2.
إنها شارلوت لا برافان، امرأة عنيدة لا تعرف الاستسلام.
ورغم أن خيانة يوهان تسببت في توبيخها من قِبل معلمها *معلمها هو الماركيز أب يوهان*، فإن عشاء الليلة الذي أعدته المركيزة كان لذيذًا على نحوٍ يبدد بعض المرارة. كانت مرهقة الجسد، لكن عقلها ما زال متقدًا برغبة لا تهدأ في التسلل إلى قصر الدوق الأكبر*.
*للي ما يتذكر، البطل الاصلي هو فارس في قصر الدوق*
وفجأة، وأثناء عودتها مسرعة إلى المنزل ممتطية جوادها، شدّت اللجام بعنف. فقد لاح لها أمام قصر آل برافان جمعٌ من الناس، يرافقهم فرسان وحراس، وعربة فخمة تنبئ بمكانة رفيعة.
“متى سيكون الوقت الأنسب لإعلان الخطوبة؟”
“سأتبع رغبة سموّكم.”
تسللت شارلوت بخفة خلف السور حين رأت الخارجين من القصر. كانت أختها الكبرى، غريس، برفقة نبيل مهيب، لم تستطع تمييز ملامحه بسبب ظلال الغروب، لكن ثراء ثيابه وفخامتها كانا كفيلين بالكشف عن مكانته.
“إن سمحتم لي برأيي، أقترح أن يكون بعد حصاد الخريف.”
“أهو بسبب حفل بلوغ شارلوت سن الرشد؟”
“… أجل، أعتذر.”
طمأنها الرجل وربّت على كتفيها قائلًا:
“أختك أصبحت كابنتي، وقد وعدتك أن أعتني بها كأنها من صُلبي. ولستُ جشعًا إلى حد إفساد يومٍ لا يتكرر في حياة فتاة.”
*قبل ما تقولوا واو و اخلاقه عالية، تراه بعمر جدها، ماني امزح، حفيده الامير بعمر البطلة و صديقها من الطفولة اذا ما خاب ظني*
“لم أقصد التشكيك في نوايا سموكم.”
“أعلم ذلك يا عزيزتي. لا تقلقي، وركّزي على تدريبك كعروس المستقبل، واتركي الباقي لي.”
ثم انحنى نحوها وطبع قبلة على وجنتها. كانت في الظاهر تحية مهذبة، لكن قبضتها المتشنجة وارتجاف أصابعها، التي لم تَرها سوى شارلوت، باحت بما يعتمل في صدرها.
ركب هيرمان عربته، وأحاط به فرسانه المدججون بالسلاح حتى غاب عن الأنظار. بقيت غريس منكسّة الرأس، ثم ما لبثت أن ترنحت قليلًا.
“سيدتي غريس، هل أنتِ بخير؟”
“أنا بخير… فقط أشعر ببعض الإرهاق.”
وضعت يدها على صدغها، ثم أضافت بحزم:
“لا تخبري شاشا بشيء من هذا.”
“أمرُكِ، سيدتي.”
بعد أن دخلت غريس ومن معها من الخدم، خرجت شارلوت من مخبئها ببطء، وعيناها تلمعان بالحزن.
أختي…
لم تُفضِ لها غريس بشيء، لا بأحاديثها مع الدوق هيرمان، ولا حتى بشأن إيثان الذي كانت تحبه كروحها. كانت تشعر أحيانًا بأنها غريبة عن تفاصيل حياة أختها، لكنها لم تستطع مواجهتها، فهي تعرف كم ضحّت غريس لأجلها ولأجل الأسرة.
“أنتِ حمقاء يا أختي… حمقاء.”
بالنسبة لشارلوت، كانت سعادة أختها هي سعادتها، وحزنها هو حزنها. فلماذا لا تدرك غريس ذلك؟ تخلّصت من شرودها، وأمسكت لجام جوادها متوجهة إلى الداخل بابتسامة مرحة:
“لقد عدت!”
“شاشا، لماذا تأخرتِ؟”
“مرحبًا يا أوني! تناولت العشاء مع يوهان مجددًا. أتدرين ماذا أعدّت المركيزة؟…”
أشعلت كلماتها شرارة صغيرة في قلبها. إذا كانت غريس تريد حمايتها بطريقتها، فهي ستفعل الشيء نفسه بطريقتها الخاصة.
في صباح اليوم التالي، غادرت شارلوت القصر مبكرًا بحجة تلقي تدريب خاص. ارتدت زي التدريب وحملت سيفها على خاصرتها، وابتسمت ابتسامة مشرقة لئلا تثير أي شك.
“سأعود لاحقًا اليوم!”
“استمتعي، وأخبرينا إن حدث أي شيء.”
“أما زلت طفلة يا أختي؟”
“بالطبع لا.”
عدّلت غريس شعر أختها الوردي بلطف، فيما امتطت شارلوت جوادها متجهة ظاهريًا إلى قصر الماركيز ألبريخت، لكنها غيرت مسارها فور تجاوزها الزقاق، متجهة إلى البلدة، حيث أحضرت مبلغًا كبيرًا كدفعة أولى لعملية التسلل.
“أنا عبقرية… سأفعلها!”
لكن خطتها تعثرت سريعًا، إذ اكتشفت أن المركيز نشر صورها كمطلوبة في أرجاء البلدة:
[مطلوبة حيّة فقط
شارلوت لا برافان
١,٠٠٠,٠٠٠ دولار]
شعرت بثقل السخرية من دروس معلمها عن الإصرار. تملّكها الغيظ من يوهان الخائن، لكنها لم تجد سبيلًا سوى الهرب بعيدًا. وفي أثناء فرارها، التقطت بالصدفة باروكة قصيرة وشعرًا مستعارًا للذقن من متجر تركه صاحبه للحظات.
أخفت شعرها الطويل تحت الباروكة، وثبّتت شوارب خفيفة على ذقنها، ثم نظرت إلى انعكاسها على نصـل سيفها.
“ليس مظهرًا سيئًا… بل لطيف نوعًا ما.”
واصلت السير حتى وجدت نفسها أمام قصر ضخم لا ترى له نهاية. وعند البوابة، كان الحرس ينظمون الداخلين:
“للدخول إلى قصر الدوق الأكبر، عليكم اجتياز التفتيش! اصطفوا في طابور!”
رفعت رأسها فرأت الشعار المنقوش: تنين أسود وعينان حمراوان، رمز الدوق لودوفيكا، أقوى فرسان القارة.
بدأ التفتيش، لكن بطريقة غريبة؛ كان المفتش يطلب من كل شخص أن يبسط كفّه، ويرفض معظمهم بلا سبب واضح. وحين حاول أحدهم التسلل متنكرًا، كشفه المفتش وانتزع من لحيته إبرة مسمومة.
لاحظت شارلوت أن أصحاب اللحى أكثر عرضة للرفض، فانتزعت شاربها المستعار بخفة. مسحت كفّها جيدًا، وتقدمت بابتسامة وديعة توحي بالبراءة. لكن ما إن وصلت دورها حتى عبس المفتش قائلًا:
“ابتسامتك تزعجني… مرفوض.”
ماذا؟!
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"