الفصل الحادي عشر: الوحش الأول واللقاء بمايكل رانوف
وصول قسري:
بعد رحلة قاسية دامت عشرة أيام من الارتجاف والجوع والتعب النفسي، وصلت العربة المتهالكة أخيراً إلى “الحدود الحديدية”. لم تكن الحدود كما تخيلها يوهان من الروايات؛ لم تكن جداراً ضخماً، بل سلسلة من التحصينات المتناثرة وسط أرض قاحلة يبدو أن وحوش السحرية أتلفتها. كانت عبارة عن معسكرات خشبية وحجرية متفرقة، يسودها الصمت الحذر والتوتر.
توقف الكابتن جيل، سائق العربة، أمام نقطة التفتيش الرئيسية، وقد بدا الإرهاق واضحاً عليه.
”آها… أخيراً وصلنا…!” قال جيل بارتياح.
هجوم مفاجئ:
قبل أن يكمل جيل كلامه، شعر كاي برياح قوية تمر من خلفه. في اللحظة التالية، كان فك وحش سحري ضخم وقريب جداً يلوح وراء ظهره، يطلق زئيراً أصم.
صرخ كاي والجنود المرافقون بذهول. كان الوحش،ذئب الظل بي هالة صفراء خفيف، قد تتبع العربة دون أن يشعر به أحد.
وفي لحظة الفزع المطلق، قبل أن يضرب الوحش، انقضَّ عليه ظل من العدم كالبرق، سيفه يمسح الهواء بأزيز. كان الهجوم سريعاً ونظيفاً لدرجة أن الوحش سقط أرضاً مقطوعاً، بينما الكابتن جيل، الذي كان يرتعد، فقد وعيه على الفور من الرعب.
هاه! هاه! ما هذا؟ قال كاي بصوت خائف ومضطرب.
ظهور قائد الكتيبة:
انطلق صوت جهوري وحازم من خلف الوحش المقتول.
”ماذا سيكون؟ إنه وحش السحر! وتسمون أنفسكم جنوداً؟ تسك تسك… يا لضعف جنود المملكة!”
وقف الرجل الغريب، سيفه يقطر دماً . كان ضخماً ومهيباً، يرتدي درعاً جلدياً قاتماً ويبدو عليه التعب والقوة في آن واحد.
سأل الرجل: “هل أنتم بخير..؟”
رد عليه أحد الجنود بتردد: “أوه، قائد الكتيبة لحدود الحديدية، مايكل رانوف!”
نظر مايكل إلى كاي، وتوقف للحظة. شعر كاي بضغط هائل وقوة ساحقة تصدر من الرجل، .
”من هذا؟” سأل مايكل بنبرة عميقة لا تخلو من الاستغراب.
نظر إليه كاي، متسائلاً: ما هذا الضغط؟ إنه ليس سحراً يمكنني أن أقول، ولكن ما هذا؟ إنني أشعر بقوة ساحقة!
”أوه، من لدينا هنا…” قال مايكل بابتسامة غريبة على شفتيه، وكأنه عرف شيئاً. “هل أحضروه حقاً؟”
التعليقات لهذا الفصل " 11"