وبما أن الإشاعات تنتشرُ بسرعةٍ بغضّ النّظر عن المكان، إذا اكتشفَ أحدهم…
كانَ من المؤكد أن قصّة “نائب قائد فرقة الفرسان الزرق و مسؤولة الشؤون الإدارية كبّلا نفسيهما بالأصفاد أثناءَ محاولتهما القبض على المجرم” ستنتشر في جميعِ أنحاء الإمبراطورية كحديثٍ يُروى مع الشّرب.
“لا يجبُ أن يعلمَ أحدٌ أبدًا.”
“من الأفضلِ أن نمشي ممسكينَ بأيدينا.”
خرجتْ الكلمات من فمي آيفرت و روديلا في الوقتِ ذاته.
توقّف آيفرت للحظة عندَ كلامِ روديلا.
“الأيدي…”
“لا بأس بإمساكها.”
لم تؤذني يومًا، أليس كذلك؟
أمسكتْ روديلا بيده و سحبته، مشيرة إلى صاحب الوجوه الألف.
“اربطْ هذا الرّجل. لنعد بسرعة.”
قبل أن يُكتشفَ أمرنا.
كانَ العرق البارد يتصبّبُ من جانب وجهِ روديلا.
لكن كيفَ سأشرحُ هذا للقائد؟
* * *
[فرقة الفرسان الزّرق تقبضُ على صاحب الوجوه الألف]
أنهت فرقة الفرسان الزّرق القضيّة بتسليمِ صاحب الوجوه الألف بفخرٍ إلى فرقة البحث القريبة.
لحسنِ الحظ، كانَ صاحب الوجوه الألف في حالةٍ لا يستطيع فيها استخدام القوة السحرية بسببِ إصاباته الداخلية الشديدة، وبالطبع، كان عاجزًا جسديًا وممزّقًا، مما سهّل تقييده.
بما أن لديه سجلاً في فكّ الأصفاد و الهروب عدّة مرات، حتى في حالتهِ المتهالكة، ربطته فرقة البحث كما لو كان جذع شجرة.
“هذا متوقّع من نائب القائد.”
بدت فرقة البحثِ مرتاحة.
دونَ أن يعرفوا الحقيقة!
وسمعَ قائد الفرقة لاتيني بالخبرِ قبل وصولِ العربة، فخرجَ من المقرّ بوجهٍ مبتهج.
“هل أنتم بخير؟ هل هناكَ جرحى؟”
كما هو متوقّع، سألَ عن سلامة الأشخاصِ أولاً.
حتى خلالَ فرحته، لم يستطع إخفاءَ طباعه التي تهتمّ بالنّاس.
“نحن بخير. لا جرحى.”
أجابَ آيفرت بإيجاز.
الإصابات النّفسيّة لا تُحتسب، أليس كذلك؟
وضعتْ روديلا يدها الحرّة على جبهتها.
“لكن يبدو أنّكما أصبحتما أقرب؟ هل بقيَ شيء لتقتربا أكثر بعدَ أكثر من عشر سنوات؟”
ابتسمَ لاتيني بحماس.
هل يعني ذلكَ أن الأزواج يصبحونَ أقرب عندما يقضون وقتًا معًا؟
ربيع العائلتين ليسَ بعيدًا!
بينما كانَ يتخيّل كلَّ أنواعِ السيناريوهات في ذهنه، تحدّث آيفرت بعد صمتٍ قصير:
“بخصوصِ هذا التّقارب…”
ها قدْ حانَ الوقت!
بينما كانت روديلا غيرَ قادرة على النّظر إلى لاتيني، قال آيفرت بهدوء:
“لديّ شيءٌ لأقوله بشأنه…”
“الزّفاف لا يحتاجُ إلى إجازة، لا بأس. هل بدوتُ كرئيسٍ فظيع إلى هذا الحد؟”
لا يزال لاتيني يبدو مبتهجًا.
