“انتظرتُ حتّى تصبح السيّدة سيفريك المسؤولة التنفيذيّة.”
مستحيل. إذًا، كانَ ينتظر تغيير المسؤول التنفيذي؟
لا، هل يعقل أنّ السبب وراء إصابة المسؤولين التنفيذيين السابقين لفرقة الفرسان الزّرق بالمرض و”إزعاج” نائب القائد كان…؟
هذا مبالغ فيه، أليس كذلك؟
“ووو!”
أُعجب الفرسان، الذين لا يعرفون ما يدور في ذهنها، بكلامه.
شعرتْ روديلا بالذهول:
هل تصدّقون هذا الكلام؟ لا تصدّقوا هذا المزاح!
…وأنتَ أيضًا، لا تتحدّث بوجهٍ جادّ!
* * *
كان التدريب يتضمّن محتوى لا يحتاج إلى مزيد من التوجيه في الميدان، لذا خرجَ الاثنان في الوقت المناسب.
بما أنّهم علّموا الطريقة، كان على الفرسان القيام بالباقي بأنفسهم.
لذلك، شعرتْ روديلا بإحساسٍ غريب:
“الساعة السابعة مساءً.”
نظرت إلى ساعتها وقالت:
“انتهت كلّ المهام.”
كان ذلك أمرًا نادرًا.
منذ قدومها إلى فرقة الفرسان الزّرق، كانت تعمل على تنظيم و تسوية المهام التي تركها المسؤول التنفيذي السابق، و تحضير التقارير الدوريّة، والذهاب إلى المهام الميدانيّة.
مع هذا الهدوء النادر، مدّت روديلا ذراعيها:
ثمّ استدارت إلى آيفرت.
―ساك.
كان هو أيضًا ينهي بعضَ الأعمال الورقيّة، لكن مِنْ سمك الأوراق، بدا أنّه لم يبقَ الكثير.
ربّما لأنّ الأعمال الورقيّة التي تصله ليستْ كثيرة أصلاً.
إجازة.
فكّرت روديلا وهي تنظر إليه.
لن يقصد الإجازة في مثلِ هذه الأوقات القصيرة، لذا إذا جمعوا هذه اللحظات وأنهوا الأعمال مسبقًا، سيكون لديهم وقتٌ في النهاية.
“في البيت؟”
تذكّرت صوت آيفرت وهو يقول ذلك، فمالت برأسها قليلاً.
البيت؟ بيتي؟ أم بيتكَ؟
في كلا القصرين، هناكَ أشياء يجب الاهتمام بها… آه.
[القصر سيهيّئه الطرفان، لذا لا داعي للقلق، ركّزا على عملكما.]
تذكّرت رسالةَ والدها منذ فترة، فاحمرّ وجهها.
“…..”
سيكون لدينا نحن أيضًا قصر .هل يقصد هناك؟
“سنبدأ بحياة زوجيّة!”
شخصيّة السيدة رويدن، التي كانت سعيدة جدًا بقصّة الأصفاد، و شخصيّة والديها، الكونت و الطونتيسة سيفريك ، كانت من النوع الذي، بمجرّد اتخاذ قرار، يندفع مثل النار التي تنتشر في حقلٍ جافّ.
كيف يسير بناء القصر؟
على الأقل، لابدّ أنّ التصاميم قد اكتملت، وتمّ توظيف الفنيّين، وربّما بدأ توريد المواد… هكذا فكّرت.
إذا أخذنا في الاعتبار أنّ بناء قصر نبيل يستغرق حوالي عام، فقد يقصّرون المدّة إلى بضعة أشهر بصبّ المال والجهد.
مع هؤلاء الثلاثة، هذا ممكن تمامًا!
هزّت روديلا رأسها.
دفعت الأفكار التي جعلت رأسها يدغدغ بعيدًا، ونظرت إلى التقويم دونَ تفكير، فذُهلت:
“آه، هل مرّ يوليو بالفعل؟”
“لماذا؟”
استدارَ آيفرت إليها.
