لكن، كما لو أنّ تلك النظرة كانت مجرّد وهم، رنّ صوتٌ لطيف في الحال:
“لم يكن عليكَ.أن تجهد نفسكَ لهذا الحدّ.”
…هل كانَ نائب القائد لطيفًا إلى هذا الحدّ؟
في تلكَ الأثناء، تلقّت روديلا كلامه بلا مبالاة:
“بما أنّك فعلتَ الكثير، فمن الطبيعيّ أن يكون السير فيليكس قد بذل جهدًا كبيرًا.”
“…..”
تبدّدت كلّ الشكوك التي راودت فيليكس في تلك اللحظة. أومأ برأسهِ بحماس:
حسنًا، ما الذي يهمّ إنْ كان الأمر غريبًا قليلاً؟
“سأكون مخلصًا مدى الحياة!”
“الولاء لجلالة الإمبراطور.”
طرد آيفرت الكلمات الخطيرة بنبرةٍ غير مبالية، كما لو كان يطرد ذبابة، و كانت عيناه مثبتتين على روديلا.
في هذه الأثناء، أخرجت روديلا المفتاح من الصندوق وسحبت الأصفاد.
―شلق!
ظهرتْ الأصفاد الشفّافة، التي كانت مخفيّة بسحر، وأصبحت فتحة القفل مرئيّة.
وضعت المفتاح في فتحة القفل بعيونٍ متلألئة.
أخيرًا، سأتمكّن من الخروج من هذا الموقف المحرج كزوجين!
ومع ذلك:
―طق.
مع صوتٍ خفيف يبدو مبهجًا، اختفت الأصفاد كما لو أنّها ذابت.
تبدّد السحر، واختفى شكلها تمامًا.
“آه!”
أبعدت روديلا ذراعها عن آيفرت.
بدون الأصفاد، كانت حركتها حرّة تمامًا دون أيّ عائق.
“لقد فُكّت! شكرًا على مجهودك!”
بينما كانت روديلا تتحدّث إلى فيليكس بوجهٍ سعيد، قال آيفرت فجأة:
“كان الأمر جيّدًا.”
“ماذا؟”
هل لديكَ ذوقٌ غريبٌ في ارتداء الأصفاد؟
نظرت روديلا إليه، فوجدته يكتّـفُ ذراعيه.
لو كنتَ ترتدي الأصفاد، لما تمكّنتَ من فعل ذلك، أليس كذلك؟
لكن تعبير آيفرت ظلّ كما هو:
“النّوم بجانبكِ. كنتُ أنام جيّدًا.”
رفعت روديلا حاجبيها عند هذا الكلام:
“ألمْ تكنْ دائمًا تنام متأخرًا؟”
“لنقل إنّ جودة نومي كانت رائعة.”
نظرت إليه روديلا بوجهٍ مذهول:
“جودة نومكَ بدت سيّئة للغاية.”
“حسنًا، لأنّكِ كنتِ تحتضنينـني…”
بينما كان يتبادلان الحديث بسرعةٍ دونَ توقّف، قطع صوت فيليكس المحادثة:
“سأذهب الآن!”
كان قد ابتعدَ بالفعل. بدا أنّه يحاول الهروب من محادثة محرجة (؟).
لوّحت روديلا بيدها:
“لا، هذا سوء فهم—”
“إذًا، إلى اللقاء!”
―بام!
لم يكن هناكَ وقتٌ للتفسير.
بينما أمسكت روديلا جبهتها، قال إيفرت:
“أليس سوء الفهم جيّدًا بالنسبة لكِ؟”
لماذا بدت كلماته المتسائلة تتردّد في أذنيها بشكلٍ خاص؟ علاوةً على ذلك…
نظرت روديلا إليه:
كأنّه يقول إنّه ليس كذلك.
“حسنًا، لكن… ألستَ كذلك؟”
عندما توقّفت روديلا للحظة، كان آيفرت على وشكِ الإجابة.
―دوم دوم.
طرقٌ على باب المكتب مرّة أخرى.
“السيّدة المسؤولة التنفيذيّة، هل أنتِ موجودة؟”
كان صوتًا رسميًا، صوت أحد الفرسان.
