10
إيثانُ سحبَ سيفَهُ الذي كان موجهًا نحو “لوكاس”، ثم بدأ يركضُ بسرعةٍ فائقة، حتى اختفى عن ناظري في غمضةِ عينٍ. بينما كنت أتابعُهُبعيني، اقتربَ “إيفيل” مني وقال بهدوءٍ تام:
“أستطيعُ مرافقتَكِ، أرجو أن لا تبتعدي عني.”
“نعم…!”
تمسكتُ بذراعِ “إيفيل” بكلِّ قُوَّةٍ. حتى لو لم يخبرني بذلك، كنتُ عازمةً على ألا أبتعدَ عنه مهما حدث.
“آ… لا. لكن لا تقتربي كثيرًا… يجبُ أن أكونَ مستعدًا لتوجيهِ ضربةٍ بسيفي.”
“آه، نعم. آسفة!”
بدأتُ أمشي بجانبِ “إيفيل” مع ترك مسافةٍ بيننا. أما “رايل” و”بيتن”، فقد انطلقا بالفعل لملاحقةِ “إيثان”. وعندما نظرتُ خلفي، رأيتُ”لوُكاس” يلاحقنا بخطواتٍ واثقةٍ وكأنَّه لا يهتمُّ بما حوله.
كان ذلك يكفي لتخفيفِ التوتر في أعصابي، وكأنَّ الجوَّ عاد إلى هدوئهِ المعتاد.
“آآآآآه!!!”
“آآآآآه!!!”
كلما اقتربنا من القريةِ، تزايدت أصواتُ الصرخاتِ المزعجةِ من الناس، وكان هناك شيءٌ غريبٌ يملأ قلوبنا من خوفٍ شديدٍ. شعرتُ بنوعٍ منالرهبةِ يدبُّ في نفسي.
ولكن، ما لبثتِ الصرخاتُ أن توقَّفت فجأةً، ليحلَّ مكانها عواءُ الكلاب. في لحظةٍ، تغيَّر الصوتُ ليصبحَ عواءً للحيوانات.
وعندما وصلنا إلى وسطِ القرية، استقبلتنا مشاهدٌ مفزعةٌ: رجالٌ ونساءٌ ملقون على الأرض، وهم ينزفون من أذرعهم وأرجلهم، وقد بدتجروحُهم عميقةً وكأنَّها ناتجةً عن عضاتِ كلابٍ ضاريةٍ.
“آنسة!”
نسيتُ تحذيراتِ “إيفيل” لي بأنني يجب أن أبقى قريبًا منه، وركضتُ نحو الجرحى على الفور. كانت جروحُهم عميقةً، وكأنَّها ناتجةً عنهجماتِ الكلاب الوحشية.
أخرجتُ قارورةً صغيرةً من حقيبتي، وسكبتُ منها الدواءَ بحذرٍ على الجروحِ، وبدأَ أحدُ الجرحى يئنُّ من شدةِ الألمِ.
أمسكتُ بذراعِ الجريحِ وأحكمتُ قبضتي عليه كي أساعده على تحملِ آلامهِ.
“تحمَّل قليلاً، يمكنني إيقافَ العدوى الناجمة عن الجرح.”
“آه… آه…”
الشخصُ الذي كان يرتجفُ، سقطَ فاقدًا للوعيِ في الحال، فتابعتُ مع الجريحِ الذي بجانبه، أقدمُ له نفس العلاج، ثم ناديتُ بسرعةٍ:
“لُوكاس! من فضلك، ألقِ نظرةً على هؤلاء الجرحى!”
حينها، اقتربَ “لُوكاس” وهو يرفع يديه بثقةٍ تامةٍ، بينما كان وجهه يعكسُ الهدوء التام، رغم التوترِ المحيط.
“هل تعتقدين أنني سأساعدُكِ في هذا؟”
“ألم تقل أنَّ سحرَ الشفاءِ يعود عليك بالفائدةِ؟ أرجو منك أن تستخدميه!”
“لو كان أيُّ ساحرٍ آخرٍ في مكاني، لما كان ليقبلَ بذلك.”
رغم تذمُّرهِ، اقتربَ “لُوكاس” من الجرحى ووضعَ يده بالقربِ من جروحهم. ثم بعد لحظاتٍ، بدأ ضوءٌ بنفسجيٌّ ينبعثُ من يده، يضيءُ كماعينيه.
