كانت الأصفاد هي نفسها التي أظهرها آيفرت لروديلا قبل دخولها، قائلاً: “إذا أردتِ، قيّديني أنا بدلاً من ذلك”.
“ما هذا…”
ما الذي يفكّر فيه ليستخدم أصفادًا في الهروب؟
تقييد معصمها سيُعيقها أكثر.
بالطبع، كانت هذه الأصفاد قد تـمّ تحسينها كثيرًا مقارنة بتلكَ التي استخدمتها سابقًا.
كان فيليكس هو الوحيد القادر على صنع المفتاح، لكن يمكن الآن تعديل طول الأصفاد.
يبدو أنّها مُصممة لتتّصل بشعار فرقة الفرسان الزّرق أو شيءٍ من هذا القبيل.
نظرت روديلا إلى آيفرت بعينين متسائلتين، فأشار بنظره إلى ذراعها.
كان يعني أنّ الحبل خطير.
“…لو لم تُصـب ذراعي.”
بالتأكيد، إذا جرفتها التيّارات بهذه الحالة، لن تتمكّن من السباحة جيدًا.
―كليك!
في تلك الأثناء، رأت آيفرت وهو يُكمل تقييد معصمـه و يعدّل الطول.
“أنا سعيد لأنّني سأكون ملتصقًـا بـكِ.”
توقّفت روديلا للحظة عند كلامه الذي خرج بهدوء.
هل قال هذا لأنّ النبلاء موجودون؟
لكن كان صوته منخفضًا جدًا بحيث لا يسمعـه الآخرون.
مرّةً أخرى، شعرت بالحيرة.
في اللّحظة التي زفرت فيها روديلا، تابع آيفرت:
“قلتِ إنّكِ لا تحبّيـن أن أتجنّبـكِ، أليس كذلك؟”
“…..!”
هذه المرّة، كانت كلماته موجّهة إليها بوضوح.
فتحت روديلا فمهـا قليلاً.
ماذا يعني هـذا؟
لم تستطع فهم قلبـه على الإطلاق.
لكن، ربّما بسببِ الموقف…
لم يكن هناك وقت لتسأل المزيد، فأشار آيفرت إليها.
“اركبي على ظهري.”
ثمّ أدار ظهره لها.
حثّها على الإسراع، فتسلّقت روديلا ظهره بطريقةٍ خرقاء.
في هذه الأثناء، كان النبلاء قد رُبطوا بالحبل مثل الأسماك المعلّقة.
لحسن الحظ، يبدو أنّ طول الحبل كان كافيًا.
“إذن―”
عندما كان آيفرت على وشكِ أن يندفع و يكسر الجدار…
“آه، يجب أن نأخذ ذلك.”
أشارت روديلا إلى زاوية السفينة.
يبدو أنّ أحدهم، حتّى أثناء الإخلاء، كان يفكّر في المستقبل و حمل خزنة ثقيلة، لكن وجهه كان متجهّمًا.
“فقدنا المفتاح في الانفجار على أيّ حال.”
من المحتمل أن تحتوي الخزنة على عقد مع الدّوق بينريكس.
لا يمكن أن نتركها.
“سنفكّر في فتحها لاحقًا، احملها.”
“حتّى لو حملناها…”
تردّد الرجل، وكأنّه يشـكّ في قدرته على الصعود بها بسببِ ثقلها.
لكن روديلا أشارت بعينيها إلى آيفرت.
الرّجل الذي سيسبح وهو يسحب أكثر من عشرة أشخاص بحبل.
“…آه.”
أدركَ الرجل ذلكَ متأخرًا وحملَ الخزنة بسرعة.
قال آيفرت لـه:
“إذا أسقطتها، سأرمي الجميع في البحر ليبحثوا عنها، لذا احملها معـكَ.”
“…..!”
تجمّـع عدّة نبلاء مذعورين ليمسكوا بالخزنة.
“هل لا بأس بهذا؟”
سألت روديلا آيفرت بهدوء.
كانت تسأل عما إذا كان هذا الهروب ممكنًا.
