توجّه آيفرت و رويلا إلى موقعِ مبنى القافلة المنهار التّابع لعائلة أورتين.
كان غاريس أورتين معهما بالطبع، بما أنه يتعلّق بعائلته، لكن لم يكن أحد يتوقّع، لا الثلاثة ولا حتى أشخاص عائلة الكونت بران الذين كانوا يتسكّعون في الجوار، أن ينضمّ إليهم قائد فرقة الفرسان الزّرق ، لاتيني موديلاك.
“…..!”
شعرَ أشخاص عائلة بران بتهديدٍ على حياتهم، فأدوا تحيّة سريعة و غادروا المكانَ بسرعة.
كان لديهم غريزة بقاء مذهلة.
“لقد دمّرتُ الكثير من الأشياء، لذا أعرف.”
تحدّث آيفرت، خبير تدمير الممتلكات و الكوارث البشريّة، و هو ينظرُ إلى الأنقاض.
“هذا دمارٌ متعمّد. إذا نظرتَ إلى كيفية تفجير السحر لتحطيمِ الأعمدة أولاً.”
أشارَ بيده إلى ما يبدو أنّه العمود الرئيسي لمبنى قافلة أورتين.
“إذا قارنّاه بتقرير الحادث الخاص بهم، فإنّ شخصًا تسلّل كلصّ و دمّر الأعمدة أولاً. ثم جاءت فرقة الفرسان الحمر التي زعمت أنها جاءتْ للقبض عليه وأكملت التدمير.”
“عندما تتحدّث هكذا، يبدو الأمر مقنعًا حقًا.”
“شكرًا.”
أجابَ آيفرت بسلاسةٍ على كلام لاتيني.
كادت روديلا أن تومئ رأسها دونَ وعي لكنها توقّفت.
لا تشكره على هذا!
أبعدتْ روديلا صداعها الناشئ و تفحّصت أنقاض المبنى.
كما قال آيفرت، بدا وكأنّ الأعمدة انهارت من مكانه، مما أدّى إلى انهيار المبنى إلى الدّاخل… لحظة.
“لمَ هذا هنا؟”
اقتربتْ روديلا من المكانَ الذي كان يقفُ عليه.
كان طرف حذائه يشير، كما لو كانَ متعمدًا، إلى بقايا سقفٍ تحملُ نمطًا مألوفًا لرويلا.
نقشٌ يشبه السحاب.
النّقش الذي تعرفه روديلا كان يفترض أن يكون لنسرٍ ضخمٍ يمسكُ هذه السحابة بمخالبه.
النسر، رمزُ العائلة الإمبراطوريّة.
لكن هنا، كان هناكَ غزال يجلسُ على نفسِ السحابة.
في الأوساط التجاريّة، غالبًا ما يُستخدم الغزال كنقشٍ بسبب رمزيّة قرونه القويّة و المتجدّدة، لكن…
هل من قبيل الصدفة أن تكونَ السحابة هنا مشابهة تمامًا لتلكَ الموجودة في سقف مبنى العائلة الإمبراطوريّة؟
حتى لو كانت صدفة، ألا يجب تغييرها إذا كانت تشبهُ نقش العائلة الإمبراطوريّة؟
“السيّد غاريس، هل تعرفُ شيئًا عن هذا النقش على السقف؟”
عند هذا السؤال، تحوّلت أنظار الرجال الثلاثة إليها.
اقتربَ غاريس ونظرَ إلى النقش ثم هزّ رأسه.
“لم أنظر إليه عن كثب من قبل، لكن لديّ ذكرى غامضة عن وجوده في السقف. كان السقف مرتفعًا جدًا ومليئًا بالزخارف، لذا لم أره بوضوح.”
“هذه السّحابة، رأيتها في قسمِ الشّؤون العامة و في مكتبِ الشؤون الرسميّة أيضًا.”
بالأحرى، إنها نقشٌ يمكن اكتشافه إذا دقّقت النظر في سقفِ مبنى العائلة الإمبراطوريّة.
