‘أنـتَ تعرف أفضل من أيّ شخص كيف تسير الأمور الآن.’
‘أنـتَ تعرف أنّ ما تصـرّ عليه غير معقول.’
‘لكنّـكَ لا تزال تريد إيقافي، أليس كذلك؟ تريد أن تسمّيه جنونًا، صحيح؟ أنا أعرف.’
لكن.
“آسفة لقولي هذا في كلّ مرّة، لكن هناك شرط واحد—و هو هذا.”
أخذت روديلا نفسًا قصيرًا، ثمّ أكّـدت على كلماتها.
“ليس هناك نبيل واحد في الإمبراطوريّة غيري لديه شخص سيأتي بالتأكيد لإنقـاذه بأمان.”
بالطّبع، حتّى لو تعاونَ نبيل آخر في هذه العمليّة، سيُنقـذه.
لكن… مع ذلك.
أعرف أنّ التّفكير بهذه الطّريقة طفوليّ… لكن ألن تهتمّ بمسألة إنقاذي أنا أكثر من إنقاذ أيّ شخصٍ آخر؟
ومض مزيج غريب من التّوقّع و التّوتّر في نظرتها نحوه.
كانت واثقـة أنّـه مهما حدث، سيأتي آيفرت لإنقاذها.
بالطّبع، لم يكن الأمر كما لو أنّ روديلا تخطّط للاعتماد فقط على آيفرت.
تابعت بسرعة.
“بالطّبع، لن أجلس و أنتظـركَ فحسب.”
تألّقت عيناها.
“لنفعلها مرّة أخرى. معًـا.”
كما هو الحال دائمًا—لنجـد طريقة للعودة بأمان، معًـا.
“عندما أصعد إلى السّفينة، سأؤمّن السّلامة أوّلاً. لديّ خطّـة بالفعل في ذهني.”
ثمّ قالت لآيفرت،
“هذه الخطّة تحتاج إلى قدراتي، بالتأكيد—لكنّها تحتاج أيضًا إلى شخصٍ يمكنـه بكل تأكيد أن يأتي لإنقاذي. هل هناك نبيل في الإمبراطوريّة غيري لديه مثل هذا الشّخص إلى جانبـه؟”
في اللّحظة التي سمـعَ فيها آيفرت كلماتها، شعر و كأنّه لا يستطيع التّنفّس.
‘لماذا، في كلّ مرّة…’
‘في كلّ مرّة تقنعينني بكلمات لا أستطيع رفضها؟’
‘لماذا تثقيـن بي كثيرًا؟ لماذا تؤمنين بي، و مع ذلك… لا تعطينني ذلكَ المكان إلى جانبكِ؟’
تنفّسَ آيفرت.
التقت نظراته بنظرة روديلا الثّابتة.
‘أنتِ لستِ من النّوع الذي يقوم بأشياء متهوّرة.’
‘هل لديكِ خطّـة ما في ذهنكِ؟’
‘أم أنّـكِ تثقين بي إلى هذا الحـدّ؟’
“الوقت لا يزال يمـرّ، آيفرت.”
ثمّ قالت روديلا،
“آسفة مرّة أخرى، لكن… هل يمكنني الاعتماد عليكَ هذه المرّة أيضًا؟”
ارتجفت زوايا فمها و هي تبتسم—على الأرجح لأنّها كانت ابتسامة مكرَهة.
‘أنـتِ أجمل عندما تبتسمين بشكلٍ طبيعيّ.’
هذا ما فكّـر بـه، على الرّغم من أنّه كان يعرف أيضًا لماذا كانت تتصرّف بهذه الطّريقة.
أغمض عينيـه.
لأنّه يجب ألّا يقول إنّها جميلة. يجب ألّا يخبرها أنّـه كان يحبّها منذُ زمنٍ طويل.
أنّـه في كلّ مرّة تقول فيها أشياء مثل هذه، يجـنّ ولا يستطيع التّفكير في شيء سواها.
هذا يحدث منذُ زمن طويل—لكن يجب ألّا يقولـه.
“سأعطيكِ قطعة سحريّة.”
