“أ.. أود أن أبعث بتحياتي إلى دوق الأكبر.”
“لا يمكننا أن نترك الضيوف الموقرين واقفين بالخارج وقد جاءوا من القصر.”
ابتسم الدوق الأكبر بلطف، ومد يده يربت على مؤخرة رأس شارلوت كما لو كانت هِرّة صغيرة.
بالطبع، كان تحت المكتب يلف ذراعه حول خصرها بإحكام، لكن هذا ليس موضوعنا الآن!
“لماذا تقف هناك كالأبله؟ اجلس.”
“لا أعلم كيف أرد على كرم ضيافتك يا صاحب السمو.”
“أوه، لا تقلق بشأن ذلك.”
أرخى الدوق الأكبر ذراعه عن خصرها وأشار إلى الكرسي المقابل له.
تحررت شارلوت من الضغط الهائل، وأخذت تتنفس بصعوبة وبثقل. للحظة، شعرت أن هذا هو اليوم الذي ستلتقي فيه بوالدها الراحل مجددًا.
لكن ما إن استعادت ما يكفي من الأوكسجين، حتى ظهرت مشكلة أخرى.
“يا إلهي، جبهتي!”
لقد كان يعانقها بقوة لدرجة أن جبهتها اصطدمت بحافة حادة من ياقة زيه العسكري. كانت الزاوية المزخرفة حادة كالمِنشار، ولم تستطع شارلوت منع نفسها من إصدار أنين صغير.
“آه…”
“اهدأ، لا أريد للآخرين أن يروا تصرفاتك الطفولية الظريفة. انتظر، أيها الرجل الجميل.”
*قبل ما يسوء فهمكم أكثر، البطل جاءه ضيف من القصر الإمبراطوري اللي هم أعداءه السياسيين، فقاعد يمثل عليهم انه يحب تشرلز اللي هي شارلوت المتنكرة عشان يشوف اذا البطلة جاية من طرفهم أم، و عشان يؤكد لهم الشائعة اللي نشرها من قبل*
اليد التي كانت تلاطف مؤخرة رأسها انزلقت إلى عنقها.
وبابتسامة جانبية، رفع الدوق الأكبر ذقنه وكأنه يحث الضيف على الإسراع، بينما الضيف المرتبك مدّ يده ليقدم ما يحمله.
“هـ.. ها هي، رسالة شخصية من جلالة الإمبراطور.”
“همم.”
مزّق الدوق الأكبر، رافاييل، الختم الشمعي بيد واحدة وفتح الرسالة.
وبينما يقرأ محتواها بصمت، ساد التوتر الخفيف في الغرفة.
“أرى.”
“….”
“بصفتي تابعًا مخلصًا لجلالة الإمبراطور، فمن الطبيعي أن أتحرك.”
كانت شارلوت تحاول سحب جبهتها من الحافة الحادة، لكنها تجمدت فجأة.
لم يكن على الورقة الفاخرة سوى جملة واحدة:
[غادر نحو الغرب دون تأخير.]
“همم، أهذا كل شيء؟”
كانت قد رأت وجه الإمبراطور حين استقبل الدوق الأكبر في ساحة القصر الإمبراطوري، وكيف كان فخورًا بابن أخيه الذي انتصر في كل المعارك، ووعده بدعم واسع لجيشه. كان إعجابه به مثار غيرة النبلاء.
لكن الأمر بدا غريبًا لها. فالدوق الأكبر لم يعد إلى العاصمة إلا مؤخرًا بعد انتهاء حملته على الحدود، وهذه الرسالة بدت باردة جدًا لتكون موجّهة لابن أخيه الذي عاد للتو.
ما لم يكن هناك فتح قسري للبوابة، فلا سبب لشخص بمكانته ليسافر شخصيًا إلى الغرب البعيد.
عندها أدركت أن محتوى الرسالة لا ينبغي تفسيره حرفيًا. الإمبراطور لم يكن يريد حقًا من الدوق الأكبر أن يذهب إلى الغرب، بل أراد أن يختبر ما إذا كان سيطيع أوامره دون سؤال.
لكن قبول الأمر يعني النفي إلى الغرب دون فرصة للرفض، والرفض بدوره سيكون مشكلة لأنه سيسلبه حق الاعتراض عندما يعلن الإمبراطور الحملة الحقيقية.
في هذه الحالة، سيكون أفضل حل هو إيجاد تشتيت لاهتمام الإمبراطور يمنحه سببًا لرفض الأمر. لكن عندما رأت انقباض عضلات فك الدوق الأكبر، لم يبدو الأمر سهلاً.
هل كان مستعدًا لمواجهة الإمبراطور نفسه؟
تنهدت شارلوت داخليًا، ولعنت طيبتها الزائدة.
فتحت فمها وقالت:
“وبما أننا نتحدث عن القصر، أذكر أنك قلت إن هناك الكثير من الأمور التي يجب الاهتمام بها بمناسبة عيد ميلاد جلالته القريب. أليس كذلك يا صاحب السمو؟”
تحولت عينا الدوق الكبير الحمراوان نحوها، وارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة، لكن في بريق عينيه حدة تخترق القلب.
“آه، صحيح.”
“بعد أيام قليلة سيكون عيد ميلاده، ومع أنك ذكرت مرارًا أن هناك أمورًا كثيرة عليك تجهيزها، إلا أنك لم تهتم بالأمر. هل أعددت له هدية تُرضيه؟”
“وهل يحتاج شيئًا غير وجودي؟”
“همف، تجيد الكلام…”
أدارت شارلوت وجهها غاضبة، بينما الضيف بدا نصف مهتم وهو يراقب حديثهما.
