“لأنكِ تخرجين أحيانًا. و بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تخصيص فرسان الفرقة الزّرق لأسبابٍ شخصيّة.”
لأن فرسان الفرقة الزّرق هم فرسان جلالة الإمبراطور…
أومأت روديلا أخيرًا برأسها.
“حسنًا.”
و كان اسم الخادم الذي تمَّ تقديمه لها هو رودين.
“….”
كان رجلاً قليل الكلام، و مثل دينيت، كان يتحرك بصمتٍ حولها، لذا نادرًا ما كانت روديلا تلتقي به.
حتى العائلات التي كانت تنشر الشائعات تلّقت تحذيرًا من عائلة رويدن، مما جعلَ الأيام تبدو أكثر هدوءًا لبعضِ الوقت.
بعد بضعة أيام، في صباح أحد أيام العمل:
“لكن، هل العلاقة بينكما حقًّا على ما يرام؟”
“هل تعرفين الشّائعات السيئة التي تدور مؤخرًا؟”
يبدو أن شائعات الخلاف بينهما وصلت أخيرًا إلى فرقة الفرسان الزّرق، و بدأ الناس يظهرون قلقهم.
“إنها مجرّد شائعات سخيفة.”
حاولت روبيلا تجاهل الأمر بسهولة، لكن لم يكن هؤلاء الفرسان هم الوحيدين الذين جاءوا بهذه الأخبار.
“سمعتُ أن هناكَ الكثير من الحديث حول علاقتكما… ليست صحيحة، أليس كذلك؟”
حتى التّاجر الذي التقت به بشأنِ لوازم الفرقة ذكرَ نفس القصة.
“ليست صحيحة!”
لا يوجد شيءٌ بيننا! كل شيء على ما يرام!
لكن تلكَ الشّائعات، التي بدا أن مصدرها قد هدأ، لم تختفِ بسهولة.
بعد أيام من تحمّل أسئلة مشابهة…
[روديلا، هل تشاجرتما مؤخّرًا؟]
عندما وصلت رسالة من سيسيليا تحمل نفس المحتوى، انفجرت روديلا أخيرًا.
“إذا استمرَّ هذا، ستصلني أكوام من الرّسائل إلى المنزل! تلكَ الرّسائل المزعجة التي تروّج للخيانة!”
بالنّظر إلى أن خطوبتهما كانت تعاقديّة، لم يكن مصطلح “الخيانة” دقيقًا تمامًا، لكن على السّطح، كان هذا هو الوصف الصحيح.
و الأهم من ذلك، سواء كانت خيانة أم لا، كانت المشكلة مزعجة بنفسِ القدر.
اقترحَ آيفرت حلاًّ لروديلا الغاضبة.
“هناك طريقة لجعلِ الشائعات تختفي تمامًا.”
“ما هي؟”
أجابَ آيفرت بهدوء، وهو يبدو واثقًا:
“أن نحضر أنا و أنتِ حفلة معًا.”
ظهرت ابتسامة واثقة على شفتيه.
إظهار مدى قربنا في تلكَ الحفلة.
توقفت روديلا للحظةٍ عند كلامه.
“هذا…”
لم يكن الاقتراح جذّابًا تمامًا، لكنه كان طريقة تقليدية فعالة.
كأنه قرأ أفكارها، أضافَ آيفرت:
“لن تضطري لمواجهة أشخاص مزعجين من العائلات النبيلة. إذا ذهبنا فقط إلى الحفلة التي ستُقام في قصرنا لعائلات فرقة الفرسان الزّرق، ستختفي الشائعات بالتأكيد.”
كانت هناك دعوات لنبلاء محايدين، وليس فقط الفصيل الأرستقراطي.
أضاءت عينا روديلا.
“…ربّما نذهب لمرّةٍ واحدة؟”
تذكّرت كلام والدتها، الكونتيسة سيفيريك، التي قالت إن الأجواء هناك كانت جيدة.
والدتها أيضًا لم تكن تحبّ الحفلات، لذا إذا قالت ذلك، فقد يكون الأمر يستحقّ التجربة.
“سأطلب التّحضير.”
فسّرَ آيفرت موافقتها على الفور، و قفز من مكانه دونَ إكمال عمله.
“ما هذا؟”
كان دائمًا شخصًا يتحرّك بسرعةٍ في أمور غريبة.
* * *
عادةً، عندما يكون هناك شيءٌ مقلق، تمرّ الأمور السّابقة بسرعة مهما كانت.
بمعنى آخر، مـرَّ الوقت بسرعة.
وجدت روديلا نفسها جالسة في الجناح الجانبي لعائلة رويدن، حيثُ كانت التّحضيرات للحفلة على قدم وساق.
“مرحبًا، يا آنسة.”
كان خدم عائلة رويدن، الذين اعتادت رؤيتهم، ودودين معها بشكلٍ خاص، على الرّغمِ من الجو البارد و المتعالي الذي يميّزهم.