ومع امتصاص الجروحِ لذلك الضوءِ، لم يحدثْ أيُّ شيء.
“…ما الذي حدث؟”
لم يتغيرْ شيء. فقط الضوءُ سطعَ بشدةٍ، ولكن الجروح لم تلتئمْ، والدماءُ لم تتوقفْ.
“ماذا؟ هل أنتِ قادرةٌ على استخدامِ سحرِ الشفاءِ أم لا؟”
اقتربَ “لوُكاس” مني دون أن ينطقَ بكلمةٍ، وأمسكَ يدي فجأةً. رفعتُ يدي بغير وعيٍ، شعرتُ بلمسةٍ باردةٍ على يدي.
“م… ماذا؟”
كان “لوُكاس” يمسكُ بيدي. كانت يدي تحتوي على جروحٍ صغيرةٍ نتيجةَ علاجي للجرحى.
“انظري.”
بكلمةٍ قصيرةٍ، أطلقَ “لوُكاس” ضوءه البنفسجيّ على جرح يدي، ومع لحظةٍ من اللمعان، اختفى الألمُ وتلاشى الجرحُ تمامًا.
“ولكن لماذا لا تلتئم جروح هؤلاء الأشخاص؟”
“هناك سببٌ واحدٌ فقط لعدم نجاح السحر…هُناك تدَخلُا مقدس.”
“تدخلُ مقدس؟”
**أومأَ ” لوكاس ” برأسه بإيجازٍ، ثم قال بصوتٍ هادئٍ لكنه مفعمٌ باليقين:**
*”لا يمكن للمانا والقوة الإلهية أن يندمجا أبدًا. لذلك، لا يمكن لأيٍّ منهما أن يتداخل مع الآخر.”*
وفي تلك اللحظة، انطلق شخصٌ من أحد الأزقةِ أمامنا، جسدُهُ مغطى بالدماءِ من رأسهِ حتى قدميه.
*”الآنسةُ “لينّيغريم”! هل يمكنُكِ أن تأتي إلى هنا للحظة؟”*
كان ذلك “رايل”، الذي تبع “إيثان”. نظرتُ إليهِ بصدمةٍ، باحثةً عن أيّ جرحٍ ظاهرٍ، لكن لم يكن هناك شيءٌ يذكر.
سرتُ نحوهُ برفقةِ “لوكاس”، وما إنْ دخلتُ إلى الزقاقِ حتى تجمّدتُ في مكاني. كلُّ شيءٍ كان مغمورًا باللونِ الأحمر.
لحسنِ الحظ، لم يكن ذلك دمُ “رايل” أو “إيثان”. بل كان أثرًا دامغًا على المجزرةِ التي تسببت بها تلك الكلابُ التي اجتاحتِ القرية.
عشراتُ الجثثِ من الكلابِ كانت متناثرةً في الأرجاءِ، كلُّ واحدٍ منها يحملُ جرحًا عميقًا في أقدامهِ، وكأنها أُسقطت بضربةٍ واحدةٍ حاسمة.
في قلبِ هذه الفوضى، كان “إيثان” واقفًا بهيبةٍ لا تتزعزع، لم يكن ثوبهُ الأبيضُ المتألقُ ملوثًا بقطرةِ دمٍ واحدة، على الرغمِ من أنه كان وسطَبحرٍ من الدماءِ المسفوحة.
وبهدوءٍ قاتل، هزَّ سيفهُ الفضيَّ، فتطايرت القطراتُ الأخيرةُ من نصلهِ قبل أن يتقدمَ نحوي قائلاً:
*”لم أقتلها، لأنها من أتباعِ الوحشِ الإلهيّ. ولكن، هل لديكِ أيّ فكرةٍ عن سببِ جنونِ هذه الكلاب؟”*
*”لستُ واثقةً، لكن… أحتاجُ إلى التحققِ عن كثبٍ.”*
اقتربتُ من إحدى الكلابِ الجريحةِ بحذرٍ، كانت ساقُها مثخنةً بالجراح، لكنها رغم ذلك، ما زالت تحدّقُ بي بعينيها المتقدتينِ بالشرّ.
ولكن… هناك شيءٌ غريبٌ.
كلُّ العيونِ هنا كانت حمراءَ، ولكن ليس كما هو معتاد. لم تكن مجردَ قزحيةٍ حمراء، بل كانت العيونُ بأكملها تتوهجُ بإشعاعٍ قرمزيٍّ مشؤومٍ.
