كانت فرقة الفرسان الزّرق، في الآونة الأخيرة، تحقّق أعلى الإنجازات منذُ تأسيسها.
“آه، لقد جاءَ الفرسان!”
لم تكن ثقة شعب الإمبراطورية في فرقة الفرسان الزّرق في ذروتها فحسب،
“نجونا! لقد نجونا!”
بل إن معدّل بقاء الضّحايا في الحوادث، الذي كان يُعتقد أنه لا يمكن أن يرتفع أكثر، قد ارتفعَ بشكلٍ مذهل.
“ألم… ألم تنكسر؟”
“أمي، لن نضطرَّ إلى الانتقال؟”
كما انخفضت الأضرار الماديّة إلى درجة أذهلت الضّحايا و الفرسان أنفسهم.
كانت الفرقة تتحوّل إلى شيءٍ جديد تمامًا.
وفي مركز هذا التغيير، كانت روديلا، بالطّبع.
كانت هي، التي تتوّلى تدريب الفرسان على ضبط قوتهم، و دعم الشّعب، و إدارة المالية، و تنظيم الأوراق، بمثابةِ فرقة الفرسان الزّرق المصغرة التي تتحرّك.
بالطّبع، كان من الطبيعيّ أن تكون مرهقة.
[آيفرت رويدن، حفل تكريم لعدمِ تكسير أيّ شيءٍ في ثلاث مهامّ متتالية]
و حتّى في حفل الشّراب الذي أُقيم الليلة لسببٍ سخيف، شاركت روديلا، ممّا زاد من إرهاقها.
حاولَ آيفرت الرفض، لكن…
“حقًا؟ ثلاث مرات متتالية؟”
عندما رأى روديلا، التي بدت أكثر سعادة منه و رفعت يديها كما لو تطلب مصافحةً احتفالية، انتهى به الأمر بالمشاركة في الحفل.
وبينما كانت روديلا، التي استمتعت بالحفل أكثر منه، نائمة بعمق،
كان آيفرت، كعادته، يراقبها.
لو نامَ بدلاً من مراقبتها، لكانَ في حالةٍ أفضل غدًا.
لكنه لم يستطع التوقف عن مشاهدة وجهها النائم في ظلامِ اللّيل الذي لا يراه أحد.
كان مدمنًا عليها.
كلما رآها نائمة بهدوء، شعرَ بسعادةٍ غريبة.
كان يخطّط، كالعادة، لإغلاقِ عينيه عندما يغلبه النّعاس.
“…..؟”
لكن عادةَ النّوم الخفيف هذه لم يكن لديه أيّ نيّـةٍ للتّخلي عنها.
و كان هذا الخيار، على ما يبدو، صائبًا.
“….”
فجأةً، استيقظَ آيفرت من شعوره بالخمول، و ألقى نظرةً خاطفةً نحو النّافذة.
سمعَ صوت ملابس تحتكّ بالجدار.
على الرّغمِ من أن النافذة كانت مغلقة، إلا أن حواسه الحادة المتيقّظة التقطت أصواتًا أخرى: صوت يدٍ تلمس الجدار، و صوت الرياح التي تصطدم بشيءٍ ما، مما ينتج صوتًا غير مألوف.
نهضَ من مكانه.
‘ضيفٌ غير مدعوّ.’
يبدو أن سببَ عدم نومه لم يكن فقط وجهها.
نهضَ من السرير بصمت و نظرَ إلى روديلا.
كانت روديلا تنام بعمق بمجرّد أن تغفو، لكنها لم تكن بطيئة لدرجةِ ألا تستيقظ على صوت تصادم الأسلحة.
روديلا التي تخافُ من الدم، إذا رأت مشهدًا بعد معركة مباشرةً، حتى في ظلام اللّيل لن يكون هذا أمرًا جيّدًا.
اتّخذَ آيفرت قراره، فسحبَ ستائر السّرير بعناية لمنعها من الاستيقاظ و لضمانِ عدم وصول الدّم إلى السّرير.
ثم أمسكَ سيفه مع غمده بصمت.
كان القتلة مرحّبًا بهم لأنهم، مثله، يحرصون على عدم إصدار أصوات.
كراك.
لكن سمعه التقطَ صوت فتحَ النّافذة دونَ خطأ.
اقتربَ بسرعةٍ من الشّخص الذي حاولَ التسلل، و طعن بسيفه، مع الغمد، صدر المتسلّل بقوة.
“…..!”
لم يصدر المتسلّل صوتًا و ماتَ على الفور.
لم ينظر آيفرت إليه، بل وقفَ بين الباب و السرير مباشرة.
“..…!”
عندما فُتح باب غرفة النوم، رمى سيفه المسحوب على الشّخص الذي اقتحم الغرفة .
بينما توقّفَ المتسلل الثاني، الذي لم يدرك أن السيف قد سُحب، بعد أن أصابه، كان هناك آخر ينزلق تحتَ الأول كما لو كان الأوّل خدعة.