ليسَ رمزًا للعائلة الإمبراطوريّة، لكنه بالتّأكيد رسم يرمز إلى فترةِ حكم إمبراطوريّة معيّنة.
فلمَ هو موجودٌ في مبنى قافلة البارون أورتين؟
“آه، هذا. لقد رأيته أيضًا.”
قال آيفرت فجأةً.
“أين؟”
هل هو موجودٌ في فرقة الفرسان الزّرق أيضًا؟
لو كانَ كذلك، لكانَ لاتيني قد تفاعلَ أولاً. لكن لاتيني بدا وكأنه يرى النّقش لأوّلِ مرّة.
“في قصر رويدن.”
“….؟”
هل هو نقش يُستخدم في كلّ مكان؟ لكن العائلةَ الإمبراطوريّة لن تستخدمَ شيئًا كهذا، أليس كذلك؟
رفعتْ روديلا حاجبيها.
ثم ألقى آيفرت تلميحًا حاسمًا قد يقلبُ هذه القضيّة رأسًا على عقب.
“في بداية حربِ الوحوش، بَـنَتْ العائلة الإمبراطوريّة مبنى كشكرٍ على دعمنا.”
مـدَّ يده.
“بما أنه من العائلة الإمبراطوريّة، لم نلمسه و استخدمناه كمخزن.”
نظرَ إليه وكأنه يقول إنه أصبح مفيدًا، ففكّرت روديلا في سـدِّ فمه.
لا تقلْ مثل هذه الأشياء الجريئة في أيّ مكان!
“…على أيّ حال، قد يكون هذا النقش موجودًا فقط في المباني التي بنتها العائلة الإمبراطوريّة؟”
“ربّما؟”
عند كلامِ آيفرت، أضاءت عينا روديلا.
“إذن، قد نتمكنُ من توسيع القضية؟”
المحتالون و الأشخاص الذين يشعرون بالذنب يكرهون أكثر شيء أن تصبح القضية كبيرة.
لأنه كلما كبرت، زادت احتمالية تعرّضهم للضرب.
وفي هذه الإمبراطوريّة، أكبرُ ساحةٍ هي، بالطبع، العائلة الإمبراطوريّة.
ابتسمت روديلا.
* * *
سواء دمّروا المبنى عن علمٍ أو جهل، فقد حطّموا مبنى بَنتـه العائلة الإمبراطوريّة.
كان ذلكَ جريمة بالتأكيد، لكن المشكلةَ هي…
“هل كانَ هذا نوع المبنى!؟”
لم يكن حتّى البارون أورتين يعلم بذلك.
عند التفكير، كان ذلكَ أمرًا من بداية حرب الوحوش، وكانت الذكريات غامضة، و البارون أورتين السابق الذي كان يتذكر تلكَ الفترة قد توفيّ منذُ زمن.
“لهذا السّبب طلب منا أن نعتز بالمبنى!”
ظنّوا أنه يعني فقط تقدير الممتلكات!
تركت روديلا البارون أورتين، الذي حصلَ على فرصة لمراجعة تقاليد عائلته بعد عقود، و غرقت في التفكير.
“كيف يمكننا أن نضربهم ضربةً قاضية؟”
دون إيذاء أورتين.
إذا اتضح أن أورتين لم يكنْ يعلمُ أن المبنى هديّةٌ من العائلة الإمبراطوريّة، فقد يُعتبر ذلكَ جريمة أيضًا، لذا كان يجبُ إيجاد طريقة لضربهم مع منع هذا الاحتمال.
ماذا ستدمّر سرًا! لا يوجد سوى عدد قليل من الأشخاص في الإمبراطوريّة يتحدثون عن تدمير مبنى بسهولة!
ألم يقولوا إنهم جاءوا كمجموعةٍ لتدميره!
“أو…”
تمتمَ آيفرت باسم عائلة الكونت بران ثم التفت إلى لاتيني فجأةً.
