(اذن…انت تعنين ان زوجة ابي بدأت تكره امي منذ تلك الحادثة)………. لقد بدى مستغربا،وربما حزينا….من الصعب تمييز مشاعره بالنظر الى وجهه لأنه كان بارعا في اخفاءها مثل والده تماما،تنهدت بحسرة هذا الشاب الصغير الذي عاش معتقدا ان امه لم تحبه ابدا،يمكنني ان احس بتلك الهالة منه،حتى عندما يسأل عنها يبدو منزعجا كأنه يتألم و يلوم اخذت رشفة من القهوة….كانت قد بدأت تبرد (زوجة ابيك لم تكره امك بسبب هذه الحادثة فحسب،كرهتها لأنها كانت مختلفة…..والدتك لم تشبه اي امرأة في العالم كانت مزيجا من الطهارة و الغضب و القلب الأبيض….كانت مميزة لأنها جعلت عيوبها جذابة)……. رن هاتفه فجأة،تغيرت نظرته حين رأى الشاشة لقد بدى مرتاحا اكثر،شعرت بالسعادة ربما هو ليس وحيدا بعد كل شيئ (اذا….هل عادت والدتي؟)…… استهليت القصة،كانت الريح تهبط ببطئ من خلال النافذة سيول:”قبل عشرين سنة” (سأجمع أشيائي)……
قلت ذلك بسرعة وانصرفت،لم اغلق الباب خلفي كان القليل من الخوف الذي يكبحني من قبل قد تبخر،سيقتلني على اي حال أليس كذلك…نزلت بخطوات ثقيلة على الدرج (هاهي…يا إلهي ها أون ماذا حدث؟)…… اسفل الدرج انتظرتني سو جي رفقة العجوز كانتا تتمتمان بقلق لقد شهقت بصوت عالي حين رأت خدي و ياقتي الفوضوية (هل تشاجرت مع تلك السيدة؟لقد خرجت بغضب قبل قليل)……. بقيت صامتة كنت أضع يدي على رأسي كأنه سيغمى علي (لقد اخبرتك مرارا ان تطبقي فمك لكنك سمحت لأعصابك بالسيطرة عليك بعد ثواني فقط من رجوعه الى المنزل) رفعت رأسي ونظرت الى تلك العجوز المتذمرة، تتحدث مطبقة ذراعيها بغضب كأنها الضحية في هذا كله….على اي حال يجب ان اجمع أشيائي (في الواقع ليس لدي شيئ لأجمعه،لكن لو سمحت اعيدي لي الثياب التي أتيت بها الى هنا)…… بقي كلاهما صامتا لقد ضغطت سو جي على يدي بقوة كأنها تواسيني،قالت ان ثيابي في اعلى الخزانة التي في غرفتنا، ابتسمت لها و خرجت الى الحديقة لأذهب الى غرفة الخدم، كانت مفصولة عن المنزل تقع بجانب السور قرب البوابة الكبيرة مشيت الى هناك ببطئ،المكان يعج بالحراس في كل مكان ولكنني تعودت على وجودهم،الريح شديدة و السماء ملبدة بغيوم رمادية تكاد تخفي بعض المناظر على الأرض ايضا لشدة كثافتها لكنها لم تمطر،كانت تغطي الشمس فحسب و تبعث جوا كئيبا،لقد عصفت الرياح بشدة ولعبت بفستاني،فتحت باب الغرفة…لقد اصدر الباب الخشبي صوت صرير خفيف نظرت في الأرجاء بتعب ثم قررت تبديل ثيابي لأنني لم أكن أعرف متى و كيف سيعيدونني الى المنزل (اين قالت انها وضعت ملابسي؟)……. صعدت على الكرسي و نظرت فوق الخزانة كانت مغطات بالغبار،مزهرية قديمة….بعض الأوراق المرمية هنا و هناك….و ملابسي موضوعة بشكل مهمل في زاوية بعيدة (يا إلاهي….لماذا لم تقم بطيها على الأقل؟) قمت برجها لإزالة الغبار بدأت أعطس بسبب ذلك كأنها كانت مغموسة في جبل من الطحين،فجأة وقعت قصاصة صغيرة من جيب تنورتي (الحادي و العشرين من مايو الساعة السابعة؟) في البداية قطبت حاجباي حين قرأتها لكن سرعان ما تذكرت و اصحبت تلك الذكرى صاعقة معها (مقابلة العمل في تلك الروضة!يا إلاهي مازال لدي يومان فقط ولم أحضر شيئا)…… (ها اون!!ها اون! تعالي يا فتاة نحن نحتاجك)…. ارتديت ملابسي بسرعة…لقد ارتديت التنورة بالمقلوب بسبب تسرعي عندما خرجت تقابلت مباشرة مع مشهد البوابة المفتوحة وثلاث سيارات تدخل عبرها،كان علي تغطية عيناي بسبب الغبار الذي يرميه الريح على وجهي (ها انت ذا….العجوز تطلب منك مفاتيح الخزنات التي أعطت إلياها قبل ان تغادري)…. (من هؤلاء يا سو جي؟)…… ترددت قليلا كانت تبدو متوترة (في الواقع….انهم اشهر المقامرين في ملهى السيد تاي جو لكنني لا أعرف ماذا سيفعل بهم)….. قطبت حاجباي ما الذي تعنيه ب”لا أعلم ماذا سيفعل بهم” (تعالي أعطني المفاتيح من فضلك)…… تبعتها الى المنزل وعند البوابة توقفت تلك السيارات نزل من كل سيارة شخص كان الاثنان الأولان رجلين أحدهما اسمر البشرة و طويل عندما تحدث بدى كأنه يرتدي تقويم اسنان ذهبيا،ومن مظهره يمكنني القول انه رجل لعوب حقا،لقد كان يرتدي قميصا أسود مغطى بطلاسم لا اعرف حتى معناها،وسروالا لم يكن هناك داعي ليرتديه لأنه منفلت على خصره ويكاد ينزل الى ركبتيه،لقد اعتقدت انه مغني راب في البداية وياللخسارة لما قد يرتدي شخص يملك المال ملابس المشردين؟