“بينيريكس يكره الخونة، و أنا بمثابة شوكة في عينيه. أنتم هنا أيضًا وقعتم خارج نطاق رضاه، أليس كذلك؟”
ضيّقت روديلا عينيها.
“إذن، ماذا تظنّون أن دوق بينريكس سيفعل بهذه السّفينة التي تجمّـع كلّ ما يزعجـه؟”
بـدا النبلاء عاجزين عن الردّ، و وجوههم أخذت تظهر ملامح الصدّمة.
عندها، سأل أحدهم بوجه متوتر:
“لكن، روديلا سيفريك ، كيف عرفَ الدّوق بينيريكس أنّـكِ ستأتين؟ كان بإمكان فرقة الفرسان الزّرق أن ترسل رهينةً أخرى.”
كان سؤالًا حـادًا. أومأت روديلا برأسها.
“قبل فترة، أجرى قسم الشؤون العامة تدقيقًا في قصر السير لاتيني، و أُقيل من منصبـه لأسبابٍ واهية . ثمّ عيّنـوا قائدًا مؤقتًا بدلًا منـه.”
توقّفت روديلا للحظة ثمّ تابعت:
“لم يأتِ الشّخص الذي من المفترض أن يأتي، بل جاء شخص يُدعى مارفن تيلكوت.”
“…..!”
كان ردّ فعل نبلاء فصيل النبلاء واضحًا على هذا الاسم.
“أليس هو الشّخص الذي كان الدّوق يستدعيه كثيرًا مؤخرًا؟”
“هل فهمتم الآن؟ ليس لدينا وقت لنتردّد هكذا.”
عند كلام روديلا، تجمّعت النظرات المتقلّبة للنبلاء في نقطة واحدة.
كانت تلكَ النّظرات موجّهة إلى الفيكونت آريتي، الذي كان يُفترض أن يكون قبطان السفينة.
“يبدو أنّ السّيدة سيفريك على حقّ. لن يكون مفاجئًا أن تكون هناك أجهزة متفجّرة مثبتة على السفينة.”
“صحيح. هذه السفينة ليست مِلككم، أليس كذلك؟”
كما لو كانت الإجابة صحيحة، بدأ النبلاء، بوجوه شاحبة، ينظرون حولهم بقلق.
“ابحثوا عن أيّ أجهزة في السفينة…!”
تفرّق النّبلاء الذين كانوا يمثّلون دور الرهائن، وكذلك النبلاء المحايدون الذين أُخذوا على حين غرة، في أرجاء السفينة بسرعة.
و بعد قليل…
“هنا، هناك شيء غريب مثبت!”
“و هنا أيضًا!”
“أليست هذه قطعة أثريّة؟!”
تحوّلت السفينة إلى فوضى.
“لماذا اكتشفنا هذا الآن فقط؟!”
“ألم تكونوا تتحرّكون بينما كنّا مقيّدين!”
“و هل كنّا نعرف أنّ الأمر سيكون هكذا؟!”
“قالوا إنّ فرقة الفرسان الحمر ستحلّ هذا الاختطاف و أنّهم لن يقتلونا!”
بينما كان نبلاء فصيل النبلاء المقيّدون و الذين يلعبون دور الخاطفين يتشاجرون، لم يبقَ غير النبلاء المحايدون صامتين.
“ما معنى هذا؟!”
كان واضحًا أنّه لم يكن هناك أيّ اتفاق مع النبلاء المحايدين.
“ماذا سنفعل بهذا؟!”
مهما صرخوا و ثاروا، لن تختفي المتفجّرات المثبتة على السفينة.
“أنا سأخرج!”
هرعَ أحدهم نحو السلالم.
“انتظر! الذهاب إلى السطح خطر!”
صاحت روديلا بـه بسرعة.
“ماذا؟ إذن ماذا نفعل؟ أريد أن أعيش!”
ردّت روديلا بصوتٍ واضح للرّجل الصارخ:
“لا أحد هنا يريد الموت!”
هـزّ صوتها العالي الغرفة، فتوقّفت حركة الناس المضطربة للحظة.
اغتنمت روديلا الفرصة و قالت بسرعة:
“لقد جئتُ إلى هنا مع علمي بالمخاطر لأنّ لديّ خطّـة.”
بدأ بعض النبلاء يستعيدون رباطة جأشهم، وأضاءت أعينهم.
“نعم، يجب أن تكون هناك طريقة! أليس كذلك؟!”
عندها، أنزلت روديلا الخنجر.
بالطبع، لم يقاوم الفيكونت آريتي الذي أطلقته.
“لن نهرب إلى السّطح. إذا ذهبنا إلى هناك، سيرون من الخارج أنّنا نحاول الهرب، و سيحاولون تفجير هذه القطعة الأثريّة.”
“من أين يراقبون في هذا البحر؟”
“هناك عدد لا بأس به من زوارق الحراسة التي تجمّعت بسببكم. ربّما يكون أحدهم على متن إحداها.”
سبقت روديلا الجميع إلى سلالم الغرفـة.
“انزلوا إلى الطابق الأدنى، الآن!”
“لنفعل ماذا؟”
“سنخرق جانب السفينة!”
تبعها النبلاء بسرعة و اندفاع.
“كيف؟ هل تقصدين السباحة في هذا البحر الشاسع؟”
“فرقة الفرسان الزّرق تعرف خطّتي بالفعل.”
