إذا تمّ اختيار روديلا سيفريك كمرشّحة لمنصب رئيسة الوزراء القادمة، و إذا بدأت عائلة رويدن بالتوسّع و السّيطرة، فإنّ الإمبراطور سيبدأ بقمع الفصيل الأرستقراطي.
في هذه العمليّة، من المستحيل أن يظلّ هو نفسه بأمان.
عندها، سيخسر كلّ شيء.
لكن ، حتّى لو كانت هناك معارضة شديدة، إذا أصبح هو نفسه سيد الإمبراطوريّة و كنسَ المعارضين، فسيتمكّن من امتلاك نصف الإمبراطوريّة على الأقل.
لذا أيّ احتمال سيختار؟ هل سيمتلك النّصف على الأقل، أم سيخسر كلّ شيء؟
الإجابة كانت واضحة.
‘يجبُ أن أجعل المزيد ملكًا لي، حتّى لو كان مقدارًا ضئيلًا. ‘
“لدي… لدي خطّة أخرى.”
في تلكَ اللحظة، تحدّث رايان.
عند سماع كلمة “خطّة”، أطلقَ الدوق بينيريكس ضحكة ساخرة.
“إذا كانت بنفس رداءة قضيّة الطائفة المزيّفة هذه، فسأكون سعيدًا بتركِ الكرسيّ فارغًا.”
أشار إلى المكان الذي كان من المفترض أن يجلس فيه ماليك بران.
“لا، ليست كذلك!”
هـزّ رايان رأسه بشدّة و كأنّه يعاني من نوبة.
ثمّ بدأ يروي تفاصيل قصّته.
“إنّها خطّة فكّرت بها منذُ زمن بعيد. أوّلًا…”
في البداية، بدا الدوق بينيريكس و كأنّه يستمع بلا مبالاة، لكنّه سرعان ما مـال برأسه.
كان يعتقد أنّه إذا لم يصبح رئيس الوزراء و يصبح ذراعًا و ساقًا له، فسيكون مجرّد ورقة يمكن استخدامها ثمّ التخلّص منها، لكن يبدو أن…..
لديه خطّة مفيدة أكثر ممّا كان يتوقّع؟
“تابـع تنفيذها كما هي.”
بالطبع، خطّـة واحدة لم تكن كافية.
كان ينوي إضافة خطّته الخاصّة سـرًّا إلى خطّة رايان.
خطّة يمكنها قلب الطاولة بالكامل.
انتشرت ابتسامة على وجهه.
* * *
ربّما بسببِ تراكم الإرهاق في جسدها، أو ربّما لأنّ حالتها كانت خطيرة، فقد نامت روديلا بعد ذلك بعمق و دون وعي.
كلّما أغمضت عينيها، استسلمت للنوم، و كرّرت تناول الطعام ثمّ النوم مرّات عديدة.
في أحلامها، اختلط عرض أميريس، و صورة آيفرت الذي رأته قبل أن تفقد الوعي، و أشخاص رويدن الذين مـرّوا بها عابرين، ممّا جعلها تخلط بين الواقع و الحلم.
لذلك، عندما رأت آيفرت متّكئًا على باب غرفة المستشفى، ظنّت أنّها تحلم.
“…..”
نظرت روديلا إليه بدهشة لبضع لحظات.
لقد حلمت كثيرًا بأنّ آيفرت يفتح باب الغرفة و يدخل، و تخيّلت هذا المشهد مرّات لا تحصى.
لذلك، ظنّت حقًا أنّه حلـم.
لكن، على عكسِ حلمها الذي كان يدخل فيه بلا تردّد، كان آيفرت ينظر إليها فقط.
كان ضوء الشمس المائل الذي ينعكس من النافذة يضيء أمام قدميه.
كانت خصلات شعره الذهبيّة تلمع و كأنّها على وشكِ أن تمسّ هذا الضوء الواضح.
على الرّغمِ من تقابل أعينهما، لم يتحرّك.
كأنّه ينتظر إذنًـا منها للاقتراب.
لم يكن هكذا حتّى في أيّام الأكاديميّة، لكنّه اليوم بدا غريبًا، يحمل أجواءً و عبيرًا غير مألوفين.
لهذا، أدركت روديلا أنّ هذا ليس حلمًا.