*”هذا ليس مرضًا.”*
للوهلةِ الأولى، فكرتُ في احتمالِ أن يكونَ داءُ الكلبِ هو السبب، لكن الأمرَ لم يكن منطقيًا. انتشارُ هذا المرضِ بهذا الشكلِ الواسعِ، وبهذهالسرعةِ الخارقةِ، مستحيلٌ تمامًا.
ثم تذكرتُ ما قالهُ “لوكاس” عن تدخلِ القوةِ المقدّسة في الأمر.
*”بحسبِ كلامِ “لوكاس”، هناك قوةٌ إلهيةٌ متورطةٌ في هذا.”*
*”قوةٌ إلهية…؟”*
*”نعم. لقد حاولَ “لوكاس” علاجَ الأشخاصِ الذين تعرضوا للعض، ولكن سحرَ الشفاءِ لم يعمل. قال إنّ المانا لا يمكنها أن تتداخلَ مع الطاقةِالمقدّسة.”*
ظهر على “إيثان” تعبيرٌ ثقيلٌ، وكأنهُ توقعَ هذا المصير، ثم تمتمَ بصوتٍ منخفضٍ بالكادِ سمعته:
*”يبدو أن هناك شيئًا ما قد أصابَ قبيلةَ “رودويل”.”*
*”نعم… إذا كانوا قد تركوا أتباعهم يعيثون فسادًا بهذه الطريقة، فلا بد أن هناكَ كارثةً قد حلّت بهم.”*
*”كنتُ آملُ ألّا نضطرَ إلى اللجوءِ لهذا، لكن… علينا الآن أن نجدَ “رودويل” ونتأكدَ مما يحدث.”*
*”لقد سمعتُ أنهم يعيشونَ في الغابةِ الغربية، لكن… هل تعرفُ موقعَهم الدقيقَ؟”*
قبلَ أن أكملَ سؤالي، شهقتُ بفزعٍ.
أحدُ الكلابِ الجريحةِ، الذي كان على الأرضِ منذ لحظاتٍ، نهضَ فجأةً وانطلقَ نحوي كالسهمِ بسرعةٍ مذهلةٍ!
كان الوقتُ ضيقًا للغاية، لم أستطع حتى أن أفكرَ في الهروبِ أو تفاديه.
في اللحظةِ الأخيرة، رأيتُ “إيثان” وهو ينطلقُ باتجاهي، لكني لم أكنْ متأكدةً مما سيحدثُ بعد ذلك، فأغمضتُ عينَيّ بإحكامٍ.
وفجأةً، ملأَ أذنيّ صوتُ تمزقِ اللحمِ، وصدى ارتطامِ الأسنانِ بشيءٍ صلبٍ.
*”كواااااااد!!”*
كان الصوتُ بشعًا، لكن… الألمَ لم يأتِ.
فتحتُ عينَيّ ببطء، وعندها التقتْ نظراتي بعينيّ “لوكاس”، اللتين كانتا متألقتينِ بلونها البنفسجي العميقِ كأحجارِ الجمشتِ النادرةِ.
*”أنا من تعرضَ للعض، فلماذا أغمضتِ عينيكِ وكأنكِ أنتِ الضحية؟”*
*”مـ… ماذا؟ هاه!!”*
خفضتُ عينَي بصدمةٍ، وعندها رأيتُ المشهدَ الذي جففَ الدمَ في عروقي—
كلبٌ كان معلّقًا على ذراعِ “لوكاس”، أنيابهُ مغروسةٌ بعمقٍ في جلدهِ، لكنهُ لم يُظهر أيَّ إشارةٍ على الألمِ مطلقًا.
– *”غغغغغ… غرااااااااااااااااااااوو…!!”*
**بذل الكلب العالقُ بذراع “لوكاس” قصارى جهده ليغرز أنيابه في معصمهِ وكأنه يوشكُ على تمزيقه، فيما كانت لعابهُ الكثيفُ يقطرُ علىبشرته البيضاء.**
*”لـ… لوكاس! يـ… يداك!!”*
*”ألم أخبركِ بذلك من قبل؟”*
*”بماذا؟! لا، ليس هذا وقت المزاح! ماذا عن يدك؟!”*
كنتُ على وشك الانفجارِ من الذعر، بينما هو ببساطةٍ هزّ ذراعه بقليلٍ من القوة، ثم دفع الكلبَ بعيدًا بقدمه الطويلة بلا اكتراث.