ليسَ هذا، سيّدي.
نظرتْ روديلا إلى السّماء.
“لنتحدّث في الدّاخل، أيها القائد.”
أشارت إلى المبنى.
حتى تلكَ اللّحظة، كان لاتيني يفكّر:
الجميع في الإمبراطورية ينتظرونَ هذا الخبر، لكنهما يشعرانِ بالخجل، ههه.
وبعد عشر دقائق بالضبط، صرخ:
“ماذا؟؟”
* * *
كان السّاحر فيليكس، الذي تسبّب فعليًا في الحادث، يرتجف.
نائب القائد هو قوة رئيسيّة في فرقة الفرسان الزّرق.
لكن ليس فقط النائب، بل حتّى مسؤولة الشؤون الإدارية من القسم الإداري تـمَّ تقييدهما معًا؟
كانَ ذلكَ بمثابة تقييد حركة شخصيّتين رئيسيتين، مما جعلَ قلبهُ ينقبض.
لكن تقرير آيفرت كانَ جافًا.
“ذهبتُ و قاتلتُ صاحب الوجوه الألف.”
“ثم؟”
“ثم أُغلقتْ الأصفاد على السيّدة سيفريك بالخطأ.”
“ثم؟”
“لم أستطعْ وضعها على معصمه، فوضعتها على معصمي.”
كانَ كلامهُ مختلفًا عن الحقيقة، لكن لم يكن كذبًا تمامًا.
لكن هذا التّقرير الموجز كانَ كافيًا ليجعَ للاتيني يصرخ:
“تحدّث بوضوحٍ الآن!”
“…..”
لكن آيفرت أغلقَ فمه.
شعرتْ روديلا بنواياه دونَ أن يتحدّث.
لقد اخترعَ فيليكس أصفادًا مميزة، وكانَ ساحرًا واعدًا.
كان ثرثارًا، لكن ذلكَ يعني أنّه يعرفُ الكثير و يريدُ التّواصل.
لكنه ارتكبَ خطأً تسبّبَ في إخراجِ نائب القائد فعليًا مِن العمل؟
كانَ العقابُ سيكون ثقيلاً جدًّا على فيليكس ليتحمّله بمفرده.
حتى لو كانَ لاتيني من الرّؤساء العادلين، كان الأمر كذلك.
في نظر آيفرت، كان هذا “خطأً مضحكًا”، لكن بالنّسبةِ لفيليكس، كانَ “كارثةً كبرى”.
قد يُمنع من التّرقية مدى الحياة، أو يُشار إليه بالأصابع لدرجةِ أنّ خلع زيّ الفارس قد يكونُ أفضل.
بالطّبع، لن يُطرد فيليكس لأنّه يجبُ أن يبحث عن طريقةٍ لفـكّ الأصفاد، لكن هلْ سيعيشُ حياةً هانئة في الفرقة؟
مستحيل.
ربّما بسببِ خبرته الطّويلة في الفرقة، بدا آيفرت، وهو يحسبُ العقوبات و المكافآت بسهولة، غريبًا بعضَ الشّيء في عيني روديلا.
“…..”
بالأحرى، كانَ مفاجئًا.
كانَ من المتوقّع أن يكونَ سريع الحساب، لكن رؤيته و هو يتحمّلُ خطأ مرؤوسه عن طيب خاطر…
مظهره وهو يحمي شخصًا آخر… كان غريبًا و مألوفًا، و مختلفًا و مثيرًا لمشاعر غريبة.
هل كانَ هكذا معي أيضًا؟
كانَ شعورًا غريبًا أن تفكّرَ بهذه الطّريقة، لكنّه كان دائمًا هكذا.
أحسّتْ بشعورٍ غريب بالوخز.
حتى لو لم تفهم طبيعة هذا الشّعور، كان هناكَ شيءٌ واحدٌ مؤكّد: لم يكنْ شعورًا سيئًا.
