في ساعات الفجر الأولى، بينما كان الجميع غارقين في نوم هادئ وأنفاسهم الناعمة تملأ الأجواء، بقي زوج من العيون المتلألئة مفتوحتين على اتساعهما.
“ه- هل هو نائم؟”
خشخشة، خشخشة.
بمجرد أن أدارت رأسها قليلًا، أصدرت أغطية السرير صوت خشخشة مرتفعًا. جمدت شارلوت في مكانها مذعورة، ثم رفعت نظرها بحذر. ولحسن حظها، لم تكن هناك أي علامة على أنه استيقظ. فقد كان الشخص الممدد بجانبها يواصل نومه بعمق.
تنفست الصعداء وفكرت: “آه، جيد… الآن فلنحاول التحرك مجددًا!”
مدّت يدها لتسحب الغطاء وحاولت رفع الجزء العلوي من جسدها، لكنها توقفت في منتصف الطريق. لم يتجاوز جسدها زاوية خمسة وأربعين درجة، ومهما حاولت لم تستطع النهوض!
“ما الذي يحدث؟ لماذا…؟”
بينما كانت تبحث بيأس عن السبب، وقعت عيناها على ذراع عضلية تلتف بإحكام حول خصرها النحيل. وجه الرجل، الذي كان يغمره ضوء القمر، بدا هادئ الملامح. الظلال التي ارتسمت على جبينه الأملس وأنفه الحاد منحت ملامحه هالة غامضة، أشبه بتمثال قديم. لكن ذراعيه الملتفين حول خصر شارلوت كانا بإحكام مخيف.
“إنه نائم! لماذا لا أستطيع الإفلات منه؟!”
بدأت تلوّي جسدها بطرق مختلفة لتحرير خصرها المعذَّب، ثم خطرت لها فكرة. كانت تعرف أن الرجل يحب أن تغني له تهويدة لينام. إذا تمكنت من إغراقه في نوم أعمق، فسوف تخف قبضته.
“همم، همم…”
وبينما كانت تربت على ذراعه الضخمة برفق، شعرت بالعضلات تخف تدريجيًا، تمامًا كما توقعت. ربما كان شربه للنبيذ طوال الليل قد جعله يطبق عليها أكثر.
“رائع، هذا هو!”
بحذر شديد، نجحت شارلوت أخيرًا في الإفلات من قبضته. وفي أثناء ذلك، سقطت باروكتها، لتكشف عن شعرها الطويل الكثيف المنسدل حتى خصرها. لكنها لم تكترث، وأسرعت بالخروج من القصر الفاخر.
وفي مكان سري، كان شخص ما ينتظرها—إيثان، بطل الرواية الأصلية زوج أختها المستقبلي.
“شاشا، تعالي بسرعة. هل أمسك بكِ؟”
“كم الساعة الآن؟ أليس الوقت متأخرًا جدًا؟”
“لا، سيكون الأمر بخير.”
ارتدت شارلوت الرداء الذي ناولها إياه إيثان واستعدت لامتطاء الحصان، لكنها توقفت فجأة. اجتاحتها موجة من المشاعر وهي تفكر في مغادرة قصر الدوق الأكبر.
“في البداية، كنت أريد الهرب بشدة، ظننت أن تلك الأيام قد ولّت…”
عادت إلى ذهنها ذكريات الماضي: الركض في ساحة التدريب، حمل الأوزان على ذراعيها وساقيها، السير على الماء وسط أسراب التماسيح الجائعة، التدريب لعبور حلقة نارية مشتعلة—كل تلك الأفكار مرت بعقلها.
“همم، الهرب هو الأفضل فعلًا.”
اختفى الشعور العاطفي في لحظة، وكأنه لم يكن. وقبل أن تنطلق مبتعدة، ألقت نظرة أخيرة على إيثان.
“شكرًا لمساعدتي.”
“على الرحب والسعة.”
“آمل أنه عندما نلتقي مجددًا، أستطيع أن أناديك حقًا بأخي.”
وبينما كانت تعانقه كما في أيام الطفولة، امتطت شارلوت الحصان.
طق-طق، طق-طق—تلاشى صوت حوافر الحصان مع ابتعاد القصر المهيب والفخم.
الأيام التي قضتها كمتدربة، لا كابنة كونت مرموقة، كانت ستتلاشى مع ابتعاد قصر الدوق الأكبر. وكانت شارلوت واثقة من ذلك. لكنها لم تكن تعلم أن شخصًا ما كان يراقبها بلا هوادة وهي تبتعد.
“هاه…”
تنهد الدوق الأكبر، رافاييل أستريد لا لودوفيكا، بعمق.
لقد رحلت. للمرة الأولى في حياته، رغب في شخص ما، لكنه اضطر إلى التظاهر بعكس ذلك. كان يعلم أن قلبها يخص رجلًا آخر.
وفي النهاية…
“….”
وعندما رأى الفراغ إلى جانبه، لم يستطع العودة للاستلقاء. نهض من السرير، وأزاح خصلات شعره عن جبينه، ثم التقط الباروكة الساقطة على الأرض. بينما كان أصابعه تمر فوق الخصلات الناعمة، شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري، مثل وحش جائع…
لقد كانت الرائحة هي ما أشعل شوقه إليها.
“عزيزتي، اس تمتعي بالحرية القصيرة التي منحتكِ إياها.”
سوف نلتقي مجددًا قريبًا.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 0"