بعد أن انتهى التّقرير الدوريّ بانتصار ساحق لفرقة الفرسان الزّرق على فرقة الفرسان الحمر، كان رايان ديفيلت يرتجف.
“هكذا… إلى هذا الحد…”
لم يتوقّع أبدًا أن يُهزم بهذا الشكل المزري!
كان دائمًا يتلقّى تقييماتٍ سخيّة، لكن هذه المرّة، حتّى مع أكثر التقييمات تساهلاً، كانت هزيمةً ساحقة.
ألم يكن الشّيء الوحيد الذي تفوّقت فيه فرقة الفرسان الحمر هو أنّ إجمالي الأضرار كان أقلّ؟
ليس هذا فقط، بل إنّ فرقة الفرسان الزّرق قلّصت المبالغ الهائلة، و كسبت رضا الإمبراطور من خلال دعم العامّة.
وما قصّة استطلاع الرّضا هذا؟
أمسكَ رأسه وحاولَ مغادرة القصر الإمبراطوري بسرعة.
لكن قبل أن يُغلق باب عربته، أمسكَ شخصٌ ما بالباب.
“السيد رايان ديفيلت.”
كان صوتًا باردًا خاليًا من العاطفة، سمعه رايان عدّة مرّات من قبل.
“لقد تمّ ترشيحكَ كمرشّحٍ لمنصب رئيس الوزراء القادم.”
كانت تلك المرّة الأولى عندما لفت انتباه الدوق بينيريكس، زعيم فصيل النبلاء، بينما كان يكافح ليُبقي عائلته بعيدة عن كونها مجرّد عائلة نبيلة عاديّة.
كان صوت هذه الخادمة، التي يُفضّلها الدوق بينيريكس.
“إنّه يطلبكَ.”
لم يكن ليجهل من هو المقصود.
لقد جاء ما كان متوقّعًا.
أغمض رايان ديفيلت عينيه بقوّة.
“خذيني اليه.”
أخذته الخادمة في عربةٍ مغطّاة النوافذ بقماشٍ أسود حتّى لا يعرف وجهته، و أنزلته أمام قصرٍ ما.
كان على الأرجح قصرًا ثانويًا يملكه أحد نبلاء الفصيل.
وفي القبو، كانَ هناك تجمّعٌ من الناس.
“لقد جاء.”
عندما فُتح الباب بصوتٍ مزعج، لم يستطع رايان سوى الشعور بالتوتر أمام المشهد.
في نهاية الغرفة الطويلة، كان هناك حجاب، و خلفه، في مكانٍ مظلمٍ بلا إضاءة، كان هناك ظلٌّ بالكاد يُرى.
كان ظلّ رجلٍ بالغ، واضح بأنّه الدوق بينيريكس.
وكان النبلاء يجلسون على الجانبين، كما لو كانوا في قاعة الاستقبال يقابلون الإمبراطور.
إذا أصبحتُ رئيسًا للوزراء، هل سأجلس بينهم؟
ربّما أكون في مرتبةٍ أعلى من معظمهم.
كانت أحلامًا سعيدة، لكن في هذا الجوّ البارد، كان من الصعب الاستمرار في التخيّل.
وذلك لأنّه:
“ألن يشعر الدوق بخيبة أمل من هذه النتائج؟”
سقطَ توبيخٌ بارد من الظّلام فورًا.
تبعه صمتٌ ثقيل.
كان الصمت كثيفًا لدرجةِ أنّ صوت حفيف الملابس كان يبدو عاليًا.
―طق.
كان الصّوت الأعلى مِنْ خلفِ الحجاب.
لم يتكلّم الدوق بينيريكس، لكن ذلكَ وحده كان كافيًا لإثارة القلق في ذهن رايان.
ابتلع لعابه بصعوبةٍ عندها:
“العقبة الوحيدة أمام منصب رئيس الوزراء هي تلك المرأة، ومع أداءٍ بائسٍ كهذا…”
تحدّثَ أحدهم، ثمّ انهالت تعليقات الآخرين.
