إنني فقط متعب ومصدوم من أن جدي كان قائد الكتيبة في الحدود الحديدية.” حاول كاي إخفاء ارتباكه تحت قناع من الإرهاق.
”أوه، إذاً فلترتاح قليلاً في خيمتك. اه، أجل، أراك لاحقاً…” قال الجندي، وهو يشير إلى خيمة صغيرة قريبة، ثم ابتعد على عجل.
الخلاف بين القادة:
توقفت امرأة شابة حازمة خلف مايكل، وهي ترتدي درعاً خفيفاً وعليه علامات قتالية حديثة. كانت سيرا، مساعدة مايكل وقائدة وحدة الاستطلاع، وقد كانت عيناها تراقبان كاي.
”يا قائد!” قالت سيرا. بي صوت غضب صريح “لا أصدق أن هذا الملك حقاً قد أرسل أحد أبنائه إلى هذا المكان!”
إذا بي نبرة مايكل حازمة وغاضبة، وكأنه يوبخها لنسيانها بروتوكولاً مقدساً: “سيرا!”
”وهل اعتبر الملك ابنة معلمي زوجة له حتى؟” قال مايكل، وصوته يحمل الحزن والغضب. “لم يكتفِ بنفي معلمي، بل وقتل ابنته، وأرسلنا جميعاً إلى الحدود. والآن يريد أن يلقي حفيده حتفه هنا أيضاً! لن أدعه يفعل ما يريد!”
تقدم مايكل خطوة نحو سيرا، ونظراته النارية تكاد تشتعل: “وانتبهي لما تقوليه! ليس لأننا في الحدود هذا يعني أنه ليس هناك جواسيس!”
تراجعت سيرا قليلاً، وهي تقطب جبينها، لكنها همست لنفسها، بمرارة واضحة: تسك… انظر من يتكلم بعد ان قال كل هاذا.
ترك مايكل وسييرا الساحة وهما محملان بالتوتر والغضب. نظر كاي إلى الخيمة المخصصة له. فجأة، هذا “الاختبار” لم يعد مجرد نفي بسيط. إنه جزء من مؤامرة أكبر بكثير تتعلق بجده المنفي، ومصير والدته، ومكانة مايكل القوية.
التعليقات لهذا الفصل " 13"
ط