في هذا السياق، لم تكن فرقة الفرسان الحمر قادرة على إخضاع لاتيني حتى و إن هاجمتـه بأعداد كبيرة، لكن لاتيني كان مختلفًا.
― باك!
فجأة، انتزع غمـد سيف من أحد الفرسان الحمر وضرب ساق أحدهم، ثم دار دورة كاملة ليضرب ظهر آخـر.
“أغغ!”
في لحظة، سقطَ اثنان على الأرض.
وفي تلكَ الفجوة، حاولَ بعضهم تسلّق الجدار، لكن…
― هووونغ!
ألقى لاتيني الغمـد الذي كان يحمله، فأوقفهم في مسارهم.
― باك!
مع صوت خفيف يثير الدهشة لدرجة يصعب تخيّل أنّـه صدرَ من إنسان، سقط الذين حاولوا تسلق الجدار.
كانوا يتنفسون، لكنهم غير قادرين على النهوض.
“عليكم الدّخول بأي وسيلة! نحن الأكثر عددًا!”
عندما بدا أن الموقف يزداد سوءًا، صرخَ فارس من الفرسان الحمر.
ردّ لاتيني ببرود:
“حتى الوحوش كانت تقول هذا.”
كان يريد التأكيد على أنّـه دائمًا ما كان يواجه أعداء كثيرين بعدد قليل، لكن بالنّسبة للفرسان الحمر، المعتادين على أسلوب النبلاء، بـدا كلامه و كأنّـه يقارنهم بالوحوش.
“إنّـه يقارننا بالوحوش…!”
“هاه؟”
لم يكن ذلكَ قصـده أبدًا.
بينما تراكم سوء التفاهم، استمرّ لاتيني في التحرك بثبات.
― باك! بوك! بيك!
كم من الوقت رنّ صدى الضربات التي بـدت أقرب إلى الضرب المبرح منها إلى إخضاع فرقة فرسان؟
― ثود!
مع سقوط آخر فارس على الأرض، ألقى لاتيني غمـد السّيف بعيدًا.
هو الذي لم يتلطخ يديه بدماء، نفض يديـه النظيفتين.
“أيّهـا الفرسان هناك، تحققوا من المناطق المحيطة. هل هناك أي شخص مشبوه؟ لا أشعر بشيء، لكن عليكم التحقّق من الأمر.”
توقّف فرسان القصر لحظة عند سماع كلام لاتيني.
ثم أدرك لاتيني السّبـب متأخرًا، فأضاف:
“أطلب هذا كصديق قديم لرئيسة الوزراء.”
‘صحيح ، هم ليسوا فرساني.’
بينما شعر لاتيني بالحرج، نظرَ فرسان القصر بعيدًا نحو غرفة رئيسة الوزراء.
وفي تلكَ اللحظة، خرجت أميريس إلى النافذة و أشارت بيدهـا، فتفرّق الفرسان لتفتيش المنطقة المحيطة.
نظر لاتيني متأخرًا نحو غرفة رئيسة الوزراء.
كانت أميريس تلـوّح لـه بيدهـا أيضًا.
“لقد خرجتِ كثيرًا.”
على الرّغمِ من أن قوّة عادية لن تستطيع اختراق تلكَ النافذة، إلا أن السّهم يعتمد على مَـنْ يطلقـه.
لو أن شخصًا مثل لاتيني أطلقَ سهمًا، لكانت نهاية أميريس ستكون في تلكَ اللحظة.
“ادخلـي!”
أشارَ لاتيني بيـده. لكن أميريس، التي بدا أنها فهمت إشارته بشكلٍ خاطئ، ابتسمـت فقط.
“قلـت لكِ ادخلي إلى الدّاخل!”
وعندما لـوّح لها بحركة أكثر حـدة، رأى أميريس تنفجر ضاحكـة.
يبدو أن المعنى لم يصـل بشكلٍ صحيح.
وكما كان متوقعًا، لم يعثـر فرسان القصر على أي قاتل، بل لم يجدوا حتى شعرةً مشبوهة في القصر.
* * *
في الميناء ، كان الموقف يتصاعد بسرعة.
تـمّ الاتفاق على أن ينقل رويدن الأخبار عن حالة القصر الإمبراطوري إلى آيفرت.
بما أنّـه في طريقه، قد يستغرق الأمر وقتًا، لكن الكرة السحرية للرسائل ستجده بسهولة.
كان آيفرت و روديلا يقفان وجهًا لوجه، مع حصان آيفرت الذي جلبته فرقة الفرسان الزرقاء بجانبهما.
كان وجه آيفرت يظهر عدم ارتياح واضح.
في هذا الموقف الذي يتطلب منه الذهاب لإنقاذ الإمبراطور.
في الحقيقة، بغض النظر عن كرهه للأمر، كان القرار واضحًا.
لكن كان هناك شيء واحد يزعجه.
“لمـاذا صنـع فيليكس الأصفاد بحيث لا يمكن كسرها؟”
بالطبع، لأنه في حالات الطوارئ، قد يكسر المجرم الأصفاد.
كان هذا سؤالًا يعرف آيفرت و روديلا إجابته.
لكن آيفرت سأل عن قصد، ربّما لأنه مضطر للذهاب إلى القصر الإمبراطوري دونَ معرفة الوضع، مع أصفاد تربطـه بروديلا.
كان شعور الأصفاد الباردة حول معصمه مزعجًا.
كان بإمكانهم معرفة حالة القصر الإمبراطوري قبل الذهاب، لكن الانتظار هنا حتى وصول الأخبار سيجعل الأمور متأخّرة جدًا.
