“لا تقلقا يا ابي و أمي دموعي ستسقي زهرتكما الذابلة”

بدا كأن السماء ستسقط من شدة الأمطار كانت جميع المتاجر تغلق أبوابها لقد عرف البائعون ان العاصفة لن تتوقف قريبا لهذا كان عليهم العودة الى منازلهم ليرتاحو،لكن صالون النساء في اخر الشارع كان المحل الوحيد الذي لم يغلق….بسبب قلة الزبائن حتى خلال المطر كان عليهم ان يتأملو بأن انثى مجنونة ستشق طريقها في العاصفة لتصلح شعرها ثم تقفز الى الخارج مجددا لكي تعبث به الريح و الأمطار في النهاية توقفت العاصفة لم يأت أحد.
*(أراكن غدا يا فتيات!)……..
لوحت بيدي لهن قبل ان اغادر كانت بونغ سون مسؤولة عن اغلاق المحل اليوم و يي سول ضلت تنتظرها على جانب الرصيف لقد قلت ذلك بحماسة احاول فيها ان اخفي خيبة أملي اعلم ان نفقات الجامعة صعب توفيرها و مع ذلك العمل شبه متوقف نظرت الى الأسفل كان الزحام المروري شديدا حتى في جو كهذا
(افسحو الطريق!لن نقضي اليوم بأكمله هنا!)…..
كان السائقون يصرخون بشدة و يضغطون على ابواق سياراتهم لم اتذكر فيما كنت افكر لكنني كنت ساهية انظر الى بركة من ماء المطر الذي تجمع عند قدماي عندما رفعت رأسي كنت مشوشة قليلا ربما بسبب كوب القهوة الذي شربته لكنني رأيت شخصا ما يخرج من مبنى الشركة التي تقع على الجانب الآخر من الطريق،لا اعلم كيف شعرت في ذلك الوقت لكنني اذكر ان انفاسي تسارعت و قلبي انقبض بشدة كأنني على وشك ان اصاب بسكتتة قلبية و ها انا هنا لا اعلم كيف قطعت ذلك الطريق المغلق بالسيارات و ربما ضغط احدهم بوق سيارته ليوبخني لكنني لا اذكر لأنني اقف الآن امام هذا الشاب بعينين لا ترمشان
(كيف….هل…هل انت حقيقي؟!)
(هل انت مجنونة يا سيدة!انصرفي من هنا)
صرخ احد الرجال الى جانبه و بدأ بشدي من ذراعي ليبعدني عندها اوقعت حقيبتي و مضلتي
(ابتعد عني!!دعني اتحدث معه!بيوم تايجو أجبني فورا!)
فجأة توقف الرجل عن شد ذراعي فسحبتها منه بسرعة نضرت إليه بإحتقار بينما اعدل ياقتي بغضب لقد بدى ان جو الخطر الذي احسست به عندما اقتربت منهم بدأ يزول بدل ذلك كان الجميع مستغربا حتى ذلك الشاب الذي نظر إلي في البداية كأنني شامانة مجنونة تحاول طرد ارواح لا يراها احد
(كيف تعرفين والدي ايتها السيدة؟)
قال وقد بدأ يقترب مني بخطوات حذرة اما انا فشعرت بدوار مفاجئ….
(وا….والدك!؟ انت؟انت ابنه؟)
اردت ان اسأل الكثير من الأسئلة لقد كان تاي جو حسب ما اتذكر زير نساء لذا افترض ان لديه الكثير من الأبناء من مختلف النساء لكنني اعرف من هي أم هذا الشاب اعرفها جيدا تلك الشامة اسفل عينه التي لاحضتها للتو الطريقة الهادئة التي يتحدث بها و صوته…صوته الذي لا يحمل نبرة استحقار او تهديد بل فضول هادئ
(انت…انت ابن ها أون أليس كذلك)
شعرت بدفئ دموعي على وجنتاي لقد كنت احبسها لفترة طويلة لم اعرف لماذا لكن كان الأمر كما لو انني ارى ها أون مرة اخرى،اختي العزيزة التي أحبت هذا الطفل بشدة حتى قبل أن تلده لقد كان متفاجئ وجعلني ابكي اكثر حتى طريقة رفعه لحاجبيه و الاصفرار الباهت الذي يلون وجهه بسبب الدهشة او القلق انه مثلها تماما
(تعالي معي!يجب ان تنصرفي فورا!!)
قبل ان احتج او اتكلم دفعني حارس خرج من المبنى منذ لحضات كان اكبر سنا من الجميع و كانت قبضته قوية جدا على ذراعي تعثرت بض خطوات قبل ان يفلتني لأسقط على الأرض
(هل فقدت عقلك ايها الوغد!كيف تجرؤ؟)
(انك واحدة من الحمقاوات اللواتي يسعين وراء اموال عائلة بيوم اذا كنت تقدرين حياتك فلا تقتربي من السيد مجددا)
كنت استشيط غضبا احسست بأعين الجميع علي و للحظة بدا كأن الزحام هدأ ذلك الشاب لم يقل شيئا اردت ان احتج لكنني ترددت شعرت بخيبة امل كبيرة قبضت صدري حين راقبتهم من مكاني وهم يدخلون السيارة و يقودون بعيدا بهدوء انه لا يشبه والدته في هذا الشيئ….لقد كانت اختي تتدخل في هذه المواقف دائما كانت تصرخ و تدافع ربما لهذا السبب….
(اللعنة هلى هذا جميعا…أولئك الأشرار الحمقى..)
وقفت من مكاني كانت ملابسي مبتلة و حقيبتي مقموعة في الماء قمت برج مضلتي قليلا قبل فتحها و عدت الى المنزل بقلب ثقيل جدا انه يشبه والده جدا….يشبه لدرجة انني حسبته هو….انا لم انسى شيئا اذا مازلت اعيش في الماضي