“إذا تجوّلنا هنا و فتّشنا، سيثيرُ ذلكَ الشّكوك فقط. علينا أن نراقب تحرّكاته بهدوء ونتدخّلَ عندَ الحاجة فقط.”
نشر آيفرت خريطة المدينة.
“المدينة لَها ثلاثة مداخل. اثنان منها يُغلقان بعد السّاعة السادسة مساءً.”
كانت السّاعة الآن الخامسة وتسع وأربعون دقيقةً مساءً.
لن يقومَ شخصٌ مثل صاحب الوجوه الألف بفعلٍ يجذب الانتباه لاختراقُ الممرات المغلقة، لذا كان الجواب واضحًا: مدخلٌ واحدٌ فقط.
أنهى آيفرت شرحه بإيجاز وتحدّث:
“سنفعل هكذا.”
أشارَ إلى داخل المدينة.
“للتّعامل مع المتغيّرات، سأبقى أنا و السيّدة سيفريك و السّاحر فيليكس في المدينة على أهبة الاستعداد.”
كانَ فيليكس هو اسم ذلكَ الساحر الثّرثار.
“والباقون سينتظرون خارجَ هذا الباب.”
أشارَ إلى الباب الذي من المرجّح أن يخرج منه صاحب الوجوه الألف إذا غادرَ المدينة.
“مفهوـ!”
بينما كانَ الفرسان على وشك الردّ بصوتٍ عالٍ، رفع آيفرت يده لإيقافهم.
“بهدوء.”
“…وم!”
كانوا فرسانًا مطيعين.
* * *
في المساء، بدأ صاحبُ الوجوه الألف بالتحرّك أخيرًا بعد أن استمتع بوجبة عشاءٍ مريحة.
بعد أن تناول حلوىً محدودة الإصدار باهظة الثمن، غامسًا إياها في نبيذٍ فاخر، وبعاداته الغريبة والباهظة، اتّجه نحوَ الباب و يداه خلفَ ظهره.
كما توقّعت روديلا، كانَ الباب الذي يسمح بالدخول والخروج بعد السّاعة السادسة.
“التالي.”
كانَ الحرّاس يفتّشون الدّاخلين فقط دونَ الخارجين عادةً، لكن كان لديهم سببٌ لفحص الخارجين بعناية هذه المرّة.
[مطلوب: صاحب الوجوه الألف]
كانوا يقارنون النّاس برسومات المطلوب.
بالطّبع، بما أنّ صاحب الوجوه الألف كان يغيّر مظهره باستمرار، كان هناكَ أكثر من سبعة رسومات، مما جعلَ الحرّاس يشعرون بالدّوار.
لم يبدُ صاحب الوجوه الألف متوتّرًا على الإطلاق.
“هذا هو.”
همسَ السّاحر فيليكس بهدوء من داخل مبنى الحرّاس القريب حيثُ كان يراقبه.
“ذلكَ الرّجل ذو الرداء الأزرق الداكن و النظارات و الشّعر البنيّ؟”
سألَ آيفرت بصوتٍ خافت للتأكّد، فأومأ فيليكس.
“نعم! عندما كدنا نقبضُ عليه المرّة الماضية، وضعتُ جهاز تثبيط القوّة في الأصفاد. تدفّق القوّة السحريّة التي استخدمها لفكّها يتطابق معه.”
مهما غيّرَ صاحب الوجوه الألف مظهره، لا يمكنه تغيير تدفّق قوّته السحريّة الفريد.
كانَ هو بالتأكيد.
“حسنًا، سأذهب.”
تحدث آيفرت و أخذَ الأصفاد السحريّة من فيليكس.
“ابقيا هنا.”
أومأ فيليكس، لكن روديلا لم تفعل.
“ستذهب لتحطّمَ شيئًا مرّةً أخرى؟”
يبدو وجهه جاهزًا للقتالُ مهما حدث.
“على أيّ حال، ساحة المعركة قريبة. و…”
نظرَ إلى روديلا وأشار إلى الأرض.
“هذا المبنى هو الأغلى في هذه المنطقة.”
“…..”
هل كانَ يحطّمُ الأشياء بناءً على سعرها؟
هل كانَ يختار الأغلى ليحطّمها حتّى الآن؟
بينما كانت روديلا على وشكِ رفع حاجبيها، قال:
“لأنّكِ هنا، لا أظنّني سأحطّمُ شيئًا.”
آه! ابتلعَ فيليكس إعجابه وحوّلَ نظره إلى مكانٍ آخر، و وجهه محمرّ قليلاً.
أمّا روديلا ، فقالت:
“نجاحكَ هذه المرّة، فلنجعله جزءًا من الخطّة.”
ردّت بجديّة.
نظرَ آيفرت إليها، ضحكَ، ثم خرج.
* * *
اعتقدَ صاحب الوجوه الألف أنّ خطّته سلسة.
كانَ يتجوّل بمظهرٍ غير ملفت، ولم يتسبّب في أيّ مشاكلٍ في هذه المدينة، فلم يكن هناك سببٌ لمطاردته.
