بمعرفة إرادة الدّوق السابق الذي ماتَ بهذه الطريقة،
قرّرَ الإمبراطور، بدلاً من استعادة الجثة، حرق المبنى بأكمله بحجّة أن طاقة الوحش الملوثة كانت قوية.
كان ذلكَ خوفًا من أن تظل هناك آثار لجذب الوحش.
في ذلك الوقت، احتجّت السيدة رويدن علنًا، قائلة إنه لا يمكن العثور على الجثة حتّى.
بالطبع، كانت هي و كبار عائلة رويدن على درايةٍ كاملة بالظروف، لذا لم تكن احتجاجاتهم صادقة.
لكن كانَ هناكَ شخص واحد، على علم بالظروف، احتج بصدق.
كان ذلكَ آيفرت رويدن.
“لا يمكن أن نظلَّ في علاقة غامضة إلى الأبد، أليس كذلك؟ رويدن و العائلة الإمبراطورية.”
تحدّثَ آيفرت.
على عكس الدّوق السّابق، كانَ يكره التلميح ويفضل الصراحة، فقال مباشرة:
“أنا لا أحبّ العائلة الإمبراطورية.”
لم يكنْ هناكَ حاجةٌ لشرحِ السبب.
كان بإمكانهم إيجادُ طريقةٍ ما، لكنهم أحرقوا جثة والده مع المبنى دونَ استشارته حتّى، و هذا جعلهُ يكره العائلة الإمبراطورية.
إذا كان هذا هو ثمنُ الولاء، فلن تتبع رويدن العائلة الإمبراطورية و تضحّي من أجلها.
كانت هذه هي نيّته.
“أعرف.”
فتحَ الإمبراطور فمهُ بثقل.
“لكن مجرّد كرهكَ لهم لا يعني أنك تستطيع الابتعاد عنهم بالضرورة.”
نظرَ الإمبراطور إلى آيفرت بهدوء عند كلامه.
“كما تعلم، هناكَ نزاعات حديثة بين العائلات المنتمية لفرقة الفرسان الحمر وتلك المنتمية لفرقة الفرسان الزّرق.”
ضيّقَ عينيه.
“بالأحرى، إن طريقة تعامل عائلات النبلاء مع عائلات الفرسان الزّرق قد تجاوزتْ الحدود.”
سلّمَ وثائق إلى خادم اقتربَ منه، كانت وثائق تلخص بإيجاز ما حدثَ بين أورتين و بران.
بينما كان الإمبراطور يفحصُ الوثائق، قال آيفرت:
“كانت أورتين تستخدم مبنىً قدمته العائلة الإمبراطورية في بداية حرب الوحوش كمبنى رئيسي لقافلتها، و تزعم بران أنها دمّـرتهُ عن طريق الخطأ دونَ معرفة تاريخه…”
ظهرت سخريةٌ واضحة على وجهه.
“أعتقدُ أن الحقائق لا تحتاج إلى توضيح.”
لأن للعائلة الإمبراطورية عيون وآذان غير رويدن.
أومأَ الإمبراطور برأسه على كلامه.
“هل ما تريده هو أن أدعم أورتين؟”
“سيجعل ذلكَ أورتين هدفًا للهجوم من قِبلِ النبلاء.”
و لا شيء أسهل من تدمير خصم ضعيف.
بدلاً من وسمِ أورتين كمؤيدة للإمبراطور ضدَّ النبلاء…
“ماذا عن إرسال أشخاصٍ لصيانة المباني التي قدمتها العائلة الإمبراطورية في بداية حرب الوحوش، بما في ذلكَ مبنى قافلة أورتين الرئيسي؟”
العائلة الإمبراطورية تمتلكُ قائمة بهذه المباني.
بالصدفة، ستصدم العائلة الإمبراطورية، التي ترسل أشخاصًا للصيانة في هذا الوقت، برؤية مبنى قافلة أورتين الرئيسيّ المدمر.
