مؤخرًا، كانت السيدة رويدن، دوقة رويدن، في مزاجٍ رائع.
منذ صغره، كان ابنها آيفرت يتمتع بروحِ رويدن أكثر من أيّ شخصٍ آخر، لكنه أعلن أنه لن يسير في طريق رويدن.
بالطّبع، إذا لم يرغب ابنها في ذلك، كانت مستعدة لتعيينِ شخصٍ آخر كرئيس للعائلة.
لم تكن رويدن عائلة تتقيد بالسلالة الدموية.
لكن كانَ من الصعب تهدئة أفراد رويدن الذين كانوا يصرخون بأن عدم تولي آيفرت لمنصب الرئيس سيكون خسارة للعائلة بأكملها.
لكن في يومٍ من الأيام، غيّر ابنها رأيه وسلك طريق رويدن، مما أدّى إلى تنظيم الأمور داخل العائلة بسرعة.
اختفى الصّداع الذي طال أمده.
وعلاوةً على ذلك، كان مغرمًا بالحب و يجلب أخبارًا مبهجة يومًا بعد يوم.
“الآن، كل ما تبقّى هو الزواج.”
كانت تفكّر بهذه الطريقة، و مرّت الأيام وهي تبتسم دائمًا.
على الرّغمِ من أن الاثنين يقتربان من سنّ الخامسة والعشرين، إلا أن ذلكَ لم يزعجها.
أولئك الذين يؤمنون بالشّائعات التي تقول إن عدم الزواج بعد سنّ الخامسة والعشرين يعني وجود عيب أو أن الشخص خارجَ عن حاكم إله الحب، لم تكن تنوي السّماح لهم بالاقتراب منها أصلاً.
يكفي أن يتزوّجَ الأطفال عندما يريدون.
وحتى ذلكَ الحين، كانت واثقة من أنها ستدعمهما بكل قوتها.
لكن…
“يقولون إن ابنة عائلة الكونت سيفريك كانت نشطة جدًا مؤخرًا.”
“بالفعل.”
التحدث عن اسم معروف بهذه الطريقة المراوغة يعني أنهم لن يقولوا شيئًا جيدًا.
وكما هو متوقع، وصلتْ أصوات الهمسات من زاوية إلى أذني السيدة رويدن.
“إنها تعبث بالنظام القائم، كما هو متوقع من خلفيّتـها، ليستْ نبيلةً على الإطلاق…”
أولئك الذين كانوا ينقرون بألسنتهم أغلقوا أفواههم عندما اقتربت السّيدة رويدن.
“هههه، لهذا تلقيت باقة زهور!”
“يا إلهي!”
كان تصرفهم في رفع أصواتهم وكأنهم كانوا يتحدثون عن شيءٍ آخر مقززًا.
تنهدت، و فكرت: “عندما تصبح روديلا سيّدة رويدن، سيتعين عليها دخول هذه الأوساط الاجتماعية المزعجة.”
بالطبع، كانتْ ستفعلُ ذلكَ بكل سرور، وربما ستسيطر على هذا المكان بدلاً مِن أن تُهزم… لكن لا يمكن للمرء أن يتجنب الجروح.
كانت السّيدة رويدن تنوي تحمّلَ أعباء الأوساط الاجتماعية لرويدن لأطولِ فترةٍ ممكنة.
بالطّبع، إذا سمحتْ الفتاة التي ستصبحُ سيّدة رويدن الجديدة بذلك.
“سيدتي، يبدو وجهكِ متعبًا.”
في تلكَ اللحظة، سألت سيّدة بجانبها بقلق.
كانت كونتيسة تتحدث معها كثيرًا في الأوساط الاجتماعية.
“أنا بخير، بخير.”
فتحت السّيدة رويدن مروحتها لتغطي وجهها.
ربما كان وجهها متعبًا لأنها فكّرت في المصاعب التي ستواجهها روديلا.