“حتّى مع كلّ هذا الدعم الشامل، هل أنتَ أقلّ من امرأة من العامّة تتبجّح بكونها نبيلة صاعدة؟”
“…..”
كانت كلماتٍ مهينة للغاية لرايان.
بين هذه الكلمات، جاء صوتٌ من خلف الحجاب:
“لكن الاختلاف في الأصل لا يمكن تجاوزه، أليس كذلك؟”
هدأت أصوات الناس، و تردّد صوت الدوق بينيريكس وحده في الفضاء.
“السير ديفيلت، ربّما لم تبذل كلّ جهدكَ، أليس كذلك؟”
“ذلك… حسنًا…”
لم يستطع رايان الإجابة.
إذا قال إنّه بذل كلّ جهده، فسيكون كما لو أنّه يعترف بأنّ هذا هو أقصى ما يستطيع، وإذا قال إنّه لم يبذل كلّ جهده…
كانَ في مأزق في كلا الحالتين، وبينما كان يفتح فمه دون كلام:
“لكنّني أثق أنّكَ ستجد طريقة. وإلا، فلن تستحقّ أن تكون مرشّحي لرئاسة الوزراء.”
ارتجفَ رايان عند هذه الكلمات.
―كرااك.
في تلك اللحظة، تحرّك شيءٌ خلفَ الحجاب.
كان صوت خروج الدوق بينيريكس.
“وداعًا !”
بينما كان الجميع يقفون لتحيّته، شعرَ.رايان كأنّ قلبه يهوي.
لا يجب أن يتمّ استبعادي من قبله!
ليس وقتَ التفاخر بأنّني سأصبح رئيس الوزراء. يجب أن أحصل على المنصب أوّلًا!
أعطته هذه الحاجة الملحّة الشجاعة.
أحتاج إلى خطّة!
كان ذهنه الماكر يعمل بسرعة.
بعد خروج الدوق، نظرَ إلى النبلاء:
“هل يمكنكم مساعدتي قليلاً؟”
“ماذا؟”
بدت وجوه النبلاء متشكّكة. لكن:
“على أيّ حال، أداء الفرسان…”
عندما بدأ رايان يشرح خطته، بدأ الاهتمام يظهر على وجوههم واحدًا تلو الآخر.
خاصّة أولئك من قسم الشؤون العامة الذين دعموه من قرب و كانوا على وشكِ السّقوطِ معه.
“إذًا، أرجوكم!”
انحنى رايان.
رؤية الرجل الذي كان يتفاخر كمرشّح لرئاسة الوزراء يظهر “الأدب” جعل الناس راضين.
“حسنًا، يبدو أنّه يستحقّ المحاولة.”
فكّر رايان، بعد أن حصلَ على موافقتهم بصعوبة:
حتّى هذا الانحناء سينتهي عندما أصبح رئيس الوزراء!
أمسكَ قبضته بقوّة.
* * *
“نظرًا لجهودكم الكبيرة في إعداد التقرير اليوم، هناك أمرٌ خاص باستضافتكم في القصر الثانويّ.”
ليست كلّ عنايةٍ تجعل الناس سعداء، وكذلك ليس كلّ تفضيل يجعلهم كذلك.
في العادة، كانت روديلا سترحّب بلفت انتباه الإمبراطور، لكن الآن، كان قلبها في عجلة.
“إلى القصر الثانويّ؟”
نجحت في إدارةِ تعابير وجهها، لكنّها كانت في حيرة.
حتّى مع تنسيق آيفرت لحركاتها، هناكَ حدود. إذا ارتكبت خطأً بالبقاء خارجًا أكثر، ماذا سيحدث؟
لقد سحقتْ رايان للتّو.
لم تكن تريد، بعد انتصارها، أن تمنح فرقة الفرسان الحمر مادةً للسخرية مثل “زوجان مقيّدان بالأصفاد بالخطأ”.
