قبل عشرين سنة”مدينة سيول“:

(ها أون!!هناك فتاة تود التحدث معك على الهاتف)

(لحظة واحدة انا قادمة!)

مسحت يداي المبللتان في قميصي قبل ان امسك بالهاتف كنت اقوم بغسل الصحون قبل ان تنقطع الكهرباء مجددا لقد كنت اعلم جيدا من اتصل بي لهذا قررت أن اغلق الخط بأسرع ما يمكنني

(إسمعيني اعلم انني لم أمض وقتا طويلا في الوظيفة لكنني اخبرتكم من قبل ان الطباخ متحرش لكنكم لم تستمعو إلي لهذا أنا أؤكد استقالتي ولا أريد أن اناقشك في الأمر)

أغلقت الخط بسرعة وكأن المنزل كان غاضبا مني انقطع التيار الكهربائي في نفس اللحظة!

(رائع….هل علي ان اتعلم تصليح الأسلاك الكهربائية أيضا؟ما فائدة ذلك الرجل)…….

نظرت إلي أختي الصغيرة بحيرة كانت عينها اليمنى ترمش تلقائيا كالعادة 

(هل تركت عملك؟)…………

(اجل لقد كان عملا مملا على أي حال)

إلتفتت لأعود الى المطبخ و أغسل بقية الصحون لكنني لاحظت انها بدت حزينة كانت تنظر إلي بعينين مذنبتين

(لا تقلقي يا عزيزتي سأجد عملا آخر لن يستغرق الأمر طويلا)…….

هزت برأسها ببطئ كنت اعلم ان نبرة صوتي عير مقنعة حتى بالنسبة لطفلة في عمرها ربما لأنني أقول ذلك كثيرا،وربما لأنني لست مقتنعة كذلك،في الحقيقة مازلت طالبة جامعية في عمر العشرين ولم أحصل على شهادة تخرج بعد تخولني للعمل،كما ان مهاراتي محدودة جدا وبينما يمتلأ دلو المياه بقيت شاردة أنظر إليه هل السبب أساسا في ردود فعلي القويةو حقيقة أنني لا ضبط أعصابي أبدا؟في وظيفتي الأولى تشاجرت مع زميلتي في العمل لأنها كانت وقحة و متكبرة و في وظيفتي الثانية ظننت انني أبلي حسنا حتى تشاجرت مع مديري لأنه أراد مني أن اخفي قلادة الصليب قائلا

(نحن لا نقبل اي ايحاءات دينية في مكان العمل)…….

و الآن استقلت من هذه الوظيفة ايضا،ربما كان بإمكاني التغاضي عن بعض الأشياء ربما…..

(اوه….اللعنة! هذا بارد جدا)

لقد غفلت عن دلو المياه و تبللت جميع ملابسي!

ربما احتاج الى اصلاح نفسي مجددا،ولعل ولادتي من جديد تماما هي الحل الأمثل فبالإضافة الى انني سريعة الغضب انا حساسة جدا….اعني جسديا…وربما حتى نفسيا،لا يمكنني تحمل البرد او الحرارة الشديدين و افقد وعيي عند الخوف الشديد او الخجل

(ها اون!لقد جاء ساعي البريد منذ قليل،لماذا لم تدفعي؟)…….

ها هو ذا…ألقيت نظرة من المطبخ كان أخي يلوح بفاتورة الكهرباء بينما يحك بطنه بتثاقل

(أتجرؤ على طرح هذا السؤال علي!؟انت رجل أيضا لماذا لا تعمل؟)……….

اخذت الفاتورة من يده بغضب 

(انا في عمر ال18 ما زلت صغيرا على العمل!)…..

(أتساءل إن اعتاد والدك العاطل على قول هذا في صغره أيضا ربما بإمكاننا التنبؤ بمستقبلك المشرق،هناك فتيان في عمرك يعملون معي)…….

(تقصدين كانو يعملون معك، لقد استقلت عن العمل)

قال ببساطة وهو يجر قدميه نحو الثلاجة الفارغة و يتثائب 

(من أخبرك بهذا؟)……..

(لقد أخبر صاحب المقهى والدي عندما ذهبنا هذا الصباح)….

(المقهى؟هل مازال يتردد على ذلك المكان المشبوه؟)……

(اخخخ…إهدئي انه لا يقامر فقط يلعب الغو مع رفاقه)……

تنهدت بغضب كانت والدتي تصدر ضجة مع الجارة في الخارج مجددا،انا اكره هذا المكان و في الحقيقة لقد تعبت من العيش فيه اننا في سيول لكن هذا المكان يبدو كحي من احياء افلام الرعب ورغم انني لا اتوافق مع امي أبدا الا ان هذه الجارة تستحق ان تتعرض لضرب مبرح،انها تفرغ صندوق فضلات قطتها بالكامل في الخارج!

وفقط عندما ضننت اني اكملت العمل في المنزل عدت الى البهو لأجد خطوات حذاء مبلل بالمطر و الطين على الأرض

(ما هذا!!من الغبي الذي دخل بحذاء من الخارج!!!)

كان الجميع في المنزل هادئ هم لا يأخذونني على محمل الجد أساسا وهذا كان احد اسباب غضبي المستمر تبعت الخطوات الى الحمام وفتحت الباب بغضب كان والدي يغسل وجهه وبدا ان يداه ترتجفان بطريقة أنستني غضبي للحظة،ولمحت حقيبة سفر زرقاء على الأرض

(لما لا تطرقين الباب!)……..

قبل ان اجيبه اغلق الباب في وجهي بقوة،كنت محتارة و مشوشة ما الذي يخطط له هذه المرة أيضا؟

قمت بتنظيف الأرضية و ذهبت بسرعة الى النوم،في صباح اليوم التالي ذهبت للبحث عن عمل كالعادة لقد بدأت أسئم