اللعنة، في هذا الوقت، لا يوجد شخص قد يأتي إلى هنا سوى شخص واحد فقط.
زوج ديزي الوحيد، ماكسيم فون فالديك.
‘(تنهد…) قال إنه سيتأخر، فلماذا عاد بهذه السرعة…’
لقد عاد في وقت أبكر بكثير مما أبلغه مسبقًا.
عندما وصلت لأول مرة إلى منزل المدينة، وأعطوها بشكل غريب غرفة فخمة أكثر من اللازم.
اتضح أنها الغرفة التي ستتقاسمها مع ماكسيم.
“أنا… هذه الغرفة كبيرة جدًا بالنسبة لي… هل يمكنني الانتقال إلى غرفة أصغر؟”
بالطبع، حاولت الرفض بلطف.
“لقد اتفقنا أن ننام معًا.”
“هذا كان في فالديك. نحن الآن في منزل المدينة.”
“هل تكرهين النوم معي؟”
هل هذا سؤال؟ كانت تشعر كل يوم بعبء لا يُحتمل. لو قالت مباشرة إنها لا تريده، فمن الواضح أنه سيبدأ جدالًا مطولًا عن التفاهم بين الزوجين.
لذا حاولت ديزي مرة أخرى التعبير عن رأيها بحذر.
“لا، ليس ذلك، لكنها غرفتك يا ماكس… وأشعر وكأنني أستولي عليها… لذا أشعر بعدم الراحة. فقط، هل يمكنني الحصول على غرفة منفصلة؟”
“على أي حال، أنا مشغول وسآتي فقط لأنام. أليس من المؤسف تركها فارغة؟”
“لكن العمة هنا أيضًا، فكوني الوحيدة التي تستخدم هذه الغرفة الكبيرة أمر… غير مريح.”
“أنا لا أحتاج إلا شيئين فقط. سرير كبير ومتين… وإيزي.”
“…”
ما قاله لم يكن له أي تأثير.
ببساطة، كان يملك ذوقًا واضحًا ومباشرًا. ولهذا كانت ديزي تُجبر على النوم معه كل ليلة.
وكان نوع التمرد الصغير الوحيد الممكن هو أن تذهب إلى السرير قبل أن يعود.
لو استمعت لكلامه، كانت ستفقد عقلها، فالأفضل أن تتفادى الحديث من الأساس.
لكن لسوء الحظ، اليوم، وبينما كانت تتسكع دون انتباه، أضاعت توقيت النوم.
“ماذا أفعل؟ ما العمل الآن؟”
كانت بحاجة إلى اتخاذ قرار سريع.
“نعم، سأتظاهر بالنوم. تظاهر فقط… يا اللهي، أحبك دائمًا. تصبح على خير.”
وضعت المسبحة على الطاولة بجانب السرير بسرعة، وسحبت اللحاف على نفسها وأغلقت عينيها بسرعة.
لم يكن هناك وقت كافٍ، لكنها أنهت صلاتها بإخلاص.
طق طق
تكرر صوت الطرق، وحين لم يجد إجابة، طقطق، انفتح الباب وسمعت خطوات مألوفة.
“لقد عدت، إيزي.”
خطوات، خطوات، خطوات—
الصوت المألوف لأحذيته. دائمًا ما كانت أحذية ماكسيم لامعة لدرجة أنه يمكنك رؤية انعكاسك فيها.
والآن بعد أن فكرت في الأمر، لم تكن أحذيته فقط، بل أيضًا حذاءه العسكري.
من المؤكد أن مساعديه يعانون من تلبية أهواء هذا الشخص المصاب بوسواس النظافة.
‘لكن، بالنظر إلى ما يفعله معي، ذوقه في هذا الجانب يبدو عكس وسواسه تمامًا’.
‘لكن ما يهمني؟ لن أحتاج لمعرفة ذلك، سأُنهي هذا الزواج قبل أن يحدث أي شيء أسوأ’.
وبينما كانت غارقة في أفكارها، اقترب ماكسيم منها حتى صار بجانب رأسها.
“أنهيت العمل مبكرًا وعدت. هل نمتِ فعلًا؟”
“…”
‘نعم، أنا نائمة. لذا لا تتحدث معي.’