“مضى وقت طويل منذُ آخر حفلة.”
كونها ابنة عائلة الكونت سيفريك، كانت تحضر بعضَ الحفلات أحيانًا، لكنها كانت غالبًا في المناسبات الاجتماعية المحلية حولَ سيفريك.
نادرًا ما كانت تأتي إلى الدّوائر الاجتماعية المركزية.
فكلما جاءت، كانت تتلقّى نظرات من الشباب النبلاء في سنّ الزواج و أمهاتهم.
بالطّبع، في كلّ مرة، كان آيفرت يظهرُ دونَ دعوة ليرافقها، مما يجعل تلكَ النظرات تتلاشى.
…لكن كيف كانَ يظهر دائمًا في الحفلات التي لم تطلبُ منه حضورها؟
هل يمتلكُ سحرًا يجعله ينقسم إلى اثنين؟
“تفضلي من هنا.”
بينما كانت غارقة في أفكارها السخيفة، قادتها الخادمات إلى الدّاخل.
شعرت روديلا بالضّيق قليلاً من مشهد الملابس الفاخرة التي مرّت بها.
“…آه.”
تذكّرت فجأةً لماذا كانت تكره الحفلات.
ليسَ الحفل نفسه، بل ما يسبقه هو الحدث الرئيسي.
الوقوف وسطَ بحر من الفساتين، و البحث عما يناسبها، و طلب التّعديلات…
هذه المرّة، بما أنها حفلة تم التحضير لها على عجل، و كانت مناسبة يمكن ارتداء ملابس جاهزة مع تعديلات بسيطة، كان ذلكَ مقبولاً.
لكن حتى هذا كان مزعجًا بالنّسبة لروديلا، فتنهدت.
في تلكَ اللّحظة :
شششش!
دخلت ثلاث دمى عرض مرتدية ملابس كاملة من القبعات إلى الفساتين والقفازات والأحذية.
ما هذا؟
كانت الملابس على الدّمى تبدو و كأنها صُنعت بعناية، و كانت تناسب ذوق روديلا تمامًا.
كانت جذّابةً بما يكفي لتلفتَ انتباهها حتى لو مرّت بها صدفة.
زخارف معتدلة، دانتيل غير مبالغ فيه، تصميم أنثوي يبرز خط الخصر، و ربطات جميلة مع زخارف اللؤلؤ كنقاط مميزة.
كانت مثالية لذوقها!
“ما هذه الملابس؟”
تمنّت لو أنها تستطيعُ ارتداء شيءٍ مشابه.
لحظة، لكن هذه لا تبدو كملابسٍ تناسب السّيدة رويدن؟
بينما كانت تفكّر، دخلَ آيفرت خلف الدمى، مرتديًا زيًا رسميًا أنيقًا. بدا مختلفًا قليلاً، ربّما بسببِ مظهره بدت ملامحه أكثر حدّة.
لهذا السّبب، كانت عيناه الزرقاوان تنظران إليها بوضوح أكبر.
“فكّرتُ أنّكِ ستجدين اختيار الملابس مزعجًا، فاخترتُ ثلاثة تصاميم قد تعجبكِ. هل هناك ما يعجبكِ؟”
في لحظة، اختفى “الإجراء المزعج الذي يسبق الحفلة” الذي كانت تخشاه روديلا.
نظرتْ إليه بدهشة و قالت:
“كـدتُ أقعُ في حبّكَ.”
* * *
حتى بدون زينة، أنتِ جميلة، لكن رؤيتكِ مزينة تجعلني أرى جوانب منكِ لم أعرفها من قبل، وهذا ممتع.
هكذا فكّـرَ آيفرت.
بالنّسبة له، هو الذي يقعُ في حبّها كلّ لحظة، لم يكن مهمًا إن كانت روديلا تضع مكياجًا أو ترتدي فستانًا فاخرًا.
أو هكذا كان يعتقد.
لكن عندما بدأَ يفكّر في أي الملابس ستناسبها، قضى ليالٍ دونَ نوم تقريبًا.
كان هذا أحد الأسباب التي جعلته يبدو مشغولاً مؤخرًا.
لكن عندما رأى فرحتها أمام الدمى، أدركَ أن ذلك الوقت لم يذهب سدى.
“كـدتُ أقعُ في حبّكَ.”
استعادت روديلا رباطة جأشها و قالت:
“أعني، كُدتُ أقعُ في حبّكَ مرّةً أخرى.”
بسببِ التّمثيل.
بما أن الخادمات يشاهدن. أشارَ آيفرت للخادمات للخروج.
على الأقل، عندما يكونان بمفردهما، أرادَ أن يتحدثا براحة.
“يمكنكِ أن تقعي في الحبّ مباشرةً.”
قال بعد خروج الخادمات.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 68"