كانت المعلومات الثمينة تتدفّق بسلاسة من فم الماركيز شوان، تاركةً التساؤل حول ما إذا كان اختيار آيفرت صائبًا حقًا.
لقد كشف عن الطريقة التي حاولَ بها الدّوق بينريكس إرسال قاتل مأجور لاغتيال الإمبراطور، و عن كيفيّة إقناعه للحرس الإمبراطوري و فرسان الحراسة، وعن الأفعال التي قام بها للإطاحة بروديلا سيفريك و آيفرت رويدن.
ثمّ أضاف:
“لم يذهب أيّ قاتل إلى قصر رئيسة الوزراء الأوّل! الدّوق بينريكس هو مَـنْ أمرَ فرسان الحرس أن يقولوا ذلك!”
“هذا كلام لا يُصدَّق!”
صاحَ الدّوق بينريكس بنبرة غاضبة.
“سأجعلكَ تدفع ثمن إزعاجكَ لجلالة الإمبراطور بكلام لا دليل عليه!”
لكنّ الماركيز شوان، الذي أدركَ أنّه قد قطـعَ علاقته تمامًا مع الفصيل الأرستقراطيّ، ردّ بحـدّة:
“لا دليل؟ يمكنني ذكر أسماء فرسان الحرس المعنيّين! بل إنّ هناك أشخاصًا موجودين في هذه القاعة و هم على علم بهذا المخطّط !”
عندها، بدأت أنظار بعض النبلاء تتقلّب باضطراب.
كانوا، بالطبع، من المقرّبين له.
و من الواضح أنّ أسماء هؤلاء قد وصلت بالفعل إلى آذان آيفرت و الإمبراطور.
“و أمّا الأداة السحريّة، فقد اشتراها الدوق بينريكس بكميّات كبيرة من ورشة عائلة لوكمور بحجّة إنشاء منجم!”
“و هل إنشاء منجم في أراضيّ جريمة؟”
صرخَ الدّوق بينريكس .
عندها، أخرج آيفرت أداة سحريّة من جيبه و رفعها أمام الجميع.
“هل تُنشئون منجمًا في القصر الإمبراطوري، يا بينريكس؟ كيف ستفسّر هذه الأداة المتفجّرة التي كانت بحوزة القاتل المأجور الذي حاول اغتيال جلالته؟”
توقّف الدّوق بينريكس للحظة.
في تلكَ اللحظة، صاح إدمور لوكمور، رئيس الورشة، بانفعال:
“لحظة! ورشة لوكمور لا علاقة لها بهذا!”
التفت الإمبراطور نحـوه و قال:
“سنحتاج إلى تحقيق، لكنّني أثـق بكَ، يا سيد لوكمور. لقد وصلتنا شهادات بالفعل.”
أضافت روديلا:
“كلّ ما عليكَ، يا سيدي، هو تأكيد ما إذا كان مصدر طلب هذه الأدوات السحريّة هو الدّوق بينريكس، و ما إذا كانت هذه الأدوات صنعت في ورشة لوكمور لأغراض المناجم.”
أخـذت روديلا الأداة السحريّة من آيفرت.
مـدّت يدهـا، فأخرج آيفرت أداة أخرى و سلّمها إيّاها.
كانت الأداتان السحريّتان، المعطّلتان الآن لمنع انفجارهما، إحداهما بحوزة القاتل المأجور، والأخرى كانت على السفينة التي شهدت أزمة الرهائن.
لا أحد يعلم متى تـمّ جلبها، لكنّ رائحة البحر الواضحة التي تفوح منهما كانت دليلاً كافيًا.
قالت روديلا:
“إحداهما جاءت من السفينة التي أمـرَ الدّوق بينريكس بتفجيرها، و الأخرى وُجدت مع جثّـة الشخص الذي تجرّأ على محاولة اغتيال جلالته.”
سلّمت روديلا الأداتين إلى إدريان روكمور، الذي بدأ يفحّصهما بعناية.
قال:
“هذه بالفعل من صنع ورشتنا. لم تطلب أيّ عائلة أدوات متفجّرة في الآونة الأخيرة سوى عائلة بينريكس.”
في تلك اللحظة، أصبحت التهمة واضحة تمامًا.
تحوّلت أنظار الجميع نحو الدّوق بينريكس.
كان زعماء الفصيل الأرستقراطيّ ، الذين دخلوا قاعة العرش بوجوه هادئة تخفي ثقتهم، يبدون الآن مضطربين.
في المقابل، كان أعضاء الفصيل المحايد و فصيل الإمبراطور يبدون مرتبكين لكنّهم غاضبون.
التعليقات لهذا الفصل " 122"