بعد تغييرِ مظهره، تمكّن من خداع فرق البحث الإمبراطوريّة، لذا كانَ يخطّط للذهاب إلى مكانٍ هادئٍ قريبٍ لتغيير مظهره مرّةً أخرى.
بعد تغييرِ مظهره تمامًا، كان ينوي الاستمتاع بأمرٍ ممتعٍ في مكانٍ لم يتوقّعه فريق البحث.
عندها، سيهرعونَ متأخّرين كالعادة، يفتّشون الموقع، ويحصلونَ على رسمٍ جديد له.
بينما يكونُ قد غيّر مظهره مرّةً أخرى.
“أغبياء.”
لم يخطر بباله أنّ الأصفاد السحريّة التي فكّها ستترك أثرًا، فكانَ في حالةٍ مرتاحة.
لذلك…
“…..”
بعد خروجه من المدينة بقليل، شعرَ بقشعريرةٍ تجتاح جسده وتفادى شيئًا بشكلٍ غريزي، كان ذلكَ تقريبًا بمحض الحظ.
―بوم!
تحطّمَ المكان الذي كان فيه قبل لحظات، حيث انخفضت الأرض أكثرَ من مترٍ في انفجارٍ هائل.
مِن بين الغبار، نهضَ رجلٌ بزيٍّ شعبيّ، لكن لا يمكن إخفاء مظهره النبيل.
“فارس؟”
كانَ واضحًا أنّ مَـنْ يَظهر بهذه الجرأة و يحجب طريقه هو فارس.
لكن، هو ليسَ مِن فرقة الفرسان الحمر الذين يهربون بسرعة…
“فرقة الفرسان الزّرق. بل…”
استنتجَ صاحب الوجوه الألف هويّة الفارس بسرعة.
مع قوّةٍ و طاقةٍ كهذه…
“نائب القائد؟”
لم يكنْ الأمر يستحقّ الردّ، فواصلَ آيفرت أرجحة سيفه.
―هوو!
مع ريح السيف، انحنت شجرةٌ بعيدة كما لو كانت ستنكسر.
تفادى صاحب الوجوه الألف بالكاد و قفزَ إلى الخلف.
كان ينوي التوجّه إلى مكانٍ مزدحم.
―تاك! تاك! تاك!
لكن المدينة كانت قد أُغلقت بالفعلِ من قِبلِ الحرّاس الذين سدّوا الطّرق بدقّة.
وخرجت فرقة الفرسان الزّرق المختبئة لتحيطَ به.
“…..”
تقوّست شفتا صاحب الوجوه الألف.
“حصار.”
ليس الحصار الأوّل له.
نظرَ إلى فرقة الفرسان الزّرق والحرّاس بالتناوب، ثم استدار فجأةً نحو الحرّاس.
“…..”
كانَ يخطّط للتوجّه إلى المنطقة المزدحمة لتغيير مظهره.
―هوو!
لأنّه يعلمُ أنّ الانجراف في ريح السّيف المشحون بالطاقة سيؤدّي إلى تمزّق جسده.
أطلقَ آيفرت ريح سيفٍ أخرى بسرعة، لكن…
―طن!
خلال تلكَ اللحظة، صنع الرجل درعًا سحريًا صغيرًا وصدّ ريح السيف قليلاً.
ثم استخدم قوّة الريح ليطير و يصطدم بمبنى الحرّاس.
“ماذا؟”
تفاجأ الفرسان.
كانَ ذلكَ المبنى هو مبنى الحرّاس حيث توجد روديلا.
اندفع آيفرت إلى هناكَ دونَ تفكير، غير مدركٍ لتغيّر تعبيره.
―بوم!
تركَ صاحب الوجوه الألف ثقبًا بحجم جسده فقط، لكن آيفرت لم يفعل.
انهارَ سقف المبنى تقريبًا.
بينما اخترقَ المبنى، فكّـرَ آيفرت:
لقد اصطدمَ الرّجل بالطّابق الثالث.
كانت روديلا في الطّابق الثاني، وبحسبِ طباعها، كانت ستنزل إلى الطابق الأوّل فور إدراكها للوضع.
لذا، حتّى لو تحطّم الطابق الثالث و السطح، يجب القبض عليه قبل أن ينزل.
“آه؟”
لكن ما أغفله هو أنّ صاحب الوجوه الألف رأى وجهه.
وكشفَ تعبيره المذعور غير المعتاد عن معلوماتٍ غير متوقّعة.
كانت شائعة أنّ مسؤولة الشؤون الإدارية الجديدة لفرقة الفرسان الزّرق هي خطيبة نائب القائد، وأنّهما دائمًا معًا، قد انتشرتْ على نطاقٍ واسعٍ من خلال دعمهم للمواطنين.
وكانَ صاحب الوجوه الألف يتذكّر تلكَ الشائعة.
“تلكَ المرأة في هذا المبنى، أليس كذلك؟”
يُـقال إنّه يهتمّ بها كثيرًا، فكيفَ سيكون تعبيره إذا رأى المرأة التي يحبّها مقطوعة الرأس؟
―بوم!
اخترقتْ قوّة صاحب الوجوه الألف، المشحونة باللذة ، الأرضية مباشرةً.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 24"