“آه!”
أدركَ فيليكس نوايا نائب القائد متأخرًا وكان في حالةِ ذعر.
“مَـن يظهر مرتديًا الأصفاد و يقول أنّ ذلك حدثَ بالخطأ؟ لمَ لا تقول ببساطة إنكما قررتما البقاء معًا لأنكما تريدان المزيد من الحبّ؟ هاه؟”
ردّ آيفرت على الفور:
“لم يكن لدينا وقتٌ كافٍ معًا بالفعل.”
“آيفرت رويدن!”
―بوم! كريك!
تحطّمَ المكتب الذي ضربهُ لاتيني إلى أشلاء.
رأتْ الأوراق الموضوعة فوقه تتساقط ببطء.
أغمضت روديلا عينيها ثم فتحتهما.
في مجالِ رؤيتها، رأت يد آيفرت تصدّ شظايا طارت نحوها.
بدا لاتيني متفاجئًا قليلاً أيضًا.
“آه، لقد وصلتْ إلى هناك.”
لو كانوا فرسانًا مدرّبين يملكونَ طاقةً متراكمة، لكانوا تعافوا بسرعةٍ من شظايا الخشب، لكن ليست روديلا.
كِدتُ أتسبّب في حادثٍ بشري؟ كادت مسؤولة الشؤون الإدارية أن تُستبدل؟
بينما كان لاتيني في حالةِ ذعر، اغتنمت روديلا الفرصة و قدّمتْ عرضًا تفاوضيًا:
“سأقدّمُ تقريرًا مفصلاً لاحقًا.”
نظرَ آيفرت إليها.
“…..”
تقاطعت أنظارهما.
بعد سنواتٍ طويلة قضياها معًا منذ أيّام الأكاديمية، لم تكن هناكَ حاجةٌ لتبادل أكثرَ من نظرة.
سأتولّى الأمر. أعرفُ ما تخطّط له.
كانت نظرةٌ عابرة كافية لنقل ذلك.
“حسنًا، سنتحدّث لاحقًا.”
أمسكَ لاتيني جبهته أخيرًا.
“إذن، أتيتما طوالَ الطّريق بهذا المظهرِ المضحك؟”
“نعم. لحسنِ الحظّ، لا أحدَ يعرف سوى فيليكس.”
قال آيفرت.
صحيح، الباقون يظنّون أنّنا زوجٌ مثاليّ.
حتى عندما خرجنا ممسكينَ بأيدينا من مبنى الحراسة المحطّم.
“حسنًا، ابحثْ عن طريقةٍ لفكّ الأصفاد.”
تحوّل نظره إلى فيليكس.
“يمكنكَ فعل ذلك، أليس كذلك؟”
شعرَ فيليكس بالظّلم للمرّة الثانية. لكن، كان عليه أن يفعلها.
“سأفعلها!”
تعهّدَ أن يفعلها، حتى لو كانَ ذلك من أجلِ نائب القائد الذي تحمّل خطأً يجعله يبدو أحمق.
“العملُ يمثّل مشكلةٌ الآن، لكن… هل يجبُ أن أقول إنّه من حسنِ الحظّ أنكما مكبّلان معًا؟”
اتّكأ لاتيني على ظهرِ كرسيّه.
نظرَ إلى السّقف ثم إلى الاثنين بوجهٍ يقول إنّ الأمور سارت على ما يرام.
“على الأقل، يمكنكما النّوم معًا، أليس كذلك؟”
كان وجهه يعكس عادته في التفكير الإيجابي و الإيمان الراسخ.
تصلّبَ وجه كلّ من آيفرت و روديلا دون وعي.
وأخيرًا، احمرَّ وجه روديلا كثيرًا.
“ماذا… لا؟”
عندَ رؤية ردّ فعلهما، فتحَ لاتيني فمه مذهولًا.
هذهِ كارثةٌ حقيقيّة؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 26"