ردّ آيفرت و كأنّه كان ينتظر هذا الاختيار، ثمّ أخرج ورقةً أخرى.
كانت هذه المرّة رسمًا لبدلة رجاليّة، بـدت وكأنّها مصمّمة خصيصًا لتتناسق مع فستانها.
“لقد أعددتُ هـذه لي.”
“هل كنـتَ تعلم أنّني سأختار هذا؟”
نظرت روديلا إليه بدهشة.
أعـاد آيفرت الورقة إلى مكانها، و بعد لحظة تفكير قال:
“كنـتُ متأكّدًا بنسبة 95%.”
“يبدو أنّـكَ تعرف ذوقي أفضل منّي.”
شعرت روديلا و كأنّها أنجزت بالفعل شيئًا كبيرًا لهذه المأدبة.
بالطبع، كلّ الفضل يعود إلى آيفرت.
“شكرًا―”
“لقد كِـدتُ أقـع في حبّك.”
في تلك اللحظة، تذكّرت ما قالته في المأدبة السابقة.
يا إلهي، ما الذي كنـتُ أهذي بـه؟
أرادت روديلا أن تدفن وجهها بين يديها.
سألها آيفرت:
“إذن، هل ستُغرمين بي هـذه المـرّة أيضًـا؟”
“ماذا؟”
شعرت روديلا و كأنّ ذهنها أصبح فارغًا تمامًا.
وجهه المرح، الذي كانت تراه كثيرًا قبل أن تصبح الأمور محرجة، كان مألوفًا و غير مألوف في الوقت ذاتـه.
لم يستطع فمها المتصلّب أن يـردّ بردّ طبيعي.
“كيف يبدو الأمر؟”
اقترب آيفرت قليلًا، و عيناه الزرقاوان تحملان ابتسامة خافتة.
كيف أردّ؟ كيف يمكنني الردّ بحيث أبدو طبيعيّة؟
تمنّـت ألّا تُكشف أفكارها المتسارعة على وجهها، و حاولت التظاهر بالهدوء.
ثمّ قالت ببرود مصطنع:
“يبدو أنّني سأغرم بـكِ كالعادة.”
هكذا يفترض أن أردّ، أليس كذلك؟
“……”
“……”
عـمّ صمـت غريب.
هل أخطأتُ؟
لكنّها شعرت أنّ هذا ما كانت ستقوله عادةً.
المشكلة أنّها لم تكـن في حالتها الطبيعيّة الآن.
كان الردّ أصعب بعد أن قالته من قبله.
― نبض، نبض.
بعد أن تكلّمت، تسارعت دقات قلبها بجنون.
حاولت تجنّب النظر إلى آيفرت بسببِ شعورها بمزيج من الإثارة و الخوف.
و ماذا عنـكَ؟
أنًتَ، الذي تجمع الأوراق بوجهكَ المرح المعتاد، كأنّ شيئًا لم يحدث.
شعرت و كأنّ إثارتها سقطت من السحاب إلى الأرض.
شعرت و كأنّ قلبها يُعتصـر.
أنـتَ دائمًـا ثابـت، لا أفهمـكَ، وهذا يجعلني قلقة.
أتمنّى أن ترى شيئًا مختلفًا فـيّ هذه المرّة.
أنـتَ الذي تبتعد ثمّ تقترب فجأة، لا أعرف حقًا ما الذي تفكّر فيـه.
أنا لا أفهمـكَ.
تنفّست روديلا بعمق.
* * *
“إذن، جلالته حقًا بخير؟”
“أليس هذا سبب إقامة هذه المأدبة؟”
“لكن، إذن، من أين جاءت تلكَ الشائعة؟”
“أليس واضحًا أنّ الدّوق بينريكس الخبيث هو مَـنْ نشرها؟”
في يوم المأدبة الإمبراطوريّة، لم يتمكّن معظم أعضاء الفصيل الأرستقراطيّ من الحضور، بالطبع.
لم يجرؤ حتّى أولئك الذين كانوا على علاقة وديّـة أو علنيّة معهم، و الذين لم تثبت إدانتهم، على إظهار وجوههم.
“كانت علاقة تجاريّة بحتة!”
بالطبع، كان هناك مَـنْ حضر من الفصيل الأرستقراطيّ و هم يدّعون ذلك.
كان ذلكَ ممكنًا لأنّ الدّوق بينريكس أبقى خطة التمرّد سرًا لضمان نجاحها، فلم يكـن بعضهم على علم بها.
لكن حتّى هؤلاء، الذين حضروا بثقة مفرطة، تـمّ استقبالهم بنظرات حذرة من أعضاء فصيل الإمبراطور.
“مرحبًا؟”
اضطرّوا إلى الجلوس في زاوية قاعة المأدبة.
كان هذا مصير مَـنْ دعموا بسريّة شخصًا غير الإمبراطور من أجل مصالحهم.
كان عليهم إظهار ولاء أعمق و أصدق ممّا أظهروه للفصيل الأرستقراطيّ ليعودوا إلى دائرة النبلاء المركزيّين.
“في الحقيقة، كان من الصعب المشاركة في الدوائر الاجتماعيّة المركزيّة مؤخرًا، أليس كذلك؟”
على النقيض، لم يكن هناك مأدبة أكثر راحة من هذه بالنّسبة لنبلاء الفصيل المحايد و فصيل الإمبراطور.
“كم كانت التفرقة شديدة! كانوا يطالبوننا بإحضار قلادة ألماس فقط لمجرد تخطّي عتبة الدائرة الاجتماعيّة!”