“تبدين متعبة. هل اشتريتِ أشياء جميلة؟”
همس بلطف وهو يربت على رأسها.
بالرغم من أنها لم تكن سترد عليه، إلا أن ماكسيم واصل الحديث بلا توقف، غير مبالٍ.
ثم طبع قبلة رقيقة على جبينها.
“سأذهب لأستحم أولًا، عزيزتي.”
وبمجرد أن أنهى كلامه، بدأ صوت خلع الملابس، ثم أُغلق باب الحمام، وسمعت صوت الماء يتدفق.
فتحت ديزي عينيها بحذر، متأكدة من أنه لا يوجد أحد حولها.
‘هاه، نجوت بأعجوبة’.
حقًا، كان الأمر على شعرة. لحسن الحظ، لم يشك ماكسيم في شيء، فتنهّدت ديزي بارتياح.
‘العودة مبكرًا بدون سابق إنذار… ما هذا الجنون…’
عليها أن تبدأ في النوم أبكر من الآن فصاعدًا، هكذا قررت بجدية.
‘فلأنم بسرعة’.
قبل قليل، كانت تتظاهر بالنوم. لكن الآن، كانت تحاول النوم فعليًا.
أغمضت عينيها بقوة محاولة النوم، لكن على غير المتوقع، شعرت بأن النعاس هرب منها.
‘كان طعمه لذيذًا لدرجة أن لساني ذاب’.
وقبل كل شيء، كانت تفكر بجنون في طعم “مذاق الجنة” الذي أكلته قبل قليل.
كان يُسمى مذاق الجنة، لكنه بدا وكأنه إغراء شيطاني.
‘نعم، قبل أن يخرج من الحمام، فقط لقمة واحدة إضافية’.
بما أنه من النوع الذي قد يترك الماء يتدفق ويخرج، من الأفضل أن تتحرك الآن وهو لم يمضِ خمس دقائق داخل الحمام.
نهضت ديزي بخفة، وتسللت بهدوء إلى الطاولة.
رفعت الغطاء عن الطبق بهدوء، فانتشر عبير السكر الحلو على الفور.
ثم قطعت قطعة كبيرة من الكعكة بالشوكة الصغيرة، ووضعتها في فمها.
‘هممم، هذا هو بالضبط ما كنت أريده’.
ارتجف جسدها من الحلاوة السماوية التي منحتها كعكة الكريمة الطازجة.
‘تبا، لا يهم، فقط لقمة واحدة أخرى…’
وبينما كانت تقطع قطعة أخرى لتضعها في فمها — توقف صوت الماء فجأة.
‘اللعنة…’.
قفزت ديزي مذعورة نحو السرير.
طقطقة—وبعد لحظات، فُتح باب الحمام ودوّى صوت خطى ماكسيم وهو يخرج. ارتجفت ديزي من الخوف واحتمت بالغطاء، مغلقة عينيها بإحكام، خشية أن يلاحظ أنها مستيقظة.
صوت شباشب داخلية تنزلق فوق السجادة… ومع اقترابه، حبسَت ديزي أنفاسها وهي مشدودة الأعصاب.
“انظري، ارتديت رداء الحمام.”
لماذا يقول شيئًا كهذا لشخص نائم؟
ثم، هل هذا أمر يدعو للفخر؟
“هذا النوع من اللباس ليس من ذوقي أبدًا، لكن طالما أن إيزي تريده، فلا مفرّ.”
تمتم بكلامه لنفسه، لكنه بقي واقفًا قرب رأس ديزي دون أن يتحرك.
نظرت إليه من خلال فتحة ضيقة بين جفنيها، فوجدته يحدّق في وجهها النائم بلا حراك. كما فعل في مشغل الملابس في وقتٍ سابق، وها هو يعيدها الآن. كانت نظراته تُشعرها دومًا بالاختناق وكأن أنفاسها تُسحب.
فوو—صدر عنه ضحكة خفيفة ساخرة.
لماذا يضحك؟ هل يبدو وجهها وهي نائمة مضحكًا؟
أرادت أن تواجهه بتساؤلاتها، لكنها كتمت الأمر في داخلها. في تلك اللحظة، لامس إصبعه طرف شفتيها. ضغط بإبهامه على شفتها السفلى، ثم قبلة، صوته وهو يمتص الكريمة.
