عدد فرقة الفرسان الحمر هناك كان أكبر بكثير من السّور الخارجي.
كانوا يتجمّعون تدريجيًا حول البرج الشمالي بينما يقتربون بحذر كما لو كانوا يحرسون، لكن مَـنْ يدري متى سيشهرون سيوفهم على البرج؟
―بام!
بعد عدّة أصوات قصيرة و خافتة، أفقـدَ آيفرت بعض أفراد فرقة الفرسان الحمر وعيهم مؤقتًا، و اقترب من البرج الشمالي.
“افتحي عينيـكِ.”
همـسَ لها بهـدوء.
فتحت روديلا عينيها و نظرت حولها.
وضعها آيفرت أرضًا و قال بينما كانت تسأله بعينيها عن المكان:
“نحن في مستودع شرق البرج الشمالي. الممـرّ مكتظ بالفرسان، لذا لا يمكننا الذهاب من الطريق العادي، بل عبر ممـرّ سري.”
دفع جدارًا في جانب المستودع برفق، فانكشف ممـرّ سريّ بهدوء.
اتّسعـت عينـا روديلا.
‘كيف يعرف مثل هذه الأشياء؟’
خشيت أن يُسمـع صوتها خارجًا، فأشارت إلى الممـرّ و مـدّت يـدها في إيماءة استفهام.
فهم آيفرت ما تريده و قال:
“لماذا تظنّين أنّ رويدن موجود في القصر الإمبراطوريّ؟ هيّا بنا.”
“…؟”
نظرت روديلا إليه و هو ينحني ليدخل الممـرّ السري، وهي تومئ بعينيها.
‘ما معنى هذا الكلام؟’
‘هل أُرسلوا ليكتشفوا الممرّات السريّة؟’
الآن، تُستخدم هذه المعلومات لأغراض حسنة (؟)، لكنّها بالتأكيد ليست أخبارًا ستسـرّ الإمبراطور.
―طق، طق…
حاولت روديلا ألّا تصدر صوتًا حتّى من احتكاك ملابسها في الممرّ السري، لكنّها لم تتمكّن من السير بصمت تامّ مثل آيفرت.
لكن، في البرج الشمالي الصاخب بأصوات أحذية الجنود، لم يكن ذلكَ يُعتبر ضجيجًا يُذكر.
“من هنا.”
سار آيفرت في الممرّات السريّة المتشعّبة دونَ أي تردّد، كما لو كان يتجوّل في قصـره الخاص.
بعد صعود طويل، قفـزَ فجأةً خارج الممـرّ.
بدا المكان مرتفعًا بعض الشيء، فأمسك آيفرت بروديلا و قال:
“الطابق الثالث قريب، عند الدرج مباشرة.”
تحقّق من المناطق المحيطة و تأكّـد من عدم وجود أيّ أصوات أشخاص خارج الباب.
“……؟”
لكن، عندما لم يسمع أيّ حركة، شعر بالريبة، ففتح الباب بحذر و ألقى نظرة إلى الخارج.
ثمّ ضيّـق عينيه.
شعرت روديلا بتوتّـره الصامت، فنظرت إليه.
‘مـاذا؟’
سألت بشفتيها فقط، فتمكّـن آيفرت، رغمَ الظلام، من قراءة حركة شفتيها و قال:
“لقد دُمّـر الدرج المؤدّي إلى الطابق الثالث تمامًا و أصبح مغطّى بالأنقاض. لا يمكننا الصعود بالطريق العادي.”
هذا يعني أنّ الدرج انهار بعد أن صعد الإمبراطور، أي أنّهم قرّروا عزل الإمبراطور و قتلـه.
“إذن؟”
سألت روديلا بهمس.
نظـرَ آيفرت إلى الأصفاد و فكّـر قليلاً، ثمّ قال:
“يمكننا الدخول من النافذة، لكن إذا حملتـكِ، قد يُصاب ظهركِ بشيء يطير نحونـا.”
لكنّـه في نفس الوقت لا يمكنـه حملها بين ذراعيه…
أرادت روديلا أن تسألـه إن كان ظهره هو الآخر سيكون بخير، لكنّها لم تتمكّن من الهمس بهذا السؤال، فتخلّـت عن فكرة السؤال.
“بدلاً من ذلك، سأذهب أوّلاً. ثمّ إذا قفزتِ من النافذة، سأجعل هذه…”
تقلّصت الأصفاد فجأة.
“…..!”
التصقت روديلا بآيفرت فجأة، ففوجئت بالحركة غير المتوقّعة.
―دوم، دوم.
بينما كان قلبٌ غير معروف اذا كان ينتمي له او لها ينبض بقوّة ، قال آيفرت:
“سأمسك بـكِ.”
كان يعني أن تقفـز إلى الفراغ خارج النافذة.
نظـرَ إليها بعينيه الزرقاوين بثبات أكثر من أيّ وقت مضى.
أمسكت روديلا قبضتها بقـوّة دونَ أن تشعر.
أدركت، بعد كلامـه، أنّ صوت القلب القوي الذي كانت تسمعُه كان ينتمي إليهما معًـا.
كانا ملتصقين، لهذا أدركت ذلك.
على عكسِ قلبها الذي هدأ بسبب كلام آيفرت، كان قلب آيفرت يخفق بشكلٍ أسرع و أقوى.
نفس النبض القوي الذي شعرت به على ظهر الحصان.
“……”
‘قبل قليل ، قلـتُ إنّ لـديّ الكثير من الأسئلة’
أرادت روديلا أن تؤجّـل كلّ الأسئلة الأخرى و تسأل:
‘هل قلبـكَ يخفق عندما تنظر إليّ؟’
‘هل يخفق… بالمعنى نفسه الذي يخفق به قلبي؟’
أرادت أن تطرح هذا السؤال.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 117"