كان للكونت برافانت ابنتان.
الابنة الأولى، غريس، عُرفت بهدوء طبعها ورجاحة عقلها، وكانت تحتل مكانة رفيعة باعتبارها السيدة الأولى في المجتمع المخملي. أما الابنة الثانية، شارلوت، فكانت تتمتع بجمال يخطف الأبصار، وبراعة استثنائية في فنون المبارزة بالسيف. لكن طبيعتها الحرة ونفورها من القيود والأعراف جعلاها تُعرف في الدوائر الراقية بـ “السيدة غريبة الأطوار”.
ومع ذلك، كانتا بالنسبة إلى الكونت برافانت، الذي فقد زوجته في سن مبكرة، مصدر فخره وفرحه الأكبر. وكان الجميع يوقن بأن مستقبل الفتاتين سيزهو بالسعادة تحت ظل مجد عائلة برافانت.
لكن القدر قلب الموازين حين رحل الكونت فجأة. عند وفاته، لم تكن غريس قد تجاوزت الثامنة عشرة، فيما كانت شارلوت لا تزال في الثالثة عشرة من عمرها.
قالت غريس وهي تضم أختها الصغيرة إلى صدرها يوم الجنازة:
“لا تبكي يا شاشا. سأحميك مهما حدث.”
“لكن… أختي…”
“كل شيء سيكون بخير. ثقي بي، حسناً؟”
كتمت غريس دموعها لتبث الطمأنينة في قلب أختها، بينما كانت شارلوت تبكي بحرقة، عاقدة العزم على حماية الأسرة التي تركها والدها، والحفاظ على أختها الغالية بكل ما أوتيت من قوة.
كانت تعرف ما ينتظر أختها من محن، لأن شارلوت لم تكن فتاة عادية… بل كانت تعيش حياتها الثانية داخل عالم رواية اسمها “زهرة برافانت”.
كانت الرواية تحكي قصة غريس، البطلة التي عاشت حياة قصيرة مشبوبة بالأحداث. وقعت في حب البطل في علاقة قدرية، رغم التباين الهائل بينهما؛ فهي من سلالة نبيلة عريقة، وهو فارس متواضع الأصل. وبالرغم من نظرة المجتمع لعلاقتهما على أنها غير متكافئة، إلا أن مشاعرهما تعمّقت حتى تعاهدا على الزواج.
لكن الأقدار لم ترحم حبهما؛ فحرصًا على مكانة أسرتها السياسية الضعيفة، وافقت غريس على الزواج من دوق مسن وذي نفوذ، مضحية بحبها. أما البطل، فقد احترم اختيارها، ورحل في مهمة خطيرة، ليلقى حتفه وحيدًا. وحين بلغها الخبر، أنهت حياتها، لتنتهي الرواية بنهاية مأساوية.
كانت تلك النهاية تنتظر أختها، لكن شارلوت لم تعرف تفاصيل ما جرى قبل بداية القصة، ولم تملك آنذاك القوة لتغيير مجرى الأحداث.
مرّت السنوات، وبقيت غريس تعتني بأختها وتغمرها بحب صادق، حتى لو بدت أكثر انطواءً بعد وفاة والدهما. أما شارلوت، فقد ازداد تعلقها بها، وصار هاجسها الأكبر أن تحميها من النهاية التعيسة التي تعرفها.
وذات يوم، جاءها صديقها القديم يوهان بخبر أربكها:
“سمعت أن الليدي غريس تلقت عرض زواج من اللورد هيرمان. شاشا، هل أنت بخير؟”
“هذا غير ممكن.”
“هاه؟”
“إذًا الشائعة وصلت إلى هذا الحد؟!”
يوهان، الذي كانت عائلته، آل ألبريخت، مرتبطة بعائلة برافانت، كان يتلقى تدريبه معها منذ سنوات. بل إن المركيز ألبريخت، والد يوهان وأمهر معلّمي السيف في الإمبراطورية، كان يدرّب شارلوت بنفسه ويعاملها كابنته.
قال يوهان: “الأمر لم يُعلن في المجتمع الراقي بعد، لكن والدي سمعه من مصادره الموثوقة… وهو قلق لأجلكم.”
لكن ملامح شارلوت ازدادت عبوسًا. فهي تعرف من أحداث الرواية أن هذا الزواج هو بداية النهاية لغريس. في القصة الأصلية، كان يوهان هو من أبلغها – بطريق غير مباشر – بخبر موت البطل، إيثان، فارس فرسان التنين الأسود. حينها سمعت غريس الخبر صدفة وهي تمر، وكانت تلك اللحظة ذروة المأساة.
والآن، بدا أن الأحداث بدأت تسير نحو تلك النهاية. إيثان اختفى عن الأنظار منذ مدة، وها هو عرض الزواج يظهر. شعرت شارلوت بصداع وهي تحاول التفكير في خطة. الفكرة الأولى التي خطرت ببالها كانت “التخلص” من الدوق العجوز، لكنها تراجعت بسبب مبادئها الراسخة.
ثم لمعت في ذهنها فكرة أخرى: العثور على إيثان نفسه ودفعه للتشبث بغريس!
سألت يوهان فجأة: “أليس لديك موعد غدًا مع الدوق الأكبر لودوفيكا؟”
“بلى، أحمل له رسالة من والدي لا يمكن أن أوكلها إلى خادم.”
“إذن، هل يمكنني مرافقتك؟” قالتها بعينيها الواسعتين اللامعتين، مستعينة بسحر براءتها الذي لم يقاومه أحد من قبل.
لكن يوهان رد بحزم: “لا، لا يمكنك. الدوق الأكبر يمنع دخول الغرباء.”
“أوه…” تمتمت بخيبة، لكنها في داخلها كانت قد أعدّت خطة بديلة لدخول القصر حتى لو رفض.
ابتسم يوهان بمرارة وقال: “حتى لو قلت لا، ستجدين طريقك. أنتِ لا تتراجعين عن شيء قررتِه.”
“هذا صحيح.”
وحين أظهرت له ملامحها المتوسلة، قفز فجأة: “مهلاً! إذا تركتك وحدك ستسببين المشاكل، سأراقبك بنفسي!”
لكن قبل أن تفرح، نادا بصوت عالٍ:
“أبي! شارلوت تريد دخول قصر الدوق الأكبر لودوفيكا!”
التفت المركيز ألبريخت الذي كان يدخل ساحة التدريب وقال مذهولًا: “ماذا تقول؟!”
جمدت شارلوت في مكانها، وأ دركت وهي ترى معلمها يقترب بسرعة أن خطتها على وشك أن تنهار.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"