‘ذلك المعتوه المنحرف…!’
ما الذي يفعله لشخص نائم؟ يا له من تصرف غريب ومروع.
منذ أول لقاء بينهما، كانت تعلم أنه ليس شخصًا طبيعيًا، لكن كلما مر الوقت، ازداد دهشتها منه.
يبدو أنه وجد متعة في هذا المزاح السخيف، فقد أخذ يضع الكريمة على شفتي ديزي مرارًا، ثم يلحسها كما لو كانت حلوى.
“هل هذه هي نكهة الجنة؟”
كان يتمتم بهذا وهو يطبع القبلات عليها باستمرار.
الغريب أن عبارته كانت مماثلة تمامًا لما قالته ديزي لنفسها عندما تذوقت الكعكة قبل قليل.
“لذيذة بطريقة مزعجة.”
لكن طريقته في التعبير بدت أكثر ابتذالًا.
“لكن المشكلة أني لا أظن أني سأدخل الجنة.”
بل كان يفكر بنفس الطريقة التي تفكر بها ديزي — بشأن مصيره بعد الموت. يا للسخرية، حتى أمثاله يقلقون حيال ذلك. ثم فكرت: ربما عدد الأشخاص الذين قتلهم أكثر بكثير مما فعلته هي.
“المشكلة ليست أني لن أذهب للجنة، بل أني لا أستحق الذهاب. أمثالي لا مكان لهم هناك.”
“…”
“لذا لا تذهبي وحدك، إيزي. إن ذهبتي وحدك فلن أستطيع اللحاق بك.”
كان يتمتع بدرجة لا بأس بها من الإدراك الذاتي، على عكس ديزي التي كانت تحاول التكفير عما فعلته. أما هو، فيبدو وكأنه استسلم للأمر منذ زمن.
“اتركي هذا وكل تلك الأمور، وتعالي معي إلى الجحيم. وجودك سيجعل الجحيم أكثر متعة.”
رغم كلماته السوداوية، بدا عليه السرور.
كان يكتفي بقبلات خفيفة حتى الآن، لكن بدا أن الأمر بدأ يتغير، فأصبح يقبّلها بعمق أكثر.
“هاه، اللعنة… لا أستطيع التوقف.”
تمتم بالكلمات بنبرة مضطربة، واقترب منها أكثر حتى أصبح فوقها.
هل عليّ سحب المسدس؟
هيما: سحبيه اشرفلج
خطرت الفكرة في ذهن ديزي تلقائيًا. المسدس الذي أعطاها إياه للدفاع عن نفسها في مثل هذه المواقف.
كان يجب أن تدفعه بعيدًا، أن تهدده بأن تطلق النار إن لم يتوقف فورًا، لكنها…
لسبب ما، لم تفعل. كانت تتردد.
عندما تلامست شفاههما بعمق، تسلل لسانه إلى داخل فمها.
لم تكن تريد الاعتراف بذلك، لكنه كان طعمه لذيذًا.
حتى طعم الكريمة الذي بقي في فمها بدا وكأنه يجعلها تشعر وكأنها تحت تأثير سحر.
ولما تذكرت أن ماكسم يشعر بنفس الشيء، صارت تفهم سبب تلهفه وتنفسه المتسارع.
حينما أبعد شفتيه عنها، كان أنفاسه الدافئة تلامس وجنتيها.
“ممم… ماذا عن هنا؟ دعيني أجرّب هذا.”
لعق القليل من الكريمة العالقة على أنفها.
مقزز! لماذا يلعق أنفي؟!
عندما ارتجف رمش ديزي من الصدمة، ضحك ماكسم وكأنه استمتع برد فعلها.
“آسف، أخفتك؟”
ثم عض طرف أنفها برقة، قبل أن يقبّلها من جديد.
“أنتِ حقًا لطيفة.”
شعرت ديزي بقشعريرة تسري في جسدها، وضمّت قدميها لا إراديًا.
شعور خطير، كأنها فريسة توشك على أن تُلتهم وهي واعية تمامًا. ومع ذلك، كانت تحس بكل شيء بوضوح، وكأنها تستمتع بهذه اللحظة الخطيرة.
“بما أنني تذوّقتك، حان دورك لتذوقيني أنتِ.”
ما الذي ينوي فعله الآن؟
كادت أن تفتح عينيها لتتأكد، لكنها خافت أن يلاحظ أنها مستيقظة.
كان بؤبؤا عينيها يتحركان تحت الجفون المغلقة.
“هيا، افتحي فمك قليلاً.”
ضغط على شفتيها السفليتين برقة، وجعلها تفتح فمها قليلًا، ثم نفخ نفسًا دافئًا، وألصق شفتيه بشفتيها مجددًا.
أول ما شعرت به لم يكن شفتاه بل الكريمة الناعمة.
ما إن تلامست شفاههما حتى بدأت الكريمة تذوب فوق لثتها بنعومة، وكانت حلوة وساحرة.
كان طعمها حلوًا لدرجة جعلتها تشعر وكأن لسانها سيذوب. حرارة خفية بدأت تتجمع في أسفل بطنها.