وسيبحثون عن مَنْ ارتكب هذا ‘العمل الوقح’.
ابتسمَ آيفرت.
“إذا فعلت ذلك، ستقفُ رويدن إلى جانب العائلة الإمبراطورية.”
كان هذا العرض مذهلاً. و حتى بالنّسبة للإمبراطور، بدا غريبًا إلى حدٍّ ما.
كانتْ طريقة آيفرت طبيعية بما يكفي لضمان انتصار أورتين دونَ أن تبدو غريبة لأيّ شخص.
بالنّسبة لرويدن، التي بدت تميل نحوَ الحياد، كان هذا ثمنًا صغيرًا جدًا مقابل الوقوف إلى جانب الإمبراطور…
“يبدو أنكَ تطلب ثمنًا تافهًا جدًا.”
كان بإمكانِ رويدن، التي خسرت رئيسها السابق بطريقة عبثية، أن تطالبَ بالمزيد، وكان عليها ذلك.
لكن…
“لا، ليس تافهًا الآن.”
لأنّ هذا ما تريده هي.
ولأنّه الطريق لحمايتها.
كان ذلك كافيًا لآيفرت.
علاوةً على ذلك…
“والأهم، أنتَ تعلم. لا يمكنني أن أقف في الجانب المعاكس لروديلا سيفريك.”
كانَ آيفرت يعلم.
إن رفضه للعائلة الإمبراطورية، طالما أنّه يحبُّ روديلا سيفريك، لم يكن سوى نوعٍ من التّمرد.
لكنه أحبَّ روديلا بما يكفي ليقبل هذا الواقع بسرور.
“ألم تتركني وأنت تعلم كل شيء؟”
مـدَّ يده.
“لم أرد أن أصبحَ رويدن، لكنني أصبحت رويدن من أجلها . لأجلها، لن أرفضَ خدمة العائلة الإمبراطورية.”
قد تبدو كلماته متعجرفة، لكن التأثير الذي بنته رويدن على مـرِّ السنين في خدمة العائلة الإمبراطورية من الظلال جعلَ هذه الكلمات أكثر من مجرّد تعجرف.
“كنت تعلم بكلّ شيء، أليس كذلك؟ كنت فقط بحاجة إلى يقين فقط”
عند هذه الكلمات، ابتسمَ الإمبراطور.
كان ذلك بمثابة إجابة.
لكن آيفرت أدركَ بوضوحٍ أن هذه الابتسامة كانت أقرب إلى الارتياح مقارنة بما كانت عليه قبل قليل.
الإمبراطور، الذي كان صديقًا للدّوق السابق، طوّرَ عادة الحذر من أيّ شيءٍ غير مؤكّدٍ بعد وفاة صديقه.
ربما بسببِ الحزن على صديقٍ اضطر للموت بسببِ متغير غير متوقع.
“لذا أنا أقترح هذا: إذا تعاملتَ مع عائلة بران بشكلٍ طبيعيّ و حاسمٍ هذه المرّة…”
رنّ صوت آيفرت بوضوحٍ في قاعة الاستقبال.
“سأقدّمُ ولاءً مقابل ذلك، يا صاحب الجلالة.”
في نظر آيبرت، كانت هذه صفقة لا تضرّ رويدن.
لأنّ تلكَ الفتاة ستصبحُ رئيسة وزراء بالتّأكيد.
تقابلت أنظار الإمبراطور و آيفرت.
“لا يوجدُ سببٌ لرفضِ هذه الصفقة.”
ضمَّ الإمبراطور يده بسرور.
* * *
كان ماليك بران، الابن الأكبر لعائلة الكونت بران، عضوًا في مكتب الشؤون الرسمية الإمبراطورية.
في إطار تحركات كارتل النبلاء للسيطرة على مختلف أقسام العائلة الإمبراطورية، كان يبذل قصارى جهده ليصبحَ رئيس مكتب الشؤون الرسمية.