عندما تكلّم، أضاءت عينا روديلا—غير متأكّد إن كان ذلك التّألّق الحادّ المعتاد، أم لمعـة متؤذية قليلاً.
أراد أن يعتقد أنّه الخيار الأولى.
“إنّها قطعة سحريّة مشبعة بالسّحر التّفجيريّ. إذا شعرتِ بالخطر، استخدميها لتفجير ثقب في جانب السّفينة. ثمّ اقفزي إلى الماء.”
تكلّم آيفرت بصوتٍ هادئ متعمّد، مخفيًا يـده المقبوضة من التّوتّر.
“سـآتي لإنقـاذكِ. مهما حدث.”
‘مثلما تثقيـن بي.’
‘سامضي قدمًا— لذا افعلي ما تريدين.’
انطلقت عربة من فرقة الفرسان الزّرق.
—طقطقة! بانغ!
كانت تُقـاد بأقصى سرعة، و لم تكن الرّحلة سلسة على الإطلاق.
على الرّغمِ من أنّ الأمر كان عاجلاً، لم يذهبوا على ظهور الخيل لسبب بسيط—
كان عليهم أن يتصرّفوا بطريقةٍ تجعل الجهة الأخرى تؤمن أنّ هناك شخصًا ذا قيمة حقًا على متن العربة.
فبعد كلّ شيء، كان النبلاء دائمًا يسافرون بالعربات، مهما كانت الأمور عاجلة.
“……”
بعد أن أعطاها القطعة السّحريّة، لم يقـل آيفرت شيئًا.
حتّى وهو جالس مقابلها، بـدا غير قادر على تحويل رأسه نحوها، كان يحدّق في النّافذة بدلاً من ذلك.
شعرت روديلا بقليل من الألم، و كانت على وشكِ مـدّ يدهـا إلى ستارة النّافذة عندما—
“انتظري.”
كما لو أنّه توقّع حركتها، أوقفها قبل لحظة—و فتح فجأة نافذة العربة.
في تلكَ اللحظة، اُدخلت يـد من الخارج.
“سيّدي، لقد أحضرت المعلومات التي طلبتها.”
على ما يبدو، كان هناك شخص يقترب خارج مجال رؤيتها.
“……”
هل كان يتجنّب عينيها؟ أم أنّه كان ينظر فقط إلى ذلكَ الرّجل؟
أرادت روديلا أن تكون جاهلة للسّبب… لكن من المحتمل أن يكون الأوّل.
شخص مثله يمكنه أن يشعر باقتراب شخص بأعين مغمضة—لم يكن هناك سبب آخر لتحويل نظـره.
بينما توصلت إلى هذا الاستنتاج، فتـحَ آيفرت ورقة صغيرة ثمّ ناولها إيّاها.
“الخاطفون كانوا أشخاصًا من نفس النّادي الاجتماعيّ مثل النبلاء الرّهائن.”
عند ذلك، أخذت روديلا الورقة و فحصتها.
“كما ظننت.”
تأكّدت شكوكها من الاجتماع الآن بالكامل.
كان حاليًا موسم الاجتماعات.
كانت العربات وفيرة على الطّرق، لكن لم تكن هناك تقارير عن هجوم على تلكَ المتّجهة إلى التّجمّعات الاجتماعيّة.
إذن، يجب أن تكون الاختطافات قد حدثت في مكان آخر—و إذا تصادم النبلاء مع نبلاء آخرين، لكانت الفرسان الزّرق قد تلقّت تلك المعلومات.
لكنّهم لم يفعلوا.
كان ذلك يترك استنتاجًا واحدًا فقط.
“كان هناك انقسام داخل نفس النّادي الاجتماعيّ. لسببٍ ما.”
نظرت إلى الأسماء المعلّمة بالأحمر.
على عكس قائمة الرّهائن، التي كانت تضمّ أعضاء من فصيل الأرستقراطيّ و الفصيل المحايد، كان هؤلاء 100% من الفصيل الأرستقراطيّ.
