لقد كنت قد بدأت بتنظيف النوافذ قبل أن اقف فجأة فيصطدم رأسي بدلو الماء الذي وضعناه ليجمع الماء المتسرب من السقف. الآن انا اجلس على الكرسي،أضغط بقطعة جليد على المكان المنتفخ في رأسي بينما اراقب الفتاتين تعملان أردت ان اشغل نفسي بالتنظيف لأنسى ما حدث البارحة،جزء مني ارتاح لرؤية الفوضى التي اجتاحت المحل حين فتحته هذا الصباح لقد كانت أمطار البارحة قوية جدا،هذا يمنحني وقتا اضافيا من العمل
(سيدة يون آه….هناك امرأة في الخارج تريد رؤيتك)
قطبت حاجباي من يمكن ان تكون؟وضعت قطعة الجليد و أسرعت الى الخارج هناك كانت سونغ هي”زميلتي في الجامعة قبل سنوات” تقف امام سيارة اجرة كانت تضغط على اصابعها بتوتر وكان معطفها مبتلا ببعض قطرات الماء
(سونغ هي؟يا إلهي لقد مرت سنوات طويلة!)…………….
عانقنا بعضنا البعض بحرارة
(لم أراكي منذ مدة طويلة،انا اقيم حفل عيد ميلاد لإبنتي لكن أصدقائها لم يأتو تذكرت انك قريبة من الحي لذا أردت أن ادعوك الى الحفلة)………
تغيرت ملامح وجهي فجأة كانت الدعوة لطيفة لكن…هناك شيئ ما لا تخبرني به ركزت على ملامحها كانت تبتسم بهدوء لكن المحادثة لم تجري بشكل عادي لم تسمح لي حتى بدعوتها الى المحل وقالت كل هذا بسرعة كأنها طفل يتدرب على نص في اول مسرحية يشارك فيها ، ترددت قليلا وقبل ان افكر اكثر قالت بصوت فيه نبرة ارتجاف خفيفة (لا تقلقي المنزل ليس بعيدا يمكنك العودة الى الصالون بسرعة،انا فقط أشعر بالسوء اتجاه ابنتي)…….
اطلقت زفيرا منهزما و هززت رأسي قبل ان آخذ معطفي و اركب سيارة الأجرة معها لست قلقة على المحل…لا يوجد زبائن على اي حال لكنني بقيت افكر طوال الوقت بصمت كأن كلانا تعرفان امرا لا يمكن ان نقوله،بعد دقائق توقفت السيارة و قبل ان افتح الباب فتحه شخص من الخارج كان شابا ذو شعر طويل و بذلة رسمية
(يمكنك الخروج لا داعي للتردد)…….
قبل ان استطيع استيعاب الأمر رأيته….انه الشاب من البارحة لم يكن حوله اي حراس اخرين نظرت اليه و الى الشاب الذي فتح لي الباب
(ما الذي يحدث هنا؟لما احضرتني بهذه الطريقة؟)……….
لقد كانت سونغ هي تنظر الى الأسفل بخجل
(كان علي استعمال صديقتك….والدي يراقبك كما تعلمين)…..
شعرت بصدمة مفاجئة لقد قال ذلك ببساطة تكاد تكون مضحكة تاي جو يراقبني؟
(اريد ان اتحدث معك)……
اشار بيده الى داخل المنزل و وقف جانبا لكي أمر….. في الداخل جلسنا على كرسيين متقابلين كانت رائحة التراب المبتل أقوى من رائحة القهوة
(اريد ان تخبريني بكل شيئ عن ها أون، قولي لي كل ما
تعرفينه عنها)………….
(ألم يخبرك والدك بأي شيئ عنها؟)………
(ان كان قد اخبرني فلن أتكبد عناء احضارك الى هنا الآن)…..
عضضت شفتي لم اكن اتوقع ان اصل الى هذه المرحلة لست متأكدة انني استطيع اخباره بالقصة جميعا لكنني قررت ان اوضح أمرا يشغل بالي
(والدتك…كانت اختي الكبرى و لدي الكثير…الكثير جدا لقوله عنها اريد ان اخبرك بكل شيئ بشخصيتها و مشاعرها و قصتها و كم احبها….اريد ان ابوح بكل شيئ لكن……)
نظرت إليه لقد بدت حقيقة انني خالته بالنسبة له شيئا مفاجئ لكنه هادئ جدا…هادئ لدرجة انني بدأت اشك في طبيعة هذا الهدوء ،لم يقل شيئا
(لكن بما ان والدك يراقبني….فأنا لا اود ان اختصر الكلام اود ان احكي كل شيئ عنها…لكي لا أهين ذكراها…او ربما لأنني اشتاق إليها)
شعرت بأنني انانية،في النهاية انه لا يزال شابا صغيرا لم يرى والدته ابدا اما انا فحماسي اتجاه ذكراها يدفعني بقوة الى التحدث دون توقف،بدا منزعجا عندما قلت ذلك لقد ظم شفتيه بقوة و قطب حاجبيه
(يمكنك ان تحكي كل شيئ اليوم سأستمع حتى لو كان هذا يعني انني سأبقى مستيقضا طوال الليل)
ادهشني اصراره و ابتسمت بهدوء كنت سعيدة حقا لقد شعرت بالحماسة لأنها اول مرة يمكنني التحدث عن اختي هكذا ربما هذا سيهدأ قليلا من نار قلبي….ربما هذا سيهون عني حقيقة ان تاي جو لم يسمح لي برؤيتها ابدا قبل عشرين سنة”مدينة سيول”:
التعليقات لهذا الفصل " 1"