لذا، كان الوقت الحالي هو الأنسب للانطلاق.
عبـثَ آيفرت بشعره الأمامي.
“يجب أن أذهب بسبب الإمبراطور.”
كانت روديلا تعلم أن آيفرت يكره الإمبراطور، فحاولت تهدئتـه:
“فكّـر أنّـكَ ستذهب لإنقاذ الأشخاص الذين حولكَ.”
“الأشخاص الذين حولي؟”
وضع آيفرت يـده على جبهته.
“لو كنت أريد إنقـاذكِ، لكنت أرسلتكِ بالفعل إلى خارج الإمبراطوريّة.”
بدا كلامه صادقًا جدًا، مما جعل روديلا تتوقف للحظة.
لـوّح بمعصمه المقيّـد:
“لو لم تكن هذه الأصفاد اللعينة، لكنت أرسلتكِ إلى مكان آمـن منذُ زمن. هاه…”
أخرج نفسًا قصيرًا.
“كنت أتمنى لو أنّـكٌ بدأتِ جولتك الخارجية مبكرًا.”
آه.
في تلكَ اللحظة، شعرت روديلا وكأن قلبها يهوي فجأة.
على الرّغمِ من أنها هي مَـنْ قررت الذهاب.
لكن كلمات آيفرت التالية كانت مختلفة عن توقعاتها.
“لكان ذلكَ أكثر أمـانًا لكِ.”
شعرت أنّ قلبها الغارق في الحزن قد طفـا و أصبح أخفّ في لحظة.
نظرت روديلا إلى عينيه الزرقاوين كما لو كانت تحاول استكشافهما.
منذُ أن أدركت مشاعرها، كانت العقلانية التي قامـت ببنائها بعناية تنهار كقلعة رملية كلما رأت آيفرت.
ما هذا الشعور بالضبط؟
ما الذي يفكّـر فيه بخصوصي حقًا؟
تدفّقـت الأفكار كالأمواج، مما جعلَ عقلها مشوشًا.
بينما كانت روديلا تخفي أذنيها المتورّدتين بشعرها، قال آيفرت:
“لننطلق.”
بدلًا من قول المزيد، صعـدَ آيفرت على الحصان.
تأرجحت السلسلة التي تربطهما بقوّة مرة واحدة.
* * *
قـرّر أهل رويدن اتباع الاثنين.
“هل هؤلاء… قوّات رويدن؟”
عندما سألت فرقة الفرسان الزّرق ، التي صادفت جنود رويدن الذين خرجوا على عجل، لم تذكر روديلا للفرسان أنهم قوات سرية، نظرًا لطبيعة الموقف.
“نعم.”
عند ردّ روديلا، نظرت فرقة الفرسان الزّرق إلى جنود رويدن، الذين كانوا يرتدون ملابس متنوعة، وسألوا:
“إذن، هـم معنا، أليس كذلك؟”
كان واضحًا أنهم يتظاهرون بالسذاجة.
فمن الواضح أن هؤلاء لم يكونوا جنودًا مدربين تدريبًا نظاميًا، لأنهم لا يرتدون زي الفرسان.
كانوا يعنون أنهم سيتجاهلون الأمر.
لكن آيفرت أكّـد:
“إذا ساءت الأمور و تـمّ القبض عليكم، قولوا إنكم تحركتم بأمر نائب القائد، و ليس بأمرٍ دوق رويدن.”
كان ذلك احتياطًا في حال استولى الدّوق بينريكس على السّلطة الإمبراطورية.
أومأ الفرسان الزرق، لكنهم لم يبدُوا وكأنهم سيخونون آيفرت بهذه السهولة.
في تلكَ اللحظة، قال آيفرت:
“سيحاول أشخاص رويدن في القصر الإمبراطوري كسـب الوقت.”
كان من المدهش أن يتحدّث بوضوح وهو يمتطي حصانًا يجري بسرعة.
أما روديلا، التي لم تكن تمتلك مثل هذه المهارة، فانحنت نحوه لدرجة انّها تكـاد تكون متشبثة بـه ثمّ أدارت رأسها قليلًا لتنظر إليه.
لم تكن متأكدة إن كان هذا الارتجاف ناتجًا عن حوافر الحصان، أم من دقات قلبها، أم من دقات قلب آيفرت.
“لكن أعدادهم ليست كبيرة، لذا فالوضع ليس جيّدًا.”
على أي حال، كان هذا يعني أن هناك أشخاصًا تـمّ زرعهم هناك.
أوقفت روديلا أفكارها المعقدة.
“ألا يجب أن نُسرع أكثر؟”
سألت وهي تعانق آيفرت بقوة.
وفقًا للمعلومات التي تـمّ جمعها، تلقت كل من فرقة الفرسان الحمر و الزّرق أوامر بالتجمع في القصر الإمبراطوري.
في هذه الأثناء، توجّـه جزء منهم إلى القصر، مما يعني أن الباقين لا يزالون متجهين إلى القصر الإمبراطوري، وعلى الأرجح انّهم سيصلون إلى القصر قبلهما.
ومن المؤكد أن لديهم نوايا سيئة.
“إذا ركضنا بسرعة أكبر ، سيتعب الحصان.”
كان هناك نبرة من القلق في صوت آيفرت.
أرادت روديلا أن تنظر إليه مرّةً أخرى.
في تلكَ اللّحظة ،
― بيي!
اقترب طائر من بعيد بسرعة نحو آيفرت.
كانت كرة الرّسائل السّحرية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 116"