بينما كانت تفكر، قالت الكونتيسة:
“لا داعي للتّظاهر بالقوة. لديكِ هموم في قلبكِ، أليس كذلك؟ سمعتُ عن… سبب تأخر الزواج.”
ما السّبب؟
استدارتْ السّيدة رويدن بدهشةٍ نحو الكونتيسة، التي ادّعتْ معرفة سبب لا تعرفه هي.
تفسيرًا لتعبيرها، هزّتْ الكونتيسة رأسها برفق.
“يا للأسف…”
كان وجهها يعبّرُ عن حزنٍ عميق.
في النهاية، فتحتْ السّيدة رويدن فمها.
“الانشغال لا يمكن تجنبه.”
إذا كانَ الأطفال مشغولين و يؤخرون الزواج، فما الذي يمكن قوله؟
بالطّبع، قد تكون هناكَ أسباب أخرى، لكن هذا هو السّبب الوحيد الذي كانت تخمّنه.
وإذا كانت هناك أسباب أخرى، فهذا شأن الأطفال، فلمَ يتدخل الآخرون؟
عندما تحدثت السّيدة رويدن، بدت الكونتيسة مرتبكة قليلاً.
“حسنًا… هذا صحيح، لكن…”
بدا وكأن هناك شيئًا آخر.
في تلكَ اللحظة، تدخلت سيّدةٌ نبيلة أخرى.
“ربما لم تسمع السّيدة رويدن؟”
“مستحيل.”
ما الذي يمكنُ أن يكون؟ ما احتمال أن تعرف هؤلاء السيدات شيئًا لا أعرفه؟
كان أفراد عائلة رويدن الرئيسية قادرين على سماع الشائعات من جميعِ الجهات من خلالِ أشخاص رويدن المنتشرين في مختلفِ الأوساط.
إذا أرادت، يمكنها معرفة كلِّ تحركات الأطفال.
لكن هؤلاء السّيدات، اللواتي لا يعلمنَ ذلك، تبادلن النظرات بحذر ثم قلن:
“سمعتُ أنّهما……تشاجرا.”
كانت هراء.
مالت السيدة رويدن رأسها بدهشة.
“تشاجرا؟”
“…الجميعُ يعرف الشائعة.”
اعتقدت السّيدة، التي غطت فمها بمروحتها و همستْ، أن السّيدة رويدن تتظاهر بعدم المعرفة، وبدت مرتبكة حقًا.
“يقولون إن الاثنين تشاجرا بسببِ مشكلة رجل…”
عندَ هذا الكلام، ذهلت السيدة رويدن.
مشكلةٌ تتعلّق رجل؟ و مع روديلا؟
لو كان الأمر كذلك، لكانت سمعت الشائعة منذُ زمن.
بل قبلَ ذلك، روديلا ليستْ من هذا النوع!
“صحيح. رأى تاجر زار فرقة الفرسان رجلاً آخر يتبعها.”
“أليست فرقة الفرسان مليئةً بالرجال أصلاً؟ أليس من الطبيعي أن يكون هناك من يتبعها؟”
وخز أحد النبلاء النقطة بدقة.
لكن نبيلاً آخر قال:
“الرّجل الذي كان معها لم يكن يبدو كفارس على الإطلاق.”
أدركت السّيدة رويدن، التي كانت سريعة في تلقي الأخبار، ما يتحدثون عنه.
إنها قصّة السّاحر الذي صنعَ تلكَ الأصفاد، أليس كذلك؟
هل يبالغونَ في هذه القصّـة الآن؟
“آه.”
في تلك اللحظة، شعرت وكأن الدم يتدفق إلى مؤخرة رقبتها.
عندما تمايلت، تفاجأ النبلاء المحيطون بها.
“سيدتي!”
“يا إلهي، لا عجبَ أنها مصدومة…”
لم تكن مصدومة، بل كانت غاضبة من الثرثرة، لكن جسدها رفضَ أن يشرح.
―ثمب.
“يا إلهي، سيدتي!”
“استعيدي وعيكِ، سيدتي!”