الرجل الآخر بدى اكثر عادية كان يرتدي بذلة رسمية و خواتم كثيرة لامعة…ربما هو اكثر عقلانية لأنه كبير في السن (هلا تحركت من أمامي؟)…. إلتفتت الى الخلف كان الشخص الثالث فتاة طويلة…حقا طويلة، كعارضة أزياء ذات شعر أشقر وفستان ضيق أحمر مع معطف من الفراء تحدق في وجهي ذهبت الى المطبخ مباشرة لقد كان الجو غريبا جدا،الخدم صامتون تماما و الأضواء جميعها مطفئة عدا الثريا الجميلة التي في غرفة المعيشة،لم أرها مضيئة من قبل وبصراحة كان المشهد آخذا للنفس،يمكنك معرفة انني فقيرة بملاحظة الطريقة التي كنت احدق بها في المكان على غرار الغير الذي تصرف بطريقة عادية،حين سلمتها المفتاح راقبتهم يعملون بصحت لكنني شعرت ان هناك شيئا لا يخبرونني به (لقد حضرت الطاولة الكبيرة و كل شيئ معد هناك)….. (جيد الآن ضعي كؤوس الشراب…ولا تنسي الترتيب الذي أخبرنا به لي جاي)….. شعرت بالغباء حين كنت أراقبهم لما تهتم بترتيب الكؤوس اذا كانت متماثلة تماما؟راقبتها تضع الكأس بحذر امام الفتاة الطويلة و وضعت الكؤوس الأخرى براحة اكبر امام الباقي،كان مقعد ذلك الوغد على رأس الطاولة (انتي!اركبي السيارة حان وقت الرحيل)….. التفتت خلفي فجأة،من اين اتى هذا الرجل كأن شيئا ما استحضره من العدم،اذن حان الوقت لأعود الى المنزل،ابتعد عن طريقي و أشر لي بيده نحو باب المنزل كنت اسمع محرك سيارة تنتظرني هناك لكنني لم ارها لأن الباب كان مغلقا،مشيت نحوه وقلبي مثقل بإحساس غريب جدا،ليس الخوف مما سيحصل عندما اعود الى المنزل،ليس غضبي حين سأواجه عائلتي،انه شيئ ما يحدث في هذا المكان حاليا الحركة الغريبة و الأنفاس المحبوسة ،هنا احسست أن اشباحا من القلق و التكتم تحوم فوق رأس كل شخص مناوالتفتت الى الخلف حين امسكت بمقبض الباب ليس لأودع مكانا لم احبه ابدا،لكن لأرى لذة الثراء و فخامة الحياة التي لا يدرك قيمتها هؤلاء الحثالة ولسوء حظي رأيت تاي جو ينزل من الدرج بطرق عال التفتت بسرعة قبل ان ينظر إلي و ركبت السيارة آخذة نفسا عميقا (أسرع في القيادة علينا تولي بقية الأمور هنا)…. سمعت حديثهم بالصدفة،وأفكاري المتراكمة بدأت تؤثر علي (مجموعة من المقامرين….. ترتيب الكؤوس…هذه العصابة…..)
…اعتدلت في مقعد السيارة لكنني ام اتوقف عن التفكير فجأة ربطت جميع النقاط، كأن تيارًا كهربائيًا ضربني من الداخل، تلاشت ضوضاء العالم من حولي ولم أعد أسمع سوى دقات قلبي المتسارعة.
(مهلا….الحذر في ترتيب الكؤوس؟… تلك الفتاة وحدها حصلت على كأس مختلف… وشخصية تاي جو… لا، لا يمكن…)
شعرت بالهواء يثقل في صدري كأنني أغرق، نظري انحصر في صورة واحدة: الكأس أمام تلك الفتاة الطويلة، يلمع تحت ضوء الثريا كأنه يدعوني للتحرك. لا وقت للتفكير.
فتحت باب السيارة فجأة دون أن أنتظر السائق، لم أنظر خلفي، لم أسمع صيحات الحارس الذي كان على وشك ركوب السيارة… كل شيء اختفى، عدا تلك الصرخة الصامتة في رأسي.
ركضت، بكل ما أملك من قوة، كأن حياتي كلها تتوقف على هذه الخطوات. اقتحمت المنزل، خادعة الهواء البارد القادم من الباب، واندفعت نحو غرفة المعيشة.
(لا بد أن أوقفهم!)
كانوا قد جلسوا بالفعل، الأجواء غارقة في صمت ثقيل، الكؤوس موضوعة بدقة، والسيدة ذات الشعر الأشقر قد مدت يدها نحو كأسها…
“توقفي!!”
صرخت من أعماقي، بصوت لم أسمعه من قبل، ترددت أصداؤه بين جدران الغرفة كطلقة مدوية. تجمد الجميع. نظراتهم اتجهت نحوي. الزمن توقف.
ثم رأيت عيني تاي جو، جامدتان، مدهوشتان… لكنها دهشة لم تدم طويلاً. تحولت إلى شيء آخر… غامض، مخيف.
وقفت هناك، أتنفس بصعوبة، أدركت حينها… أنني لم أعد قادرة على العودة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"