الفصل الثالث عشر

(مسودة)

لكن لم تُتح لميسا الفرصة للتأكد من الوضع بشكل صحيح.

بينما كانت تسعل وتبصق الماء، فجأة سُكب عليها الماء الساخن.

فتحت فمها الخادمة وصرخت بلا صوت: “أوه، لماذا تقوم بتحميم زوجتك وخدمتها في الحمام بنفسك؟”

تحدثت النحيفة ببطء بينما كانت تصب الماء الساخن على ظهرها.

عندما حاولت ميسا النهوض لتجنب الماء، ضغطت النحيفة على كتفيها الهزيلتين وتحدثت إلى إيريك.

“انظر، تحاول السقوط في الماء وتريد الهروب. هل من الضروري حقًا أن تقوم بهذه المهمة الصعبة؟”

“لهذا السبب من الأفضل أن اقوم بذلك كزوجها.”

شعرت ميسا بالحكة في ظهرها بسبب الماء الساخن.

كانت تفكر أنه من الأفضل أن يُحدد بسرعة من يقوم بالمهمة، بغض النظر عمن يكون.

في النهاية، بدا أن الرجل قد فاز، لكن النحيفة لم تتراجع بسهولة.

استمرت في الشرح والتوضيح لفترة.

“أولاً، اغسل شعرها بهذا، ثم استخدم الزيت المعطر الموجود في هذه الزجاجة لعلاج نهايات الشعر. بعد ذلك، اغسل جسمها بهذا وجففه، ثم ضع هذا…”

كاذبة. إنها تغسلها بشكل سريع باستخدام صابون فقط.

حسنًا، كانت المعاملة أفضل هنا مقارنة بالقصر حيث كانوا يغسلونها بماء الصابون القوي.

على أي حال، كان الرجل يومأ محاولًا تذكر كل شيء.

“حسنًا، فهمت. يمكنك الذهاب والراحة.”

تراجعت النحيفة. انتظر الرجل حتى غادرت تمامًا، ثم توجه إلى ميسا.

رغم أنه كان يدفع بشدة تجاه خادمة القصر، بدا الآن غير مرتاح عندما بقي وحده معها.

“أيمكنك الاستحمام بنفسك؟”

استهزأت ميسا داخلها’ لا يمكن لمجنونة أن تستحم بهدوء’

هزت رأسها بدلاً من الرد، فقبض الرجل على أسنانه وأمسك بالزجاجة.

عندما رأت ميسا أن عضلات فكه تتصلب، تنهدت ووقفت.

“لماذا تنهضين؟… انتظري، لحظة.”

لكن عندما رأى جسد مييسا العاري، اتسعت عيناه.
وضع يده الكبيرة على فمه ثم أمسك برأسه.
ظهرت عروق على جبهته بين أصابعه.

“ماذا بحق الجحيم…”

تجعد جبين الرجل واحمرَّ عنقه. كان واضحًا أن هناك شيئًا أزعجه. كانت يديه مشدودة بشدة.

لماذا؟ في النهاية، حتى هنا، لن يبقى جسدها سالمًا.

مهما فكرت، لم تفعل شيئًا خاطئًا.

في الواقع، متى كان آخر مرة تعرضت للضرب لأنها فعلت شيئًا خاطئًا؟

استسلمت مييسا بسرعة وأغمضت عينيها بقوة.

إذا كان سيحدث ذلك على أي حال، من الأفضل أن تتلقى بعض الضربات وتبكي بشدة وتزحف على الأرض كالديدان، لتنتهي الأمور بسرعة.

كان هناك من يضحك عند رؤيتها، وهناك من يهرب.

على أي حال، كانوا يتركونها في النهاية، وهذا كان مريحًا بشكل عام.

لكن الرجل الذي كان ودودًا معها، يبدو أنه كان يخفي غضبًا خلف تعبيره المعتاد.

لم يكن هناك من كانوا ودودين معها من قبل.

الأمور لم تنتهِ بشكل جيد على الإطلاق عادة.

لكن ما حصل لمييسا لم يكن صراخًا أو لكمة قوية.

بدلاً من ذلك، كان هناك لمسة حذرة أدهشتها.

عندما فتحت عينيها، كان الرجل يلمس جسدها برفق، يبدو أنه كان يفحص آثار الجروح القديمة والجروح التي تركتها السوط.

“إلى هذا الحد… كم كان الجرح عميقًا؟”

هل هو تعاطف؟ هذا رد نادر، لذا لم يكن هناك سبب لرفضه.

فأظهرت له ظهرها المليء بالندوب، فسمعته يتنهد بمرارة.

“من فعل هذا؟”

من برأيك؟

“هذا… من فعل ذلك؟”

آه، يمكنني أن أجيب على هذا. أجابت مييسا باختصار.

“الملك.”

