بعد المعركة الكبرى، وجدت شارلوت نفسها بشكل غير متوقع على رأس هرم جماعة التماسيح.
التماسيح اعترفت بها كأقوى فرد في المجموعة.
قالت بفتور:
“أوه، أهلًا… سعيده برؤيتك…”
غرووو!
“هل تشعر بالملل؟ العب بهذه الكرة. لا تكسرها.”
وبكسل، رمت الكرة التي كانت تتدحرج على الأرض، ثم تركت خلفها حشد التماسيح المتحمس، وواصلت سيرها بخطوات متثاقلة.
آه، يا لحياة المتدربة البائسة…
كان سكن المتدربين بعيدًا جدًا عن المبنى الرئيسي، مما جعل طريق العودة إلى غرفتها يبدو وكأنه لن ينتهي.
أريد أن أهرب.
كانت تفكر في الهرب من قبل، لكن الآن باتت رغبتها أشدّ من أي وقت مضى.
وبينما كانت صورة غريس وإيثان تتناوب في ذهنها، خطر ببالها فجأة وجه المدرب الذي كان يبتسم بلطف لسبب مجهول.
“همم.”
ما إن حاولت أن تمسح ذلك المشهد من ذاكرتها حتى اصطدمت بكتف أحد القادة الكبار وهم يمرّون بجانبها.
“أيها المتدرب! اسرع بالجري!”
“هاه؟”
“لماذا لا تتبع بسرعة؟!”
وقبل أن تتمكن من السؤال، أمسك القائد بمعصمها وجذبها.
وجدت نفسها تُسحب نحو مدخل فرسان المملكة، حيث كان الفرسان مصطفين في صفوف ينتظرون شيئًا ما. بدا أن ضيفًا مهمًا قد وصل إلى القصر.
عند طرف الصف، أدّت شارلوت التحية العسكرية آليًا.
اهربي، اهربي، اهربي، اهربي!
كانت روحها تغلي من الداخل وكأن نار الجحيم تشتعل فيها.
أنا أفقد حواسي… لا أعلم إن كنت في الحياة أم في العالم الآخر.
السهر طوال الليل، والتعرض للدفع، وقلة الطعام، جعل عقلها ضبابيًا.
كانت تتمالك نفسها بقوة أشبه بالقوة الخارقة، لكن إحساسها كان يطفو وكأنها تمشي بين السحاب.
“مر وقت طويل، يا دوق.”
“ما الذي جاء بالأميرة إلى مكان كهذا؟”
“…أرجو على الأقل أن تستقبلني بأدب.”
اتسعت عينا شارلوت فجأة، فقد عرفت وجه الضيف فورًا.
انتظري… ماذا؟!
في لحظة، تلاشى كل النعاس من عينيها.
كانت الأميرة كورديليا، الابنة الكبرى للعائلة الإمبراطورية.
كان لشارلوت معها علاقة وثيقة. عندما كانت شارلوت في الثانية عشرة وشاركت في أول بطولة للمبارزة، كانت كورديليا واحدة من الحكّام. في ذلك الوقت، كانت الأميرة قد أسست “الفرسان القرمزيين” الذي أصبح لاحقًا أحد أقوى ثلاثة فرق فرسان في الإمبراطورية.
على الرغم من أن شارلوت رفضت عرضها للانضمام، إلا أن الأميرة عاملتها كأخت صغرى. وعندما قدمت شارلوت شقيقتها غريس لها، أصبح الثلاثة مقربين للغاية.
هذه مصيبة! إذا التقت عيوننا، سينكشف أمري بنسبة مليون%!
تراجعت شارلوت بسرعة إلى الصف الخلفي، متجاهلة نظرات الفرسان الكبار المستغربة.
رائع، ممتاز!
بفضل طول وضخامة أجساد الفرسان، استطاعت الفطرة الصغيرة ذات اللون الوردي أن تختبئ بينهم بسهولة. كل ما عليها فعله الآن هو الانتظار حتى تمر الأميرة.
لكن فجأة، ضغطت يد قوية على خدها.
“لماذا تبتسمُ هكذا؟”
“…”.
امتدت يد الدوق من بين أجساد الفرسان وأمسكتها بإحكام. حاولت شارلوت الإفلات، لكن أصابعه كانت تطوق فكها مانعة أي حركة.
“لماذا الصمت؟”
“حسنًا، ذاك… أممم…”
بدأ العرق البارد يتصبب من ظهرها. لماذا هذا الأحمق يفتعل معي المشاكل وأنا لم أفعل شيئًا؟
“تبتسمُ بخبث وكأنني لن ألاحظ.”
“أنا؟!”
“نظراتك مريبة… وكأنك تفكرُ في شيء سيء.”
ارتبكت شارلوت وخفضت عينيها بخفة. هل يستطيع قراءة الأفكار؟! كيف عرف أنني أريد الهرب؟
“لا يوجد شيء من هذا القبيل!”
“حقًا؟”
“حقًا!”
اقترب وجهه أكثر، لكن صوت الأميرة الرابعة ناديا قطع الموقف.
“دوق؟ هل هناك مشكلة؟”
عندها فقط أطلق سراحها على مضض، فتنفست شارلوت بارتياح. تبادلت نظرة مع الأميرة ناديا التي احمر وجهها فجأة.
ضاقت عينا الدوق للحظة، لكن الموقف مرّ سريعًا.
بعد أن دخل الضيوف القصر، تفرّق الفرسان وعادت الساحة إلى طبيعتها. لمست شارلوت خدها الذي ما زال يؤلمها.
“آه… حياتي…”
كانت تتمنى فقط أن تسقط في الشارع وتنام إلى الأبد.
⋆ ★ ⋆
عادت إلى السكن وسقطت على سريرها، دون أن تتذكر كيف غلبها النوم.
عندما فتحت عينيها، كان المساء قد حلّ، والسكن هادئ وكأنها الوحيدة فيه.
هل ذهب الجميع للعشاء؟ ربما عليّ الذهاب أيضًا.
حاولت تعديل مظهرها قليلًا قبل الخروج، لكن قبل أن تصل إلى الباب، سمعت صوتًا يناديها.
“أيتها الصغيرة!”
“أنا لست صغيرة…”
وجدت ستة متدربين يجلسون حول نار في الساحة الخارجية، وكان براندون، جارها في الغرفة المجاورة، هو من ناداها. رغم مهارته العالية، كان يحب السخرية منها لصغر حجمها.
“لماذا أنتم هنا بدلًا من قاعة الطعام؟”
“الطعام سيء. تعالي، اجلسي.”
جلست معهم متقبلة البطاطا وكأس الجعة، فهي تتفق تمامًا على أن وجبة الفرسان مريعة.
قال براندون فجأة:
“فيلق الفرسان في حالة فوضى.”
“لماذا؟”
“الأميرة جلبت مرسومًا من الإمبراطور، والقائد لم يكن سعيدًا بمضمونه.”
تابعت الأكل بصمت، فالبطاطا المحروقة كانت أفضل من الجوع. عندما لاحظوا جوعها، عرض عليها البقية حصتهم أيضًا.
ثم بدأوا يتهامسون بقلق حول نوع التدريب الذي قد ينتظرهم غدًا، لكن شارلوت رفعت كأسها وقالت بحماس:
“لدينا يوم عطلة نادر، فلنشرب بدلًا من الحزن!”
هتف الجميع معها، لكن قبل أن تشرب، أوقفها براندون وناولها كأس حليب أبيض. كان الأمر مريبًا… والأغرب أن البقية أومأوا بالموافقة.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 12"