*”المانا والقوة الإلهية لا تمتزجان.”*
رفع “لوكاس” كُمَّ ردائه ليكشف عن معصمه العاري، وعندما نظرتُ إليهِ، لم يكن هناك حتى خدشٌ بسيط، لا قطرةُ دمٍ واحدة، بل مجردُ بشرةٍنظيفةٍ خاليةٍ من أيّ أثرٍ للأذى.
*”إذًا، هذا يؤكد أن هذه الكلاب تخضعُ لتأثير القوة الإلهية. وإلّا، لكانت قد تسببت في إصابةِ يدي رغم غلاف المانا المحيط بها. هذا غريب… الكائناتُ الروحيةُ لا تمتلكُ القدرةَ على استخدامِ القوة الإلهية، بل فقط تَنالُ بركتها من الوحوشِ الإلهية… فكيف يمكن لهذه الكلاب أنتستخدمها؟”*
رغم أن قلبي كان لا يزالُ ينبضُ بعنفٍ تحت وطأةِ الفزع، إلّا أن “لوكاس” ظلَّ كما هو… هادئًا، بلا أدنى انفعال.
*”كما قلتِ، يبدو أن هناك خطبًا ما قد حلَّ بقبيلةِ “رودويل”.”*
*”يبدو أننا لا مفرَّ لنا من دخول غابتهم الآن.”*
قال “إيثان” بصوتٍ منخفضٍ، وهو يمرر أصابعه على تجاعيدٍ طفيفةٍ بين حاجبيه، ثم التفت إليَّ بجديةٍ واضحة:
*”آنسة “لينّيغريم”، هل أنتِ بخير؟ لقد كنتُ غافلًا لبرهة، مما سمحَ للهجوم بالوصول إليكِ. أعذريني على تقصيري.”*
كنتُ لا أزالُ في حالةِ ذهول، لكن صوت “إيثان” أعادني إلى الواقع. ومع ذلك، قبل أن أفكر في الردِّ عليه، وجدتُ نفسي أقفزُ نحو “لوكاس”،ممسكةً بمعصمهِ بكلتا يديّ، وراحت أصابعي ترفعُ كُمَّهُ مجددًا.
شعرتُ باستيائهِ من تصرّفي المفاجئ، لكنه لم يمنعني. كان عليَّ أن أراهُ بأمِّ عيني مجددًا… فقط لأتأكد.
*”مـ… ماذا تفعلين؟”*
*”أوه…!”*
في اللحظة التي تيقّنتُ فيها أن بشرتهُ لا تزال سليمةً تمامًا، شعرتُ بحرارةٍ غريبةٍ في عينيّ، ثم… انهمرت دموعي دون سيطرة.
سادَ الصمتُ من حولي. “إيثان”، “إيفيل”، وحتى “لوكاس” نفسه، الجميعُ تجمّدوا في أماكنهم وهم يراقبونني بدهشةٍ، وكأنهم غيرُ قادرينعلى استيعابِ سببِ بكائي.
*”لماذا… لماذا قدّمتَ نفسك كدرعٍ لي؟! قلتَ إنّ من يتعرضُ للعضِ لن يتمكن حتى من الشفاء بالسحررر!!”*
*”قلتُ لكِ بالفعل، القوةُ الإلهيةُ والمانا لا تتداخلان… لقد كنتُ محميًا.”*
استمرَّ في تكرارِ نفسِ الجملة، لكن تعابيره كانت توحي بأنه عاجزٌ عن فهمِ سببِ بكائي بهذه الحرقة.
ولكنني لم أهتم. كان لا يزالُ على قيدِ الحياة، غير مصابٍ… وهذا وحدهُ كان كافيًا لينفجرَ مخزونُ دموعي بالكامل.
*”أوووه!! شكرًا لك!!! لو لم تفعل ذلك، كنتُ سأموتُ حتمًا!! تلك الكلاب كانت تستهدفُ عنقي مباشرةً، لو لم تتدخل، لكنتُ قد نزفتُ حتىالموت!!”*
بينما كنتُ أبكي بلا توقف، سمعتُ صوتَ ضحكةٍ خافتةٍ تتسللُ إلى أذني.
رفعتُ رأسي، ورأيتُ “لوكاس” ينظرُ إليَّ بابتسامةٍ جانبيةٍ مفعمةٍ بالسخريةِ والتسلية.
