ليس دون أن تكسري “تمثيل الزوجين المحبّين” الذي حافظتِ عليه.
لم يكن يحبّ هذه الطريقة. لكن على الرّغمِ من ذلك، كان قلبه الملتوي يتوق إلى الرغبة.
يمكنكِ تسميتهة أنانيّة إن شئتِ، لكن انظري إليّ مرّة واحدةً فقط.
حتّى عندما نقضي وقتًا بمفردنا، سأظلّ كما أنا.
سأحبّكِ بنفسُ الطريقة. ليسَ كصديق، بل كرجل.
* * *
لماذا يتصرّفُ هكذا؟
كان هذا أوّل ما فكّرت به روديلا.
هل هو جادٌّ إلى هذا الحدّ في التمثيل؟
كانت نظرةُ آيفرت جادّة. لذلك، كادت تختلط عليها الأمور بين التمثيل و الحقيقة.
لكن في كلتا الحالتين، كان من الغريبُ أن يذهب آيفرت في إجازةٍ بمفرده.
أن يتركَ خطيبته غارقة في العمل ويذهب للاستمتاع بمفرده سيبدو غريبًا في نظر الآخرين.
بينما كانت غارقة في أفكارها:
“بالطّبع!”
كان هناكَ من يهتفون بحماس، قائلين إنّ نائب القائد يطلب موعدًا بجرأة كما هو متوقّع.
احمرَّ وجه روديلا قليلاً.
لا يمكن أن يكون لديه نية رومانسيّة… أليس كذلك؟
“إلى أين؟”
شعرت بالإحراج من الجوّ، فطرحت روديلا سؤالاً عشوائيًا.
كانت مرتبكةً لدرجة أنّها لم تلحظ أنّها تحدّثت بنبرة غير رسميّة.
وبسببِ ذلك، أصبحت فجأةً من تحدّد مكان الموعد.
لماذا سألتُ عن هذا!
شعرتْ بوجهها يحترق.
“حسنًا…”
لكن بدلاً من نفي ذلك، أضافَ آيفرت زيتًا إلى النار:
“في البيت؟”
“وووو!”
غطّت صيحات الحماس الأعلى من أيّ وقت مضى ميدان التدريب.
مالت روديلا برأسها وهي تفتحَ فمها كما لو أنّها تسأل.
هل سنرتاح في البيت حقًا؟ لا، الراحة في البيت هي إجازة بالفعل. حتّى لو اقترحت مكانًا آخر، كان الجوّ سيبقى غريبًا…
أدركت روديلا أنّها وقعت في فخّ لا مفرّ منه وقالت:
“إذا وافقَ القائد ….”
على أيّ حال، لا يمكن أن تغيبَ المسؤولة التّنفيذية و نائب قائد الفرقة في نفسِ الوقت.
كانت روديلا متأكّدة.
وبما أنّ القائد لاتيني هو شخص عقلاني، فسيرفض بالتأكيد…
“اذهبا.”
“ماذا؟”
آه؟ ظهر على وجه روديلا تعبيرٌ مذهول، وهو أمر نادر بالنسبة لها.
في تلكَ اللحظة، ضحكَ لاتيني بصوتٍ عالٍ:
“إذا كانَ بإمكاننا تقليل التكاليف، فما الذي لا يمكنني فعله؟ اذهبا! كما تشاءان!”
“ووو!”
بينما دوّت الصيحات مجدّدًا، تقاطعت أنظار الاثنين.
لن تذهبَ فعلاً، أليس كذلك؟
لماذا لا؟
أمسكت روديلا جبهتها عند الردِّ الوقح الذي بدا أنّه يعود إليها.
يا إلهي.
يبدو أنّ القائدَ…. وهذا الرجل كانا تحتَ ضغطٍ كبير.
* * *
لم تتذكّر روديلا كيفَ وصلت إلى مبنى المقرّ.
عندما استعادت وعيها، كانت قد خرجت بالفعل من ميدان التدريب.
كان عقلها مملوءًا بالكلمات المفاجئة التي قالها آيفرت.
لو تجاوزت الأمر على أنّه بسببِ الضغط، لكان ذلك كافيًا، لكن معرفتها بذلكَ لم تجعل الأمر سهلاً.
قبل كلّ شيء:
“أتمنّى لكما حبًا رائعًا!”
“ووو!”
لماذا يتفاعل الفرسان هكذا!
ردود فعلهم تجعلُ الأمر أكثر…!
تذكّرت روديلا بوضوحٍ الشّعور الحارّ عندما احمرّ وجهها في وقتٍ سابق.
حتّى الآن، لا يزال ساخنًا.
لوّحت باليدِ الأخرى الغير مقيّدة كمروحة.
“…..”
هل آيفرت غير مبالٍ حقًا؟
شعرت بنظرته المحيّرة تنظر إليها.
“إجازة… معكِ.”
لا يزال صوته يتردّد في رأسها.