بدت روديلا مرتبكة:
“عيد ميلاد سيسيليا بعد أيّام قليلة! لا أعرف إن كان لديّ وقت لتحضيرِ هديّة.”
في تلكَ اللحظة، دارت أفكار آيفرت في مسارين:
هل يجب حقًا الاهتمام بهدايا عيد الميلاد؟
لكن إذا كانت هديّة عيد ميلاد روديلا؟
…بالطبع، لا يمكن تجاهل ذلك، أليس كذلك؟
بالنّسبة لها، عيد ميلاد سيسيليا إلبامونت سيكون كذلك أيضًا.
كما تهتم دائمًا بهديّة عيد ميلادي.
بعد أن سار تفكيره بهذه الطّريقة، فهم إلحاح روديلا.
إنّها صديقتكِ، لذا من المنطقي أن تهتمي بها.
“حتّى لو لم نتمكّن من طلب شيء مصنوع خصيصًا الآن، هناكَ أماكن يمكن الشراء منها.”
“أين؟”
استدارت روديلا إليه بسرعةِ البرق.
ربّما ستكونين هكذا في عيد ميلادي أيضًا. لأنّني “صديقكِ العزيز”.
شعر بالألم و السّعادة في آنٍ واحد، فرفع آيفرت زاوية فمه:
“إذا ركبنا الخيل بأقصى سرعة من هنا، يمكننا الوصول إلى ميرپول في أقلّ من نصف يوم.”
“ميرپول؟ آه، صحيح!”
كانت ميرپول معروفة بمحلّات صياغة المعادن الثمينة.
أشرقَ وجه روديلا.
“لم آخذ إجازة بعد، لكن هل يمكننا الذهاب والعودة في نفس اليوم؟ هل سيؤثّر ذلكَ على العمل؟”
حتّى لو ذهبوا، سيتعيّن عليهم السهر، مما سيؤثّر بالتأكيد على العمل.
بينما كانت روديلا تتذمّر، قال آيفرت:
“سأطلب من القائد إذنًا بالعمل الميداني. ميرپول ضمن نطاقِ اختصاصنا.”
كان يقترح الذهاب بحجّة الدوريّة.
“هممم.”
لن نذهب دونَ عمل، لذا لا بأس، أليس كذلك؟
أومأت روديلا، بينما كانَ آيفرت يأخذ معطفه.
أعجبت روديلا بسرعةِ تحرّكه وقالت بصوتٍ سعيد:
“لكن، هل بدأتَ الآن تهتمّ بعيد ميلاد سيسيليا؟”
أجابَ آيفرت بسلاسة:
“لا، لا يهمني. أنا فقط أتبعكِ.”
سأذهبُ لأرى عينيكِ المتلألئتين و أنتِ مركّزة على شيء ما.
أشعر أنّني سأجنّ إذا تعرّضتِ للخطر خارج نطاق رؤيتي.
قبل كلّ شيء، لا أريد أن يرى شخصٌ آخر غيري وجهكِ المختلف.
مثلما حدث لي، قد يقعُ ذلكَ الشّخص في سحركِ.
كانت نظرته المشحونة بالعواطف القويّة موجّهة إلى روديلا.
نظرت روديلا إليه وهي تتذمّر:
“اهتمّ بعيد ميلاد صديقتكِ قليلاً.”
أجابَ آيفرت بوضوح:
“ليس لديّ أصدقاء غيركِ.”
“أنا، من دونكَ، ليس لديّ أصدقاء، حقًا.”
كانت هذه كلمات قالتها روديلا دونَ وعي منذ فترة، و طعنت قلبه كحجرٍ ثقيل.
أراد أن يلومها: كيف يمكنكِ قول ذلك بلا مبالاة؟
لذلك، ردَّ بنفسِ الطريقة.
لكن:
“يا لكَ من رجلٍ قاسٍ.”
حتّى سيسيل ليست صديقتك؟! ذُهلت روديلا.