“أليس الابن الأكبر لهذه العائلة مرشحًا لمنصب رئيس مكتب الشؤون الرسميّة؟”
ردَّ لاتيني بوجهٍ مرتبك:
“بدلاً من ذلك، اطلبْ منّي أن أخمّنَ عدد البيض الذي سيأكله فرساننا غدًا.”
…كلامٌ يليق بشخصٍ لا يهتمّ بالسياسة.
لكن روديلا كانت مختلفة.
“رئيس مكتب الشؤون الرسميّة؟”
لمعتْ عيناها.
منصب رئيس مكتب الشؤون الرسميّة يمنح سلطة التوظيف.
بعبارةْ أخرى، لكي تصبحَ رئيسًا للمكتب، يجب ألا تكون هناكَ أي عيوب تمنعك.
من المؤكد أن كارتل النبلاء دفعَ بقوة لدعمه.
مكتب الشؤون الرسميّة، الذي ينظّـم المناسبات الإمبراطوريّة الكبيرة و الصغيرة، يعني أن اختيارهم لقوافل معينة لشراءِ المستلزمات سيؤدي إلى تحريك أموال طائلة.
في النهاية، الأرباح الكبرى تأتي من اللعب في المياه الكبيرة.
يبدو أن فصيل النبلاء استهدفَ هذا المنصب لهذا السبب…
دارت عجلات عقل روديلا بسرعة.
إذا كان لدى المرشح لرئاسة مكتب الشؤون الرسميّة تهمة “جريمة خداع العائلة الإمبراطوريّة”، ماذا سيحدث؟
بالطبع، لن يتمّ استبعاده من الترشيح، بغضِّ النظر عن درجاته داخل القسم؟
“هذا هو!”
لمعت عينا روديلا.
“رئيس مكتب الشؤون الرسميّة؟”
بينما كان لاتيني يفكّر ثم يدرك، أغلقت روديلا فمها بإحكام.
في الإمبراطوريّة بأكملها، هناكَ أكثر من عائلة أو اثنتين متصارعتين.
قد يقول البعض إن التّدخل العميق في إحداها قد يضرّها.
لكن بما أن فرقة الفرسان الحمر ، و بعيدًا كارتل النبلاء، متورطون في هذا الأمر، فهذا كان أيضًا لمصلحتها.
“إذا لم تكوني في قسم الشؤون العامة، فليس هناك سبب للبقاء هناك و تحمل النظرات العدائيّة. أنا أيضًا سأغادر قريبًا.”
كانت هذه كلمات سيسيليا منذ فترة.
بما أن سيسيليا لديها قافلة لترثها، فهي في قسم الشؤون العامة فقط من أجل الخبرة، لذا لن يكون مفاجئًا إذا غادرت في أيّ وقت.
المشكلة هي أنه إذا عادت روديلا إلى قسم الشؤون العامة بعد إنهاء عملها مع فرقة الفرسان الزّرق ، ستكون وحيدةً تمامًا.
إذا لم يكن هناكَ حتى من يراقبهم، كيف سيتصرف هؤلاء الذين لا يهتمون حتى بتدمير المباني؟
إذا تركنا الأمور كما هي، وزرعنا فكرة أن “التعرض لفرقة الفرسان الزّرق لن يؤدي إلى أي عواقب”، فقد يكون قصر سيفريك هو التالي الذي يُدمّر.
بحجة أنه “حادث”.
إذن، يجب أن نظهر إلى أي مدى يمكننا توسيع هذه القضية، وكم يمكن أن يصبح الأمر محرجًا إذا لمسوا أحدًا منّا.
فتحت روديلا فمها بعيونٍ متّقدة:
“لنناقش الأمر في العربة.”
* * *
“إذا لم يدفعوا التعويض بشكلٍ صحيح، فسوف يفعلون أشياء أسوأ.”
في طريق العودة إلى مقر فرقة الفرسان الزّرق ،
تحدّثت روديلا عن خطتها للانتقام منهم.
كما لو كانت تحضّر منذُ زمن طويل، كانت خطّةً دقيقة لا يمكن لهم إيقافها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 57"