كان الدّوق يعلم بالفعل بطلبات المساعدة التي قدمها رايان إلى النبلاء الآخرين بعد مغادرته اللقاء الأخير، رغمَ أنه لم يكن موجودًا هناك.
“لو تمّت تهيئتهم ثم القضاء عليهم دفعة واحدة، لكانت فرقة الفرسان الحمر قد حقّقت إنجازًا ساحقًا. كان الإمبراطور يراقب تلكَ الطائفة عن كثب. لكن…”
ضيّق الدوق بينيريكس عينيه، و اختفت ابتسامته فجأة.
“لقد سُرق ذلك من قبل أشخاص غير متوقعين. و بفضل ذلك، اكتسب الفرسان الزّرق تفوقًا ساحقًا، لذا إذا لم تبذل جهدًا يائسًا يا رايان، فسيكون ذلك مزعجًا.”
مـال رأس الدوق بينيريكس نحو رايان وهو يصدر صوت استياء.
“من بين كل الأشخاص، اختطفت روديلا سيفريك كقربان؟”
ضحك بسخرية باردة.
“عدم القدرة على التحكّم في متغيّـر بهذا الحجم…”
كان ينبغي أن تُقتـلَ روديلا سيفريك لحظة القبض عليها.
عدم التفكير حتى في زرع شخص داخل الطائفة!
“هل تعلم كم جعلت أخطاؤكَ الغبية الوضع معقدًا؟”
شعـرَ رايان و كأن عقله تجمّـدَ تمامًا.
كان من الممكن أن يكون هو الميت بدلًا من ماليك بران.
“بفضلكَ، يجب علينا الآن تحمل المخاطر.”
لقد لاحظَ الدوق بينيريكس أن تحركات الإمبراطور أصبحت أكثر دهاءً مؤخرًا.
و كان إحراج عائلة بران دليلًا على ذلك.
المباني التي منحتها العائلة الإمبراطورية أثناء الحرب؟
لم تكن العائلة الإمبراطورية تهتـمّ أبدًا بمثل هذه الأمور.
لكن هذه المرة، قرروا مراجعتها، حتى أنهم قلبوا الأوراق التي تراكم عليها الغبار.
لماذا حدثَ ذلكَ فجأة؟
وما السّبب في حدوث ذلك بعد زيارة رويدن للقصر الإمبراطوري؟
“يبدو أن ابن أخي العزيز يحاول مـدَّ يده إلى رويدن مرّةً أخرى.”
نظرَ الدوق بينيريكس إلى يده.
“و لكنه لم يمـدّ يده إلى يد عمّـه هذا.”
لو أمسكَ بهذه اليد، لكان قد أنهى أمره براحة أثناء نومه.
كان آيفرت رويدن عنيدًا، و الإمبراطور لم يكن لديه نيّـة للتنازل، لذا افترضَ الدوق أن العلاقة بين العائلتين، التي ساءت بسببِ قضية الدّوق السابق، لن تتحسن أبدًا.
لذا كان عليه فقط انتظار تفاقم الوضع.
“آيفرت رويدن…”
لقد دمّـرت نزواته كل شيء.
كان يتصرّف و كأنه لن يصبح ربّ العائلة أبدًا، ثم فجأةً أصبحَ رويدن و قـام بتثبيت العائلة.
و السّبب في ذلك، على الأرجح، هو:
“روديلا سيفريك.”
كان السّيناريو المثالي الذي رسمه فصيل النبلاء هو احتلال جميع المناصب الرئيسية في القصر الإمبراطوري، ثم استبدال الإمبراطور، الذي يموت في “حادث” عَرَضي، بنفسه.
كـانَ الإمبراطور، الذي لم يتزوج خوفًا من أن يمنح النبلاء قوّة قد تؤدي إلى خسارة حلفائه، يسيطر على كل شيءٍ بقبضته.
لذا كان ذلكَ ممكنًـا.
بدون رويدن ، كان الإمبراطور بمثابة شخص بلا أذرع أو أرجل، وكان متردّدًا بما يكفي لجعل الأمر ممكنًا، لذلك كان كلّ شيءٍ يسير بشكلٍ جيّـد.
لكن ظهور امرأة تُدعـى روديلا سيفريك على الساحة دمّـرَ كل شيء.
مَـنْ تكون هذه المرأة لتتمكّن من تغيير قلب آيفرت رويدن؟
في التقارير الدورية، بدت تلكَ المرأة عادية لا شيء مميز فيها.
متفوقة في الأكاديمية؟
مثل هذه الألقاب ليست سوى أوسمة تافهة يتم الحصول عليها في مجتمع الأكاديمية الصغير.
التعليقات لهذا الفصل " 84"