كلّ هذا بسببِ ردود فعل الآخرين، أليس كذلك؟
لماذا سألتُ أنا عن المكان؟ لقد جعلَ ذلكَ الفرسان يهتفون أكثر!
“…..”
حتّى تلكَ اللّحظة، كان وجه آيفرت هادئًا تمامًا.
أخيرًا، استدارت روديلا إليه بحدّة:
“أنتَ، ما قلته للتو—”
في تلك اللحظة، بينما كانا يدوران حول زاوية الممر:
“مرحبًا!”
ظهرت مجموعة من الفرسان و هي تمرّ.
“…..”
لم تستطع روديلا أن تعلنَ أمام الفرسان أنّ كلّ شيء مجرّد تمثيل، لذا أغلقت فمها، وكادت تعضّ لسانها.
لكن بدلاً من عضّ لسانها، لم تتمكّن من تجنّب تعثّر ساقها.
“آه؟”
بينما كان مركز ثقلها يميل إلى الأمام:
إذا رأوا الأصفاد الآن—!
أصبحَ ذهنها فارغًا.
في تلكَ اللحظة، أمسك آيفرت، المقيّد بالأصفاد، معصمها بلطف.
بدلاً من جذبها بقوّة، تحرّكَ مع اتجاه سقوطها كما في الرقص، و أمسكَ بها.
―بوم.
بينما كان وجه روديلا مدفونًا تقريبًا في صدره وذهنها فارغًا تمامًا:
“ماذا قلتِ للتّو؟”
سأل آيفرت بلا مبالاة.
شعرت وكأنّ صوته و تردّده ينتقلان إليها مباشرة، فقفزت روديلا بعيدًا عنه كما لو أنّها انتفضت.
“آه، أعتذر.”
اعتذرت دون أن تعرفَ عما تعتذر.
لو لم تكن الأصفاد موجودة، لكانت ربّما تراجعت بجنون و ركضتْ إلى غرفتها.
لقد مرّت أكثر من عشرين عامًا منذ أن بدأتُ المشي، فلماذا أسقط هنا!
“…..”
بين الصمت، مرّ الفرسان بحذر، كما لو أنّهم لا يريدون إزعاج وقت العشّاق.
لا تمرّوا بهذا الهدوء!
“روديلا؟”
ناداها آيفرت باسمها.
“كنتِ ستسألين عن شيء؟”
استعادت وعيها فجأةً ولوّحت بيدها:
“لا، لا شيء.”
“…..”
أردتُ أن أسأل إن كنتَ جادًا فيما قلته…..
لكنّ روديلا قرّرت إغلاق فمها.
لأنّها شعرت أنّها هي مَنْ ليست في وعيها الآن.
* * *
بعد بضعة أيّام، بينما اكتشفت روديلا، بعد سنوات من معرفة آيفرت، أنّ صدره أكثر صلابة ممّا توقّعت، وبينما مرّت ليالٍ لم ينم فيها آيفرت بجانبها، كانت استجابة الفرسان لـ”الإجراءات الاستثنائيّة” التي وضعتها روديلا فوريّة.
“كم كسرتُ؟”
“ما الذي كنّا نفعله بالضبط؟”
“كيف تُدفع رواتبنا؟”
بينما كان الفرسان يذرفون الدّموع قلقًا على محفظة لاتيني، كان هناك فرسان يتحرّكون بنشاطٍ أكبر.
“في التقرير الدوري هذه المرّة، سحقنا فرقة الفرسان الحمر أيضًا، أليس كذلك؟”
“المسؤولة التنفيذيّة شخصيٌ رائع. الأمور مختلفة الآن.”
“بالطبع، لقد تخرّجت بالمرتبة الأولى من الأكاديميّة الإمبراطوريّة.”
ارتفعت توقّعات الفرسان تجاهَ روديلا بشكلٍ طبيعيّ.
“حتّى نائب القائد يبدو أنّه يتحكّم بنفسهِ كثيرًا هذه الأيّام، أليس كذلك؟”
“حسنًا، لأنّ السيّدة سيفريك بجانبه.”
“حتّى لو كان الأمر كذلك…”
تكوّن رأي بأنّ روديلا هي الوحيدة القادرة على “السيطرة” على آيفرت.
مع هذا التغيير في الجوّ، وصلت أخبار سارّة من الفرع.
“نائب القائد، المسؤولة التنفيذيّة!”
دخل فيليكس، يحمل صندوقًا، ويبدو كما لو أنّه لم ينم منذ ثلاثة أيّام.
لكن:
“لقد نجحت! هذا المفتاح!”
صرخَ بفخر.
عند سماع ذلك، تباينت تعبيرات آيفرت و روديلا في لحظة.
“أوه، أعطه لي بسرعة.”
بينما أخذت روديلا الصندوق بسرعة، تقاطعت نظرات فيليكس مع آيفرت للحظة.
“…..”
و تفاجأَ بنظرتهِ الحادّة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 38"