كانت الندوب التي كان يشير إليها معظمها من فعل شقيقها، فيرمل.

الرجل الذي سمع الإجابة كان مذهولًا وتنفس بصعوبة. ثم هز رأسه عدة مرات.

“استلقي هنا ببطء. ولماذا ظهرِك أحمر جدًا؟”

ذلك لأن النحيفة سكبت ماءً ساخنًا…

لكن كان من الصعب التفسير.

لذلك، جلست ميسا بصمت وفقًا لتوجيهاته.

الرجل رفع شعرها بلطف، وأمسك بعنقها بخفة ووضعها على حافة الحوض.

“سأجرب ذلك، إذا كان هناك شيء غير مريح أخبريني. هذه أول مرة لي.”

يمكنه أن يغسلها مثل الكلب.

لكن يبدو أن هؤلاء النبلاء لا يغسلون احد بأنفسهم.

بينما كانت مييسا مغمضة العينين، شعرت بلمسة حذرة تتعامل مع رغوة الصابون.

على نحو غير متوقع، كان الرجل ذو الشعر الأسود أفضل من خادمات القصر.

في عقل مييسا، كان الرجل يتغير باستمرار.

في بعض الأحيان، كان يبدو وكأنه شخص محترم يعرف كيف يحترم الملكية،

وفي أحيان أخرى، كان يبدو غير مهتم بكل ما تفعله، مما جعل الأمور مملة.

عندما كانت مييسا تتصرف بشكل قذر، كان يظهر بعض الاشمئزاز، لكن بشكل عام كان شخصًا جيدًا بشكل نادر.

الرجل الذي أنقذت حياته أمس كان مزعجًا، لكنه اليوم يبدو متعاطفًا بسبب ندوبها.

لذلك، كان الرجل ذو الشعر الأسود بالنسبة لمييسا أشبه بمربية جديدة.

يطعمها ويحملها أحيانًا ليهدهدها، لكنه كان مخيفًا أحيانًا بسبب حجمه.

“انتهيت تقريبًا من غسل شعرك، كيف من المفترض أن أعتني بأطراف شعرك بهذا؟”

بالطبع، مييسا لا تعرف. لم تسمع شيئًا كهذا من قبل.

عندما هزت رأسها بأنها لا تعرف فتجاوز ذلك. يبدو أنه يعرف كيف يكون مرنًا.

نظرت إليه مييسا بنظرة فارغة.

المشكلة بدأت عندما حاول غسل جسدها بعد غسل شعرها.

  تردد، رأته مييسا يحمر خجلا مرة أخرى.

“حسنًا، سأغسل جسدك الآن…”

لماذا يبدو الرجل الذي كان يتحدث بطلاقة مثلي الآن؟

ميسا نهضت بهدوء وفتحت ذراعيها.

الرجل بدأ بفرك الصابون هنا وهناك. عندما كان يفرك الأماكن التي تسبب الدغدغة، لم تستطع مييسا إلا أن تضحك.

وجه الرجل احمرّ أكثر حتى بدا وكأنه سينفجر.

ميسا ومضت عينيها، متسائلة إن كان الشخص يمكن أن يموت من احمرار وجهه بهذا الشكل.

“آسف.”

لماذا يعتذر؟ شعرت مييسا بالانزعاج.

لم تكن تفهم لماذا يتصرف هكذا.

“هل يمكن أن تغسلي نفسك بدأ من هنا ؟”

لم يكن يبدو غاضبًا. ولم يكن يظهر تعبير الاشمئزاز المعتاد.

آه. يبدو أن هناك شيئًا يسمى الخجل.

بدأت مييسا تشعر بالكراهية تجاهه مرة أخرى. المجنونة مثلها لا تهتم بمن يغسل بين ساقيها. لكن خجله انتقل إليها كعدوى.

عندما لم تخفِ استياءها، بدأ وجه الرجل يتجمد.

“الآن نحن فقط بحاجة لشطفك.”

الرجل بدأ في تجفيفها وتطبيق الزيوت العطرية. يبدو أنه لم يشعر بالخجل بسبب تعابير وجه مييسا المستاءة.

بعد أن ارتدت ملابسها وخرجت من الحمام، تبعها الرجل بمنشفة.

“يجب أن تجففي شعرك.”

انتظرت بشدة، متوقعة الألم.

لكن لمسة الرجل كانت حذرة. على عكس الخادمات في القصر اللاتي كن يقتلعن شعرها، كان لمسه لطيفًا.

لدرجة أن مييسا فكرت في جعله يغسل شعرها يوميًا.

“الآن، استريحي.”

بدا الرجل أكثر حاجة إلى الراحة منها.

سقط بصوت عالٍ على جانب السرير وكأنه مستنفد تمامًا.

وبعد فترة قصيرة تغيرت أصوات أنفاسه مما يدل على أنه قد غرق في النوم.