“ما الذي كنت تفعلينه قبل النوم؟”
“…….”
“هل بسبب فمك الصغير؟ لستِ بطفلة، ومع ذلك تلطخين كل شيء عند الأكل.”
يا إلهي… يبدو أن آثار الكريمة لا تزال على طرف فمها من محاولتها التسلل وأكل الكعكة.
ترددت كلمات خالتها في ذهنها وهي تنصحها بالتخلي عن شراهتها. لطالما تجاهلتها، لكن الآن فقط بدأت تشعر بالندم.
كان عليها أن تنام ببساطة بدلاً من سرقة قضمة.
شعرت ديزي بالخجل لدرجة أنها أرادت أن تبتلعها الأرض.
“قالوا إن طعمها كطعم الجنة… لا أنكر، المذاق فعلاً رائع.”
أبدى ماكسيم رأيه في الكعكة بعد أن لعق شفتيه بتذوق.
حتى هذا المعتوه اعترف بطعمها. فهل كان يمكنها المقاومة؟
لكن… كيف عرف أنها تُدعى “طعم الجنة”؟
“طعم الجنة” لم يكن سوى شعار دعائي لكعكة مشهورة من محل شهير.
هل من الممكن أنه خمّن اسمها فقط من خلال طعم الكريمة؟
أم أن هناك من يبلّغه بكل تفاصيلها الصغيرة؟
هل… لذلك أرسل ماري غولد إليها؟
يا رب، لا. فقط لا هذا.
تمنت من كل قلبها أن يكون فقط صاحب حاسة تذوق خارقة، لا شيء أكثر.
ومع تصاعد الشكوك والمشاعر المضطربة، زادت الكآبة في قلبها.
في تلك اللحظة، تراجع الصوت القريب منها وسمعت خطوات شباشبه تبتعد على السجادة.
فتحت ديزي عينيها بخفة، دون أن يشعر بها، وراقبت كل تحركاته.
ماكسيم تقدم بخطوات واثقة نحو الطاولة الصغيرة.
ثم رفع غطاء الكعكة ونظر إلى ما تبقى منها بتمعّن.
“هل هناك فأر في هذه الغرفة؟”
يبدو أن آثار الشوكة في الكعكة كانت فاضحة بشكل مؤسف.
شعرت ديزي بالحرج يتسلل إلى جلدها حتى أصابتها قشعريرة.
قبضت على يدها بقوة.
رفع الشوكه وتذوق قليلاً من ما تبقى.
مضغ بصمت لبعض الوقت، ثم تنهد تنهيدة خفيفة.
“هذا ليس الطعم.”
ماذا يقول؟ قبل خمس دقائق فقط كان الطعم نفسه “طعم الجنة”.
لا يمكن أن يكون قد فسد بهذه السرعة… شيء ما لم يكن طبيعيًا.
ثم حمل الطبق وتوجّه نحو السرير.
ديزي كادت أن تتوقف عن التنفس.
طقطقة—صوت الطبق وهو يُوضع على الطاولة الجانبية بجانب السرير، ومعه انتشر عبق الحلوى في الجو.
سالت لعابها بلا وعي.
في تلك اللحظة، اضطرت ديزي أن تعترف لنفسها بأنها عبدة لرغباتها.
لا أمل لها.
فجأة، طَخ—لامس إصبعه شفتيها وأنفها بلا اهتمام، وترك آثار كريمة حلوة ناعمة على جلدها.
ما هذا؟ هل يلعب بالطعام على وجهي؟
تصرف طفولي كمن يكتب على وجه صديقه النائم… هذا أسوأ من سيئ.
لكن ما كان أسوأ من تصرف ماكسيم، هو أن ديزي أرادت حقًا أن تلعق الكريمة بلسانها.
شعرت باحتقار كبير لنفسها في تلك اللحظة.
ثم، تشبّ—وُضعت شفاه ماكسيم على شفتيها برفق.
“نعم… هذا هو.”
تمتم وكأنه في حالة نشوة وهو يسحب شفتيه بعيدًا.
الانستغرام: zh_hima14
التعليقات لهذا الفصل " 31"