عندما عادت روديلا إلى فرقة الفرسان، كانت أولى خطواتها هي التحقيق فيما يرغب أفراد الفرقة بامتلاكه.
“ماذا؟ ما الذي نريده؟”
كان المفهوم السّائد أنّ الفرقة، أي القوات، تصبح أصعب في القيادة كلّما برزت شخصيّات الأفراد… لكن:
من خلالِ تجربة لاتيني في قيادة المرتزقة والفرسان خلالَ حرب الوحوش، أدركت أنّ الأفراد في القوات يجب أن يتخلّوا عن الكثير للتعاون مع الجماعة، لكن لا يجب أن يفقدوا أحلامهم.
هكذا ينشأ شعور بالهدف لتحقيق تلكَ الأحلام، وتتولّد إرادة البقاء.
بالطبع، كانَ يجب التحكّم بالإرادة المفرطة لأنّها تجعل القيادة مستحيلة، لكن هذه كانت طريقة لاتيني.
الاعتراف بالأفراد ضمنَ حدود عدم إلحاق الضّرر بالجماعة.
كان ذلك يتطلّب الكثير من الجهد من القائد، لكنه لم يمانع العمل الزائد.
“ألم تقل إنّ زوجتكَ ستلد هذا الشهر؟ هل تريد أن تصبح حياتكَ الزوجيّة غير مريحة؟ لماذا تذهب إلى المهمات؟”
بمعرفة ظروف الفرسان من خلالِ المقابلات الشخصيّة، كانت تعطي الأولويّة لاحتياجاتهم، مما جعل معنوياتِ الفرسان مرتفعة.
لم تكتفِ بذلك، بل كانت تعرف نقاط قوّتهم و ضعفهم وشخصيّاتهم، لذا منذُ الحرب، كانت القوات التي يقودها القائد خالية من الخسائر تقريبًا، وكأنّ ذلك معجزة.
ونتيجة لذلك، كانت الأشياء التي تريدها فرقة الفرسان الزّرق، التي لم تُقمع شخصيّاتها، متنوّعة.
“أريد، على الأقل، مستودع نبيذ كبير.”
كان الطلب الأكثر شيوعًا هو امتلاء مستودع للنّبيذ.
وغير ذلك:
“في الحقيقة، لديّ هواية اللعب بنول النسيج، هل هذا ممكن؟”
“هل الأدوات الموسيقيّة مقبولة؟”
من الهوايات الصغيرة إلى:
“نحن نصاب بالجروح كثيرًا، أليس كذلك؟ لذا أرغب في أداة حماية فرديّة… لكن أعلم أنّها باهظة الثمن.”
كان هناك فرسان يريدونَ معدّات عمليّة.
“لا بأس. هذا مجرّد استطلاع.”
دوّنت روديلا رغباتهم دون استثناء.
بعد فترة، تمّ الكشف عن هذه القائمة في ميدان التدريب الذي جمعته روديلا للفرقة.
“متنوّعة أكثر ممّا توقّعت.”
“هاي، هذا بالتأكيد طلب لاناك!”
على الرّغمِ من عدم وجود أسماء على القائمة، بدا أنّ الفرسان الذين يعرفون بعضهم جيّدًا يتعرّفون على الطلبات من المحتوى.
“هدوء.”
بينما هدّأ آيفرت الضجيج، جلسَ لاتيني في زاوية من ميدان التدريب.
لوّح للفرسان الذين حاولوا تحيّته، مشيرًا إلى روديلا.
كان ذلكَ يعني التركيز عليها.
“هذه قائمة الأشياء التي أخبرتموني بها خلال الأيام الماضية.”
طرقت روديلا على ورقةٍ كبيرة، ثمّ أخرجت ورقة أخرى.
ظهرت نظرة معقّدة على وجه لاتيني عند رؤية الورقة.
وكانَ ذلك متوقّعًا.
[120,427,324 ذهبيّة]
“هذا هو مبلغ الأضرار التي تسبّبتم بها في النصف الأوّل من هذا العام.”
…كان ذلك مبلغ “ثروته”، أو على الأقل جزء منها.
“آه!”
ذُهل الفرسان بالطبع.
“هل أنفقنا هذا القدر؟”
“إنّه مجموع الجميع.”
“ومع ذلك، هل تسبّبنا بهذا القدر؟”
بدا الفرسان، سواء من العامّة أو من عائلات نبيلة، مرتبكين أمامَ هذا المبلغ الهائل الذي لم يتمكّنوا حتّى من لمسه.
راقبت روديلا ردود أفعالهم وقالت:
“بهذا المال.”
أشارت إلى قائمة الأشياء التي يريدونها:
“يمكنكم شراء كلّ هذا بجودة عالية ويبقى الكثير من المال.”
نظروا إلى بعضهم البعض.
صحيح؟
هل يمكن أن يكلّف ملء مستودع خمور وشراء نول نسيج و أشياء أخرى متنوّعة مليارات من القطع الذّهبية؟
تأكّدت روديلا من إدراكهم العميق وقالت:
“لذلك، بعد المناقشة مع نائب القائد و القائد أمس، قرّرنا تنفيذ ‘إجراءات استثنائيّة’.”
هدأ الفرسان.
إجراءات استثنائيّة؟ هل سنضطر لدفع تعويضات التكسير بأنفسنا؟
كان ذلكَ أسوأ كابوس للفرسان، لكنّه كان أكثر الحلول واقعيّة.
“سنصنّف عدد مرّات الانتشار لكلّ فارس ونوع المهمة، وسنسجّل مستوى الأضرار خلال المهمات ومعدّل النجاح، كلّ ذلك سيُحوّل إلى أرقام.”
