3.
رفعت شارلوت رأسها فجأة، وقد بدا على وجهها مزيج من الدهشة والسخط. لم تسمع في حياتها هراءً كهذا. على العكس، كانت تسمع دائمًا المديح: “ابتسامة شارلوت هي الأجمل في العالم!”*
*شكلها الاخت نست انها متنكرة كرجل و مستحيل احد يمدح رجل حتى لو كان جميل *
«هذا أمر يخص شرف آل برافان»، فكّرت في نفسها. لم يكن بوسعها أن تدع الموقف يمر هكذا.
وقد اشتعلت حميتها، أمسكت المفتّش الذي حاول تجاوزها.
“هل عيناك معصوبتان؟ انظر إليّ مرة أخرى!”
“مرفوض.”
“انظر ثانية! ابتسامتي هي الأكثر سحرًا في الدنيا! لم يحدث أن قاومها رجل!”
كانت تستطيع تجاهل ثناء أختها على أنه حنان شقيقة كبرى، لكن ماذا عن النبلاء الذين يتسابقون في الحفلات لنيل رضاها؟! كانت تعلم، بموضوعية، أنها لا تمتلك مظهرًا منفّرًا على الإطلاق.
“وفوق ذلك، ابتسامتي تشبه ابتسامة أمي الراحلة.”
ساد صمت ثقيل. ثم دوّى صوت من بين الواقفين:
؟
“ماذا قلتَ؟! هل أهان الفارس والدة الفتى ذي الشعر الوردي؟!”
بدأ الحاضرون يوبّخون المفتش، وحتى بعض خدم القصر تذمّروا في همس. عندها تمتم المفتش على مضض:
“هاها… ابتسامة جذّابة فعلًا.”
لكنّه أضاف باستهزاء لا يسمعه سواها:
“ومع ذلك… أنتَ مرفوض يا صغير.”
“سنرى ذلك، أليس كذلك؟”
فتحت شارلوت كفّها بثقة. لم تكن تعرف شروط القبول، لكن إن تم رفضها مجددًا، فهي مستعدة لتسلق السور والدخول بالقوة. ففي داخل هذا القصر الشخص الذي قد ينقذ حياة أختها، ولن تتراجع أبدًا.
“لحظة…”
أمسك المفتش يدها وفحص راحة كفّها بعناية. كانت خشنة متصلبة من أثر التدريب الطويل بالسيف. فجأة قال:
“مقبول.”
“ماذا قلت؟!”
“هل تريدني أن أرفضك؟”
“لا، شكرًا!”
دوّن اسمها في سجل الزوّار بعد أن ترددت قليلًا:
“الاسم.”
“شا…” توقفت فجأة، فهي متنكرة الآن كرجل، وشعرها الوردي مخفي تحت باروكة قصيرة، وشاربها المستعار مزّقته قبل قليل.
“تشا… تشارلز.”
“حسنًا يا تشارلز، يمكنك الدخول.”
دخلت وهي تلتفت نحوه، لتجده يرمقها بابتسامة جانبية غامضة. «ما هذا؟!» تساءلت في داخلها، لكنها تجاهلت الأمر. فهدفها واضح: لقاء إيثان وإقناعه بوقف زواج أختها، ثم الخروج من هنا فورًا.
*
بخطوات ثابتة، تبعت العلامات التي تقود إلى فيلق الفرسان. كانت المسارات واضحة، وكلما ترددت في الاتجاه، وجدت مرشدًا يشير لها. «غريب… هل أبدو فعلًا كشخص لديه عمل مع الفرسان؟»
وصلت أخيرًا إلى قاعة واسعة تشبه صالة انتظار، تضم أشخاصًا يحملون تصاريح دخول. هنا انتهت العلامات ولم يعد هناك مَن يرشدها، فقررت أن تستفسر من أحد الجالسين.