نبلاء يختطفون نبلاء يتمنوم إلى نفس الجانب؟
لو كانت هذه مسرحيّة مدبّرة، لما كان هناك سبب لهذا التّرتيب الواضح.
هذا يعني أنّه نزاع داخليّ.
“سمعتُ أنّ الفصيل النّبيل تزعزع منذُ أن كُشِـف عن قوّات رويدن.”
عندما نظرت إليه للتأكيد، أومأ آيفرت.
“هذا صحيح.”
“إذا قام الأشخاص الذين انضمّوا معتقدين أنّ الفصيل الأرستقراطيّ سينتصر فجأة بتغيير ولائهم نحو فصيل الإمبراطوري، فلن يكون هناك طريقة لألّا يلاحظ بينريكس ذلك.”
و الدّوق بينريكس الذي رأتـه…
—تحطيم!
من كسر كأس نبيذ بيديه العاريتين، إلى إصدار تهديدات وقحة، إلى إنتاج ذلكَ العقد السّخيف…
كان رجلاً طلبَ منها الانحياز إليه—
و رجل لن يستمتع أبدًا برؤية خططه تنهار.
“لا توجد طريقة ليحبّ الدوق بينريكس أشخاصًا يتردّدون هكذا. إذا كانوا في نفس النّادي، لكانوا قد التقوا كثيرًا…”
وطبعًا، كانت مواقفهم السّياسيّة ستصطفّ.
نظرت روديلا إليه.
“إذا تأخّر الفرسان الحمر، ستتدخّل فرقة الفرسان الزّرق. حقيقة أنّ مارفن اختارني بشكلٍ ملائم جدًا… و قبل كلّ شيء.”
نبلاء يختطفون نبلاء من فئتهم الخاصّة—ومع ذلك بدا الخاطفون مستعدّين للمخاطرة بالموت، وهو ما لا يتطابق مع عمل مدبّر.
بوضع كلّ هذا معًا—
“أنـتِ تقولين إنّها خطّة للقضاء على الخونة و أولئك الذين ينوون الخيانة، دفعة واحدة، أليس كذلك؟”
توصّل آيفرت إلى نفس الاستنتاج.
أومأت روديلا.
“وحقيقة أنّهم ضمنوني تحديدًا تعني أنّهم يريدون التّخلّص منّي. و منـكَ أنـتَ أيضًا.”
لأنّـكَ بالطّبع ستتبعني.
مهما كانت قوتـكَ غير بشريّة، هناك القليل مما يمكنكَ فعله في البحر المفتوح.
و إذا كان لديكَ شيء من القوّة، فقد تجعل تلكَ القوّة من الأسهل لهم إغراق السّفينة.
كانت الخطّـة واضحة.
لا بدّ أنّ آيفرت توصّل إلى نفس الاستنتاج—
مـزّق الورقة و قال:
“لا تدخلي. حتّى لو فعلـتِ، لا يمكنـكِ إنقاذهم. بمجرّد أن تصعدي على متن السّفينة، سيغرقونها فقط.”
لا تبادل رهائن، و لا شيء آخر—لم يكن هناك سبب للسير في فـخّ بعد معرفته.
لكن روديلا قابلت عينيه بنظرةٍ حادّة.
“لا، سأدخل. هذه فرصة.”
كان فصيل النّبلاء تحت التّهديد لدرجة أنّهم اختطفوا أعضاءهم فقط للبقـاء.
وكان بينريكس شبه متأكّد من أنّه سيُغرق تلكَ السّفينة.
هدفـه: القضاء على الخونة و التّخلّص من روديلا سيفريك، المرشّحة الرّائدة لمنصب رئيسة الوزراء القادمة.
إذا استطاعت الحصول على دليل على أنّ هذه كانت خطّة الدّوق بنيركس—أو شخص في صفّـه —
و إذا استطاعت إقناع الخاطفين بالشّهادة عن مَـنْ كان يهدّد حياتهم…
فتحت روديلا يدهـا.
“خطّتي هي…”
شرحتها باختصار.
استمع آيفرت دونَ أن يرمش، ثمّ سأل:
“ماذا تعتقدين أنّني سأقـول؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 105"