“انظـري، هو أحد الدّوقين في الإمبراطورية، و شـابّ، و لم يبلغ الخامسة و العشرين بعد.”
عبسـت روديلا و رفعت إصبعين.
“حتى لو تجـاوزَ الخامسة و العشرين، ليسَ هناك ما يُعيبـه. إنه قوي و شخصيّتـه جيّـدة.”
رفعت إصبعين آخرين.
كانت سيسيليا تستمع بتعبيرٍ مشوه تدريجيًا، ثم قاطعتها:
“شخصيّتـه جيّـدة؟”
كان وجهها يقول إنها لا توافق على ذلك.
لوّحـت روديلا بيدها.
“بصراحة، قد لا يكون كذلك مع الآخرين. لكن بالنّسبة لمَـنْ سيتزوّجهـا، سيكـون لطيفًـا معهـا.”
“كيف تعرفين ذلك؟”
توقّفت روديلا عند هذا السؤال.
حسنًـا…
“”من الصّعبِ إظهار ذلكَ أثناءَ الأكل، لكن هل أريـكِ؟”
تذكرت كلماته في صباح كان يتناول فيه شريحة لحم نصف ناضجة.
هزّت روديلا رأسها بسرعة. شعرت و كأن الدم يتدفق إلى أذنيها.
“على أيّ حال، استمعي.”
رفعت إصبعًـا آخر بسرعة.
“ليس لديه نقص في المال، و مستقبله واعـد، وليس من النّوع الذي يتـأذّى و يعـود، وحتى وجهه…”
قالت روديلا بتـردّد:
“في الحقيقة، إنّـه وسيم بما فيه الكفاية. طـويل القامـة، قـادر، و الفرسان يتبعونه.”
نفـدت أصابع روديلا، فـأنزلت يدها أخيـرًا.
“لا يوجد ما يُعيبـه، حقًّـا. لذا، إذا ظهرت امرأة أثنـاء غيابي في الرّحلة الخارجية، فلن يكون لـديّ ما أقولـه، أليس كذلك؟”
بينما كانت تتحدث، بدأت روديلا تشعر بالغضب و أمسكت البطانية بقوّة.
“هذا صحيح، لكنه…”
شـدّت على يدها تلقائيًا، حتى أصبحت بيضاء.
في تلكَ اللحظة، قاطعتها سيسيليا فجأة:
“هل شعـرتِ بالغرابة لأنكِ حلمـتِ بـه مع إمرأةٍ أخرى؟”
أومـأت روديلا برأسها بسرعة.
“نعـم، إنه غريـب.”
غريـب؟ لا، يبدو أن تعبيـرًا أكثر حـدّة يناسب ذلك أكثر.
“للغاية…”
تفاجأت روديلا بنفسها من الكلمات التي تبادرت إلى ذهنها.
“…إنّـه أمـر مزعـج.”
شعرت بمزيد من الذهول عندما نطقت الكلمات.
“لمـاذا، لأنّـه خطيبـكِ؟”
سألت سيسيليا.
“حسنًا، سأفسـخ الخطوبة.”
أجابـت روديلا بعفويّة، لكنها شعرت و كأن أنفاسها توقّفت فجـأةً.
نعم، من الطبيعيّ أن أتركـه.
لكن لمـاذا؟
أعلـم أنه إذا فسختُ خطوبتنا، سيتزوّج من إمرأةٍ أخرى.
أنا نفسهـا من تحـدثتُ عن زوجته المستقبليّة بكـل بساطـة، فلـماذا…
لماذا يزعجني أمـر ابتسامـه لشخصٍ آخر بهذه الطريقة، و معاملتـه لشخصٍ آخـر كما يعاملنًي؟
“هذا ما سيحـدث…”
حتى لو كان ذلكَ طبيعيًّـا، لمـاذا…..
“لا أحـبّ ذلك.”
أنهـت روديلا كلامها فجـأة.
“مـاذا؟”
لم تستطع روديلا إخفاء تعبيرها المرتبك و نظرت إلى سيسيليا.
“أنـا… غريبـة، سيسيل.”
أمسكت بيد سيسيليا بسرعة.
“مَـنْ سيتقبّـل شخصيته؟ بالطّبـع، سيكون لطيفًا مع مَـنْ يهتم بهـا! لكن عندما استيقظتُ، وجـظتُ المظلة ممزقة إلا من الجزء العلوي، و كان يتناول شريحة لحم نصف ناضجة بمفرده!”
“مـاذا؟”
بينما كانت سيسيليا مرتبكةً من المعلومات غير المطلوبة، واصلت روديلا:
“بالطّبع، كان قد أعـدّ طعامي أيضًـا!”
في تلكَ اللّحظة، بدت سيسيليا و كأنها لا تعرف ماذا تفعل.
“ليست المشكلة أنّـه أكـلَ بمفرده، بل…”
ضربت روديلا السّرير بقوة و قالت:
“مَـنْ غيري سيواعـد شخصًا غريبًا كهـذا؟”
عنـد هذا الكلام، أشارت سيسيليا إلى نقطـةٍ مهمّـة:
“هل أنتمـا تواعدان؟”
“كح!”
هذه المرة، كانت روديلا هي مَـنْ اختنقت.
ما هذا الهـراء؟ أنتِ تعلمين أن خطوبتنا مزيّفـة!
كان عليها أن تقـول ذلك.
لكن شعرت روديلا و كـأن الدم يتدفق إلى وجهها، و قلبها يخفق بقوة، و شعور الضيق الذي شعرت به تجاه تلكَ المرأة المجهولة في الحلم…..
تلاشى فجأة، و شعرت بشيءٍ غريـب يتصاعد بداخلها.
ماذا لو كنـتُ أنـا تلكَ المرأة التي بجانبـه؟
ماذا لو لم أكـن أنا مَـنْ يتلقّـى دعوة الزفاف، بل مَـنْ تقدّمهـا ، و سيسيليا هي مَـنْ تتلقّاهـا؟
هـذا… هـذا…
بشكلٍ مدهـش…
“أمم…”
بشكلٍ مدهش، كـان شعورًا جيّـدًّا.
مع هذا الشّعور، أدركت روديلا حقيقـةً مذهلة.
نظرت إلى سيسيليا بتعبيرٍ مصدوم.
هل يعقـل…
لا، لا يمكـن أن يكون صحيحًـا؟
لكن إذا لم يكـن كذلك، فمـا هـذا الشّعـور؟
قبل أن تنظم أفكارهـا، خـرجَ سؤال تلقائيّ من فمها:
“هـل أنـا… أحـبّ آيفرت؟”
كان تعبيـر سيسيليا، التي سمعت هذا، لا يُـوصف.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 90"