هل أنا منحرفة أيضًا؟!
كلما فكرت بالأمر، شعرت أنني لست في وضع يسمح لي بلعن ماكسيم براحة ضمير.
وما زاد من شعورها بالانحطاط هو أن هذه ليست المرة الأولى التي تتفاعل فيها بهذا الشكل تجاه ماكسيم فون فالديك.
حتى قبل أن يعود من الحرب، كانت ديزي تحلم أحيانًا بأحلام خفية.
بعد أن تنهي يومها، كانت تنظر إلى صورته وتدعو الله أن يذهب إلى الجنة، ثم تحلم بأنها تعانقه وتغرق معه. لكن تلك الأحلام، بصراحة، كانت فوضوية أكثر من أن تُسمى “النعيم”.
ظنت أنها مجرد شيء عادي.
لكن بالنظر إلى أن رغباتها المنحرفة كانت موجهة إلى ماكسيم منذ البداية، لم يعد بإمكانها إنكار ذلك.
رغم رفضها له بسبب الظروف والوضع، فإنها من الناحية أخرى كانت تنجذب لذلك الرجل الخطر.
لقد أعمى بصيرتي، وانتهى بي المطاف بالانصياع لهمسات الشيطان.
شعرت بالاشمئزاز من نفسها وهي تتظاهر بالنوم بينما تستسلم لقبلاته لتُرضي شهواتها.
ربما لأنها جربت هذا من قبل، بدأت تُبرر لنفسها بأنه لا بأس طالما أنها لا تتجاوز هذا الحد.
وبما أنها رسميًا في وضع نائم، فإن الطرف الذي ارتكب هذا الفعل الغريب هو ماكسيم، لذا لا ذنب عليها—هكذا راحت تخلق أعذارًا سخيفة لنفسها.
كانت قبلاته تُشبه طعم “النعيم”. النعيم التي تُشبه قطعة كعك تُسرق في منتصف الليل.
تعلمين أنه شيء ضار، لكن في اللحظة التي تذوقين فيها أول لقمة، يصبح من المستحيل التوقف… إنها متعة تختلط بالذنب.
محاولاتها المستميتة لتجنب ليلتهما الأولى كانت لها أسبابها. صحيح أنها كانت تخاف منه، لكن ما كان يُخيفها أكثر هو أن تنغمس في تلك المتعة الحلوة وتنسى نفسها.
إنه يقبّل بطريقة قذرة بشكل لا يُطاق.
في حفل الزفاف، كانت مشوشة فلم تنتبه. كانت تملك المعرفة الأساسية، لكنها لم تتوقع أن قبلة فقط قد تُلهب جسدها بهذه الطريقة. ويبدو من هذا أنه محترف بالفعل.
قال إنه أول مرة… وإنه تعلّم من الكتب.
لكن كلما فكرت في الأمر، شعرت أن ذلك كان كذبة صارخة. مجرد أعذار سخيفة لا تُحتمل.
طالت القُبلة وكأنها ماراثون، حتى بدأت تشعر بضيق في التنفس. رغم أن عينيها كانتا مغمضتين، شعرت وكأن السقف يدور من حولها.
عندما بدأت تصدر تأوهات خافتة دون أن تشعر، رفع ماكسيم شفتيه عنها في التوقيت المناسب.
“هل شعرتِ بالاختناق؟ أنا آسف.”
وهو جالس يحدّق إليها وهي متبعثرة بسببه، ضحك فجأة وكأنه لاحظ شيئًا.
“لكن بحق السماء، كيف أكلتِ الكعكة لتصلي بالكريمة إلى هنا؟”
لعق بعناية طول عظمة الترقوة بلسانه، ثم قبّلها.
يبدو أنها أسقطت بعض الكريمة أثناء اندفاعها إلى السرير.
لا! في اللحظة التي اقترب فيها ماكسيم منها، نهضت ديزي بسرعة.
انقلب الوضع تمامًا.
كانت حركة فطرية تمامًا.
كما لو أنها تركب حصانًا، جلست ديزي فوق ماكسيم وسيطرت عليه دفعة واحدة. وفي اللحظة نفسها، أخرجت المسدس من تحت الوسادة ووجّهت فوهته إلى جبهته.
“…ما الذي تفعله بشخص نائم؟”
“أخيرًا استيقظتِ.”
عندما التقت نظراتهما، حيّاها ماكسيم.
لم يبدُ عليه أي أثر للدهشة، وابتسامته الهادئة جعلتها تشك بأنه ليس في وعيه.
“لكن، لماذا أنتِ سريعة هكذا؟”
“هاه؟”
“أن تسيطرين عليّ بهذه السرعة، وأنتِ امرأة؟ هذه ليست حركة عادية…”
حدّق ماكسيم بعينيه هنا وهناك، لكنها سرعان ما أصبحت حادة كأنها سيف.
“هل تلقيتِ تدريبًا متخصصًا أو شيء من هذا القبيل؟”
الانستغرام: zh_hima14
التعليقات لهذا الفصل " 32"