كانت متأكدة أن الضيف سيرفع تقريرًا للإمبراطور بكل ما رآه اليوم.
تنهدت شارلوت في سرها، آملة أن تمنحها هذه المسرحية الصغيرة بعض الوقت. فالدوق الأكبر حاد الطبع ولا يتنازل بسهولة.
في الظروف العادية، ما كانت لتتدخل في شؤون كهذه، لكن المشكلة هي “إيثان” من فرسان الدوق.
حتى لو حدث شيء للدوق الأكبر، فلن يتركه إيثان أبدًا، بل سيكون أكثر إصرارًا على البقاء بجانبه. كان صارمًا، نزيهًا، ومستقيمًا بشكل مزعج، تمامًا كبطل الرواية التقليدي.
لكن حين فكرت في مدى حزن “غريس” إذا حدث ذلك، لم تستطع تجاهل الأمر.
“حسنًا، بما أن دوري انتهى، فقد حان وقت انسحاب الطرف الثالث.”
تظاهرت بالدهشة وأمسكت بمعصم الدوق الأكبر:
“دعني. يمكننا التحدث لاحقًا عندما لا يكون هناك ضيف.”
“لا أريد. لن أتركك.”
“لا…”
ألم يكن هذا كافيًا؟ كانت تحاول موافقته في لعبته المسرحية، وتلمّح أمام الضيف بأنه يهتم برضا الإمبراطور.
لكن لماذا عاد للضغط على خصرها مجددًا؟! هل ينوي خنقها حتى الموت؟!
مدّت ذراعيها تعانق عنقه بحركة حانية، بينما أسنانها تطحن من الغضب.
“هل يمكنك أن تتركني؟”
“حسنًا…”
“الضيف يراقب، وأشعر أن خصري سينكسر.”
كان ذراعه العضلي، القوي كالفولاذ، يلف خصرها بقوة تكاد تسحقها.
شعرت أنها ستموت، وأن أحشاءها ستنفجر!
“كح، كح.”
لسبب ما، بدأ الضيف يسعل بصوت أعلى فأعلى، لكنها تجاهلته وأكملت:
“ألا يكفي أنك تعذب الناس كل يوم بلا راحة؟”
*هي تقصد شيء وهو التدريب و هذا الضيف الوقح نيته خايسة فهم شيء ثاني*
“كح، كح.”
“أستيقظ مترنحة كل صباح، لأُعذّب بلا هوادة مجددًا!”
*يا بنت الحلال اسكتي تراك طيرتي نية الرجال*
“كح، كح، كح، كح!”
وبينما كانت تتذمر من تدريبه القاسي وكأنهم كلاب، صار سعال الضيف أكثر حدة، وكأنه يختنق.
عندها فقط التفتت إليه:
“هل تشعر بتوعك؟”
“كح.”
ارتجفت كتفا الضيف تحت نظرتها.
إذا مات رسول الإمبراطور تحت عينَي الدوق الأكبر، فستكون كارثة.
تساءلت إن كان عليها استدعاء الطبيب، لكن الدوق الأكبر ضحك. .
“أرأيت؟ تابعي يفتعل نوبة كهذه.”
“….”
“مهما كان الأمر، لا يمكنك النجاة إذا تحديتني. لذا أوصل نواياي للإمبراطور كما هي.”
مسحت عيناه الحمراوان الضيف ببطء، ذلك الضيف الذي كان متجمّدًا كفريسة أمام وحش، قبل أن يتنفس الصعداء بعد سماع كلمات الدوق.
“نعم، سأبلغه يا صاحب السمو.”
خفض الدوق الأكبر صوته وأسند ذقنه إلى مسند الكرسي، وابتسم برضا:
“اهتم بالضيف.”
“حاضر يا صاحب السمو.”
أومأ السكرتير الذي كان يراقب من الخلف، ولم يتركوا المكان إلا بعد أن ابتعدت خطواتهم في الممر. عندها أرخى الدوق قبضته وتمطى بكسل.
“يبدو أنك معتاد على المسرحيات…”
كانت شارلوت تنظر إليه بشعور متناقض.
كان هذا مشهدًا عابرًا لم يُذكر في القصة الأصلية، لكن بالنسبة لها، كان أشبه بكشف الستار عن حقيقة مخفية.
الإمبراطور لا يفضّل الدوق الأكبر، بل يقيّده. كان يحرص على ألا يبني نفوذه في البلاط، وألا يمكث طويلاً في مكان واحد، وألا يشكّل قوة عسكرية ضخمة…
“إذا كان يعرف هذا، فلا عجب أن يصبح مجنونًا.”
أو يتظاهر بالجنون.
“….”
في الصمت المربك، راقبت شارلوت تعابير الدوق. كانت لا تزال جالسة على فخذه بوضع محرج.
وبما أنه لم يبدُ منزعجًا، ولأن القوة التي كانت تقيدها قد زالت، فقد رأت أنه بإمكانها المغادرة.
ابتسمت بهدوء وأنزلت رجلًا واحدة بتردد:
“حسنًا إذن، سأذهب…”
“إلى أين ستذهب؟”
وبينما كانت تحاول الانسحاب برشاقة كنسمة ربيعية، قبض على عنقها.
شعرت بقشعريرة من نذير شؤم.
“….”
“ماذا قلتَ للتو؟ أنني أعذبك منذ أيام؟”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"