بينما كانت روديلا تلفّ الضّمادات وكأنّها تحتضنه، تغيّرت أفكاره اليوم.
ربّما كانَ مَـنْ اخترعَ الضّمادات يعيش قصّة حبٍّ رائعة.
كان جادًّا عندما قالَ إنَّ الأمر يستحقّ الإصابة.
وعلاوةً على ذلك،
“نـمْ على جانبكَ.”
مَنْ سيجرؤ على عصيان أمرها؟
كانَ الاستلقاء وهو ينظر إليها نوعًا من المكافأة السّعيدة.
كانَ النّوم على الجانب الأيسر من عاداتها، لذلك كانا مستلقيين وجهًا لوجه.
وجهها الأبيض النّقيّ قريب.
شعرها الأسود يتساقط على وجهها، وعيناها الخضراوان اللامعتان، المغطّتان الآن بجفنيها.
كانتْ قريبة جدًّا، فلم يستطعْ النّوم.
وربّما لم يكنْ ذلكَ شعورهُ وحده.
“…..”
هل لا تزال متوترة، أم تحاولُ كبح دموعها؟
كانت جفونها المغلقة ترتجف قليلًا.
نظرَ آيفرت إليها وهي تحاولُ النّوم، وفكّر:
‘في المستقبل، إذا أُصبتُ، يجبُ أن أُصاب على الجانب الأيسر.’
بهذه الطّريقة، يمكننا النّوم وجهًا لوجه.
لو سمعتْ روديلا فكرته هذه لضربته.
في هذه الأثناء، أحضرتْ روديلا دمية دبّ من مكانٍ ما وهي تغمض عينيها بقوّة.
―بوم.
وضعتْ الدّمية كجدارٍ بينهما.
رفع آيبرت حاجبيه قليلًا.
“السّرير أصبحَ ضيّقًا، أشعـرُ أنّ جسدي مضغوط.”
ما إن قال ذلكَ حتّى أزالت الدّمية.
لكن، ربّما لتجعلهُ ينام براحة، بدأت روديلا تتحرّك للخلفِ ببطء.
“أتمنّى لو كنتِ تعلمين أنّ هذا ليسَ في صالحي.”
“ستسقطين هكذا.”
قال آيفرت وهو يرى روديلا على وشكِ السّقوط من حافةِ السّرير.
لكنّها هزّت رأسها فقط.
“إذا لم أفعل، قد أحتضنكَ أثناءَ النّوم.”
ذلكَ سيكونُ أمرًا مرحّبًا به.
هو يتساءل عن طريقةٍ لاحتضانها دون قيود، و الألم كان آخر ما يشغله.
بينما كان آيفرت يصلُ إلى استنتاجٍ مُحيّر أنّ “الإصابة ليست سيّئة”،
استقرّتْ روديلا أخيرًا بعيدًا.
ثمّ قالت:
“إذا احتضنتكَ، أيقظني. مفهوم؟”
لم يكنْ لديه نيّةٌ للسّماحِ لها بالنّوم في غرفةٍ أخرى، فأومأ آيفرت برأسه.
عندها، بدت مطمئنّة قليلًا وأغلقت عينيها.
كان يمكنها النّوم أقربَ قليلًا.
“…..”
حاولَ آيفرت الحركة، لكنّه اضطرّ لكبحِ أنينه.
إذا أظهرَ ألمًا أكثر، قد لا تستطيعُ هي النّوم.
أغلقَ عينيه للحظة، وشعرَ فجأةً كأنّ وعيه يسقط في هاوية.
كان قد وصلَ إلى حدوده بعد أن تظاهرَ بأنّه بخير منذُ الظّهيرة.
لهذا حاولَ ألّا يستلقي.
‘عندما أستلقي، لا أستطيع رؤيتكِ أكثر.’
يا لها من فرصة نادرة.
“…..”
لكنّ جسده كانَ يصرخ طالبًا الرّاحة، ولم يعد بإمكانه الصّمود.
اختفى وعيه كما لو أنّه انطفأ.
* * *
سُمع صوت تنفّسٍ خشنٍ بعض الشّيء.
فتحت روديلا عينيها بهدوء.
كانَ صوت التّنفّس المنتظم يشيرُ إلى أنّه نائم.
“…نائم؟”
سألت بصوتٍ منخفض، لكن لم يأتِ ردّ.
“هل أنتَ نائم حقًّا؟”
كثيرًا ما كانَ يتظاهر بالنّوم، لكن يبدو أنّه اليوم نائم حقًا.
شعرتْ بالأسف أكثر وهي تنظر إلى وجههِ المرهق قليلًا.
“نعم، يجبُ أن ترتاح.”
تنهّدت روديلا تنهيدةً قصيرة.
كان من الطّبيعيّ أن يصل حتّى هو إلى حدوده بعد أن تجوّل متظاهرًا بالعافية و هو مصاب.
لكن، لسببٍ ما،
“…..”
شعرت اللّيلة بغرابةٍ وهي وحيدة.
عندما فكّرت في الأمر، وجدتْ أنّه دائمًا كان مستيقظًا يراقبها عندما تغمضُ عينيها أو تفتحهما، أو يكون قريبًا منها.
“دائمًا تنامُ متأخّرًا و تستيقظ مبكّرًا.”
عندَ التّفكير، كانَ الأمر كذلك حتّى في أيّام الأكاديميّة…
ومضت عينا روديلا ببطء و هي تتذكّر الماضي.
كانت مرهقة أيضًا بعد توتّرها و هدوئها.
‘هل أحضرُ دمية الدّبّ مرّةً أخرى؟’
‘ماذا لو احتضنته بسببِ عادة النّوم؟’
‘سيؤلمه ذلك.’
بينما كانت أفكارها تتدفّق وتنفجر كفقاعات الصّابون، غفَت روديلا فجأةً وحلمت.
“لماذا تستيقظ مبكّرًا هكذا؟ ألا تنام؟”
كان حلمًا من أيّام الأكاديميّة.
في الحديقة المنسيّة خلفَ المهجع، حيث كانت تذهب كثيرًا مع آيفرت.
هناك، نظرَ إليها آيفرت بوجهٍ صبيانيّ بعضَ الشّيء.
“أتمنّى أن يبدأ يومكِ بي وينتهي بي.”
قال الفتى آيفرت ذلك، وبدا، بطريقةٍ لا تُصدّق بالنّسبة لروديلا الآن، و هو يبتسمُ بخجل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 52"