الجوهَرة الأسطورية، التي وُجِدَت على حُدودِ الإِمبراطوريتين، كانت فريدَةً من نوعها في العالم.
سيفيتيانا.
كانَ يُقالُ إِنَّ من يَملِكُ هذه الجوهَرة يُمكِنهُ أَن يَصنعَ معجِزةً بِبركةً مِنَ الآلِهة.
على مدَى ثلاثينَ عامًا، قاتلت تيسيبانيا و فيشنو أَكثرَ من أَيِّ وقتٍ مضى من أَجلِ الحُصولِ على هذا المَجدِ المُتَأَلِّقِ.
غَرقتِ الأَرضُ بدِماءِ المواطنين، و امتَلأَتِ السماءُ بِصَيحاتِ الموْتى.
معَ تَطوُّرِ الحرب المُمتدَّة و ما خلفته من نهب مُتواصِل في كِلا الإِمبراطوريتين، انتَشرت الشائِعاتُ أَنَّ الجوهَرة الأسطورية هي في الواقع غرضًا مَلعونًا.
و أَدَّت الفِتنُ إِلى تَعزيزِ هذه الشائِعات، حتّى أدت في النهاية الى اندلاع الثورات و أَشعَال التمرُّدات في جميعِ أنحاء الأَراضي.
و رَغمَ القُدرةِ العَجيبةِ لِهذهِ الجوهرة، إِلَّا أَنها لم تَكُن أَهمَّ من الحفاظ على السُّلطة.
و ما كانت أمام الإِمبراطوريتانِ ليَجِدانِ فرَارًا سِوَى أَن يَمُدَّا يَديهِما إِلى بَعضِهما.
و معَ ذلك، كانَ على أَحَدٍ أَن يَتولَّى مسؤُولِيَّةَ الحرب الطّويلة و الأنَانية.
فَسلمَ إِمبراطورُ تيسيبانيا العرشَ لِابنهِ، بينما استَدعى إِمبراطور فيشنو أَخاهُ الغير شرعيِّ مِنَ المنفى ليَرِثَ العرش.
و رَغمَ أَنَّ الأزمة الفورية تمَّ تَجنُّبُها، فَإِنَّ القضية الأَهمَّ و الأكثر الحاحًا بَقيَت: سيفيتيانا.
كيفَ سَيَتعامَلونَ معَ هذه الجوهرة المُزعجة؟
بَعدَ التفكير المُطَول و الكثير من المناقشات، قرَّرت الإِمبراطوريتان دفنَ الجوهرة في المَكان الذي وجِدَت فِيهِ أَوَّلَ مرَّةٍ و بِناء معبد فوقَها، مَعَ تحديد المِنطَقة كمنطَقةٍ مُقدَّسةٍ غَيرِ مَسمُوحٍ أنتهاكها.
وفـاءً لِعهـدِهِما، تَعهدَت الإِمبراطوريتان أَن لا تَدعي إِحداهُما الجوهرةَ لِنفسِها و أَن تُعطي ألاولوية للتَّعاون على المصالِح السّياسيّة لِحِمايةِ الأَرضِ مِنَ التهديدات الخارجيّة.
و كانَ حَفلُ الزفَافِ اليوم بمثابة مراسم لإعلان هذا الوَعد رَسميًّا.
و بِاستِخدامِ حَفلِ الزفَافِ العظيم و المُبهِر هذا الذي يَرمزُ إِلى نِهايةِ الحرب و وَعدِ السلامِ، قامَتِ الإمبراطوريتان بِتجديدِ عُهودِهِما.
و كأَنما هيَ بَركةٌ على اتِّحادِهِما، أصبحت السّماء الزَّرقاءُ النقيةُ صافيةٌ بدون غيوم و صَدحت أصوات الأبواق بكل مكان.
معَ ذَلكَ، و في وسَطِ جميع هذه البركات، كانَ هناك شَخصان لم تَرتَسم على وجوهَهمـا الِابتِسامَة.
الإمبراطور الشاب لتيسيبانيا، تاتار دي تيسيبانيا، و فينيا مادريتا فيشنو، التي أصبحت أَميرةً بِسببِ أَبيها الذي أَصبَحَ إِمبراطور فيشنو.
واقِفان على السَّجادة الحمراء، مَدَّ تاتار يَدَهُ إِلى عَروسِهِ و هوَ يَحمِلُ تَعبيرًا غيرَ مبالي.