“آيفرت؟”
عندما نادت اسمه، تكلّم آيفرت أخيرًا.
“هل نمـتِ جيّـدًا؟”
لم تكن قد نامت جيّدًا، لكنّها أومأت برأسها بشكلٍ غامض.
هل كان ذلك بسببِ الرياح الباردة التي هبّـت فجأة بالخارج أثناء نومها؟ أم ربّما…
“لقد اختار المواجهة المباشرة بعد عشر سنوات من تولّيه منصب رئيس العائلة.”
أو هل هذا بسببِ تلكَ الكلمات؟
كان هناك شعور غريب، مختلف عن المعتاد، فبقيَ ينظر إليها بهدوء ثمّ سألَ مرّةً أخرى.
“كيف حال جسدكِ؟”
“بخير.”
جـاءَ الجواب تلقائيًا.
عند سماع ذلك، صمتَ آيفرت للحظة ثمّ قال:
“لقد كنتِ خائفة جدًا، أليس كذلك؟”
كان سؤالًا، لكنّه بدا و كأنّه يعرف الإجابة مسبقًا.
بالطبع، لا بدّ أنّها كانت خائفة.
لكن قبل أن تجيب، أدركت روديلا شيئًا.
يبدو أنّه كان أكثـر خوفًا منهـا.
لا بدّ أنّه كان قلقًـا جـدًّا.
قلقًا من أن تمـوت، لكن أيضًا…
بما أنّه يعـرف ماضيها،
فهو أكثر مَـنْ يمكنه أن يفهمها.
عندما أُخذت إلى مكانٍ مظلم، لابدّ أنّـه تذكّر حادثة الأكاديميّة.
“كنتُ خائفـة.”
لذلك، تحدّثت بصدق.
لأنّه يعرف بالفعل مدى خوفها، لم تكن هناك حاجة لمزيد من الشرح، و لا لاستعادة تلكَ الحادثة.
هدأت قليلًا، ثمّ أكملت:
“لكن عندما أتيتَ، شعرتُ بالأمان.”
تقابلت أنظارهما.
“في تلكَ اللحظة، شعرتُ أنّني نجـوتُ.”
وهذا الشّعور لا يزال موجودًا الآن.
ابتلعتُ روديلا كلماتها الأخيرة.
كان التّوتر الغريب يهدأ عند رؤية وجه آيفرت.
عندما قيـل لها إنّ آيفرت ذهب إلى الجزيرة الغربيّة، كان أوّل ما تبادرَ إلى ذهنها هو ما إذا كان سيعود سالمًا.
عندما رأته واقفًا دونَ أيّ خدش، شعرت أخيرًا بالرّاحة.
على الرّغمِ من علمها أنّه لا يُصـاب بسهولة، كانت قلقة لأنّها تعتقد أنّه لا يهتمّ بجسـده.
قبل أن تنضمّ إلى فرقة الفرسان الزّرق، كان يتسبّب في كلّ أنواع الحوادث.
كان سقوط مبنى عليه أمرًا عاديًا، و كان يُصـاب باستمرار.
لذلك، اعتـاد على الجروح.
لم يكن يتحدّث عن إصاباته إلّا بعد شفائه، لذا كانت المرّة الأولى التي رأته فيها مصابًا هي المرّة الماضية.
لهذا السّبب، كانت قلقة أكثر عندما كان بعيدًا.
هل سيتعرّض للأذى و هو بعيد عنها؟ هل سيتظاهر بأنّه بخير كما فعـلَ من قبل؟
إذا حدثَ ذلك، هل سأعامله بلا مبالاة دون أن أعرف أنّه مصاب، كما حدثَ سابقًا؟
“لا يمكنني أن أطلـبَ منـكَ البقاء بجانبي دائمًا…”
أرادت أن تقول له ألّا يتأذّى بعيدًا عنها.
لكن آيفرت قاطـعَ كلامها فجأةً.
“سأبقـى، بجانبكِ فقط.”
ضحكت روديلا.
“كم عدد الأشخاص في الإمبراطوريّة الذين يريدونكَ؟”
كنتَ دائمًا تقول إنّك ستفعل كلّ ما أريده.
على الرّغمِ من أنّك كنتَ تعرف التأثير الذي سيحدث على رويدن، دائمًـا…
شعرت بحرقة جديدة في قلبها.