تساءلت مييسا إن كان سينام بعمق الليلة. كانت تتلفت بعيونها منتظرة.

مرت فترة طويلة بما يكفي لأن يغرق الرجل في النوم.

وبينما كانت مييسا تخرج من السرير بخفة، لم يكن هناك أي حركة منه. لحسن الحظ.

لقد حاولت عدة مرات هنا، ولكن كلما تحركت على السرير، كان يمسكها بذراعيه القويتين حتى في نومه، مما جعل المحاولة مستحيلة.

كتمت ميسا خطواتها، وتأكدت من أن الباب مغلق بإحكام، ثم توجهت نحو الحمام.

منذ متى كانت هذه المرة الأخيرة؟ بمجرد النظر إلى المرآة وتعديل عنقها، شعرت بتحسن.

في القصر الملكي، لم يكن هناك الكثير من الأشخاص لتراقبهم وتتعلم منهم، لكن هنا يوجد أشخاص متنوعون.

خاصة، أعجبت مييسا بأسلوب كلام سيدة المنزل الأنيق والرسمي.

“تناولت الدواء الليلة الماضية، لذلك سيكون في غرفة نومي. ابحثي هناك.”

كانت مجرد كلمات بسيطة لكنها كانت تحمل اناقو.

قامت مييسا بإعادة تمثيل مشهد السيدة بدقة، مستقيمة الظهر وبوجه هادئ للغاية.

“‘يا للعجب. تأكلين جيدًا، كم هو رائع. هل هذا يساوي 20 فاسل؟'”

ثم نقرت بأصبعها على ذقنها برفق. يبدو أن هناك من يفعل هذا عندما يفكر.

“‘الجميع لا يحبون الأشياء الدسمة، لذا ليس من الضروري شراء الكثير. اجعليهم يخبزون الكوكيز والخبز بكمية تكفي لمييسا بـ 5 ديرات أسبوعيًا.'”

آه، لقد فعلت ذلك بشكل رائع هذه المرة. بابتسامة راضية على وجهها في المرآة، رفعت مييسا طرف فمها قليلاً.

لكن سمعت عن خمس ديرات… في وقت ما عندما كانت تطرد من مكتب الملك وتُركن في زاوية..

“الآن يوجد انتشار للتسمم الغذائي شمال العاصمة. سعر الدواء اللازم بكمية 5 ديرات قد ارتفع إلى 7 جير و2 فاسل. يحتاج المريض إلى تناول 30 حبة للشفاء التام…'”

من كان من قال ذلك؟ لم أتمكن من رؤية وجهه لذا لا أتذكر.

على أي حال، الآن فقط بدأت أشعر بمدى ارتفاع تكلفة الدواء في ذلك الوقت. 

كان العامل العادي يحتاج للعمل لمدة 7 أيام لشراء زجاجة واحدة.

لم أكن أعلم حينها، لكن هناك أمور لا ندركها إلا مع مرور الوقت.

لذا قامت مييسا بحفظ كلمات الناس حرفيًا وخزنتها في عقلها لاستخدامها عند الحاجة. مثلًا:”كم صرفت على الدواء؟”

هذا ما قاله الرجل ذو الشعر الأسود يوم زفافهم. أسلوبه يصبح جافًا وصوته ينخفض بشكل لانهائي.

“‘زجاجتين من 1 دونر …'”

آه لكن . لا تعرف كم كان ثمن المهدئ.

على أي حال، ما الذي كان هناك أيضًا…؟

أثناء تفكيرها في هذا الشخص وذاك، عادت ميسا إلى التفكير في سيدة المنزل.

“‘كما تعلمين، أصبحت الأميرة الآن جوهرة عائلتنا.'”

حدقت ميسا في المرآة بفراغ شديد.

أعجبتها السيدة كلادنيا. لم تكن مثل الرجل ذو الشعر الأسود الذي يضطرها إلى استحضار مشاعرها البشرية بالقوة.

ولكن في تلك اللحظة شعرت بنظرة من بعيد.

عندما التفتت، رأت الرجل ذو الشعر الأسود يقف عند الباب بوجه متجمد ينظر إليها.

هل رأى كل شيء؟

تلاقت نظراتهما عبر المرآة، لكن ميسا لم تشعر بالارتباك. على أي حال، هذا الرجل ممسك بها من كل الجوانب ، لذا اكتشاف هذا الأمر لن يكون مشكلة.

“‘عزيزي. ميسا تتدرب الآن. لا تقل شيئًا.'”

ظل الرجل واقفًا بدون إجابة، ينظر بصمت إلى مييسا التي تتحدث بلهجة والدته المهدئة.

▷

في صباح اليوم التالي، دخل كل من الخادمة بوينتي والخادمة الاخرى. وكالمعتاد، بدأوا بفحص ميسا بصمت ودون مقدمات بعد أن رفعوا ملابسها.