أنا فعلاً انتهيت مع فرقة الفرسان الزّرق.
“نعم، قيل لكم أن ترتاحوا.”
تحدّثَ رئيس الخدم بأدب، فلم تستطع إظهار مزيدٍ من الانزعاج.
“حسنًا.”
لكن، هل كانَ الأمر مختلفًا بالنّسبةِ للدوق؟
سأل آيفرت فجأة:
“البقاء هنا لا بأس به، لكن هل هناكَ جدول آخر؟”
عادةً، في مثل هذه الحالات، يُقترح تناول العشاء معًا، لذا سأل.
“كان هناكَ اقتراح لعشاءٍ مسائيّ.”
كما هو متوقّع.
عشاءٌ في هذه الحالة؟
حتّى لو كان آيفرت يستخدم يديه الاثنتين، سيكون من الصعب إخفاء الغرابة.
فجأةً، تحدّثَ آيفرت:
“أخشى أنّ هذا سيكون صعبًا. لقد أفرطتُ في الشرب الليلة الماضية و أصبتُ بتخمة.”
كان يعني أنّه قد يرتكب خطأً كبيرًا إذا أخطأ.
توقّف رئيس الخدم للحظة. نظرت روديلا إليه.
بالطّبع، كان وجهه الذي لم يُصب بالتخمة وقحًا.
“إذًا، على الأقل المسؤولة التنفيذيّة…”
كأنّه توقّع هذا الردّ، ضمَّ آيفرت روديلا إليه:
“أنتَ لا تعتقد أنّني كنتُ أشرب وحدي، أليس كذلك؟”
استغلّ بسلاسة الشائعات عن قربهما الأخير.
“همم. حسنًا…”
في تلكَ اللحظة، اقتربَ لاتيني من الثلاثة المتحدّثين:
“ما الأمر؟ هل لدى رئيس الخدم شيءٌ ليقوله لمسؤولتي التنفيذيّة المحبوبة و نائب القائد؟”
بدا في مزاجٍ رائع.
لكن:
“كانت هناك اهتمام خاصّمن جلالة الإمبراطور بالبقاء لليلة في القصر الثانويّ.”
عند هذه الكلمات، كاد وجه لاتيني ينهار.
شعرت روديلا أنّ صوتًا يتسرّب من بين حاجبيه المقطّبين:
لا، مستحيل!
لكن لا يمكن الرفض! إذًا!
“آه، هذا شيءٌ رائع.”
“إذًا، تفضلوا معي.”
استدار رئيس الخدم بوجهٍ أكثر انفراجًا.
في تلكَ اللحظة، همسَ لاتيني لرئيس الخدم، بصوتٍ عالٍ بما يكفي ليسمعه من يريد ذلك:
“لا أنوي إزعاج الخطيبين، لذا أعطهما غرفةً مشتركة.”
هل سأنام مع القائد؟ مستحيل!
لكن شكوك روديلا تبدّدت مع كلمات رئيس الخدم التالية:
“بالطبع، تمّ تجهيز ثلاث غرف لكم جميعًا.”
ثلاثة؟ ثلاث غرف؟ أنا و آيفرت في غرفٍ منفصلة؟ لا!
بينما كانت روديلا تحافظ على تعابير وجهها، غمز لاتيني لها و قال:
“هل تعتقد أنّني سأطلب من زوجين يحبّان بعضهما لدرجة الموت أن يقضيا الليل منفصلين؟”
“كح، كح!”
غمز لاتيني مرّةً أخرى لرويلا و آيفرت:
ألم أقم بعملٍ جيّد؟
أومأت روديلا برأسها بحماس، قام آيفرت بإبداء تحيّته بأدب.
كان ذلك تعبيرًا عن امتنانهما العميق.
بالطبع، كان معنى امتنانهما مختلفًا قليلاً.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 34"