“هل حقًا طالبوا بذلك علنًا؟”
كشفت هذه المحادثات عن الأوضاع المزرية للدوائر الاجتماعيّة للفصيل الأرستقراطيّ.
“هناك أماكن أخرى تطالب بمثل هذه الأشياء…”
“يا إلهي، كنتُ أظنّ أنّها عادة، لكن يبدو أنّها بدأت من الفصيل الأرستقراطيّ ؟ يجب إلغاؤها بالتأكيد.”
وهكذا، كانت الأجزاء الفاسدة في الإمبراطوريّة تتساقط من تلقاء نفسها.
تصاعدت الأجواء عندما دخل أبطال هذه الأحداث، الذين أوقفوا المؤامرة و حموا الإمبراطور، إلى قاعة المأدبة.
“الدّوق آيفرت رويدن و الكونتيسة روديلا سيفريك يدخلان!”
“آه…!”
تحوّلت أنظار الناس بسرعة نحو مدخل القاعة.
― طق، طق.
ومضت أحذية فضيّة لامعة من تحت طرف فستان أزرق.
تحت شعرها الأسود المتعرّج حتّى خصرها، بدت ذراعها الرقيقة، رغمَ قوتها مقارنة بالعاملين المكتبيين، هشّـة إلى جانب قامة الرجل الواقف بجانبها.
آيفرت، الرجل، ضيّـق عينيه كأنّ النظرات المسلّطة عليه تزعجـه.
و مع ذلك، كان يتزامن تمامًا مع خطوات روديلا السريعة مقارنة بالأشخاص العاديين.
“لقد دخلا.”
أعجب الناس بهما.
على الرّغمِ من انشغالهما بمهام ما بعد الحادث، بـدا الاثنان متألّقين رغمَ الإرهاق.
ربّما كان ما يبدّد تعبهما هو النظرات التي يتبادلانها.
كانت النظرات التي كانت تبدو متعبة أو باردة تجاه الآخرين ترتسم بابتسامة حلوة عندما تتجـه نحو وجه الآخر.
“….”
لكن الغريب أنّهما عندما يواجهان بعضهما مباشرة، بـدا عليهما التحفّظ بشكلٍ غير متوقّع.
قبل أن يتمكّن الناس من التساؤل عن ذلك،
“رئيسة الوزراء أميريس تدخل!”
ظهرت أميريس، التي نادرًا ما تحضر المآدب، ببدلة بسيطة و نظّارتها المميّزة، كأنّها ذاهبة إلى العمل. لكنّ مَـنْ يعرفونها جيدًا أُعجبوا بمظهرها .
“لم أرَها تضع أقراطًا بهذا التألّق من قبل. مهلًا، ذلك الخاتم لمَـن؟”
لاحظت روديلا خاتمًا على إصبع أميريس.
‘هل كانت تملك مثل هذا الخاتم؟إنّـه ليس أسلوبها.’
ثمّ،
“جلالة الإمبراطور يدخل!”
دخلَ الإمبراطور برفقة قائد الفرسان الزّرق لاتيني، لتصل الأجواء إلى ذروتها.
بابتسامة ودودة، تبادل الإمبراطور النظرات مع النبلاء واحدًا تلو الآخر، كأنّه يؤكّد أنّه بخير.
“جلالة الإمبراطور!”
كان هناك العديد من النبلاء الذين شعروا بالراحة الصادقة و هم ينحنون له.
لم يجرؤوا على الهمس أمام الإمبراطور، لكنّ أفكارهم كانت متشابهة: من حسن الحظّ أنّ دوق بينريكس لم يستولِ على السلطة الإمبراطوريّة، و أنّ الإمبراطور بخير.
صعـدَ الإمبراطور إلى المنصّـة و قال:
“كانت الإمبراطوريّة في حالة اضطراب مؤخرًا. كانت الأجواء متوترة، و كثيرون عانوا في صمت.”
“أُصيب العديدون، و اضطربت الإمبراطوريّة مع اعتقال مَـنْ كانوا يُسمّون أنفسهم بالفصيل الأرستقراطيّ. لكن…!”
نظر إلى النبلاء بنظرة جادّة و واضحة.
“أؤمن أنّ هذه عمليّة استئصال الفساد من الإمبراطوريّة. طالما أنا بخير و هؤلاء الأوفياء بخير، هل يمكن أن تنهار الإمبراطوريّة؟”
ومع صوته القوي، رمشت روديلا بعينيها.
‘هل كان دائمًا بهذا الكاريزما؟’
بالطبع، أدركت يوم التمرّد أنّ الإمبراطور يختلف كثيرًا عمّا يُشـاع عنـه.
لو كان كما تروّج الشائعات، لكان مختبئًا في البرج الشمالي خائفًا دونَ أن يعرف ماذا يفعل.
لكنّ الإمبراطور، حتّى وهو محتجز هناك، كان يتابع الأوضاع الخارجيّة.
‘ربّما هو أكثر حسمًا ممّا نشرته شائعات الفصيل الأرستقراطيّ.’
“يبدو أنّ رئيسة الوزراء هي مـنْ كتبت له النصّ.”
“هيه!”
قرصت روديلا جانب آيفرت.
في هذه الأثناء، كان خطاب الإمبراطور المهيب يقترب من نهايته.
“لذا، أقيم هذه المأدبة للجميع. من أجل إمبراطوريّة جديدة!”
“من أجل الإمبراطوريّة!”
رفـعَ الجميع كؤوسهم عاليًا، و بدأت المأدبة.
و بعد وقت قصير من بدء المأدبة، تلقّـت روديلا رسالة غامضة.
“…؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 125"