يجبُ أن ألفت انتباه الدوق بينريكس بأيّ ثمن!
مع هذه الفكرة، دعمَ و سحب أعضاء النبلاء داخل مكتب الشؤون الرسمية، وكان على وشكِ الوصول إلى منصب الرئيس.
“همم همم.”
كان يدندن و هو يتجه إلى الطابق الأول حيثُ قائمة الترقيات.
لم يشعر بأيّ توتر.
لأن النّبلاء داخلَ المكتب اختاروه بالفعل كرئيسٍ القادم.
بمجرّدِ أن يصبح رئيس مكتب الشؤون الرسمية، سيمتلك سلطة التوظيف داخلَ المكتب.
يمكنه استبعاد المعارضين تدريجيًا بإرسالهم إلى أقسامٍ أخرى أو إلى مهام خارجية طويلة، مما يقلل من تأثيرهم.
أخيرًا، سأمسكُ السّلطة بيدي!
كم مرة اضطر للانحناء و طلبِ الدعم داخلَ النبلاء!
الآن، سيكون هو مَنْ يستمع إلى الطلبات بدلاً من تقديمها!
والثرّوة التي ستأتي بعد ذلك ستكون لا تُصدق.
لأن هذه هي طبيعةَ سلطة التوظيف!
“هههه!”
غير قادر على كبح فرحته، نزلَ إلى بهو الطابق الأول لمكتب الشؤون الرسمية.
رأى الناس يتجمعون أمامَ اللوحة التي تعلن قائمة الترقيات.
كيف يجرؤون على عدم التنحي والنظر إليه بنظرات خاطفة بينما رئيس مكتب الشؤون الرسمية القادم موجود!
حتّى أعضاء النبلاء لم يتنحوا، وكان ذلكَ منظرًا مقززًا.
فكّـرَ في تذكّر وجوههم واحدًا تلو الآخر بينما نظرَ إلى أعلى القائمة.
[رئيس مكتب الشؤون الرسمية القادم: أدريان لوكمور]
“…؟”
مَـنْ هذا؟
حتى أنه لم يكن اسمًا من النبلاء.
أين سمعت بلوكمور؟
شكَّ في عينيه، فركَ عينيه ونظر إلى اللوحة مجددًا.
لكن اسمه لم يكن موجودًا.
من المؤكد أن الجميع أعطوه أعلى الدرجات؟ هكذا وعدوه!
في تلكَ اللّحظة.
“السيّد ماليك، تعالَ إلى هنا بسرعة.”
كانَ الماركيز كابارون، من النبلاء أيضًا.
“ما، ما الأمر؟”
لم يكنْ لديه وقت ليطالب بتفسير، أو يتساءل إذا خانوه النبلاء.
أخذه الماركيز كابارون إلى مكانٍ هادئ في مكتب الشؤون الرسمية وصاح:
“هل أنتَ عاقل، ماليك بران!”
“ماذا؟ ما…”
أنا مَنْ يجبُ أن يسأل عما يحدث! ما هذا؟
“لمَ لستُ في قائمة المرقين؟”
“كيف ستكون موجودًا! ما الذي فعلتهُ عائلتكَ بحقِّ الجحيم!”
“…..؟”
أمام ماليك المحتار، سقطت كلمات الماركيز كابارون بحدة.
“كيف يمكنكَ الترقية إذا أثرتَ جريمة خداع العائلة الإمبراطورية! يا لكَ من أحمق! الدّوق غاضب جدًا!”
“ماذا؟”
حتى قبلَ دقائق، كان طريق الترقية المشرق يمتد أمامه، و الآن شعرَ و كأنه احترقَ و اختفى.
لم يكتفِ ماليك بران بفقدان الترقية فحسب، بل أفسد خطط النبلاء بإثارة تهمة خداع العائلة الإمبراطورية، و وقف بوجهٍ مذهول.
ما الذي يحدث؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 59"