“بالطبع، لم أكن أنوي إرسالكِ إلى المستشفى الوطني. أنتِ تعلمين ذلك، أليس كذلك؟”
أخرجت أميريس من جيبها الداخلي رسالة.
[I. R.]
كان خط المرسل المكتوب بعجلة هو خط آيفرت.
يبدو أنّه هـدّد بهذه الرسالة…..
بينما كانت روديلا تمسك جبهتها، اقتربت أميريس من المدفأة و ألقت الرسالة فيها.
ثم عادت و قالت:
“يبدو أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين يستهدفونكِ.”
―هسهسة.
نظرت روديلا إلى الرسالة و هي تحترق، ثم نقلت نظرها إلى أميريس.
“هل تقصدين فصيل النبلاء؟”
“نعم.”
أومأت أميريس برأسها.
تذكّرت روديلا للحظة ذكريات ضبابيّة.
أولئك الذين رأتهم قبل أن تفقد وعيها.
بدَوا كأنّهم من أتباع طائفة فالكاريون الزائفة.
“على أيّ حال، طالما أنّكِ لا تعبرين سلسلة جبال كالمارون، فلا مشكلة.”
تلكَ السلسلة التي تفصل بين مناطق نفوذ الفرسان الحمر و الفرسان الزّرق.
منذُ سماعها، شعرت بإحساسٍ غريب بالديجافو.
حتّى حجر في ساحة العاصمة يعرف أنّ قيادة فرقة الفرسان الحمر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفصيل النبلاء.
إذا كانوا يتحدّثون عن مناطق نفوذ الفرسان الحمر و الزّرق، فهل يعني ذلك أنّ فصيل النبلاء متورّط في هذا الأمر؟
لكن، مهلاً، هذا مستحيل.
“هذه الحادثة ليست من تدبير فصيل النبلاء، أليس كذلك؟”
“لحسنِ الحظ، لا . لقد تورّطتِ في الأمر بالصدفة. لكنّ المكان ليس خاليًا تمامًا من صلة بفصيل النبلاء…”
نظرت أميريس إلى الرسالة المحترقة في المدفأة و تابعت:
“لهذا تحـرّكَ آيفرت بسرعة. تـمّ إشراك عائلة رويدن بأكملها.”
عند سماع ذلك، فكّرت روديلا في آيفرت.
وجهه الذي رأتـه وسط رؤيتها ضبابيّة.
تعبير مختلط بالراحة و بشيءٍ آخر.
لم تتمكّن من رؤية تعبيره بوضوح.
“..…”
لكن الشّيء الوحيد المؤكّد هو أنّ مجرّد تذكّره جعل قلبها يؤلمها. كان آيفرت قلقًا عليها بشدّة.
“لقد انقلبت عائلة رويدن رأسًا على عقب لإيجادكِ قبل فصيل النبلاء. و بسببِ ذلك، انكشفت الكثير من القوى الخفيّة التي كانت رويدن تخفيها.”
اتسعت عينا روديلا عند سماع ذلك.
قوى خفيّة؟ ما الذي يعنيه ذلك؟
شعرت بغصّة غريبة تمـرّ برأسها لأنّها لم تكن تعلم شيئًا عن آيفرت، لكن في زاوية من قلبها، كان هناك جزء منها يتقبّل الأمر بسهولة، كما لو أنّها كانت تتوقّع ذلك .
منذُ وصولها إلى هذا المستشفى، كلّما حاولت استرجاع ذكرياتها الضبابيّة، كانت تلكَ التحيّات المميّزة تتراقص أمام عينيها.
“هل عائلة رويدن بخير؟”
سألت روديلا على الفور.
رفعت أميريس حاجبيها قليلاً، كما لو كانت تتساءل كيف تفكّرين في رويدن حتّى في هذه اللحظة.
“في الوقت الحالي، لا توجد مشكلة. لا يملك فصيل النبلاء دليلاً قاطعًا. لكن الأمور ستتغيّر في المستقبل.”
معركة الاستيلاء على منصب رئيس الوزراء القادم.
سيتمسّك النبلاء بأيّ شيء يمكن أن يكون نقطة ضعف.
مثل القوّات المريبة لعائلة رويدن، على سبيل المثال.
تخيّلت روديلا المستقبل، فتجهّـم وجهها.
“وماذا عن آيفرت؟”
لم تستطع إلّا أن تسأل عنه.
لم تكن تريد أن تكون عائقًا أمام أيّ شخص.
وإذا كان ذلك الشخص هو آيفرت، فهذا أمـر لا تريده أبدًا.
لقد رُبـط بمنصب نائب قائد فرسان الزّرق لسببٍ ما.
إذا كانت هذه الحادثة قد أفسدت كلّ شيء…
عندما قبضت روديلا قبضتها دون وعي، أجابت أميريس:
“لقد ذهب إلى الجزيرة. المكان الذي كدتِ أن تُختطفي إليه.”
“آه…”
فجأةً ، تدفّقت الذكريات كالأمواج.
‘إذا لم أصعد إلى السفينة ذات العلم الأسود بحلول الثامنة، فلن نتمكّن من القبض عليهم. ‘
‘يبدو أنّني حاولت جاهدةً إيصال تلك الرسالة.’
“لا تتحدّثي أكثر.”
خلفَ آيفرت الذي قال ذلك… هل كان هناك فرسان؟
شعرت روديلا بدوار مفاجئ و أمسكت جبهتها.
“لم يذهب بمفرده، أليس كذلك؟”
كان من الممكن أن يذهب آيفرت بمفرده.
نظرت أميريس إلى روديلا وقالت:
“رسميًّـا، ذهبَ بمفرده.”
“رسميًّـا؟”
إذن، هذا يعني أنّ قوّات غير رسميّة رافقته.