التقط آيفرت حضورًا مألوفًا لعدّة أشخاص من وراء الباب.
فرسان؟
في هذه الأثناء، رمشَت روديلا عند سماع صوت يناديها، ناسية المحادثة:
“ادخلوا.”
ثم استدارت إلى آيفرت:
“هل هناكَ سببٌ لزيارة الفرسان؟ لي؟”
“بالفعل.”
شعرَ آيفرت بالانزعاج وقرّر طرد الفرسان إذا قالوا شيئًا سخيفًا.
لكن كلامهم كان عكس ما توقّع تمامًا:
“هل يمكنكِ تعليمنا المزيد عن كيفيّة التحكّم بالقوّة بشكلٍ أكثر تفصيلاً؟”
ما طلبوه من روديلا هو تدريب أكثر صرامة على التحكّم بالقوّة.
بالنّسبةِ للفرسان الذين اعتادوا التدرّب بالسيوف، لم يكن التدرّب باستخدام بيض (؟) أو نحت الأسلحة الخشبيّة والتدرّب دونَ كسرها طوال اليوم أمرًا مرحّبًا به.
فمعظم الفرسان أصبحوا فرسانًا ليصبحوا أقوى ويحمُوا الناس.
كانوا قد يرفضون التدريب خوفًا من أن يضعفوا.
لكن، على عكس التوقّعات، تبعوه بدون شكاوى، وعرفت روديلا ذلك، فلم تفرض المزيد.
لكن:
“أكثر؟”
عند كلامِ روديلا، أومأ الفرسان:
“التكسير قد يكون طريقة، لكن أدركنا أنّ التحكّم الدقيق بالقوّة يساعد في إخضاع الخصم أو حماية أنفسنا.”
“ألم تروا ذلك؟ لقد قلّ عدد الإصابات أيضًا.”
حسنًا، لأنّنا لا نكسر الأشياء، فلا يوجد حطام يصيبنا…؟
خدشت روديلا خدّها لتأثير لم تتوقّعه.
“كان يجب مناقشة هذا خلالَ وقت التدريب الدوري.”
تحدّثَ آيفرت.
كان ذلك صحيحًا من الناحية الإجرائيّة.
حتّى لو كانت المسؤولة التنفيذيّة كيانًا منفصلاً عن سلسلة القيادة في الفرقة، فهي لا تزال رئيسة.
لكن القدوم مباشرةً و طلب شيء؟
كان ذلك بمثابة تجاهل ترتيب الفرقة.
لذلك، كان صوته أكثر برودة من أيّ وقتٍ مضى.
“آسفون!”
أدركَ الفرسان ذلكَ متأخرًا، فتوقّفوا و انحنوا.
فكّرت روديلا أنّ الأمر لا بأس به، فلم يأتوا في الفجر و لم يكونوا يثيرون المشاكل.
لكن هنا فرقة فرسان.
هناكَ أشياء يجب الالتزام بها.
“لا تفعلوا هذا مجدّدًا.”
لذلك، اكتفت بتوجيه تحذير. ثم نهضت من مكانها:
“لكن اليوم، سيكون التدريب أكثرَ صرامة من المعتاد.”
“تدريب صارم؟”
نظرَ آيفرت إليها بعد كلامها:
“سأشرف عليه بنفسي.”
ابتلع الفرسان لعابهم و نظروا إلى بعضهم.
لم يتمكّنوا من التخلّص من شعور أنّهم وقعوا في مشكلة ما.
…لكن لماذا يبدو نائب القائد في مزاجٍ سيء؟
كان آيفرت ينظر إلى معصمه بعمق، غارقًا في التفكير.
وفي هذه الأثناء، مدّت روديلا ذراعيها بوجهٍ أكثر خفّة:
أخيرًا وداعًا للأصفاد !
فكّرت بذلك.
…دونَ أن تتخيّل أنّها سترتدي الأصفاد مجدّدًا في المستقبل.
* * *
لم يكن وقت التدريب الدوري، لذا تمّ ترتيب هذا التدريب بشكلٍ خاص، وتمّ إبلاغ الفرسان في مساكنهم أن يأتي من يريد.