مرّةً أخرى، كانَ هو الشّخص السيء.
* * *
وافقَ لاتيني على طلبهما بالعمل الميداني:
“حسنًا، استرحا قليلاً. كنتما مشغولين مؤخرًا. لا حاجة لإلغاء موعدكما.”
ردّت روديلا بصدق:
“إنّه عيد ميلاد صديقة حقًا.”
“سأفكّر في تخصيص وقت للمواعيد في المستقبل، فلا تعتبريني قائدًا بخيلا.”
بدا لاتيني و كأنّه لن يصدّق إلّا إذا جاء والدا سيسيليا بنفسيهما لإثبات تاريخ الميلاد.
“إذًا، سنذهب في موعد.”
لكن، بغضِّ النظر عن ذلك، أضافَ آيفرت إلى سوء الفهم و أخذَ روديلا إلى الإسطبل، متجاهلاً نظرتها المزعجة.
―هيهي!
لكن كانَ هناكَ حصان واحد فقط جاهز.
“ماذا سأركب؟”
سألت روديلا و هي ترمش بعينيها. أجابَ آيفرت:
“الركوب معًا أسرع. في حضني.”
فتحت روديلا فمها قليلاً:
لماذا، هل تعتقد أنّني سأشعر بالإحراج إذا كنتُ في حضنك؟
نظر إيبرت إليها بتوقّع صغير.
فنظرت روديلا إليه و غمزت:
“لهذا أحبّك. تجدُ الطريق الأمثل بلا مبالاة.”
“…..”
* * *
“ها!”
―طق طق!
لم يكن لدى روديلا وقتٌ لتقول إنّه سريع.
كأنّه رسولٌ ينقل خبر حربٍ عاجلة، اندفع حصان آيفرا بسرعة البرق، وكأنّه يقفز من الأرض.
―هيهيهي!
هل كان هذا الحصان الأسود، حصان آيفرت الخاص، قويًا مثل سيّده؟
بدا أنّه يزداد سرعة مع كلّ حركة.
لذلك، لم يكن أمام روديلا خيار سوى الإمساك بيده التي طلب منها التمسّك بها بإحكام.
إذا أخطأت في تحريكِ جسدي، قد أسقط.
بينما كانت تفكّر هكذا وهم يركضون لساعات، نظرت روديلا إليه فجأة.
“هيّا!”
صوتٌ خشن يحثّ الحصان، و أنفاسه، و…..
نظرة زرقاء جديّة تحدّق إلى الأمام.
كان يركّز على الطريق دونَ أن يرمش، هو شخصٌ لن يدعها تسقط من الحصان.
بينما كان يتحكم الحصان بشكلٍ دقيق حتّى لا يموت، كان لديه أيضًا متّسع من الوقت لمراقبة المناطق المحيطة.
إنّه شخص يمكن الوثوق به تمامًا.
―سوو!
لم تمسّ المناظر المتسارعة أو حبات التراب حتّى محيطها.
كان يتحمّل كلّ الرّياح و الضّغط، و يعانقها بعناية كما لو كان يحميها.
“قد تتأذّين هكذا.”
توقّفَ عن تحفيز الحصان، وغطّى عينيها بيد واحدة، ونظر إليها.
كانت لمسته أيضًا دقيقة.
يبدو أنّه سيكون خطيرًا حقًا إذا لم يلمسني كما لو كنتُ سأنكسر.
بالطبع، كان ذلكَ منطقيًا.
ليس من الحكمة أن تنظر للأعلى و تميل رقبتك على حصان يركض بهذه السرعة المجنونة.
لكن:
“عندما أكونُ في حضنكَ، لا أفكّر في أنّني سأتأذّى.”
تحدّثت روديلا بحذرٍ حتّى لا تعضّ لسانها.
في تلكَ اللحظة، سقطت نظرة آيفرت إليها قليلاً.
“ها.”
ربّما بسببِ قربهما، كان صوت زفيره واضحًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 40"