كان هناك احتمال واحد فقط في هذا السياق.
“هل ذهب مع قوّات رويدن؟”
“نعم. هناك عدد أكبر ممّا تتوقّعين من أشخاص رويدن متغلغلين بعمق في الإمبراطوريّة. ولهذا السّبب تمكّنوا من إحضاركِ إلى هنا بسرعة.”
ابتسمت رئيسة الوزراء.
توقّفت روديلا للحظة.
مهـلاً.
إن امتلاك عدد غير طبيعي من القوّات في عائلة نبيلة يُعتبر خرقًا لقانون الإمبراطوريّة.
مجرّد محاولة فعل ذلك قد تؤدّي إلى عقوبات تعادل جريمة الخيانة.
ومع ذلك، تعلم الوزيرة أنّ قوّات رويدن منتشرة في الغرب؟
الوزيرة تنتمي بوضوح إلى فصيل الإمبراطور، و آيفرت…
“لا داعي لقلقكِ.”
مـدّت أميريس يدها.
“رويدن الآن عائلة تنتمي بوضوح إلى فصيل الإمبراطور، طالما أنـتِ موجودة.”
“آه…”
أدركت روديلا فجأةً أنّها أغفلت شيئًا مهمًّا.
كان آيفرت يكره العائلة الإمبراطوريّة.
“لم أتمكّن حتّى من لمس ما منحته العائلة الإمبراطوريّة، و كنتُ أستخدمه كمخزن.”
لقد قال ذلك عن مبنى منحته العائلة الإمبراطوريّة.
فضلاً عن ذلك، كان معروفًا ضمنيًّا أنّ رويدن أبعدت نفسها عن العائلة الإمبراطوريّة بعد وفاة الدوق السّابق.
و مع ذلك…
أنا، التي أطمح لأكون رئيسة الوزراء، و آيفرت رويدن، الذي ارتبـطَ بي بخطوبة.
بغضّ النظر عن ما حدثَ في ماضي رويدن، منذُ لحظة خطوبتنا، بل منذُ دخولي قسم الشؤون العامّة، كان من المفترض أن يُصنّف آيفرت ضمن فصيل الإمبراطور.
لم يكن الناس ليعلموا أنّ خطوبتنا مجرّد عقد سيُفسخ بعد بلوغنا الخامسة و العشرين…..
“لذا، هل كان آيفرت يخفي قوّاته لهذا السّبب؟”
أصبحَ الأمر واضحًا أخيرًا.
مالت أميريس برأسها.
“ماذا؟”
“رويدن. لم يوسّعوا نفوذهم علنًـا. عادةً، عندما يتغيّر سيّد الأسرة، يقيمون حفلات كبيرة لتعزيز سيطرتهم على المنطقة المحيطة…”
لكن آيفرت لم يفعل شيئًا من هذا.
كان هادئًا، كما لو كان يحاول محو وجوده.
ضحكت أميريس على هذا الكلام.
“حسنًا، كلامكِ صحيح و خاطئ في الوقت ذاته.”
قالت جملة غامضة، ثم وضعت يدها على جبهة روديلا التي كانت تحاول التفكير مجدّدًا.
“لا تفكّري كثيرًا، قد تفقدين وعيكِ مجدّدًا.”
“لكن إذا كشفت رويدن عن قوّاتها كفصيل إمبراطوري، فسيواجهون تدقيقًا شديدًا…”
لم تستطع إلّا أن تقلق.
كيف لم أفكّر في هذا؟
لقد قال إنّه يدعم حلمي.
لم أتخيّل أبدًا أنّ هذا سيحدّد اتّجاه عائلة رويدن بأكملها.
كلّ الأشياء التي اعتقدتها مجرّد صداقة بسيطة…
“هـو مَـنْ قـرّر ذلك.”
قالت أميريس حينها.
“بعد عشر سنوات من تولّيه منصب سيّد الأسرة، اختار المواجهة المباشرة.”
ما الذي تسبّبَ في هذا التغيير في قلبه؟
أرادت روديلا أن تسأل، لكنّها شعرت أنّها تعرف الإجابة.
بينما كان قلبها يشير إلى الإجابة رغمَ شكوكها، نظرت أميريس إليها مباشرةً.
“ستندلع عاصفة دمويّة في الإمبراطوريّة، روديلا.”
فكّرت روديلا فجأةً في وجه آيفرت الغاضب.
تلكَ النظرة التي تجعل حتّى الناظر إليها يشعر بالقشعريرة.
بينما كانت الغرفة تغرق في صمـتٍ ثقيل.
نظرت أميريس حولها ببطء، ثم توقّفت عيناها على إناء زهور قريب.
كانت زهرة ليسنيا الحمراء، التي لا تُرى إلّا على السواحل البعيدة.
تلكَ الزهرة الفريدة التي تنمو فقط في المياه المالحة.
كانت نادرة في قلب الإمبراطوريّة.
في تلك اللحظة، علقت عينا روديلا بهذا الشيء الغريب.
“بالمناسبة، عيد ميلادكِ قريب، أليس كذلك؟”
هل كانت تحاول تغيير الجو؟ نظرت روديلا إلى رئيسة الوزراء التي أثارت موضوعًا مفاجئًا.
شعرت أنّ عيد ميلادها الخامس و العشرين، الذي طـال انتظاره، بـدا بعيـدًا جـدًّا.
لكن أميريس جعلت الموضوع واقعيًّا في لحظة.
“ماذا عن رحلة إلى الخارج كهديّة عيد ميلاد؟”
“ماذا؟”
رحلة بمناسبة عيد الميلاد؟ قد تكون فكرة جيّدة.
اتّسعـت عينا روديلا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 82"