لكن آيفرت هـزّ رأسه دونَ تردّد.
“أريد أن أكون بجانبـكِ، فما الفرق؟”
آه.
كلماته الحاسمة اخترقت قلبها بطريقةٍ غريبة.
عندما اقتربَ منها ببطء،
شعرت بقلبها يخفق بقوّة مع كلّ خطوة.
كانت خطواته سريعة جدًا، لا، كان يقترب بسرعة كبيرة.
كان قلبها ينبض بشدّةٍ أكبر.
لـوّحت روديلا بيدها.
“على أيّ حال، أنا بخير، فلا تقلق.”
بحلول ذلك الوقت، كان آيفرت قد وصلَ إلى جانب السّرير.
لمست يد باردة جبهتها.
“هل لديكِ حرارة؟”
كأنّها سمعت صوته يسأل ذلكَ قبل أن تفقد الوعي.
“أنا بخير الآن.”
عندما رأتـه يبتسم، شعرت أخيرًا أنّه نفس الصديق الذي تعرفه.
ضربت روديلا جانب السرير.
“اجلس.”
جلسَ آيفرت بجانبهـا دونَ شكوى و قال:
“خادمكِ الخاصّ سيُستبدل.”
خادم خاصّ؟ آه.
تذكّـرت روديلا وجه روديـن المحرج و هـزّت رأسها.
“ما حدثَ هذه المرّة ليس خطأ السّير روديـن.”
عبسَ آيفرت و قال:
“لقد وضعته لحمايتكِ عندما لا أكون موجودًا.”
كان صوته منخفضًا، لكن روديلا هـزّت رأسها.
“أنا مَـنْ طلبتُ منه الخروج. كان يريد البقاء معي.”
لا يمكن أن يُعاقَـب شخص لم يرتكب خطأ.
ربّتـت روديلا على ذراعه بحرص.
“كان حادثًا، مجـرّد حادث.”
“لقد وضعته لمنـعِ مثل هذه الحوادث—”
وضعت روديلا إصبعها على شفتيها.
“لا تفعل ذلك. سأشعر بالأسف تجاه السير روديـن.”
كانت صادقة. كيف سيكون شعور شخص يعاقب على فعل ما أُمِـر به؟
“…..”
نظرَ آيفرت إليها ثمّ مـرّر يده على جبهته.
“…حسنًا، لقد كنتِ دائمًا تمنحين الفرص، حتّـى لـي.”
مالت روديلا برأسها عند سماع كلماته الإضافيّة.
بدا و كأنّه سيقول شيئًا آخر، لكنّه صمت.
سـاد صمت محرج في غرفة المستشفى.
هل كانت الأجواء معه محرجة من قبل؟
شعرت روديلا أنّه حتّى عندما التقيا لأوّل مرّة في الأكاديميّة، لم تكن الأجواء غريبةً بهذا الشكل.
كلاهما، هي و آيفرت، كانا كما لو أنّ جدارًا ضخمًا يفصلهما، يمنعهما من قول ما يريدانه.
ربّما لا يعرف آيفرت، لكنّها كانت تعرف ما هو ذلك الجدار.
بعد تردّد، فتحت فمها أخيرًا.
“سمعتُ أنّه كانت هناك فوضى في غيابي.”
ذهاب آيفرت إلى الجزيرة الغربيّة بنفسه، و كشف قوّات رويدن المخفيّة لشعب الإمبراطوريّة، و محاولة الفصيل الأرستقراطي استغلال ذلك—كلّ هذه الأمور اختصرت بكلمة “فوضى”، و هي كلمة شعرت بالأسف لاستخدامها.
لكنّ الحديث الطويل سيجعل الأمور أكثر إحراجًا.
لكن آيفرت بدا و كأنّـه فهمَ معنى كلامها رغمَ قصره.
“…كان الأمر كذلك نوعًا ما.”
بعد صمتٍ قصير، أجـابَ بتأكيد هادئ.
“نوعًـا ما؟”
ضحكت روديلا بسخرية، فضحك آيفرت بهدوء.
“حسنًا، ليسَ نوعًا ما، بل كثيرًا.”
اتّكـأ على رأس السرير و قال:
“الجزيرة، لقد تعاملتُ معها.”
تحدّثَ كأنّـه طفل يعترف بفعلٍ سيّـئ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 85"