Chapters
Comments
- 5 - تعريف الشخصيات 1 2025-07-26
- 4 - أكاديمية ليفناسا 2025-07-26
- 3 - أخبار 2025-07-26
- 2 - رحيل 2025-07-26
- 1 - البداية 2025-07-26
إنها الثالثة فجرًا، لكن المنزل يعجّ بالضوضاء المزعجة، لم ذلك؟ إنه أول يوم دراسي لي ونيار، ويوم انتقالنا للسكن أيضًا، لذا وجب علينا الاستيقاظ باكرًا، كي نصل إلى السكن قبل موعد الدراسة.
“أمي، عدّلي ربطة عنقي من فضلك، إنها تأبى الثبات.”
“دع والدك يفعل ذلك يا نيار.”
“خالي يضع الحقائب في السيارة، دعني أفعلها يا نيار.”
“سأفعلها أنا يا ابنتي، اذهبي لرينا فقد أنهت تعديل تنورتك.”
قامت عمتي بتعديل ربطة نيار، في حين صعدت لأغيّر ملابسي، وبعد التعديلات أيقنت: إنه ينبض بالجمال. تنورة حمراء طويلة، في نهايتها خطّان من التطريز الأسود التراثي، وقميص أبيض بتطريز أحمر على الحواف، تغطيه سترة سوداء مطرزة بالأحمر، وبها شارة الأكاديمية التي تمثل هويتنا “العنقاء”، وربطة عنق خضراء تميزنا كطلاب السنة الأولى.
أما زي نيار، فقد كان القميص والسترة بنفس الشكل، وبنطال أسود بتطريز أحمر على الحواف. وكان من عادة الأكاديمية أن يكون تطريز زيّها يدويًا بالكامل، فالنساء هنا يعملن على تطريز الأزياء طوال العام. أتمنى لو تسنح لي الفرصة وأفعل ذلك يومًا ما، فكل قطعة وكل غرزة فيه تغللت بالحب والولاء والانتماء، وكأن القلوب حيكت في هذه الأزياء.
—
الساعة الرابعة والنصف فجرًا:
أشعر بوسنٍ شديد، لم نصل بعد إلى السكن. لم أفلت هاتفي طوال الرحلة، رغم شعوري بالضجر. سرعان ما استسلمت وألقيت هاتفي جانبًا، وأملت نفسي إلى نيار، الذي كان على بعد شعرة من النوم، يسند رأسه إلى النافذة وهو يستمع إلى شيءٍ ما في سماعته.
“إلى ماذا تستمع يا نيار؟”
أجابني متمتمًا بصوت طغى عليه النعاس: “ترويدة تراثية.”
إذا كنت مغرمة بالتطريز والفن اليدوي، فنيار مهووس بالأدب والثقافة التراثية.
أخذت إحدى سماعاته، وأنا أعلم أني سأغطّ بالنوم لفعلتي.
“لا تناما أنتما الاثنان، نكاد نصل إلى السكن، فاصمدا. لقد تجاوزنا بوابة الأكاديمية بالفعل.”
“قلت هذا منذ نصف ساعة يا أبي.”
“ولم نصل بعد! أَنَحنُ في مدينة صغيرة أم ماذا؟ لماذا هناك العديد من المنازل والمحالّ التجارية يا خالي؟”
“لأن هذا ما هو عليه الأمر يا جويس. الأكاديمية هي قرية العاصمة الصغيرة، فحتى المواطنون يسكنون الأكاديمية، وكل هذا لخلق بيئة تمكّن الطلاب من التكيف مع الحياة الواقعية، لا أن يكونوا سجناء أسوار الأكاديمية. انظرا! شارفنا على الوصول إلى المساكن.”
“إنها مبانٍ كثيرة! يا ترى، كم طالبًا ملتحق بالأكاديمية؟”
“مئتا سكن طلابي، في كل واحدٍ ستة عشر طالبًا، لذا حوالي ثلاثة آلاف طالب داخل السكن. وبالطبع، هذا لا يكاد يكون نصف العدد الكلي، فهناك من يسكن مع عائلته هنا، ومن يفضل البقاء خارجًا، لذا قد يتجاوز العدد الكلي عشرة آلاف.”
“أليست هذه رفاهية؟ فتصميم المباني كالمنازل الصغيرة… كان بإمكانهم بناؤها عمودية وتقليل عددها.”
“هم يضعون في الاعتبار بقاءكم سبع سنوات على الأقل هنا، إذا قررتم استكمال تعليمكم داخليًا، لذا يعتبرونه استثمارًا للمستقبل. أشعر بالغيرة قليلًا، كانت المباني على وقتنا مزدحمة للغاية.”
“نسيت أن تقول يا خالي: ‘على أيامنا كنا نغوص المحيطات لنصل للمدرسة’.”
“كانت لتنفع لو أن ليفناسا تطل على المحيط… وها قد وصلنا إلى وجهتنا.”
ما إن قال ذلك حتى نقرت جبين نيار ليصحو، وبالطبع قابلني بوجه منزعج. نزلنا من السيارة نحمل الأمتعة. جرّ نيار أمتعته إلى مبنى مجاور، وكان سكننا متلاصقًا نوعًا ما.
طرقت الباب الذي أمامي، استرقت النظر إلى خالي القابع في السيارة ينتظر دخولي كي يغادر، وحينها فُتح الباب.
فتراجعت بضع خطوات من الدهشة. أدركت الآن لمَ نيار يتجمد في مكانه إذا نزلت من غرفتي منتصف الليل. عند الباب المفتوح كانت هناك فتاة في عمري، تغطي نفسها بغطاء، وشعرها أشعث يوضح أنها استيقظت لتوّها، وفي يدها مقلاة!
“أنتِ… من؟” سألتُ بصوت ناعس.
أجبتها بتردد، في خضم دهشتي: “جويس أرمان، أنا…”
قاطعتني وقالت بنبرة كأنها أدركت شيئًا: “المستجدة!”
“أجل، هذه أنا.”
“آسفة على الترحيب المخجل، استيقظت لتوي.”
“لا بأس، إنه الفجر على أي حال.”
“يا لي من حمقاء، أبقيكِ في الخارج! تفضّلي بالدخول.”
تبعتها إلى الداخل، إنه مريح من النظرة الأولى؛ لطيف وأنيق وواسع أيضًا.
“كم شخصًا يسكن هنا يا…؟”
“ليا. ليا فولكان هو اسمي، ويسكن هنا ثلاثة أشخاص بمن فيهم أنا وأنتِ، لذا هناك فتاة أخرى فقط. من المفترض أن نكون أربعة، لكننا آخر مبنى يتم ملؤه لأنه مجاور لمباني الأولاد. سأرشدك لغرفتك أولًا كي تنظّمي أمرك قبل أن يحين موعد الدوام، ولعلي حينها أكون في كامل وعيي للحديث.”
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 4"