“مرحبًا…”
رفع رجل أصلع، مفتول العضلات، عينيه نحوها، متأملًا قمة باروكتها القصيرة. في نظره مزيج من الشفقة والتعاطف.
“آه… يا للأسف، وأنت بهذا العمر الصغير.”
“هاه؟”
كادت تنفجر انزعاجًا، لكنها تذكرت مهمتها، فتماسكت.
“أبحث عن الطريق… لكن السهم انتهى هنا، هل تعرف أين أذهب؟”
“لدخول فيلق الفرسان، عليك اجتياز الاختبار الثاني.”
*”اختبار آخر؟!”
*الاخت مفهية، للي ما فهم هي تحسب ان هذي اختبارات دخول القلعة لمقابلة احد الفرسان، بس هذي اختبارات الانضمام الى الفرسان، و هي زي الأطرش في الزفة*
“هذا طبيعي مع فرسان التنين الأسود.”
كانت تتذمر في سرّها: «أكل هذا التعقيد لمقابلة شخص واحد؟!»
*
بعد لحظات، نادى المفتش على أسماء مجموعة شارلوت، وكانت تضم الشاب الغريب الذي كان يرمقها من قبل، والرجل الأصلع. ابتسمت للأصلع، فمدّ يده إليها:
“لقد أعجبت بك يا صغير. اسمي بارون.”
“تشرفت يا عم بارون!”
ارتسمت على وجه الشاب الآخر نظرة ذهول، وتراجع خطوة إلى الوراء، وكأنه يراها ساحرة خطيرة.
قادهم المفتش إلى ساحة تدريب واسعة، ثم قال بلهجة مقتضبة:
“القانون بسيط: ابقوا على قيد الحياة حتى أطلق الصافرة.”
«البقاء على قيد الحياة؟! ماذا يعني هذا؟!» لم تُتح لها فرصة السؤال، فبمجرد الصافرة، تغيّر الجو فجأة.
اندلعت المعركة، وسُحبت السيوف والهراوات، ومن بينها مطرقة مسننة يمكن أن تقتل بضربة واحدة. سرعان ما أشار صاحبها نحوها وإلى الشاب النحيف بجوارها:
“لنبدأ بالأسهل… هاذين الاثنين.”
حُشر الاثنان في زاوية، والشاب يترنح رعبًا. همّت بمساعدته، لكنه بدأ فجأة يؤدي حركات غريبة، يلوّح بسيفه ويردد:
“هوب! تجنّب! هوب! تجنّب!”
ترددت المجموعة أمامه، ربما خوفًا أو اعتقادًا بأنه مجنون، لكن ذلك جعل أنظارهم تتحول نحو الهدف الأسهل الآخر… شارلوت.
“لا تلُمنا… هه!”
“إن أردتِ اللوم، فلُمْ ضعفكِ!”
طوقوها، لكنها بقيت واقفة بثقة، فازدادوا غيظًا.
“ما الأمر؟ ألا تعرف حتى كيف تسحب سيفك؟”
“هل بينكم من يفضّل الحوار؟”
“أحمق!”
ابتسمت بخفة، وهي تتذكر وصية غريس: “حاولي الحديث قبل أن تشهري سيفك.”
سحبت سيفها فجأة، وهمّت بمهاجمتهم:
“لقد سألت، وأنتم رفضتم، فلا رجعة الآن.”
في لحظة، أطاحت برقبة أحدهم بضربة مقبض السيف فسقط فاقد الوعي، ثم تفادت ضربة المطرقة الثقيلة وانقضّت على صاحبها، فأسقطته يتلوى من الألم.
تراجع الباقون، وهم يتهامسون:
“إنه مجنون!”
“لم نرَ حتى كيف تحرك!”
ابتسمت شارلوت ابتسامة واسعة وقالت:
“والآن… من التالي؟”
لقد أدركوا متأخرين أنهم استفزوا الشخص الخطأ، لكن الندم دائمًا يأتي بعد فوات الأوان.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"