لم يكن هذا أمرًا يمكن لأيّ شخص عاديّ تخيّلـه، لكن مع قوّة آيفرت الفطريّة، كان ممكنًا.
أومأ آيفرت برأسه.
―بوم!
في تلكَ اللحظة، اقترب صوت انفجار.
كان ذلكَ يعني أنّ هذا المكان سيُفجَّر قريبًا.
قال آيفرت للنبلاء المذعورين:
“سنكسر الجدار و ندخل الماء، لذا جميعكم ، احبسوا أنفاسكم.”
توجّه آيفرت، و هو يحمل روديلا، نحو أحد الجدران.
بينما كانت تتعلّق به، مستندة قليلاً إلى الأمتعة…
“آه.”
حبسَ الجميع أنفاسهم، و حبست روديلا نفسها أيضًا.
―كوانغ!
كسـرَ آيفرت جدار السفينة وهو يمسك بطرف الحبل.
―شوووك!
اندفعت المياه إلى الداخل، و ابتلعت المجموعة في لحظة.
تحرّك آيفرت بسرعة.
لم يكن بإمكان المربوطين بالحبل مثل الأسماك الحركة بحريّة، لذا كان عليه أن يكسر الجدار بشكلٍ أكبر حتّى في الماء.
وفي الوقت نفسه، لم ينسَ التأكّد من أنّ روديلا متمسّكة بـه جيّدًا.
تشبّثت روديلا بعنقه بقوّة و نظرت إلى الخلف.
لم تستطع إبقاء عينيها مفتوحتين طويلاً تحت الماء، لكن في رؤيتها المشوّشة، رأت النبلاء يصعدون وراءها، مربوطين بالحبل.
―….
في تلكَ اللحظة القصيرة، كانت ردود أفعالهم متنوّعة، من أولئك الذين أغلقوا أعينهم إلى الذين اصطدموا بالآخرين يتخبّطون.
لكن الشّيء المؤكّد هو أنّ الجميع كانوا في حالة ذعر من الخوف من الموت.
بدلاً من محاولة إبقاء عينيها مفتوحتين، قامت روديلا بإغلاقهما.
* * *
“هاه!”
خرج المربوطون بالحبل إلى سطح الماء واحدًا تلو الآخر.
“نائب القائد!”
“السّيدة مسؤولة الشؤون العامة!”
سُمعت أصوات فرقة الفرسان الزّرق.
كانوا يهمّون بخفض قارب، لكن عندما رأوا الأشخاص المربوطين بالحبل، استبدلوه بسلّـم.
―شوووك!
قفـزَ بعض الفرسان إلى البحر لسحب النبلاء فاقدي الوعي إلى الأعلى.
ونتيجة لذلك…
“نجونا!!”
صرخَ النبلاء الذين وطأوا السطح، دون تمييز بينهم.
كان تصرّفًا يرمي بالكرامة جانبًا، لكن فرقة الفرسان الزّرق لم تكن النوع الذي يهتمّ بمثل هذه الأمور، فلم يتفاجأوا.
“ها!”
لكن فرحتهم بالنجاة لم تـدم طويلاً، فقد حاولوا، وهم لا يزالون مربوطين بالحبل، التشبّث بحافة السفينة.
“ما، ما هذا؟!”
في نهاية نظراتهم، كان هناك قتلة مقيّدون بأصفاد سحريّة.
كانوا يقاومون بشدّة، و الأصفاد التي كان يُفترض أن تكون شفّافة كانت مشدودة، كاشفة عن سلاسل زرقاء.
“أوو…”
كانوا يرتدون ملابس زرقاء لا تُرى بسهولة في البحر، وكانوا مقيّدين بشكلٍ أكثر صرامة بكثير مقارنة بالنبلاء الذين كانوا يُفترض أنّهم رهائن.
كان من الواضح الآن لماذا قالت روديلا سيفريك أنّ الاختطاف كان بطريقةٍ “خرقاء”.
“هل أسروا هؤلاء جميعًا أحياء؟”
عندها، أعربت روديلا، التي نزلت من ظهر آيفرت ، عن إعجابها.
رفـعَ آيفرت حاجبيه قليلاً، و كأنّه مندهش أيضًا.