كان حديثًا معقّدًا، لكن باختصار، كان يعني أنّهم سيبدأون بتسجيل مقدار ما يكسرونه من الآن فصاعدًا.
ابيضّت وجوه الفرسان.
“هل سنضطر فعلاً لدفع التعويضات؟”
“حتّى الآن، كانوا متساهلين معنا…”
تحوّلتْ أنظار الناس إلى لاتيني بنظرات خفية.
لم يكن الفرسان الجدد يعلمون، لكن الفرسان المخضرمين كانوا يعرفون.
لم يكن هذا المبلغ الهائل من التعويضات، الذي لم يُشارك مع الفرسان عادةً، يُدفع من الخزينة الإمبراطوريّة.
كان يُغطّى بشكلٍ كبير من ثروة قائد الفرقة لاتيني الشخصيّة.
لم يقلْ لاتيني ذلك، لكن كانوا قد أدركوا عبر قنوات مختلفة.
“سنصنّف الفرسان بناءً على هذه البيانات، وبالنسبة للشخص صاحب أعلى النقاط…”
أعلى النقاط؟ وليس الأدنى؟
لكن في اللّحظة التالية، فتح الفرسان أفواههم ذهولاً عند كلام روديلا:
“سيحصل على 5% من إجمالي الأضرار المخفّضة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.”
“ماذا؟”
كم سيكون 5% من هذا المبلغ؟
فتحَ الفرسان أفواههم بدهشة.
“أما الخمسة الأوائل التاليين، فسيحصلون على 4%، 3%، 2%، 1% على التوالي. وبالإضافة إلى ذلك، سيحصل مَن يقلّل الأضرار كثيرًا على 1% إضافيّ. وكلّ مَن يقلّل الأضرار، حتّى لو قليلاً، سيحصل على الشيء الذي تمنّاه.”
نظرتْ روديلا إليهم بنظرة واضحة:
“بالطبع، إذا تسبّب أحدهم بإصاباتٍ خطيرة لنفسه أو فشل في إنقاذ شخصٍ ما بحجّة تقليل الأضرار، ستنخفض نقاطه كثيرًا.”
باختصار، كان ذلكَ يعني تقليل الأضرار بشكلٍ معقول مع تدريبٍ صلب.
“هل… ستُعطى هذه المبالغ فعلاً؟”
ابتلعَ أحد الفرسان لعابه وسأل.
أومأت روديلا:
“وافق القائد و نائب القائد على ذلك.”
عندما أكّدت مجدّدًا، انتشرت همهمات بين الفرسان.
أومأ لاتيني و آيفرت، اللذان تقاطعت أنظارهما معهم، كما لو أنّهما يؤكّدان.
عندها، انتشرت الهمهمات مجدّدًا بين الفرسان:
“بما أنّ نائب القائد هو الأكثر تسبّبًا بالأضرار، إذا حسبنا المبلغ المخفّض، فسيكون الأوّل، أليس كذلك؟”
“صحيح. إذًا الأوّل مضمون…”
لكنّهم كانوا ينوون استبعاد الأوّل بالفعل.
لذلك أعدّت روديلا:
“آه، نائب القائد مستثنى.”
فتحَ الفرسان أعينهم بدهشة.
في نفسُ الوقت، تفاجأ آيفرت:
“لم أقل ذلك؟”
لكن روديلا ابتسمت له بثقة:
“أنتَ غنيّ.”
كان المعنى الضمنيّ: هل ستأخذ من جيب القائد؟
بغض النظر عن ذهوله، هتفَ الفرسان:
“وووو!”
…كانَ رفع الروح المعنويّة مؤكّدًا.
رفعَ آيفرت حاجبه، ثمّ ضحك أمام نظرتها الواثقة إليه.
“ستتعاون معي ،أليس كذلك؟”
كان صوت روديلا منخفضًا بحيث يسمعه ايفرت فقط.
تتقدّمين بالهجوم ثمّ تطلبين التعاون؟
ضحكَ آيفرت.
ماذا لو رفضتُ التّعاون لأنّني لن أحصلَ على شيء؟
أرادَ أن يسأل ذلك.
لكن بالطبع، لم يكن لديه نيّةٌ لفعلِ ذلك.
ربّما كانت روديلا تعرف ذلكَ أفضل منه.
هل تعلمين أنّني لا أستطيع التّكسير كما في السابق لأنّكِ بجانبي، أم أنّكِ…
كما تفعلين معي دائمًا…
“تثقين بي؟”
شعرَ آيفرت للحظة كأنّ أحشاءه تتلّوى.
حسنًا، سأكون الشخص غير الموثوق قليلاً.
لأعلمكِ أنّني قد أكون خطيرًا أحيانًا.
“إذًا، أعطني شيئًا آخر بدلاً مِن ذلك.”
ربّما بسبب هذا الشعور، اندفعت كلماته الحقيقيّة دون كذب.
“شيء آخر؟”
مالت روديلا برأسها، وهدأ الفرسان، و تحوّلت نظرة لاتيني إليه.
كانت نظرتها تعبّر عن عدم معرفة ما سيخرج من فمه.
لكن ما أراده آيفرت لم يكن في جيبها.
“إجازة.”
كان طلبًا غير متوقّع، لكن ليس مستحيلاً.
أومأت روديلا:
“حسنًا، إذا وافقَ القائد—”
كانت على وشكِ الموافقة، عندما تابعَ آيفرت:
“معكِ.”
فتحت روديلا عينيها بدهشة.
“ووو!”
“موعد!”
بينما هتفَ الفرسان بحماس، بدت روديلا مندهشةً حقًا.
ارتفعت زاوية فم آيفرت.
امنحيني إجازة كزوجينِ بشكلٍ طبيعيّ.
إجازة، نعم، وقتًا معكِ، امنحيني نفسكِ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 37"