شارك عددٌ أكبر من المتوقّع من الفرسان.
“مَنْ لا يزال يجد صعوبة في التحكّم الدقيق بالقوّة، سيتدرّب هنا على قلب صفحات كتاب ورقيّ رقيق.”
استخدمت روديلا أشياء يوميّة في الغالب لتوجيه التدريب.
وكان لهذا تأثير غير متوقّع:
“يمدحونني في البيت هذه الأيّام لأنّني لا أكسر شيئًا.”
كان استحسان الفرسان المتزوّجين… رائعًا جدًا.
بالنّسبة للفرسان الذين يبذلون جهدًا أكبر من أجل سلام الأسرة، أعطت روديلا تعليمات بمراحل دقيقة.
في المقابل، كان هناك من اتبعوا تدريب روديلا بالكامل و كانوا بحاجةٍ إلى التحكّم بالقوّة في المواقف الفعليّة.
تجمّع هؤلاء، بما فيهم مَن بدأ هذا التدريب، أمام آيفرت.
“كلّ واحد يحضر سيفه الخشبيّ الذي صنعه بنفسه.”
كان آيفرت يحمل سيفًا خشبيًا مشابهًا لسيفه الحديديّ، الذي وضعه جانبًا.
وفقًا لتدريب روديلا، كان سيفًا خشبيًا مصنوعًا يدويًا بنفس سماكة السيف الحديدي، بغضِّ النّظر عن جودته.
“حاضر!”
بينما تجمّع الفرسان، تأكّدَ آيفرت من أنّ المسافة مع روديلا مناسبة، ثمّ هبط بسيفه للأسفل.
كان أمامه دمية تدريب.
―هوو!
بقوّة قطع مذهلة لا يمكن تخيّلها من سيفٍ خشبيّ رقيق، قطع الدمية إلى نصفين.
“سنتدرّب على القطع هكذا. لكن…”
رفعَ آيفرت السيف الخشبيّ السليم بيد واحدة:
كانت النصل و المقبض دون أيّ خدش.
“دون إتلاف السيف.”
نظرَ الفرسان إليه بإعجاب.
وفكّرت روديلا:
مهما نظرت…
لم ينسَ، أليس كذلك؟
لم ينسَ أبدًا كيفيّة التحكّم بالقوّة، أليس كذلك؟
ضيّقت روديلا عينيها.
“لقد نسيت.”
“هل يمكنكِ تعليمي مرّة أخرى، كما في ذلك الوقت؟”
تذكّرت فجأةً وقاحة آيفرت عندما قال ذلك.
في ذلك الوقت، كانت مشوشة لدرجة أنّها لم تفكّر في الأمر، لكن الآن، بدت كلمة “ذلك الوقت” تتردّد في أذنيها كبقايا صورة.
هل كنتَ تقصد ذلك الوقت في الأكاديميّة؟
عندما كنتُ مكروهة من أبناء النبلاء، و كنتَ أنتَ وحيدًا لأنّك لم تستطع التحكّم بقوّتك.
الوقت الذي كنّا فيه نحنُ الاثنين فقط.
تذكّرت كيف كانتْ تكافح طوال اليوم لتعليمِ آيفرت.
كان أوّل ما تراه عندما تفتح عينيها هو آيفرت، وآخر ما تراه قبل أن تغمض عينيها هو آيفرت أيضًا.
في تلكَ الأيّام، كان عليها أن تفكّر بـهِ طوالَ اليوم رغمًا عنها—
ما الذي كنتَ تفكّر به حينها؟
تلكَ الأوقات التي تدرّبنا فيها؟ أم…
بينما كانت غارقة في ذكرياتها، سألَ أحد الفرسان فجأةً
“نائب القائد يجيد هذا، فلماذا لم يتحكّم بقوّته من قبل؟”
نعم، هذا هو السّؤال!
كأنّ السؤال قرأ أفكار روديلا، تحوّلت أنظارها وأنظار الجميع إليه.
في تلك اللحظة التي تركّزت فيها كلّ الأنظار على آيفرت، أجابَ دونَ لحظة تردّد:
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 39"