“هل يوجدُ طبيب هنا؟ استدعوا طبيبًا فورًا!”
انقلبَ المجتمع الاجتماعي رأسًا على عقب دون أن يعرفوا أن السّيدة رويدن فقدت وعيها من الغضب.
* * *
“ماذا؟”
“نعم؟”
وصلت أخبار سقوط السّيدة رويدن بسرعة إلى فرقة الفرسان الزّرق.
كان لاتيني هو مَـنْ جلبَ الخبر.
قال إنه سمع الخبر أثناءَ عودته من مهمة في القصر الإمبراطوري، وأسرعَ بالحصان ليخبرهم.
“لحسنِ الحظ، يبدو أنه لا توجد مشكلة كبيرة. ربما كانت مسألة إرهاق.”
على الرّغمِ من ارتياحهما الطفيف من كلام لاتيني، إلا أن قلقهما ظل قائمًا، فقررا إنهاء الأعمال الملحة والتوجه مباشرة إلى المستشفى الوطني الإمبراطوري في العاصمة.
وقبلَ وصولهما، بدأت زيارات العيادة.
على الرّغمِ من أن عائلة رويدن لم تكن نشطة جدًا في الأوساط الاجتماعية، إلا أن عدد باقات الزهور وسلال الزهور التي وصلت فاجأ الطاقم الطبي.
لم تُكتب أسماء عليها، لكنها كانت كلها مزينة بزهور تحبها السيدة رويدن.
وبالطبع، كانَ لاتيني أيضًا في طريقه لزيارة المريضة.
ليس فقط لأنها والدة نائب القائد، بل لأنه كان معروفًا تدريجيًا أنّ لاتيني كان على معرفةٍ بالدوق السابق ررويدن.
لم يكن آيفرت رويدن على وفاق مع فرقة الفرسان الحمر أصلاً، لكن أحدَ أسباب عدم دهشة الناس من قراره بالانضمام إلى فرقة الفرسان الزّرق كان هذه العلاقة.
لكن موكب زيارة المريض لم ينته عند هذا الحد.
على عكسهم، كان هناك شخص يرتدي رداءً يغطي رأسه ويستعد للزيارة بحذر.
“في العادة، كنت سأذهب بسهولة أكبر.”
نقرت بلسانها وهي تصعدُ إلى عربة تتحرك في وقت مظلم، ولم تكن سوى رئيسة الوزراء أميريس.
بدا الرداء الذي ترتديه وكأنها واحدة من خدم عائلة رويدن الرئيسية.
عندما أعربت عن رغبتها في زيارة المريضة، أرسلت رويدن عربة سرًا.
بما أن رويدن كانت عائلة محايدة ظاهريًا، كان التواصل مع رئيسة الوزراء يتطلّبُ الحذر.
وفي طريقها، سمعت رئيسة الوزراء من خادم رويدن عن الوضع وشعرت بالدهشة.
“ليست من النوع الذي ينهار بسببِ مثل هذه الافتراءات.”
“…يقولون إنه أغميَ عليها من الغضب…”
قال خادم دوقية رويدن، الذي كان يرافقها، بوجه مرتبك قليلاً.
عندَ هذا الكلام، انفجرت أميريس ضاحكة.
“كم كانت غاضبة!”
لكنها لم تكنْ الوحيدة التي غضبت.
تحولت نظرتها، التي بدت وكأنها تمرر الأمر بأناقة، نحوَ السماء المرصعة بالنجوم.
إذا تم استفزاز عائلة رويدن بهذا النوع من الافتراءات، سيتعين عليهم مواجهة غضبِ شخصٍ آخر أيضًا.
كانت تفكر في آيفرت.
هل سيغضب فقط؟
ربّما سيشعرُ بالقلق.
ابتسمت أميريس بألم.
كانت تفكر في آيفرت، الذي ينظر إلى روديلا بحبّ، بينما تراه روديلا مجرّدَ صديق.
لكنها سرعانَ ما رأت شيئًا مختلفًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 61"