*”إذا كنتِ تدركين ذلك، فعليكِ أن تسدّدي هذا الدين. سأضيفهُ إلى قائمةِ ديونكِ لديّ.”*
أومأتُ برأسي بقوة، لا يهمني كم سأدينُ لهُ، المهمُّ أنني ما زلتُ على قيد الحياة.
*”آنسة “لينيغريم “… أعتذرُ بشدّة. لقد كنتُ بقربكِ، ومع ذلك… لم أتمكن من حمايتكِ كما ينبغي.”*
كان “رايل” واقفًا هناك، رأسهُ منخفضٌ باعتذارٍ عميقٍ، بينما كانت نبرةُ صوتهِ مملوءةً بالندمِ والعار.
حاولتُ طمأنتهُ بهزِّ رأسي، لكن مشاعري المتضاربةَ جعلتني غير قادرةٍ على الحديثِ بوضوح.
*”لا، لا… أ-أنا… بخير… ههق، أقصد… حقًااا… أنا… واااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!”*
*”لا تبدين بخير على الإطلاق!! أعذريني، سأعملُ بجدٍ أكبر من الآن فصاعدًا!”*
*”قلتُ لك إنني بخير!!!”*
لكنني لم أملك حتى طاقةً للكلام، فاكتفيتُ بهزِّ رأسي بخفوتٍ دون أن أنبسَ ببنت شفة.
قال “إيثان”، بعد أن استعادَ أنفاسه، وهو يوجه حديثه إلى “لوكاس”:
**”حالما نلتقي بقبيلة “رودويل”، سيتمُّ حلُّ أمرِ المصابين والكلابِ المسعورة. فالقوةُ الإلهيةُ الخاصةُ بهم تتمثلُ في الشفاء. إن لم نتمكن منمعالجتهم بالسحر، فبالتأكيد يمكننا ذلك باستخدامِ القوة المقدّسة .”**
ثم أضاف، بنبرةٍ جادةٍ تحملُ في طيّاتها رجاءً خفيًا:
**”لذلك، أطلبُ منك أن تقودنا إلى مقرِّهم.”**
لكن الردَّ جاء فورًا، بلا تردد، وبنبرةٍ تنضحُ باللامبالاة:
**”لا أرغبُ في ذلك.”**
قالها “لوكاس” بوضوحٍ، وكأن المسألة برمتها لا تستحق حتى التفكير.
**”لقد انتهت مهمتي بالفعل، وكل ما سيأتي بعدها مجرد إضاعةٍ للوقت. لذا، أفضلُ الانسحاب الآن، مع “موكلتي”.”**
لم يستسلم “إيثان”، بل ألقى بورقته الأخيرة، متطلعًا إلى “لوكاس” بنظرةٍ ثاقبة:
**”إذًا، إن قررت سيدتكِ “لينّيغريم” الذهابَ معنا، هل سترافقنا أنتَ أيضًا؟”**
عندها، التفتَ “لوكاس” إليّ مباشرةً، موجهًا إليَّ نظرةً غريبةً لم أتمكن من تفسيرها. بقيَ محدقًا بي للحظات، قبل أن يجيبَ بصوتٍ خافتٍلكنه واضحٌ للجميع:
**”إن كانت سيدتي ترغبُ في ذلك… فلا مانع لديّ.”**
لم أفهم سببَ تلك النظرة التي رمقني بها.
توجهت أنظار الجميع إليَّ، وكأنهم ينتظرونَ مني الجواب الحاسم.
أخذ “إيثان” خطوةً إلى الأمام، مدّ يدهُ نحوي بلطف، ثم مسح بظهرِ كفهِ بقعةَ الدمِ التي تناثرت على وجنتي، قبل أن يقول بصوتٍ هادئٍ لكنجاد:
**”انسة”لينّيغريم”… لن أفرضَ عليكِ قرارًا كهذا، لكن لا يمكنني ضمانُ عدمِ تكرارِ ما حدث للتو. ومع ذلك، إن اخترتِ المجيء معنا… أعدكِبأنني سأحميكِ، مهما كلف الأمر.”**
شعرتُ بجفافٍ في حلقي، ترددتُ للحظةٍ، ثم فتحتُ فمي لأقول:
**”أنا…”**
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 10"
اتمنى لوكاس يكون البطل حبيته💛