ألم يكن الأسر الحيّ أحد أضعف مجالات فرقة الفرسان الزّرق ؟
لأنّ ضبط القوّة بدقّة كان شبه مستحيل بالنّسبة لهم.
أومأ الفرسان برؤوسهم بفخر.
كانت هذه لحظة تألّق نتائج تدريب روديلا.
“لكن، هل يمكن ترك النبلاء هكذا؟”
أشار أحد الفرسان الكبار، و هو مبلّل تمامًا، إلى الأشخاص المربوطين بالحبل.
كان هو نفسه من أصل نبيل، حتى إن كان قد سقط من مكانته، لذا عرف كم يمكن أن يكون هذا مهينًا للنبلاء، فسأل.
لكن…
“إنّهم من فصيل النّبلاء.”
عند كلام آيفرت، فقـدَ الفارس اهتمامه برعاية النبلاء في لحظة.
“حسنًا.”
كانوا حقًا أناسًا صلبين حتّى في استدارتهم.
قالت روديلا بسرعة قبل أن ييأس النبلاء.
حتّى لو أقنعتهم كشهود، يجب معاملتهم جيدًا حتّى يفتحوا أفواههم!
“هناك نبلاء محايدون أيضًا!”
كان لكلامها تأثير هائل.
“أحضروا مناشف و بطانيّات! وماءً دافئًا أيضًا!”
قرّر نبلاء فصيل النبلاء في تلكَ اللحظة ألّا يكشفوا عن انتمائهم أبدًا.
* * *
بينما كان النبلاء يُقدَّمون لهم الماء الدافئ والبطانيّات، و يتمّ استجواب القتلة…
فصلت روديلا النبلاء المحايدين و أدخلتهم إلى الغرفة.
لم تكن هناك حاجة لإثارة خوفهم أكثر.
ثمّ قالت لنبلاء الفصيل الأرستقراطيّ بوجه جاد:
“كما تعلمون، محاولة الدّوق بينريكس لقتل النبلاء هي جريمة كبيرة. أنتم الذين يمكن أن تكونوا شهودًا على هذه الجريمة الكبيرة.”
ابتلع النبلاء ريقهم.
بعد أن تجاوزوا الموقف العاجل، بدأت الشكوك تتسلّل إليهم بوضوح.
هل سيحمينا فصيل الإمبراطور حقًا؟
“الاختطاف يستحقّ العقاب، لكن كلّما شرحتم بالتفصيل أسباب اضطراركم لذلك، زادت فرصة التساهل معكم.”
عليهم أن يثبتوا بقوّة أنّ دوق بينريكس هو مَـنْ أمرهم.
التفتت روديلا إلى آيفرت و قالت:
“هذا ليس فقط وعـدًا منّي أنا فقط، بل وعـدٌ من الدّوق رويدن هنا أيضًا.”
على الرّغمِ من أنّه وعد تـمّ في خضمّ سفينة تغرق، لم يكن آيفرت لينسى وعدًا قطعـه معها.
“أنا أفعل هذا لأنّـكِ طلبـتِ ذلك.”
عنـد كلامـه، التقـت أعينهما للحظة.
مرّةً أخرى، كلام كهذا.
بينما كان عقل روديلا يتشوّش مجدّدًا…
“لنعالج ذراعـكِ أولاً، سيتولّى الفرسان الأمر هنا.”
قادهـا آيفرت بيده.
ربّما بسببِ بقائها في الماء لفترةٍ طويلة، أو بسببِ التوتر، كان جسدها يرتجف.
في لحظة عدم انتباه، جُذبـت إلى حضنـه.
“همم.”
ابتسم الفرسان بمرح عند رؤية ذلك.
مع اقتراب الموقف من نهايته، و نجاة الثنائي الممثّل لفرقة الفرسان الزّرق ، شعروا أخيرًا بالرّاحة.
لكن…
―كلانغ.
عندما تحرّكت روديلا و كُشفت السلسلة التي تربط معصميهما…
“….؟؟”
امتلأت وجوه الفرسان بالحيرة.
لماذا يرتدي الاثنان هذا؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 111"