عِندما فتحت فينيا عُيونِهَا و رَفَعت رموشهَا الطّويلة و لامست يَدَهُ، أنعَكسَ السَّجادُ الأحمر في عُيونِهَا الزّرقاء المُتلألِئة.
شَعرُها الذّهبيّ البلاتينِي، الذي تَمَّ تَصفيفه بِشَكلٍ مُتقَنٍ، أَظهرَ مَعالمَ وجهَها النَّبيل و الجَميل تَحتَ ضِياءِ الشّمْس.
انفجرت تَصاريحُ النُّبلاء بِالإِعجاب عِندَ رُؤيَتهِم لِلأَميرة، التي كانت أَجمَلَ مِمَّا تَحدَّثَت عَنهُ الأَشَاعات.
تَمايل شَعرُ تاتار الفِضَّيُّ الرَّماديُّ و تَجَولت عينَاهُ التي في نَفسِ اللَّونِ بُبطءً لِيحتَسي شَكلها.
تمامًا مثل الإمبراطورة الجديدة، كانت ملامح الإمبراطور المثالية تَجذبُ إعجابَ السيدات النبيلات.
بَعدَ بضعِ ثوانٍ من مُراقبة كُلًّ منهما للآخر، التفتَ الأثنان برؤوسهما للأمام بوجوهٍ خاليةٍ من التعبير.
تَشابَكت أَيديهِما المُغَطاة بِالقُفاز بإحكام قَبلَ أَن تَفتَرِق، ثُمَّ تَرابَطت أذرُعُهُما و بدَآ بِالسيرِ ببُطئًا وسطَ وُرودِ الكَرزِ و بتلات الزهور الوردية المُتَناثِرة في الهَواء.
كانت المسافَةُ إِلى المِنصةِ أَطوَلَ بِثلاثِ مَرَّاتٍ عن الزِّفافِ العاديِّ، لِضمان أن شعبا الإِمبراطوريتين يتمكنا من رُؤيةِ هذا الحدَثِ العظيمِ الذي يُجَسدُ السَّلام.
سَارَا على السِّجَادِ الأَحمرِ دونَ أَن يُخطِئَا خُطوَةً واحِدةً.
كانت فينيا أَوَّلَ من كَسرَ الصَّمت:
“طَعنُ قَلبِكَ بِالسِّكينِ أمام الجميع، أَحسَنتَ صُنعًا. لا بُدَّ أَن كُلَّ من كانَ هُناكَ أَدركَ أَنَّكَ قد جُنِنتَ.”
نَبرَتُها الحادَّةُ كانت غَيرَ مُلائِمةٍ بِالنسبة لِمَن تَلتَقي بِزَوجِها لأَوَّلِ مَرَّةٍ في يوم زفافها.
رَدًّا على كلَامِها، عَقدَ تاتار حاجِبيهِ قَليلًا.
“هَلْ تَظُنينَ أن الأمر أَسوَأُ مِنَ العَروسِ التي قَفزَت مِن عَربَةٍ مُتحرِّكةٍ و كَسرَت عُنُقها؟ أَكانَ ذلِكَ في شَهرِ العَسلِ الرابِعِ و العِشرين؟ إِنَّ رؤية الإِمبراطورة تَقفز بِابتِسَامةٍ هادئة و واثقو كانَ شَيئًا شُجَاعًا للغاية.”
على الرَّغمِ من تَحدُّثِهِما عن طُرق موتِهِما السابِقة، بَقيَت تَعابيرُ وجهَيهِما جامدَةً، كأَنهُ أَمرٌ روتينِيٌّ مُضجِرٌ.
ذلكَ الحادِثُ أَشعلَ حَربًا بَينَ المَعبدِ و الإمبراطورية.
على وجه فينيا أرتسمت أبتسامة ساخرِةٌ خفيفةٌ، و هيَ تَتَذكرُ كَيفَ تَلَقى تاتار طعناتِ رِماحِ الفُرسانِ المُقدسين التي أخترقت صَدره و رَقَبته و ذِراعِه اليُسرى أَثناءَ تِلكَ الحرب، مِمَّا أَدَّى في النّهاية إِلى مَقتلهِ.
“كانَ مَنظرًا مُبهِرًا. افعَلها مرَّةً أُخرَى، لن أمنعَكَ.”
أسترجاعًا لتلك الذكرى، نَقرَ تاتار بِلسانهِ بِانزِعاجٍ.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "1"