لم يتفاجأ آيفرت، بل أمسكَ بمعصم المتسلّل الذي انزلق على الأرض و.قام بثنيه.
“آه…!”
سحقَ فم المتسلّل الذي حاولَ الصّراخ بقدمه.
بينما دوى صوتٌ قاتم بدلاً من الصراخ، انتزع آيفرت السّيف من يد المتسلل و وجّهه نحو الرابع الذي اقتحم المكان .
“..…!”
كانَ الرّابع، الذي رأى مقتل الثلاثة السابقين، قد قرّرَ أن مواجهة آيفرت مستحيلة، فحاولَ استهداف روديلا مباشرة. لكن ذراعه، بل سيفه، اختفى في غمضة عين.
في نفسِ اللحظة، امتلأت الرؤية بدفقٍ أحمر.
باك!
ركل آيفرت ساق المتسلّل قبل أن يصرخ، مما أسقطه، ثم طعن عنقه بالسّيف الذي انتزعه من المتسلل الثاني.
كانت العملية بأكملها سلسةً كالماء الجاري، دونَ أيّ تردّد.
بعد لحظات.
“همممم.”
كيف سيتخلّص من هذا؟
نظرَ آيفرت إلى الأسفل بوجهٍ متضايق.
يبدو أنّ مَنٔ أرسل القتلة لم يكن ينوي إبقاءهم على قيدِ الحياة حتى لو نجحوا، إذ بدأت جثثهم تتلاشى كالدّخان في الهواء.
ربّما كانت لعنة أو سمًّـا لمنع ترك أي دليل.
عبسَ آيفرت و هو يلوّح بيده نحو النافذة المفتوحة.
لم تكن الرائحة لطيفة.
و بما أن ستائر السرير لم تكن لمنع الروائح، دعا شخصًا من خلالَ فتحة الباب.
“دينيت.”
على غير العادة، استجابَ خادمه الخاصّ متأخرًا قليلاً. ظهرَ دينيت من الظلال، و ملابسه ملطّخة بالدم كما لو كان في معركة للتو.
“تسلّلَ أربعة أشخاص.”
“أعتذر.”
انحنى دينيت.
“لا بأس، نظّـف هذا أوّلاً.”
على الرّغمِ من اختفاء الجثث، بقيت السيوف الملطخة بالدم و الملابس و بقع الدّم على الحائط.
بدأ دينيت في التنظيف بصمت، متحركًا بحذر لتجنب إيقاظ روديلا. ثم ألقى نظرةً على ستائر السرير.
“لقد تلوثت.”
حاولَ أن يمنع وصول الدّم إلى هنا، لكن المتسلّل الأخير اندفعَ نحوه و كأنه يقدم عنقه، مما أربكَ حساباته.
عبسَ آيفرت، و سحبَ السّيف من الأرض.
سراك!
قطع قماش ستائر السرير المتدلي و لفّـه بسرعة، ثم سلّمه إلى دينيت وقال:
“ضـعْ حارسًا لروديلا. شخصًا مدرّبًا كخادم خاصّ.”
على الرّغمِ من صوته المنخفض، سمعه دينيت بوضوح.
توقّفَ دينيت و سأل:
“…مثلي أنا؟ أنا قوّة غير رسمية. إذا لم يكن شخصًا من داخل العائلة، فالسّر…”
“لن يحدثَ ذلك.”
قاطعه آيفرت ببرود. سألَ دينيت بهدوء:
“هل تعني أنّكَ ستتخذ إجراءات لمنع تسرّب السّر في حالة الطوارئ؟”
نظرَ آيفرت إلى خادمه الخاص.
لامتلاك خادمٍ خاصّ يجب أن يحمل اسم “R”.
في حالة روديلا، كان من المستحيل أن يكون لها خادمٌ خاصّ من عائلة رويدن دونَ زواج.
بمعنى آخر، كان السؤال: هل يمكن لآيفرت قتل روديلا إذا علمت بالسّر دونَ زواج؟
أنا؟ أقتل روديلا؟
ارتفعت زاوية فم آيفرت.
“إذا أغلقتَ فمكَ أوّلاً، فلن يعرف أحد أنها علمت بالسّر، أليس كذلك؟”
“…..!”
أدركَ دينيت الغضب في صوته و انحنى.
أوامر ربّ الأسرة المباشرة تتجاوز القواعد أحيانًا.
تذكّرَ دينيت أن مرونة عائلة رويدن هي التي أبقتهم في الظّل لفترةٍ طويلة، و ارتجفَ من الغضب البارد.
“لا أفترض الفشل.”
ابتسمَ آيفرت.
لقد بدأت روديلا بالفعل في رؤيتي.
المشكلة هي أنّني الوحيد الذي لا يجبُ أنْ يعرفَ ذلك، و هذا ما يدفعني للجنون.
تذكّرَ صمتها الغريب و عينيها المرتجفتين عندما قبّلـها.
أغلقَ فمه بإحكام.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 66"