فرقة الفرسان الزّرق بقيادة آيفرت بالتأكيد قادمة لإنقاذهم الآن.
لكن المشكلة كانت أنّ الوقت محدود.
والأهم من ذلك…
“هل الجميع هنا؟”
“الشّخص الذي كان على السطح لم ينزل بعد!”
هل كان هناك شخص ينتظر على السطح؟
توقّفت روديلا للحظة.
―ووو!
انتشر اهتزاز غريب في السفينة.
شعرت روديلا بموجة طاقة سحريّة مماثلة من قبل.
غالبًا في منشآت السحرة عندما يرسلون إشارات إلى المناطق المحيطة.
كانت هذه الاهتزازات تحدث عندما تصطدم موجات الطاقة بالجدران.
لحظة، إشارة؟
شحب وجه روديلا في تلكَ اللّحظة.
“الشخص على السطح رفـعَ علمًا!”
صاح الفيكونت آريتي.
“كنتُ أشـك بـه منذُ أن رأيت أنّه لم يتبعنا، لابدّ أنّه تابـع للدوق!”
رفع العلم يعني أنّه أرسل إشارة إلى الخارج.
لم يكن هناك وقت!
“انزلوا بسرعة إلى الأسفل و التصقوا بجدار مؤخرة السفينة!”
“من أجل ماذا؟”
“من أجل تفجير السفينة، سيبدأون من المنتصف!”
ألا يجب أن نتجنّب الانفجار، أيّها البشر الأغبياء!
نزلت روديلا بسرعة.
تبعها الناس و هم يدفعونها، وعندما وصلوا إلى مساحة واسعة، تجمّعوا عند الجدار.
“تأكّدوا من عدم وجود أجهزة على الجدار__”
لم يكن هناك حاجة لقول ذلك.
كانوا بالفعل يتحسّسون الجدار بقلق.
“لا يوجد شيء هنا!”
كان الجميع منشغلين إمّا بتحسّس الجدار أو الانكماش، فلم تستطع روديلا الاقتراب من الجدار.
“التصقوا بالجدار!”
كانت على وشكِ أن تقول لهم أن يبقوا هادئين و يتأهّبوا للانفجار، عندما…
―!
مع صوت انفجار تجاوز حدود ما تستطيع أذناها تحمّله، طـار جسدها نحو الجدار.
* * *
“لا تقتربوا أكثر!”
كان الرّجل الذي على السطح يصرخ بهذه الكلمات.
لو كان الأمر بيـده، لكان آيفرت قد شـقّ السفينة و أخرج روديلا فقط.
لكن، لأنّها الشّخص الذي سيحزن حتّى على موت الآخرين…
نظرَ آيفرت إلى الرّجل على السطح بهدوء ثمّ استدار.
بينما كان الخصم يراقب تحرّكات فرقة الفرسان الزّرق بنشاط باستخدام المنظار، كان بإمكان آيفرت رؤية السطح بوضوح ببصره الفطريّ.
كانت روديلا قد دخلت الغرفة بسلام.
كان يعرف بالفعل أين يُحتجز الرهائن في السفينة.
قبل قليل، حصلَ على مخطّط دقيق للسفينة من رايان ديفلت.
لم يختلف مخطّط السفينة عن المعلومات التي جمعتها فرقة الفرسان الزّرق كثيرًا.
بما أنّ روديلا رأت مخطّط السفينة في التقرير، فإذا تحرّكت وفق الخطّة، لن تكون هناك مشكلة.
إذا لم تكن هناك متغيّرات.
تذكّر آيفرت خطّـة روديلا و توقّف عن التنفّس للحظة.
في اللّحظة التي أدار فيها الخصم على السّطح نظره، قفـزَ آيفرت إلى مياه البحر خلسة.
―!
في البحر الشاسع، لا يمكن أن يكون صوت شخص يقفز إلى الماء مدوّيًا.
لذا، استطاع التحرّك بحريّة أكبر ممّا كان عليه على السفينة.
بعد قليل، تحرّك أعضاء فرقة الفرسان الزّرق بناءً على إشارته.
―بلوم! بلوم!
تبعـه عدد من الفرسان الذين سينقذون روديلا و الرهائن و قفزوا إلى البحر.
“هل ننتظر هنا حتّى تأتي الإشارة؟”
سأل أحد الفرسان.
“نعم. بمجرّد أن تستخدم روديلا القطعة الأثريّة المتفجّرة، سنتوجّه فورًا إلى الجزء الأدنى من السفينة…”
بينما كان آيفرت يومئ و يشرح،
―بوم!
دوّى صوت انفجار. توقّف آيفرت للحظة و غطسَ في الماء على الفور.
كان من المفترض أن تفجّـر روديلا الجزء السفليّ من السفينة. لكن الصوت الذي سمعـه الآن كان…
―….!
بينما كان يشـقّ التيّار، كان أوّل ما رآه هو قاع السّفينة الخصم، و الذي كان سليمًا تمامًا.
في لحظة ذهوله، رفـعَ رأسه فوق الماء.
―كواكواكوا!
مع سلسلة انفجارات، انشطرت السفينة المقابلة إلى نصفين و انفجرت.
تألّقت النيران بانعكاس في عينيه الزرقاوين و كأنّها ترقص.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 109"